شعر: قيس الطه قوقزة/ الأردن
أَنَا ضِفَّةُ البَحْرِ
أُغنِيَةُ الهَارِبينَ
وَأَحلَامُ مَنْ لَا يَنَامُونَ
وَنَافِذَةُ الشُّعَرِاءْ...
أَتَيتُ مَعَ الغَيمِ حتَّى أُعَلِّمَ
مَنْ غَافَلَ الوَقْتَ كَيفَ يُوارِي
وُعُودَهْ
وَكَي يَتَعَلَّمَ أَنْ يَمنَحَ
اليَاسَمِينَ صُدُودَهْ...
أَنَا حُزْنُ ذَاكَ الجَنُوبِيِّ
قَلبِي صَدِيقُ الفَرَاشاتِ
وَالأَبرِيَاءْ...
وُلِدتُ لِأَمنحَ نَايَ اليَتامَى
نَشِيدَهْ...
لَا مَكَانَ سَيَتَّسِعُ الآنَ لِي وَلَكُمْ
غَيْرَ خَيْمَةِ عِشْقٍ تَضِجُّ بِأَحلامِ
مَنْ خَذَلَتْهُمْ مَوَاعِيدُهُمْ قَابَ قَوسَينِ
أَوْ ضِحْكَةُ البُسَطَاءْ...
وَابتسامَةِ سَيِّدَةٍ وُلِدَتْ قَبلَ أَنْ يَكْشِفَ
المَاءُ لِلشَّفَتَينِ خُدُودَهْ
أَنَا شَاعِرُ الوَرْدِ...
أَوَّل مَنْ عَلَّمَ الشُّعَرَاءَ الحَدِيثَ
عَنِ الضَّوءِ وَاليَاسَمِينِ...
وَمَا قَدْ تَيَسَّرَ مِنْ أُغنِيَاتِ المَرِايَا
وَمَا ظَلَّ مِنْ عَتَبَاتِ الجِهَاتِ الوَحِيدَهْ
كَسَرْتُ جَمِيعَ القَواعِدِ...
سِرْتُ عَلَى لَحْنِ أُغْنِيَةٍ
كَانَ صَوْتُ (الكَمَنْجَاتِ) فِيهَا حَزِينًا...
وَكُنْتُ أٌرِيدُ الثُّرَيَّا
أَرَدْتُ احتِضَانَ السَّماءِ البَعِيدَهْ
وَأَنْ أَمْلَأَ الأَرضَ بِاليَاسَمِينِ
وَعُدْتُ مَعِي بَيْدَ أَنِّي
بَقِيتُ سِوَايَا...
وراودتُ مَنْ عَبَروا مِنْ خَيَالِي
لِكَي يَفتَحَ الوَقتُ فِي القَلْبِ
سِلْـمًا قَدِيمًا
وحَرْبًا جَدِيدَهْ...
أَنَا شَاعِرُ الوَرْدِ
بَحَّةُ صَوتِي تُحَرِّكُ
صَمْتَ الجَمِيلاتِ حِينًا
وَحُزْنَ المَمَرَّاتِ حِينًا
وَقَلبِي عَلَى وَجْنَتَينِ
مِنَ البُرتُقَالِ تَرَبَّى
لِيَكْبُرَ فِيَّ هَوَايَا...
وَيَنثُرَ فيما تَبَقَّى مِنَ
الأُمنياتِ وُرُودَه
وَأَتْقَنْتُ كُلَّ لُغَاتِ العَصَافِيرِ
لَكِنَّنِي لَمْ أَنْتَبِهْ
أَنَّ جُنْدَ "أَبِي المِسْكِ" خَلْفِي...
فأَكْمَلْتُ سَيْرِي
عَلَى لَحْنِ أُغْنِيَةٍ جُبِلَتْ
مَعْ تُرَابِ الخَطَايَا
ومِتُّ، لِتَحيَا القَصِيدَهْ...