مطبخ الأناضول رحلة مع الطبيعة والثقافة والتراث

‎ 

 

رحلة إبيقورية إلى الأناضول

السَّفر إلى تركيا مغامرة، وخاصّة عندما يتعلّق الأمر بالطعام. بما أنّها الجسر بين آسيا ‏وأوروبا، تُعدُّ تركيا بوتقة تنصهر فيها ثقافات المأكولات المحليّة المتنوِّعة التي لا مثيل لها. تمّ ‏الاحتفال بثراء المطبخ التركي وتنوُّعه بشكل أكبر في عام 2020، حيث أعلنت وزارة ‏الثقافة والسياحة التركية عن عام 2020 ‏‎"‎عام المطبخ التركي‎"‎، فقدَّمت مجموعة من ‏الفعاليّات للتَّرويج للنَّكهات اللّذيذة في البلاد. وتكريمًا لهذه المناسبة، فلنبدأ رحلة الطّهي في ‏تركيا‎.‎

أرض السَّمك والبندق والذُّرة: البحر الأسود

تقع منطقة البحر الأسود ‏‎(Karadeniz) ‎‏ بين البحر والجبال الخضراء، وتتميَّز بجغرافيا ‏ومناخ فريد من نوعه ممّا نتج عنه مطبخ تقليدي يتكوّن من الأسماك والمكسّرات والشاي ‏والذرة. في هذه المناظر الطبيعية الخصبة تنتشر مزارع الشاي والمدن الساحرة والقرى ‏الجذّابة والمراعي الجبلية.‏‎ ‎يعتبر السمك من أهم عناصر مطبخ البحر الأسود، وخاصة ‏الأنشوجة الأوروبية التي تسمى ‏‎"‎هامسي‎"‎‏ باللغة التركية. حيث يتم تحضير السمك بعدة طرق، ‏مقلي ويسمى "همسي تافا"، مطبوخ مع الأرز ويسمى "همسيلي بيلاف"، ويوضع في ‏المعجّنات والخبز ويسمى "هامسيلي بورك" و"هامسيلي إكميك"، كما يُستخدم في صنع ‏الحلويّات أيضًا. وتُستخدم الذرة على نطاق واسع في هذا المطبخ؛ يمكنك أن تأكل خبز الذرة ‏اللذيذ في جميع أنحاء المنطقة. ومن الأطباق الشهيرة في البحر الأسود هناك طبق يُدعى ‏‎"‎موهلاما‎"‎؛ جبن مخفوق مع دقيق الذرة. ‏

يُعتبر مطبخ البحر الأسود حلمًا نباتيًّا لأنه يتميّز بأطباق لذيذة مصنوعة من نباتات وأعشاب ‏مختلفة، مثل الملفوف الأسود والقرّاص و‎"merolcan"‎‏ و‎"‎لسان الثور". في الواقع، تُعد ‏المنطقة موطنًا لمئات النباتات والأعشاب الصالحة للأكل، والتي غالبًا ما ترتبط بطول العمر ‏للسكان المحليين. عادة ما يتمّ تقديم هذه النباتات والأعشاب مطبوخة بشكل خفيف. هناك ‏نكهات لا بدّ من تجربتها مثل حساء الملفوف الأسود، والملفوف الأسود المحشو الذي يقدَّم مع ‏الزبادي اللذيذ. ‏

البحر الأسود هو أيضًا أرض البندق. تركيا هي أكبر دولة منتجة للبندق في العالم، وتزرع ‏أجود الأنواع في البحر الأسود، وخاصة في محافظتي أوردو وغيريسون. النكهات المحلية ‏التي تحتوي على البندق تشمل حساء البندق و‎"‎فيندكلي بورما‎"‎، وهي حلوى مصنوعة من ‏رقائق العجين الملفوفة. ‏

أخيرًا وليس آخرًا، هناك الشاي أيضًا. تمتلئ السواحل الشرقية للبحر الأسود بمزارع الشاي. ‏مدينة ريزه هي ‏‎"‎عاصمة الشاي"‏‎ ‎في تركيا. تنتج المدينة ‏‎"‎شاي ريزه‎"‎‏ المشهور عالميًّا. الشاي ‏هو المشروب الوطني لتركيا، يتمّ تخميره جيدًا تقليديًا (دم الأرنب) ويتم تقديمه في أكواب شاي ‏ذات خصر نحيف‎.‎

