البنى التحتيّة للعمل الثقافي في المحافظات جرش نموذجًا

 

علي طه النوباني
شاعر وروائي أردني
 alitnobani@gmail.com 
 
إنَّ توفر قيادات ثقافية ذات روح ناقدة في المجتمعات المحلية كافة يكفل سير العمل الثقافي على نحو شامل ومتوازن يساعد على السموِّ بالذائقة العامة للناس، ويعيد تشكيل الضمير الجمعي الذي يقود التنمية متضامنًا مع التعليم لينهض بالمجتمع ويعزز الانتماء للوطن والأمة، وهو البنية التحتية الأهم القادرة على خلق العمل الثقافي الرائد في أصعب الظروف وأحلكها، فإذا ما توفر ذلك أصبح ظلُّ شجرة الليمون مسرحًا، والبيت التراثي القديم مركزًا ثقافيًّا.
 
يُواجِهُ العمل الثقافي في المحافظات العديد من المشكلات، أهمّها ضعف الموارد الماليّة، والفهم الخاطئ للعمل الثقافي عند بعض قيادات العمل الثقافي، وقلّة الجمهور المهتمّ بالعمل الثقافي الجاد، وضعف البنى التحتيّة المتوفرة، وغير ذلك من العقبات والمعيقات. وينصبّ حديثنا هنا على البنى التحتيّة للعمل الثقافي؛ ما يتوفر منها وما لا يتوفر، ومدى إعاقة ذلك للعمل الثقافي، ويتوجَّب التَّنويه هنا إلى أنَّ الحديث قد يخرج عن موضوعه الرئيس بقدر ما يتداخل مع جوانب أخرى من العمل الثقافي؛ قد تحسب على الموارد البشريّة أو المكوّنات الأخرى للعمل الثقافي، كما ينبغي أن أنوِّه إلى أنَّ معظم تجربتي في إدارة العمل الثقافي كانت -وما زالت- في محافظة جرش، ما يعني أنه ليس بالضرورة أن ينطبق حديثي على المحافظات الأردنيّة كلها.
ما زالت قاعة بلديّة جرش هي القاعة الوحيدة المؤهَّلة لتنفيذ الكثير من الفعاليات الثقافيّة في المحافظة؛ لكنَّ استخدامها يواجه العديد من المشكلات، ففي آخر فعاليّة قمنا بتنفيذها فيها باسم رابطة الكتاب الأردنيين- فرع جرش احتجنا إلى مراجعات ومخاطبات رسميّة للحصول على موافقة البلديّة على استخدامها، وتبيَّن لنا أنّ هنالك مشكلة في جهاز الصوت الذي فَـصَلَ مرات عديدة أثناء الحفل، أمّا الإضاءة فكانت مُسلّطة على الجمهور في الوقت الذي كان المسرح مظلمًا تقريبًا بسبب عدم وجود مصابيح مسلّطة عليه، ونتج عن ذلك صعوبة في القراءة للمشاركين، وخاصّة مَن يعانون من ضعف البصر، وفَشِــلَ التصوير ما عدا
تلك الصور الموجَّهة نحو الجمهور.
وقد ذكّـرني ذلك بواحدة من مشاركاتي الشعريّة في مهرجان جرش على مسرح "أرتيمس"؛ لقد كان الضوءُ مُسلّطًا من فوق الجمهور باتِّجاه عيون المشاركين على المسرح، خلافًا لنظريّة الحسن بن الهيثم التي تقول إنَّهُ يكفي أن يتم تسليط الضوء من فوق المشاركين ليضيء على الورقة، وليس على عيون المشاركين. أصابني الصداع يومها وبدا الأمر لوهلةٍ وكأنَّني أهجِّئ الكلمات حرفًا حرفًا، وقد شعرتُ بالغيظ من فـنّي الإضاءة الذي صَمَّمَ الأمور على هذا النحو.
