شاعر أردني
كريشةٍ يحمُلها هواءٌ خفيف
أمرُّ على ضفافِ النيل
أعبرُ أزقةَ "الحسين"
أدورُ في ميدان" طلعت
حرب"
أطيرُ عالياً إلى "السيدة
زينب"
محملاً بذكريات "الجبرتي"
و"ابن إياس"
مستذكراً آذانَ المغربِ في
شهر رمضان.
أبي لا يقتنعُ بفكِّ صيامه إلا
حين يسمعُ آذانَ القاهرة
تعيدني العاصفة إلى تلك الجبال
إلى طفولةٍ مهدورةٍ في
بلدةٍ نائيّةٍ جنوبَ الأرض
ترفعني الريحُ قليلاً
ثم تخرُّ بي نازلةً عند "ميدان
التحرير".
أشدُّ جناحَ الريشة فتمسك
نفسها قليلاً
تلفُّ الأرصفة واحداً واحداً
تنثرُ الهواءَ على وجوه
العابرين
تمسِّد وجوه النوبيين
الجميلة
تمسحُ غبارَ الأزمان عن
المباني الجاثمة.
أستذكرُ بلادَ الشام
تلك التي صارت مطاعم
شاورما هنا
أسترجعُ ذكريات المدرسة
الإبراهيمية في الخليل
أستذكرُ هراوات الجنود
الفاشيست
صرامة وجوههم الخرسانية.
أهبطُ إلى غور الأردن
أعبرُ النهرَ
أحتمي بعجز النهر عن
الفيضان
أصعدُ إلى "عمون"
تلفّني زوبعةٌ من صحراء الحنين
تحملني بعيداً
تذهبُ بي يميناً
شمالاً
عالياً
حتى أعلو
أطير.. وأعلو
ترفقي بي أيتها الزوبعة!
لا تسقطيني سريعاً بلا
شفقة
كنت أشتاقُ إلى نسيمٍ طريٍّ
يحملني برفق إلى "أرابيلا"
كي أرتاحَ قليلاً فوق تراب "حوران"
لكنَّها الريحُ تعاود الجنون!.
القاهرة
22/2/2023