الأعشاب وزيت الزيتون والمأكولات البحريّة: مطبخ منطقة إيجه

النباتات والأعشاب البرية وزيت الزيتون والمأكولات البحرية... هذه هي المكوّنات الرّئيسة ‏لمطبخ منطقة إيجه المشهور بنكهاته الصحية واللذيذة. خمسة وسبعون بالمائة من جميع أنواع ‏الزيتون المزروع في تركيا تأتي من هذه المنطقة، وزيت الزيتون هو ملك موائد العشاء (أيضًا ‏الفطور والغداء) في منطقة إيجه. غالبًا ما يستخدم زيت الزيتون في الطهي ولكنه أيضًا يُعتبر ‏عنصرًا رئيسًا من عناصر المقبّلات في حدّ ذاته. فهو بمثابة صلصة مثاليّة، وغالبًا ما يتمّ ‏رشّ زيت الزيتون بالأعشاب مثل الزعتر والريحان ويقدَّم مع الخبز الطازج. ‏

الأعشاب والنباتات الخضراء تشكل أيضًا جزءًا كبيرًا من هذا المطبخ. وهذه الأعشاب هي ‏التي ألهمت لتنظيم وإقامة مهرجان خاص في ألاجاتي، والتي هي قرية ساحرة على بعد حوالي ‏ساعة بالسيارة من إزمير. يتم تنظيم مهرجان الأعشاب في شهر نيسان/ أبريل من كل سنة ‏للترويج للأعشاب واسعة النطاق التي تنمو في المنطقة. تبرز الأعشاب والنباتات ‏والخضراوات في الغالب في أطباق "المازات" (المقبِّلات) وأطباق زيت الزيتون، وهي ‏الأطباق القائمة على زيت الزيتون والتي تعدُّ من العناصر الرئيسة في مطبخ منطقة إيجه. ‏الأطباق التي لا بدّ من تجربتها تشمل "‏kozlenmis patlican‏" (الباذنجان المحمّص) ‏و"‏kabakcicegi dolmasi‏" (أزهار الكوسة المحشوّة) و"‏zeytinyagli enginar‏" ‏‏(الخرشوف المطبوخ بزيت الزيتون) و"‏fava‏" (بيوريه الفول العريض) و"‏haydari‏" ‏‏(الزبادي بالأعشاب)، "‏saksuka‏" (باذنجان مقلي بصلصة الطماطم)، "‏deniz ‎borulcesi‏" (سلطة فاصوليا البحر)، "‏semizotu salatasi‏" (سلطة الرجلة)، ‏‏"‏mucver‏" (كوسة مقلية مع الأعشاب) و"‏zeytinyagli kereviz‏" (كرفس مطبوخ ‏بزيت الزيتون). ‏

نظرًا للطبيعة الجغرافية للمنطقة، فليس من المستغرب أن تشكِّل المأكولات البحرية جزءًا ‏رئيسًا من مطبخ بحر إيجه. طريقة الطهي المفضّلة هي الشواء. يتم شواء السمك الطازج (أو ‏أيّ نوع من المأكولات البحرية) ويُقدَّم مع سلطة الطماطم المفرومة ناعمًا والخيار والبصل ‏والفلفل. أنواع الأسماك الأكثر شيوعًا تشمل القاروص (ليفريك) والدنيس (‏cipura‏) ‏والحَدُّوق (‏mezgit‏) والسردين (‏sardalya‏) والبابالينا، وهو نوع صغير من السردين. ‏يمكن أيضًا قلي الأسماك الصغيرة مثل السردين والبوري الأحمر (‏barbun‏) والماكريل ‏‏(‏istavrit‏). كلماري المشوي والمقلي وسلطة الأخطبوط وحساء الجمبري وبلح البحر المحشو ‏هي من أطباق المأكولات البحرية الخاصة بالمنطقة.‏

