محمد سلّام جميعان
شاعر وناقد أردني
mjomian@gmail.com
اللقاءات الحواريّة حول الأوراق النقاشيّة الملكيّة/ منتدى الفكر العربي
يشتمل هذا الكتاب فحوى خلاصة مساهمات فكريّة، بحثيّة وحواريّة مكثَّفة، لدراسة الأوراق النقاشيّة التي طرحها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، حول أسس "بناء الديمقراطيّة"، و"تطوير النظام الديمقراطي"، و"أدوار أطراف المعادلة السياسيّة"، و"التَّمكين الديمقراطي والمواطنة الفاعلة" و"تعميق التحوُّل الديمقراطي"، وهي الأوراق التي هدفت إلى عرض رؤية جلالته لمسيرة الإصلاح الشامل في الأردن.
وقد أسهمت نخبة من السياسيّين والمفكرين والأكاديميّين والإعلاميّين في النقاشات التي تناولت منظور جلالة الملك ورؤيته الإصلاحيّة بمشاركة وتوجيه من سموّ الأمير الحسن، الذي قدَّمَ لهذه الحوارات وعَرَضَ باستبصار رؤيويّ عميق ينفذ إلى أسس رؤية جلالة الملك ومنطلقاتها وأهدافها. وممّا جاء في مقدِّمة سموّه:
"لقد استشعر الأردن مبكرًا ضرورة الإصلاح الذي يتوجَّب في مساره معالجة تناقضات الهويّة والمواطنة والتقسيمات الجزئيّة والفرعيّة، بدءًا تطبيقيًّا من قمة الهرم التشريعي، وتحديدًا دستور عام 1952، في حين تمثِّل مسيرة الإصلاح الشامل التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، والتي تضمَّنَتها الأوراق النقاشيّة الملكيّة الخمس، الضامن للاستقرار والتَّنمية في الوطن". وفي موطن آخر أضاف سموّه: "وتشكِّل المواطنة مكوِّنًا أساسيًّا في بنيان الديمقراطيّة، حيث تتَّخذ مكانها الرّاسخ في إطار دولة يتَّسع مضمونها ورحابها لكل المواطنين، بصرف النَّظر عن توجُّهاتهم ومعتقداتهم، ويتمّ فيها، بضمانة الدستور، تحقيق المساواة واحترام الحقوق والواجبات والوحدة الوطنيّة والحريّات والتعدديّة السياسيّة والحزبيّة، والشفافية والمساءلة، والإرادة الشعبيّة الحرّة في اختيار مجلس نيابي عن طريق انتخابات نزيهة".
يقع الكتاب في 162 صفحة، تضمَّنت فضلًا عن تقديم سموّ الأمير الحسن، ستة فصول، اندَرَجَ تحت كل فصل محاور، يتناول كل محور منها قضيّة من قضايا الإصلاح المنشود، أعقبها نصوص الأوراق النقاشيّة الملكيّة.
الأردن في حرب 1967/ معالي الدكتور سمير مطاوع
يقدِّم هذا الكتاب دراسة شاملة تتضمَّن شرحًا كاملًا لكافة العوامل والظروف والتطوُّرات التي مكَّنت إسرائيل من تحقيق هدفها الاستراتيجي باستكمال احتلالها لبقيّة فلسطين التاريخيّة عام 1967.
ويؤكِّد د.مطاوع أنه يهدف إلى تقديم رؤية مختلفة وأكثر توضيحًا لمجريات الحرب من مسارح القتال العربيّة، وبشكل خاص من المشهد الأردني، والتطوُّرات على الجبهتين المصريّة والسوريّة، وكيف كان تأثيرها على العمليّات القتاليّة، والنتائج التي ترتَّبَت عليها في جبهة القتال في الضفة الغربيّة، استنادًا إلى الوثائق من المصادر الأوليّة التي كشفت النقاب عنها لأوّل مرَّة مثل وثائق وخطط العمليّات وسجلّ العمليّات الحربيّة للقيادة العامة للقوات المسلحة الأردنيّة، بما في ذلك التعديلات التي أدخلتها القيادة العربيّة الموحَّدة التي أنشأها مؤتمر القمّة العربيّ الأوَّل عام 1964 لدراسة الأوضاع الميدانيّة واقتراح برامج لتعزيز ورفع قدرات وجاهزيّة القوّات العربيّة المحيطة بإسرائيل وتزويدها بالأسلحة والطائرات التي ترفع من قدراتها القتاليّة لمقاومة أيّ محاولة إسرائيليّة لإعاقة أو تدمير منشآت تحويل مياه نهر الأردن إلى الدول العربيّة، والحيلولة دون قيام إسرائيل بتحويل روافد النَّهر العربيّة إلى صحراء النَّقب لإعمارها وإسكان ملايين المهاجرين اليهود فيها.
يُضاف إلى ما سبق شهادة الفريق عبدالمنعم رياض الذي قاد القوّات العربيّة في ما وُصف بالجبهة الشرقيّة، وبشكل خاص القوات المسلحة الأردنيّة من "المركز المتقدِّم" في عمّان، واستنادًا كذلك إلى وثائق الديوان الملكي الهاشمي، بما في ذلك الرَّسائل المتبادَلَة بين الملك الحسين ورؤساء الدول في موضوع الحرب، والأهم من كل ذلك محضر اتفاق الدفاع المشترك بين مصر والأردن الذي وُقِّع يوم 30-5-1967 أي قبل خمسة أيام من بدء الحرب، والذي حدَّد الدَّوْر الذي ستقوم به القوّات الأردنيّة في حال نشوب الحرب.