في أواسِـط تسعينات القرن الماضي أسَّـسـنا رواق جرش(1) على مسافة مائة متر تقريبًا من نهر الذهب في بيت شامي يعود بناؤه إلى بداية القرن العشرين في سوق جرش القديم(2). والداخل إلى ذلك البيت من الجهة الجنوبيّة يجد ساحة سماوية في آخرها من الجهة الشماليّة شجرتا ليمون مُعمّرتان، وعلى يمينه غرفتان في كل غرفة خزانة غائرة في الجدار الحجري السميك، أعلاها مُقوَّسٌ، وعليها باب خشبي مزجَّج تبدو عليه مهارة الصّنعة.
أمّا على يَسارِ الساحة السماويّة فتجد بابًا يفتح على ثلاث غرف أقلَّ أناقة هي غرف المعيشة، وبجانب ذلك الباب تجد بابًا آخر لمطبخ صغير يحتوي على ما كان يسمّى "السدّة"، وهي سقف خشبي تحت سقف الغرفة يستعمل لحفظ المواد التموينيّة وغيرها من الأغراض.
قام الفنانان التشكيليّان فُؤاد عضيبات وأسامة أبو زيتون بترميم المبنى بإمكاناتٍ بسيطة، حيث قاما بتركيب الرقاقات الحجرية غير المنتظمة على الجدران، وقاما أيضًا بتوحيد لون الطلاء على الأبواب والشبابيك، واختارا اللون الأخضر الجنزاري ليوحي بالقِدَم والعراقة. أصبحت الساحة السماوية مكانًا للحفلات الموسيقية والمحاضرات والأمسيات الشعرية وحتى بعض الفعاليات المسرحية، وتمَّ استغلال غُرف المعيشة التى على يسار الساحة السماوية كصالة لعرض اللوحات الفنية، أما الغُرفتان اللتان على يمين الساحة فقد تم استخدامهما كغرف إدارة لكل من الجمعية والملتقى.
عبر ما يزيد على ست سنوات تم تنفيذ الكثير من المواسم الثقافية المتنوعة مثل: أسبوع الكاتبة الأردنية، موسم الربيع الثقافي، أيام إربد في جرش، أسبوع القدس زهرة المدائن، أسبوع المترجم الأردني، وأسبوع الأدب الشعبي، وغير ذلك من الفعاليات التي لازمها معارض فنية متميزة للعديد من الفنانين التشكيليين. لم تكن البنى التحتية متطورة، لكنها كانت كافية وملائمة لأننا كنا نُصممها بإمكاناتنا البسيطة وبما يتلاءم مع احتياجاتنا، وعلى سبيل المثال قمنا بربط كشّافَيْ ضوء بشجرتي الليمون بحيث يكون الضوء ساقطًا من الأعلى على المسرح ولا يؤذي عيون ضيوفنا، وكنّا نجدِّد المايكروفون كلما شعرنا بأنه قد يسبب مشكلة تؤذي فعاليّاتنا.
حاز عملنا في رواق جرش على حضور شعبي كبير للفعاليات، ودعم مالي جيد من المؤسسات، وفي تلك الفترة حاولنا استملاك المبنى وترميمه كنموذج فريد للعمارة في جرش في أوائل القرن العشرين، ليكون حافظة تراثية لتاريخ المدينة، ومركزًا ثقافيًّا يحتضن الحراك الثقافي، لكنَّ ذلك لم يتحقق، وها نحن في نهاية العقد الثاني من الألفية الجديدة، وما زالت جرش بلا مركز ثقافي(3)؛ فليس هنالك قاعة مؤهَّلة لعرض الأعمال الفنية، وليس هنالك مسرح مؤهَّل لعرض المسرحيات ما يدفع العاملين بالثقافة نحو النمط التقليدي للعمل الثقافي من خلال المحاضرات والأمسيات الشعرية والندوات، ليس هذا حسب، بل إنَّ أغلبية البيوتات القديمة قد حلَّ مكانها مبانٍ إسمنتية حديثة.