النظام الغذائي الأكثر صحّة في العالم: مطبخ البحر الأبيض المتوسط

على الرّغم من التشابه بين مطبخ بحر إيجه ومطبخ البحر الأبيض المتوسط، إلا أنه هناك ‏اختلافات دقيقة فيما بينهما، ممّا يجعل كل مطبخ بمثابة فئة قائمة بحدّ ذاتها. مثل مطبخ بحر ‏إيجه، يعتمد مطبخ البحر الأبيض المتوسط أيضًا على زيت الزيتون والخضراوات والنباتات. ‏بفضل مناخ البحر الأبيض المتوسط المشمس والمعتدل، تنمو الخضروات مثل الطماطم ‏والباذنجان والخرشوف والقرع والبقوليات والفطر والخيار في هذه المنطقة. من المعروف ‏اليوم على نطاق واسع أنَّ حمية البحر الأبيض المتوسط هي طريقة صحيّة لتناول الطعام. ‏الخضراوات الطازجة هي قلب المطبخ المتوسطي،‎ ‎حيث يتم تحميصها أو شويها أو تحضيرها ‏على شكل سوتيه أو طبخها في زيت الزيتون وتقدَّم طازجة في السلطات. وتقدَّم السلطات ‏عادة مع عصير الليمون وزيت الزيتون البكر الممتاز ودبس الرمان ‏‎(nar eksisi). ‎‏ ‏المقبلات وأطباق زيت الزيتون ضرورية لمطبخ البحر الأبيض المتوسط. ومن أشهر المقبلات ‏يمكننا ذكر ‏‎"‎باباغنوج" (باذنجان محمَّص مع الفلفل والطماطم)، ‏‎"‎حمص"‏‎ ‎‏(هريس الحمص مع ‏الطحينة)، ‏‎"‎طرطور" (صلصة مصنوعة من اللبن وعصير الليمون)، ‏‎"‎بياز" (فاصوليا بيضاء ‏مطبوخة مع البصل)، ‏‎"‎خيار بلبن" (الزبادي مع النعناع والخيار).‏

يُعتبر الرمّان، وكذلك المكسّرات مثل الصنوبر واللوز والجوز من المكوِّنات المعتادة في ‏الصلصات والأطعمة القابلة للدَّهن. وتعتبر البقوليات المجفّفة، وخاصّة الحمص والفاصوليا ‏البيضاء والبازيلاء والعدس، مصدرًا رئيسيًا للبروتين، يتم استخدامها في الحساء والسلطات ‏والأطباق، جنبًا إلى جنب مع الأعشاب مثل الريحان والمردقوش والزعتر وإكليل الجبل ‏والبقدونس والشبت والنعناع والشومر والكزبرة. ‏

الزبادي والجبن الطازج مثل الفيتا (الجبنة البيضاء) و‎"‎جبنة حلوم" تُستخدم على نطاق واسع ‏في الأطباق والسلطات. وعادة ما تُستخدم اللحوم باعتدال. بشكل عام يتم شوي اللحم ويُقدَّم مع ‏الأعشاب الطازجة. المأكولات البحريّة هي مصدر البروتين الأكثر استهلاكًا. يتم تحضير ‏السمك بشكل مشوي أو مقلي أو مسلوق ويقدَّم مع السلطات. علاوة على ذلك، فإنَّ البحر ‏الأبيض المتوسط هو عاصمة الحمضيّات في تركيا. يتم استخدام البرتقال والليمون واليوسفي ‏والبرغموت في صنع الحلويّات والمربَّيات‎.‎

مطبخ شرقي حارّ وغنيّ بالتَّوابل

تتمتَّع المناطق الشرقية والجنوبية الشرقية من تركيا بمجموعة متنوعة غنية من المأكولات ‏المحلية، ولكنها تشترك في العديد من الأطباق والمكوّنات. اللحوم (لحم البقر والضأن والأغنام ‏والماعز) والتوابل الحارة والبقوليات والحبوب مثل البرغل والعدس والأرز هي المكونات ‏السائدة، في حين أنَّ الكباب ‏‎"‎البيدا" (طبقات رقيقة من العجين تحتوي على اللحم أو الجبن أو ‏الخضار) و"لحم بعجين"‏‎ ‎‏(خبز مسطح مغطى باللحم المفروم والخضروات) هي أكثر النكهات ‏شهرة. ومع ذلك، فإنَّ هذه المناطق لديها الكثير من الأصناف لتقدِّمها. في غازي عنتاب، ‏مدينة الذوّاقة في الجنوب الشرقي، يمكنكَ تجربة أنواع لا حصر لها من الكباب بما في ذلك ‏الباذنجان والفستق والشيش كباب. لكن المدينة تمتلك أيضًا المئات من وجبات الطعام ‏والشوربات والخضراوات المحشوّة والحلويات. الأطباق التي لا بدّ من تجربتها تشمل ‏‎"‎أنالي ‏كيزلي‎"‎، وهو حساء غني مصنوع من كرات اللحم والطماطم والبرغل والحمص، ‏و"يوفالاما‎"‎، طبق معقّد مصنوع من الزبادي ونوع خاص من كرات اللحم، و‎"‎علينازيك‎"‎، ‏هريس الباذنجان المغطى باللحم المفروم، ‏‎"‎سيفيديز‎"‎، يخنة بالكراث والبصل واللحم واللبن، ‏و‎"‎شوربة بايران‎"‎، مرق مصنوع من لحم الضأن والأرز والثوم.‏

