محمد المشايخ
كاتب وباحث أردني.
تتوجّه رواية الفتيان إلى الفئة العمرية الممتدة بين 12 و18 عامًا، وهي الفئة التي عـَـبـَـرَت الطفولة، لكنَّها لم تتخطَّ مرحلة المراهقة، وفيها يحدث الانتقال التدريجي للفتيان نحو النضج البدني والجنسي والعقلي والنفسي، وتحدّد مؤسسة "جائزة كتارا" طول رواية الفتيان بين 20 و 40 ألف كلمة، وقد تأخر العالم كله في الكتابة للفتيان، ويعود سبب الاهتمام بكتابتها في السنوات الأخيرة، لبدء ظهور جوائز لها.
يتراوح تصنيف الروايات الأردنية، بين أن تكون موجهة للأطفال، ومنها: «أطفال القدس القديمة» لمفيد نحلة، أو للناشئين، ومنها: «سارة» لياسر سلامة، أو لليافعين، ومنها: «لم أكن أتوقع» لراشد عيسى، أو للأطفال واليافعين، ومنها: «يخضور ابن الشجرة» لناصر شبانة، وثمة روايات للصغار والكبار، ومنها: روايتي «طير من السماء، مذكرات قط أشقر» لعطية عبد الله عطية، أو قصص للفتيان، ومنها: «الأولاد والغرباء» لنايف النوايسة، و«في بيتنا يسكن السنونو» لمنيرة شريح، أو قصص طويلة، ومنها «أيام صبا الباسمة، واللؤلؤة دانا» لهدى فاخوري، أو حكاية، ومنها: «الغزال الصغير» لسميح أبو مغلي، أو حكايات، ومنها: «مصلحة مشتركة وحكايات أخرى» لشهلا الكيالي، و«حكايات من الطفولة» لكريمان كيالي، وسلسلة «حكايات بطولية للأطفال» لروضة الهدهد. وبعضهم اكتفى بكتابة (قصة للفتيان)، ومنها: «نداء مدينة» لجليلة حياصات العليمات، أو قصة للأطفال، ومنها «الماستان» لزليخة أبو ريشة، وثمة كتب صنفها مؤلفوها على أنَّها (قصة)، ومع ذلك تعامل النقاد معها على أنها رواية للفتيان، ومنها قصة «النهر» لجمال أبو حمدان الصادرة عام 1979في 48 صفحة.
تتنوّعُ مضامين روايات الفتيان في الأردن لتشمل:
الروايات التاريخيّة: وتعتمد على الشخصيات التاريخية، والأماكن الأثرية، والتي تتناول ما شهدته البشرية في ماضيها من حروب ومعارك، ويُمثلها مشروع صفاء الحطاب (سلسلة الحضارة المفقودة) ورواياتها: «لصوص الآثار، صندوق صقلية، نفرتاري الرقيم، النبطي المنشود، حكايات مريم».
الروايات الاجتماعيّة: التي تتناول العلاقة بين مـُكوّنات المجتمع، منطلقةً من الأسرة والعلاقة بين أفرادها وبين محيطها الخارجي، ويـُمثل هذا الصنف: «أسرار صغيرة» لسناء حطاب، و«عبده والبحر» لدينا علاء الدين، و«الوداع الأخير» لنضال البزم، وروايات منصور عمايرة «البحث عن الرحيق، نص انصيص، نجمات العيد»، وروايات محمود أبو فروة الرجبي «جود فِي مهب الرِّيح، من سرق قلب جمان، الحب لا يأتي مرتين، شيطان الأخلاق الحميدة، هارب من الجنون، مَخْلُوق العَجائِب السَّبْعَة»، وروايتي ياسر سلامة «أمي، و دكتورة مجدولين»، و«المغترب» لعطية عبدالله عطية.
الروايات التعليميّة: وهي المعنية بالتربية والتعليم، وبكلِّ ما في المؤسسات التربوية من كادر أكاديمي، وهيئات تدريسية، وطلبة، ومناهج، ووسائل تعليمية، وتمثلها: روايتا محمود أبو فروة الرجبي «فِي قَلْبِي برتقالة، مغامرة فِي محمية الشومري»، وروايتا ريا الدباس «سافر مع زيد وتسنيم، حمزة يزور جمعية المكتبات الأردنية»، و«حكاية الكلب وردان» لنايف النوايسة، «أنت قادر» لفادي علي البتيري.