حاز عملنا الثقافي في تلك الفترة أيضًا على دعم الإعلام المقروء والمرئي والمسموع، فقد كان هنالك مكتب لكل صحيفة يومية في كل محافظة، وكان الصحفيون يتسابقون لتغطية فعالياتنا. أما اليوم فمن السهل إرسال الأخبار للصحافة عبر البريد الإلكتروني؛ لكنَّهم نادرًا ما يقومون بالتغطية الإعلامية السابقة أو اللاحقة حتى لو قمتَ بصياغة المادة الإعلامية بنفسك.
العقبة الكأداء كانت على الدوام هي انقطاع المواصلات العامة بعد الغروب بين مركز المدينة والبلدات والقرى المحيطة بها على الرغم من أنَّ غالبية الأنشطة والفعاليات تكون في الفترة المسائية؛ وبخاصة في ليالي الصيف، وأذكر أنَّ بعض الزملاء في العمل الثقافي الذين يسكنون القرى البعيدة كانوا يضطرّون للمبيت في جرش للمشاركة في فعالية ما أو حضورها. ولم يتغير هذا الواقع حتى اليوم؛ فقد اضطرَّنا ذلك أن نؤمّن المواصلات لأعضاء نادي القصة في رابطة الكتاب الأردنيين- فرع جرش لكي نضمن استمرار الأعضاء في الاستفادة من المشروع على الرغم من ضعف إمكاناتنا.
وهناك مستوى آخر من البنى التحتية للعمل الثقافي، وهو وجود حركة نقدية منهجية ومحترمة بدورها القيادي المنوَّع الذي يضمن الحدّ الأدنى من الجدّة والقيمة، ويحدّ من الإسفاف والتفاهة والابتذال، ويضمن نطاقًا أوسع للمشاركة الشعبية في الفعل الثقافي بمفهومه الأوسع الذي يشمل مكونات الحياة والناس بأطيافهم ومشاربهم كافة. وعلى سبيل المثال، فقد خبرنا قيادات ثقافية تحصر الثقافة في قراءات شعرية "سمجة" أحيانًا، أو محاضرات جافة، فيطلُّ شاعرٌ "مهووس" على الناس في خمسين أمسية شعرية في العام غير ملتفتين إلى أنَّ أغنيات الحصاد، ورقصات الأعراس، وطقوس القطاف والبذار، وحكايات الجدّات، وقصص الأطفال، والأكلات الشعبية المترابطة مع مواسم الزرع، والتاريخ المحكي للمجتمعات المحليّة، وغير ذلك، يشكل جوهر الثقافة وروحها المتجذرة في اللاوعي الجمعي للمجتمع.
إنَّ توفر قيادات ثقافية ذات روح ناقدة في المجتمعات المحلية كافة؛ في الحضر والريف والبوادي، يكفل سير العمل الثقافي على نحو شامل ومتوازن يساعد على السموِّ بالذائقة العامة للناس، ويعيد تشكيل الضمير الجمعي الذي يقود التنمية متضامنًا مع التعليم لينهض بالمجتمع ويعزز الانتماء للوطن والأمة، وهو البنية التحتية الأهم القادرة على خلق العمل الثقافي الرائد في أصعب الظروف وأحلكها، فإذا ما توفر ذلك أصبح ظلُّ شجرة الليمون مسرحًا، والبيت التراثي القديم مركزًا ثقافيًّا.