هناك أيضًا الكثير من الحلويات للاختيار من بينها؛ مثل البقلاوة، وهي حلوى غنية مصنوعة ‏من طبقات من الرقائق المحشوة بالفستق والقطر، كما يمكنك أيضًا تجربة ‏‎"‎كاتمر‎"‎، وهو طبق ‏معجَّنات رقاقي محشو بالفستق الحلبي، و‎"‎الشعيبيات‎"‎، طبقات من رقائق العجين مليئة بالقشدة ‏والمكسرات، و"القطايف‎"‎، حلوى تحتوي على قطر مصنوعة من المعجنات المحشوة ‏بالمكسرات‎.‎

 

أفضل ما في العالمَين: ‏

البحر والثقافة في الساحل الفيروزي

تُعتبر منطقة البحر الأبيض المتوسط في تركيا نقطة نشطة للسياحة البحرية، حيث تجذب ‏الزوّار من جميع أنحاء العالم. يُعرف الامتداد الطويل للساحل من فتحية إلى أنطاليا باسم ‏‎"‎الساحل الفيروزي"، وهي جنّة حقيقيّة تتمتَّع بشواطئ جميلة وطبيعة خلّابة. إلى جانب ذلك، ‏فإنَّ كلّ هذا النعيم الزّاخر من الشمس والبحر يصاحبه مكافأة أخرى رائعة، حيث بمجرَّد أن ‏تبدأ بالابتعاد عن الشاطئ ستبدأ بتتبُّع آثار الحضارات القديمة. المدن العتيقة التي تعلو فوق ‏التلال، والمقابر المزخرفة المنحوتة في المنحدرات، والآثار التاريخية بجوار الشواطئ ‏الرائعة... دعنا نستكشف بعض التجارب المدهشة التي يمكن أن تناسب عطلتكَ الصيفية في ‏تركيا‎.‎

المناطق المجاورة لفتحية

ترك الليسيّون، الذين حكموا المنطقة المعروفة باسم شبه جزيرة تيكه على الساحل الجنوبي ‏لتركيا، مجموعةً متنوعةً من البقايا الرائعة. إذا كانت وجهتكَ هي موغلا أو أولودينيز أو ‏فتحية، فتأكد من تخصيص بعض الوقت في خط سير رحلتكَ للاستكشاف التاريخي. فتحية ‏هي وجهة صيفية شهيرة للغاية مع خلجانها الجميلة وشواطئها ذات العلم الأزرق وأولودينيز ‏الشهيرة، وهي بحيرة محميّة تحيط بها حديقة وطنيّة خصبة من جانب، وشاطئ طويل ذو ‏رمال بيضاء من الجانب الآخر. ابدأ من وسط مدينة فتحية، التي كانت ذات يوم مدينة ‏تلميسوس القديمة، وهي دولة مدينة مهمّة خلال الحكم الليسي واليوناني. لا تفوِّت فرصة ‏زيارة قبر أمينتاس الضخم، وهو عبارة عن واجهة معبد منحوتة في وجه صخري بالكامل في ‏‏350 قبل الميلاد. يقع الموقع جنوب وسط المدينة، ويمكنك رؤية المقابر الصخرية الصغيرة ‏الأخرى القريبة. متحف فتحية هو مكان آخر لا بدّ من مشاهدته حيث يمكنكَ الاطلاع على ‏الاكتشافات الليسية من مدينة تيلميسوس الأثرية بالإضافة إلى المستوطنات القديمة الأخرى ‏مثل طلوس وبيرغه. تقع طلوس على بعد 40 كيلومترًا من فتحية و8 كيلومترات من ‏ساكليكنت، وهي واحدة من أقدم وأكبر مستوطنات ليكيا القديمة. قم بزيارتها لمشاهدة القلعة ‏الجميلة على قمة التل، والمقابر الصخرية وقرية ياكا المجاورة. يمكنك الوصول إلى فتحية من ‏خلال السيارة أو الحافلة من مطار دالامان. هناك جولات يومية ستأخذك إلى هذه المدن ‏القديمة‎. 