روايات الخيال العلميّ: وفيها يحلـّق الخيال المجنـّح في الكون وظواهره، ليبتكر أمورًا خارقة وجديدة وغير معروفة ولا مألوفة، وتندرج في هذا الصنف: «سلومين» لراشد عيسى، و«الصديق الطائر» لنضال البزم، و«قرش في كأس ماء» لرمزي الغزوي، و«فتاة السحاب» لهدى فاخوري، و«القادم من المستقبل» لنهلة الجمزاوي.
الروايات الوطنيّة: وتستعرض الغزو الذي تعرّضت له الأرض العربية واستبسال أبنائها في الدفاع عنها، ومنها: «الأطفال يحبون الأرض كثيرًا» لمفيد نحلة، و«جريمة تستهدف الوطن» لنضال البزم، و «أبناء الشمس» لمحمد درويش عواد، و«منصور لم يمت» لمحمد جمال عمرو ومحمود الرجبي، و«الأطفال يحبون عبد الرؤوف» لمحمد عيد، و«كنعان اليبوسي» لنجلاء حسون، و«فتى الغور» لكامل أبو صقر.
تماهى مبدعو رواية الفتيان معهم، وتوافرت لديهم القدرة على تطويع اللغة لإنتاج نصٍّ يستوعبونه، واستخدموا أسلوبًا بسيطًا، يعتمد الإيحاء والتلميح والإشارة، يخلو من التعقيد والغموض، ويتمتع بالجمال، والإيجاز والتكثيف، وتنويع صيغ التعبير. واستثمروا التقنيات السردية من: حكي ووصف وحوار ومونولوج واسترجاع، وأبدعوا الحبكة المحكمة، التي تتضافر فيها الأحداث والشخصيات في توازن محسوب دقيق، داخل فضاءات مكانية وزمانية، تتوالى عبر آلية التشويق، وأيضًا تفادي المباشرة والخطابيّة التي تحوّل الرواية إلى وصايا ومواعظ التربوية.
وفيما يلي بعض الملاحظات حول مسيرة رواية الفتيان في الأردن:
1. فازت روايات الفتيان الأردنية التالية، ب"جائزة كتارا للرواية العربية": «دفتر سيرين» لكوثر الجندي2017، «أصدقاء ديمة» لسناء الشعلان 2018، «قاهر قراصنة السند» لندى جمال صالح 2020، وتمّت ترجمة الروايات الثلاث إلى الإنجليزية، وحُوّلت رواية «أصدقاء ديمة» لسناء الشعلان إلى رواية صوتية مسجلّة ضمن مشروع (مشوار وراوية)، كما صدرت بلغة بريل للمكفوفين بالتعاون بين مركز النور ودار كتارا للنشر والتوزيع في الدوحة بقطر عام2021.
2. لم يتم لغاية الآن تحويل أية رواية أردنية للفتيان إلى مسلسل تلفزيوني أو فيلم سينمائي.
3. بعض روايات الفتيان تم نشرها في عدة أجزاء، ومنها رواية محمد جمال عمرو: «الثلاثة الشجعان أشعب ونجيب ويمان» التي صدرت في 7 أجزاء.
4. بعض روايات الفتيان الأردنية صدرت في عواصم العربية، ومنها: «أرض العسل» لرشاد أبو شاور (بيروت 1979)، و«الخروج، والفتى الشهيد» لأحمد أبو عرقوب (دمشق 1982).
5. كتب بعضهم روايات الفتيان باللغة الإنجليزية فقط، ومنها رواية «الياقوتة» التي أبدعتها سارة خليل دولة.
6. ثمة أدباء لديهم روايات مخطوطة للفتيان لكنَّها لم تُنشر، منها روايتي «حديث المدن، وبرلمان وأطفال» لميمونة الشيشاني.
7. وعدا عن الروايات النثرية للفتيان، صدرت روايات شعرية لهم، منها رواية رياض سيف «حكاية الولد الفلسطيني طارق الكنعان» الصادرة في عمان عام1987.
* يُعتبر كتاب الناقد العراقي نجم عبد الله كاظم «رواية الفتيان: خصائص الفن والموضوعات» الصادر عن المؤسسة العربية للدراسيات والنشر في بيروت عام 2014ـ أوّل كتاب يصدر حول رواية الفتيان في الوطن العربي.