وحيث أننا نتحدث عن البنى التحتية للعمل الثقافي في ظروف الندرة الاقتصادية، وضعف الموارد، فإنَّ ما يمكن أن نطالب بتوفيره في مراكز المدن لا يمكننا أن نطالب به في البلدات والقرى المحيطة بمركز المدينة، لكن تكافل موارد المجتمعات المحلية مع ما يمكن أن توفره الدولة يمكن أن يتكامل لننجز واقعًا ثقافيًّا متميزًا، وعلى سبيل المثال فإنَّ المضافات العشائرية والأهلية المنتشرة في البلدات والقرى يمكن أن تكون حاضنة للفعل الثقافي سواء أكان محليًّا أو مستضافًا من أي مكان آخر، أما مشكلة ضعف المواصلات فيمكن الحدُّ منها بتوفير حافلة لكل مديرية ثقافة لتسهيل التبادل الثقافي بين المدن والبلدات والقرى المحيطة بها. 
لقد ساهم مشروع مكتبة الأسرة الذي قامت بتنفيذه وزارة الثقافة بتوفير مكتبة صغيرة في أغلب البيوت في الأردن، ونتج عن ذلك تغطية ثغرة لم يكن من السهل تغطيتها قبل ذلك، فمكتبات البلديات والمدارس والجامعات ليست في متناول الجميع عمليًّا، فبعضها يحتاج إلى عضويّة ورسوم تأمين، وبعضها الآخر تقتصر خدماته على الطلاب والمستفيدين المباشرين ضمن أنظمة خاصة تحدّ من قدرة وصول الجميع إلى الكتاب. لقد قدَّم مشروع مكتبة الأسرة فرصة للأطفال واليافعين للتعامل مع الكتاب والتعلق به كأداة بالغة الأهمية للوصول إلى المعرفة، وربما صناعتها في مرحلة أخرى.
بقيت تجاربنا للتعامل المبكر مع الأطفال محدودة بسبب قلة المختصين المستعدين للتطوع، وحاجة هذا النوع من الفعاليات إلى تصميم أكثر دقة والتزامًا وتداخلًا مع المجتمعات المحلية، وأذكر أننا في رواق جرش أواخر تسعينات القرن الماضي كنا نقيم قراءات قصصية للأطفال بين الفينة والأخرى، يتبعها توزيع الحلوى ومجلات وقصص الأطفال، وأذكر مرَّة أنَّ طفلًا جاءني والدموع تنهمر من عينيه في ختام حفل من هذا القبيل، وقال لي إنه لم يحصل على قصة؛ فتدخّلت ومنحته مجموعة من القصص، لكنّني أدركت في ذلك اليوم حجم المصاعب التي تواجهنا في هذا الجانب من العمل.
لقد كنّا نخاطب وزارة الثقافة لتزوِّدنا بعدد من نسخ مجلة "وسام"، ونكرر الأمر مع جريدة الرأي لتزوِّدنا بمجلة "حاتم"، كما كنّا نحصل من بعض دور النشر على قصص ملوّنة وكتيبات تناسب الأطفال، لكننا مع قلة الجهات التي تعمل على خدمة الأطفال ثقافيًّا وجدنا أنفسنا أمام عدد كبير جدًا من الأطفال بإمكانات محدودة جدًا. واليوم -وقد تراجع الوضع الاقتصادي- نجد أنفسنا أمام تعقيدات أكثر، خاصة في ما يتعلق بالبنى التحتية للأنشطة الخاصة بالطفل.
قبل ثلاث سنوات قمنا في جمعية أصدقاء التنمية والاستثمار بتأسيس نادي الطفل بإمكانات بسيطة جدًا، وقد اعتمدنا الرسم عبر مجموعة من الأنشطة كأسلوب لتمرير مهارات الحياة وبناء الشخصية، وفي هذه الأيام يعمل نادي القصة القصيرة في رابطة الكتاب الأردنيين- فرع جرش عملًا مشابهًا لكنه يعتمد القص كأسلوب لتمرير المهارات وتطوير القدرات لدى الأطفال واليافعين، ويبقى نطاق العمل وعدد المتفاعلين والرقعة الجغرافية التي يمكن شمولها مشكلة حقيقية؛ لأنَّ الإمكانات المادية المتواضعة تجعل الأمور في غاية الصعوبة.