المناطق المجاورة لـكاش هي إحدى مدن المنتجعات الساحرة في تركيا، وهي وجهة صيفية ‏شهيرة توفر أيضًا العديد من الفرص لاكتشاف تاريخ المنطقة. تقع كاش على أنقاض ‏أنتيفيلوس، البلدة الليسية الأصلية، بالقرب من العديد من المدن القديمة المهمة التي تستحق ‏الزيارة. ويقع ليتون في قرية كوملوفا (على بعد 50 كيلومترًا من كاش)، وهو مكان مقدَّس ‏مخصَّص للإلهة ليتو، الإلهة الوطنية لليكيا. يقع ليتون على طريق ليكيا، وهو أحد أفضل ‏مسارات المشي لمسافات طويلة في العالم، الواقعة بين فتحية وأنطاليا. ‏

بعد ليتون، توجَّه إلى مدينة كسانتوس القديمة (6 كيلومترات من ليتون). كانت كسانتوس ‏عاصمة ليكيا، وهي الآن من أكثر المواقع الأثرية إثارة للإعجاب في تركيا. تمَّ إدراج كل من ‏ليتون وكسانتوس في قائمة اليونسكو للتراث العالمي. على بعد كيلومترات قليلة من أنقاض ‏كسانتوس توجد باتارا، أطول شاطئ في تركيا وموطن السلاحف ضخمة الرأس. باتارا هي ‏مكان مثالي آخر لمزج أشعة الشمس والبحر مع بعض الاستكشافات التاريخية لأنها أيضًا ‏موطن لمدينة باتارا القديمة. مسقط رأس القديس نيكولاس، وهو أسقف من القرن الرابع ألهم ‏فيما بعد سانتا كلوز الأسطوري، كانت باتارا هي الميناء الرئيسى في ليكيا وتقدم المدينة ‏القديمة لمحة عن الحياة اليومية خلال العصور القديمة. إذا كُنتَ في كاش، فلا بدَّ من أن تدرج ‏كيكوفا في قائمة الأماكن التي يجب زيارتها. هذه المنطقة المحمية بشكل خاص هي محطة ‏شهيرة لرحلات القوارب بسبب جمالها الطبيعي المذهل. في جزيرة كيكوفا، يمكنك استكشاف ‏أطلال ‏Dolchiste ‎‏ تحت الماء، وهي مستوطنة ليسية قديمة غرقت في البحر بسبب زلزال ‏في القرن الثاني. بعد كيكوفا، يأخذك الممر إلى ديمره، المبنية على مدينة ميرا القديمة الليسية. ‏عامل الجذب الرئيس في ديمره هو كنيسة القديس نيكولاس (أو سانتا كلوز)، التي بنيت بعد ‏وفاته. يُعد الموقع من أهم المباني البيزنطية في الأناضول، وكان مكانًا للعبادة والحج لعدة ‏قرون. يمكنك الوصول إلى كاش بالسيارة أو الحافلة من مطاري دالامان وأنطاليا. هناك ‏رحلات وجولات يومية حيث يمكنك زيارة ليتون وكسانتوس وباتارا وكيكوفا. يمكنك أيضًا ‏ركوب حافلة صغيرة أو سيارة أجرة من فتحية إلى كاش وإلى جميع هذه المواقع التاريخية‎.‎

