شعر: محمود الشلبي
شاعر أردني
قُلْتُ للريح: هُبّي على خيمتي في العراءْ.
فأنا تحتها أكتبُ الشِّعرَ،
في دفترِ الغيم،
لا يستبدُّ بوحدته
غيرُ رَجْع النداءاتِ،
أشهدُ أني غريبٌ...
وأنَّ الذي في يدي جَمرْةُ الكبرياءْ.
***
ليس لي في المدى
غيرُ رايةِ قلبي تُرفرفُ
مثلَ الطيور على واحةٍ في الفَلاةِ،
ويلزمُها نخلةٌ تشكُرُ العابرينَ،
وتلثمُ خدَّ السّماء.
***
كنتُ أشربُ ماء الغوادي،
فبي عطشٌ مُزْمنٌ،
ليس يَرْويه غيرُ العيونِ التي انْبَجسَتْ
من فم الصَّخْرِ،
حتى جَرَتْ عذبةً في ضمير المُشَرَّدِ،
كي تستقيمَ له الدَّربُ،
أو يستقيلَ السَّرابُ،
وينتعشَ الرّملُ
تحت انسكابِ الضّياءْ.
هادئًا كنتُ ألتمِسُ الحُبَّ،
من غزلٍ باذخٍ للحمامِ،
ولي ولعٌ بالخريف الذي هزَّ
غُصْنَ التحوّلِ،
حتى بدا ظِلُّه وارفًا
فوق سِرْبِ الظِّباءْ
***
كنتُ أصغي لصوت الفراغِ
إذا هدأتْ نغْمةُ الريحِ،
وامتدَّ سَطْرُ المجازِ على دفتر العِشْقِ،
لا بُدَّ منها لأنصبَ خيمة روحي إليها
وأحجُبَ بَرْدَ الشِّتاءْ.