وممّا يجعل فعالياتنا موسميّة عدم توفر الإمكانية لتدفئة قاعاتنا في موسم البرد الذي يمتد إلى بداية أيار من كل عام تقريبًا، وقد لازمتنا هذه المشكلة منذ تسعينات القرن الماضي، وأذكر أننا دُعينا إلى فعاليات ثقافية أقيمت في درجة حرارة تؤول إلى الصفر؛ ممّا يجعل العمل الثقافي نضالًا في ظروف شديدة
الصعوبة أحيانًا.
في كلِّ مرحلة كان المرء يركب في القناة سنانًا، فمع ارتفاع أسعار الكتب أصبح سهلًا علينا أن نتبادل الكتب الإلكترونية التي يمكن قراءتها على شاشات الحواسيب المتنوعة حجمًا وسعرًا، وصار من الممكن وضع مكتبة كبيرة على قرص مدمج، فإذا ما عشقتَ كتابًا حوَّلته إلى شكله الورقي من خلال محلات النسخ السريع وطابعات الحاسوب المنزلية، ومع توفر مواقع التواصل الاجتماعي والقدرة العالية على الاتصال وفرنا كلفة طباعة بطاقات الدعوة وتوزيعها والذي كان يستهلك جزءًا كبيرًا من الوقت والمال، ومع توفر الحواسيب والإنترنت صار لدينا قنوات واسعة من الوسائط المرئية والمسموعة لتقديم نتاجٍ ثقافيٍّ تفاعليّ لنطاق واسع من الجمهور يوازي الفضاء الحقيقي اليومي الذي تتزايد صعوباته وأعباؤه.
إنّ التعاون بين الهيئات الثقافية والتشبيك بينها يقدم الكثير من الحلول المتعلقة بالبنى التحتية للعمل الثقافي، فالتشارك في الكلف يخففها، والتشارك في التفكير يقدم مزيدًا من الحلول المقترحة، وهنالك الكثير من الأمثلة على ذلك؛ فقد بدأ "رواق جرش" قبل ما يزيد على عشرين عامًا عمله بالتعاون بين منظمتين هما: "ملتقى جرش الأدبي" و"جمعية جرش للفنون التشكيلية"، وبدأت رابطة الكتاب الأردنيين- فرع جرش عملها بالتعاون مع "منتدى الرشايدة الثقافي". ذلك أنَّ المباني والتجهيزات يمكن استخدامها بحصافة لأكثر من منظمة، وهو ما يتيح التعاون بين المنظمات وتبادل الخبرات وبناء العلاقات مع المجتمعات المحلية التي تقدم ما لديها من دعم عندما تؤمن بالمشروع الثقافي وتتبناه. 
وأخيرًا وليس آخرًا، لن تعدم المجتمعات الحيَّةُ الوسيلة لتجديد وإحياء روحها الثقافية والحضارية، وعلى الدوام سـتـنحتُ أساليبها الجديدة مهما ساءت الظروف وادلهمَّت الخطوب. 
 
الهوامش:
(1) تشاركت هيئتان ثقافيتان في تأسيس رواق جرش هما ملتقى جرش الأدبي وجمعية جرش للفنون التشكيلية سنة 1996 وكان يرأس الملتقى علي طه النوباني، ويرأس الجمعية الفنان التشكيلي فؤاد عضيبات.
(2) سوق جرش القديم يقع في القلب التجاري لمدينة جرش، بناه مجموعة من التجار أغلبهم جاؤوا من الشام في القرن التاسع عشر، يتكون من مجموعة من الدكاكين المبنية من الحجارة التي جلب أكثرها من آثار جرش. تمَّ تطوير سوق جرش القديم ضمن مشروع التطوير السياحي الذي نفذته وزارة السياحة.
(3) تناهى إلى سمعي مؤخرًا أن المركز الثقافي لمدينة جرش تحت الإنشاء وأنه ربما يحتاج إلى عام أو عامين حتى يتم افتتاحه.