المناطق المجاورة لأنطاليا

تعتبر أنطاليا أفضل منتجع صيفي في تركيا (أتاليا في العصور القديمة) وقد تم تأسيسها خلال ‏الفترة الهلنستية. يمكنك رؤية آثار ماضي المدينة الغني في البلدة القديمة (كاليجي)، وهي مزيج ‏مذهل من المباني القديمة والمنازل العثمانية التي تمَّ تجديدها. أحد هذه المباني هو بوّابة ‏هادريان، التي بُنيت لإحياء ذكرى زيارة الإمبراطور الروماني هادريان للمدينة. قُم بقضاء ‏بعض الوقت لتجول البلدة القديمة، واستقلّ المصعد البانورامي للاستمتاع بإطلالة رائعة على ‏المدينة القديمة من الأعلى. ولا بدَّ من زيارة متحف أنطاليا، أحد أكبر المتاحف في تركيا، ‏والذي يضم مجموعة رائعة بدءًا من العصر الحجري القديم وصولًا إلى العصر الروماني‎. 

بعد استكشاف وسط المدينة، يمكنك التوجُّه إلى مدينة أسبيندوس الأثرية المجاورة. تقع ‏أسبيندوس بالقرب من قرية بلكيس الحديثة، وتحتوي على أفضل مسرح روماني محفوظ من ‏العالم القديم. تم بناء مسرح أسبندوس في عهد الإمبراطور ماركوس أوريليوس (161-80م)، ‏وهو أيضًا موطن للعديد من الفعاليات الثقافية، بما في ذلك مهرجان أسبندوس للأوبرا والباليه ‏‏(أيلول/ سبتمبر) ومهرجان أنطاليا السينمائي (تشرين الأول- تشرين الثاني/ أكتوبر- نوفمبر)‏‎. 

تقع مدينة بيرغه، وهي مدينة بمفيلية قديمة، على بعد 17 كيلومترًا فقط من أنطاليا. يمكنك ‏ركوب الترام من وسط المدينة أو ركوب سيارة أجرة. هناك الكثير من وكالات السفر التي ‏تقدِّم رحلات مشتركة إلى بيرغه وأسبندوس. مدينة تيرميسوس القديمة هي وجهة قريبة ‏أخرى. تقع أطلال تيرميسوس في وسط منتزه جبل غولوك الوطنية على بعد حوالي ساعة ‏بالسيارة من وسط المدينة. توجَّه إلى مسرح تيرميسوس القديم لمشاهدة المنظر الرائع لجبال ‏طوروس‎. 

الوجهة الأخرى المناسبة والرائعة للرحلات النهارية هي فاسيليس، واحدة من أجمل الأماكن ‏للسباحة في أنطاليا. أثناء وجودك هناك يمكنك استكشاف مدينة فاسيليس القديمة التي تمتد بين ‏ثلاثة خلجان صغيرة رائعة. مكان مثالي لقضاء أوقات رائعة من خلال السباحة في المياه ‏النقية الصافية واكتشاف الآثار اليونانية والرومانية المنتشرة في غابات الصنوبر. تقع فاسيليس ‏على بعد 15 دقيقة من كيمير و45 دقيقة من أنطاليا بالسيارة أو الحافلة الصغيرة‎. 

تشيرالي الذي يُعتبر واحدًا من أفضل الشواطئ في المنطقة يقع على بعد ساعة واحدة بالسيارة ‏من وسط مدينة أنطاليا. كما أنه يقع بجوار مدينة أوليمبوس القديمة ‏‎(Olympos). ‎تقع ‏المدينة الليسية في أقصى نهاية شاطئ تشيرالي، وقد تمَّ بناؤها خلال الفترة الهلنستية. في ‏أوليمبوس، يمكنك الإقامة في منزل خشبي، واستكشاف المدينة القديمة، والسباحة في الشاطئ ‏الجميل ومشاهدة ألسنة اللهب الأبدية للصخور الملتهبة، وهي ظاهرة طبيعية يمكن رؤيتها ‏بشكل أفضل في الليل‎. 

إذا كنتَ ترغب في رحلة أطول قليلًا، فتوجَّه إلى سيده، وهي مدينة منتجع ساحرة على بعد ‏‏78 كيلومترًا من أنطاليا. تعتبر سيده أيضًا مركزًا رائعًا آخر لاكتشاف المنطقة كبديل للمدن ‏الكبرى مثل أنطاليا وفتحية. تتمتع سيده أيضًا بالكثير من المعالم التاريخية ويعود تاريخها إلى ‏القرن السابع قبل الميلاد. يمكنك رؤية آثار الحضارات القديمة في وسط المدينة، وكذلك ‏متحف سيده ومعابد أبولو وأثينا‎. 