وأشار د.مطاوع إلى أنَّ من أهمّ ما اعتمد عليه أيضًا الشهادات المسجَّلة، وفي مقدّمتها سبع ساعات مسجَّلة على خمسة أشرطة مع الملك الحسين، أجاب فيها جلالته عن جميع الأسئلة المتعلقة بموضوع الحرب، ومقابلات أخرى مع جميع الضباط الأحياء -في فترة الإعداد- الذين شاركوا في الحرب من رتبة رائد وإلى رتبة مشير.
كما أجرى د.مطاوع مقابلات أخرى مع الفريق محمد فوزي رئيس أركان القوّات المسلّحة المصريّة في أثناء حرب 1967، وعشرات آخرين من السياسيّين، إضافة إلى الوثائق المتوفِّرة في بريطانيا والولايات المتحدة الأميركيّة وإسرائيل، وإلى مقابلتين في غاية الأهميّة أولاهما مع الجنرال "جون باجيت غلوب" القائد العام للقوّات المسلّحة الأردنيّة (الجيش العربي) في أثناء الحرب العربيّة الإسرائيليّة عام 1948، واللورد "كارادون" مندوب بريطانيا الدائم في الأمم المتحدة في فترة حرب 1967 وواضع نص أشهر قرارات مجلس الأمن الدولي في مضمار الصراع العربي الإسرائيلي ( قرار 242). وهذه المقابلات الأخيرة تمَّت في بريطانيا في الفترات من آذار/ مارس 1983 إلى أيلول/ سبتمبر 1984.
والكتاب في مجمله يكشف النَّظرة الموضوعيّة والرُّؤية الاستراتيجيّة للقيادة الأردنيّة والخيارات التي كانت أمامها، وكاشفًا كذلك عن الحاجة إلى قراءات موضوعيّة هادئة وعميقة في مجرياتها لمقاربة الحقائق وتعريف الأجيال الجديدة بملابساتها. خمسة أعوام في شرقي الأردن/ الأرشمندريت نعمان بولص
يتصدَّر هذا الكتاب تقديمٌ لشاعر القطرين خليل مطران، ووطّأ له مؤلّفه نعمان، بقلائد نثريّة مهداة إلى الملك المؤسِّس عبدالله الأوّل ابن الحسين "إلى الأمّة العربيّة النبيلة، وإلى حضرة صاحب السّمو الملكي الأمير عبدالله المعظّم، زعيم الشرق العربيّ وحامل لواء نهضته، والعامل الأكبر على عمرانه وحضارته وترقيته وازدهاره، بمآثره الغرّاء ومآتيه الحسناء... وقد لقينا في مقرّ الأمير، بشهر كانون الأوّل سنة 1927 حفاوةً وإكرامًا وترحيبًا، وأحيينا في خلدنا ذكر أمراء العرب الأماثل، وتمثّلنا الكرم الحاتميّ والعلم الزّاخر والأدب الرّائع في كلّ مظهرٍ من مظاهره الفتّانة، وقد علم سموّ الأمير بكتابنا هذا فاستنهض همّتنا إلى نشره وتعميم فائدته، فلم نَرَ بُدًّا من تحقيق أمنيته ورغبة الكثيرين من أصحاب العرفان".
والكتاب ثمرة من ثمرات جَوَلان مؤلِّفه في الديار الأردنيّة وما رآه في إمارة شرق الأردن -آنئذٍ- من اتِّساع أرجائها، وما لمسه وخَبِره من سياسة الهاشميّين وفطنتهم، وما عاينه من المعاهد العلميّة المنتشرة في كلّ أطراف الإمارة، فضلًا عن طُرُق المواصلات المنظّمة، والأمن المستتبّ، والعناصر المختلفة والطوائف المتنوِّعة التي تتغنّى بغدٍ ميمونٍ سعيد.
ويبيِّن المؤلِّف التقسيمات الإداريّة وما كانت عليه ربّة بني عمّون سنة 1913 وجرش وحسبان والكرك وعجلون وجدارا ومأدبا وماعين وغيرها من المدن التي تمنّى أن يكون لها بحث خاصّ منفرد.
وفي حديثه عن عشائر شرق الأردنّ، يورد نعمان جدولًا يذكر فيه العشائر كلّها وفرقهم وشيوخهم ومواقعهم وعدد بيوتهم، مع حواشٍ قيّمة عن درجة غناهم وصلاتهم بِمَن جاورهم ونفوذهم، وشيء من أشعار البادية الأردنيّة.
وفي الكتاب حديث عن الحكم والقضاء في شرقي الأردن، ومنه يقول: "..ولم نرضَ بنقل ما طالما سمعناه وقرأناه عن ذكاء القضاة وتوقُّد ذهنهم، حتى رحلنا بنفسنا إلى مضاربهم ونزلنا تحت خيامهم، وحضرنا مجالسهم وتعهَّدنا قاضيهم، ورأينا مجرى الدَّعاوى وما يحتاط بها من مقدِّمات ونتائج..".
وفي كتابه، لم يكتفِ المؤلف بالبحث عن آداب العرب وشعرهم وقضائهم ونظامهم، بل تناول موضوع عقائدهم الدينيّة، داحضًا قول بعض الأوروبيّين بأنّه: "لا دين للبدويّ، بل هو جاهلي في سائر حياته وحالاته".
ويشكِّل الكتاب أرضيّة خصبة لدراسات علم الاجتماع الثقافي والعمراني، والتحوّلات التي تؤسِّس للنَّهضة والتطوُّر المجتمعي والسياسي.