شعر: إيهاب الشلبي
شاعر أردني
1
وأنا أرقبُ سنةً تذوي
تبدو لي كعجوزٍ طاعنةٍ في الخيبة
تمضي بخطىً واهنةٍ..
تستندُ إلى عُكَّازَين
هي أخذت زينتَها عند المرآةِ
وبعضًا منّي..
وطَوَت معها من عمري سطرين.
2
خمسونَ مِن تلك الخِرافِ البِيضِ خلفي
كُلُّها تثغو معًا..
عَطْشَى إلى ثدي السماء
ومعي أنا طيفي.. عصا عمري
أَهُشُّ على القطيعِ
ليعْبُرَن كهفي.
3
وَرَقٌ أبيَضُ مِن ثَلْجِ سُكوني
يُشبهُ رأسَ السنةِ الواقفةِ على الباب
أتوسَّلُ غيمات عيوني
أن تمطرَ حبرًا..
لغةً لا تلبسُ حزني
لم تألف نوبات الألم الكامن فيَّ..
فكُونِي أجملَ من شغَفِ الشاعرِ
بحروفِ العلَّةِ.. كُوني.
4
سنةٌ على أيَّامِها تَهْوِي
وتَتْرُكُ في المدى.. رَجْعَ الصدى
لِذئابِها تَعوي.
سنةٌ مُمَزَّقَةُ الجَسَدْ
ووَريدُهَا في البحرِ صَبَّ نزيفَهُ
لَكِنَّ أَبْيَضَ رأسِها.. كانَ الزَبَدْ.
5
لم نعُدْ نحنُ.. نحنُ
كبرنا على حين غفلةْ
كبرنا ثلاثين حزنًا
وخمسين عامًا..
على حين يومٍ مشَظَّى.. ومتعَب
وأوغل فينا..
كثيرٌ من الليلِ والحبر.. والأسئلةْ
هل تُرانا نسير بعكس خُطانا
لندركَ في آخر السطرِ
كم أنَّ أعمارنا مهزلة؟!!