 

التاريخ والثقافة في منطقة إيجه: ‏

المدن القديمة التي لا بدَّ من زيارتها

تقع تركيا في منطقة جغرافيّة فريدة بشكل مذهل. إنها بمثابة جسر مادي ومجازي يربط بين ‏الشرق والغرب، وبالتالي تمتلك ثقافة استثنائيّة نتجت عن اندماج مختلف الحضارات. من ‏الحيثيين والفريجيين إلى الإغريق والرومان، تركت هذه الحضارات بصماتها في المدن ‏والمواقع القديمة المنتشرة في جميع أنحاء البلاد. دعونا نستكشف أهم المدن القديمة في منطقة ‏بحر إيجه‎.‎

‎ 

أفسس‎ 

أُدرجت أفسس إلى قائمة التراث العالمي لليونسكو في عام 2015، وهي من أكثر المدن ‏القديمة المحفوظة جيدًا في تركيا. تأسست في القرن العاشر قبل الميلاد من قبل المستعمرين ‏الأيونيين والأتيكيين، نمت مدينة أفسس وازدهرت كمدينة تجارية. بلغ عدد سكان المدينة خلال ‏العصر الروماني ‏‎250 ‎‏ ألف نسمة، وأصبحت مركزًا ثقافيًا أيضًا. وقيل إنَّ أفسس كانت ‏تنافس روما ذات يوم كأكبر مدينة في العالم. كانت المدينة موطنًا لمعبد أرتميس، أحد عجائب ‏الدنيا السبع في العالم القديم، ولا يزال من الممكن رؤية بقايا هذا النصب حتى اليوم. المعالم ‏البارزة في الموقع هي مكتبة سيلسوس، وهي ثالث أكبر مكتبة في العالم الروماني، ومسرح ‏الهواء الطلق، والساحات (أغورا)، والمنازل ذات المدرّجات التي تتميّز بلوحات جدارية ‏وفسيفساء مذهلة، وحمامات رومانية ومعبد هادريان. علاوة على ذلك، تعتبر مدينة أفسس ‏مركزًا مهمًا للمسيحية. حيث يُعتقد أن مريم العذراء قضت أيامها الأخيرة في أفسس. يمكن ‏رؤية بيت مريم العذراء وكنيسة القديس يوحنا الإنجيلي في المنطقة‎. 

كيفية الوصول الى هناك: تقع مدينة أفسس في منطقة سلجوق في محافظة إزمير. يمكنك ‏الوصول إلى المدينة بالحافلات التي تنطلق من محطة الحافلات الرئيسة في إزمير. هناك ‏العديد من وكالات السفر التي تنظم رحلات يومية إلى الموقع‎. 

‎ 

بيرغامون‎ 

مدينة برغاما اليوم كانت مدينة بيرغامون القديمة، ويعود تاريخها إلى القرن الثالث قبل ‏الميلاد. تُعدُّ بيرغامون عضوًا في قائمة التراث العالمي لليونسكو، وهي واحدة من أكثر ‏المواقع الأثرية إثارة للإعجاب في تركيا. تقع في سهل باكيرشاي في إزمير، وكانت ذات يوم ‏عاصمة السلالة الأتالية الهلنستية. احتفظت المدينة بأهميتها خلال الفترات اليونانية ‏والرومانية، وأصبحت مركزًا ثقافيًا وعلميًا وسياسيًا مهمًا. يقع الأكروبوليس في المدينة على ‏تل يمكن الوصول إليه عن طريق المصعد الجوي الذي تم وضعه بشكل ملائم. المعالم التي لا ‏بد من مشاهدتها تشمل المسرح المدرج ومعبد تراجان ومذبح زيوس وأسكليبيون، وهو أحد ‏أهم مراكز العلاج في العالم الروماني. في العصور القديمة، كان المركز يقدم العلاجات بما ‏في ذلك حمامات الطين والموسيقى والعلاج بالماء. ولا تنسى زيارة متحف الآثار القريب ‏حيث يمكنك رؤية القطع الأثرية المستخرجة من الموقع‎. 

