د. بسام الهلول
كاتب وأكاديمي أردني
بين "الحينونة" و"الغدِّية" ثمّة مسافة متوتَّرة للعدد "أفكار"... تحاول أن تحتفظ لنفسها خطًّا "ملوكيًّا" من صائرها إلى حينها، ومن أن تكون قراءَة "بالجمع" إلى مزاج "مُرافعة" تستوطن وتستبطن دونما امِّحاء لهويّة أقلامها في زمن "فراغ قوّة" (power voaccum) ووجاه "فائض قوّة".
... تُحاول "أفكار" أن تنتقل بأقلامها من افتتاناتٍ جماليّة... ومعابثات مزاجيّة لترتقي إلى "ما يَجْمُل في الحسِّ".
منهجها "المحاولة" (assai) اتَّخذت لنفسها تجاوز "الفحص" و"النقد" و"السؤاليّة"... إلى السُّؤال المسؤول.
... تجتهدُ "أفكار" لامتلاك ناصيةِ أسئلتها كي تصل إلى قارئها بتمثُّلات "ملكةُ القبض" بمستوىً من "الهيرمينوطيقا".
... تُحاول "أفكار" أنْ تصلَ كذلك بقارئها إلى مستوى "النابتة"؛ لِما تنطوي عليه من مفرداتٍ وشذرات فلسفيّة بمطلبٍ إجرائيّ يأخذ شكل إقلاعها، وهذا بادٍ من خلال بناء لبسائطها المعماريّة، تتجاوز معه زمنًا خطيًّا، وأفقَ انسداد الحاضر... يزيِّنها "المورفولوجيا" التي تهتمُّ بتشكُّل النوع الأدبي وبِنيته، متوشِّيةً زمن "الكرونوتوب" زمن "ميخائيل باختين" في تعالقها الزمان- المكان لِما بينهما من رحميّة، إذْ الكلام كائنٌ يصير.
... "أفكار" تحاول من خلال بناها الاستشهاديّة (citation)، إذْ تسوقها إلى مفردات "الشخصيّة المفهوميّة" التي تتماهى في انحلال ذاتيّة الأقلام في فقهها المكان- الزمان.
... همٌّ اجتماعيٌّ... هي؛ لِما يؤوف "عمرانها" من آفاتٍ وعوارض.
... "أفكار" تحزم أمرها للبدءِ مع استدامة حق "الغير" لا "الأحقيّة".
... تحاول أن تنأى بنفسها حالة "السَّلب المعذِّب" الذي لا يهتمُّ في استجلاء واقعه وتحليل أوائليّاته. ديدنها أنْ تعرضَ الخبر على أصوله واجتماعه؛ لتحقِّق معقوليّة الطَّرح من خلال مسبارها المعرفيّ.. "أيولد لمثل هذا العدد من مثله في فضائه المعرفيّ؟".
... تأمُلُ "أفكار" أنْ تصلَ حالة "المثقَّف العضويّ" المنخرط في حشدِهِ يقتات قوتهم، ويُعيدُ مع أُناسها وقرَّائها تصيير "فوات الأوان" إلى ممكن، إذ لم تضِقْ حوصلتها بملتقط ممكناتها، تتوقَّى مع قارئها حالة "الاستجابة العرفيّة"، ذلك أنَّها ليست بابنةِ بعيد... مدرجةٌ في أُبوَّةٍ ونسبٍ عريقين... إنَّها "الهويّة الموقف" لا "الموقف الهويّة".
تستقيمُ كلمتها حيال خطابٍ يُسهمُ في تشكيل كائنه ولا ينفي واقعه، ذلك أنَّها خطٌّ رساليٌّ مبرأةٌ من خطوِ طلاب الحظّ.
"أفكار" تعلم علم اليقين أنَّ ثمَّة استسهالًا لأمر الكتابة اليوم، على الرغم ممّا قيل "إنَّ الكلمات بدَّلت معانيها"، و"المعاني بدَّلت ألفاظها"، إذْ الكتابة في ديدنها "صنعة".
... أسئلةٌ جذموريّة رهن "التَّحيين" تمسُّ التَّساكُن الوجوديّ، تتطلَّع أنْ تكونَ "كائنًا من أجل الأرض".
... وهي تقدِّم أقلامها لترجو من قرَّائها النَّأي عن قيْد "الشَّطب"، يسلك معها "ميسمًا من مسافة مُثلى" يحتفظُ لها بحق "القيد" ممّا خطّه الآخرون "علامة" (SIGN IS-ILL-NAMED THINK).
وحيث إنَّ الكلمة أو الفكرة غير دقيقة ألَّا يتمّ شطبها... وإنَّما ضرورتها أنْ تحتفظَ لها شكلًا مقروءًا... وأنْ لا تتوارى خلف علامات الشَّطب.