كيفية الوصول إلى هناك: تقع برغاما على بعد 90 دقيقة بالسيارة من إزمير. يمكنك استئجار ‏سيارة أو ركوب سيارة أجرة من إزمير. الحافلات المتجهة إلى برغاما تغادر من محطة ‏الحافلات الرئيسة في إزمير.‏‎ 

‎ 

ميليتس وديديما‎ 

تعتبر ميليتس واحدة من أهم مدن المنطقة في العصور القديمة، وهي مسقط رأس عالم ‏الرياضيات طاليس. كانت المدينة ميناءً تجاريًا، وقد سكنها الكاريانيون والكريتيون واليونانيون ‏والرومان. واليوم، تغطي الآثار مساحة واسعة تضم العديد من المعالم الأثرية من مختلف ‏العصور والحضارات. المعالم البارزة في الموقع هي المسرح الروماني الذي يتسع لـ ‏‏15.000 مقعد وحمامات فاوستينا ومنطقة ميناء الأسد ومنطقة شمال أغورا والقلعة ‏البيزنطية العثمانية. يمكن رؤية القطع الأثرية المستخرجة من الموقع في متحف ميليتس. ‏يعرض المتحف أيضًا معروضات من موقعي ديديما وبرين القريبين‎. 

الموقع الذي لا بد من زيارته في المنطقة هو ديديما، الذي كان مكانًا مهمًا للعبادة في العصور ‏القديمة. حيث كان هنا معبد ضخم مخصص لأبولو، وكان هنا عرّاف يتنبأ بالمستقبل. هذا ‏الموقع كان جزءًا من ميليتس ومتصلًا بالمدينة عبر طريق يسمى ‏‎"‎الطريق المقدس".‏‎ ‎استخدَمَ ‏الحجاج هذا الطريق للوصول إلى المعبد وطرح الأسئلة لـلعرّاف. ويمكنك رؤية البقايا الرائعة ‏لمعبد أبولو في الموقع ويقع على بعد مسافة قصيرة من مدينة ديديم الساحلية‎. 

كيفية الوصول إلى هناك: يمكنك الوصول إلى ديديم بالحافلات من مطاري بودروم وإزمير. ‏يقع موقع ميليتس بالقرب من قرية بالات ويبعد ثلاثين دقيقة بالسيارة من ديديم. هناك رحلات ‏يومية تجمع بين الزيارات إلى ثلاثة مواقع قديمة في المنطقة، وهي ميليتس وديديما وبرين‎.‎

‎ 

أفروديسياس‎ 

تمَّ إدراجها في قائمة اليونسكو للتراث العالمي في العام 2017، سميت أفروديسياس على اسم ‏أفروديت، إلهة الحب اليونانية. تقع أفروديسياس في منطقة قراجاسو في أيدين، وهي واحدة ‏من أكثر المدن القديمة المحميّة جيدًا في الأناضول. يعود تاريخ المدينة إلى سبعة آلاف عام، ‏وقد اكتسبت شهرة وثروة بفضل مقالع الرخام. هذه المادة أدَّت إلى تأسيس مدرسة للنحت، ‏وفي النهاية أصبحت أفروديسياس مركزًا لهذا الفن. اشتهر النحاتون من هذه المدينة في جميع ‏أنحاء الإمبراطورية الرومانية. واليوم، يمكن رؤية بعض هذه التماثيل القديمة في الموقع. ‏تشمل بقايا المدينة الرائعة بوابة تيترابايلون والمسرح القديم والملعب والمعابد. يعرض متحف ‏أفروديسياس مجموعة رائعة من التماثيل من الموقع‎. 

كيفية الوصول إلى هناك: تقع أفروديسياس على بعد 95 كيلومترًا من أيدين. هناك حافلات ‏يومية بالإضافة إلى رحلات يومية من أيدين ودنيزلي وباموكالي إلى أفروديسياس‎. 

‎ 

ايزانوي‎ 

تقع ايزانوي على بعد 48 كيلومترًا من كوتاهيا، ويعود تاريخها إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد. ‏احتل الرومان المدينة فيما بعد واكتسبت مكانة بارزة بسبب موقعها الاستراتيجي. وأهم ما ‏يميز ايزانوي اليوم هو معبد زيوس الرائع، وهو نصب تذكاري أصلي تم الحفاظ عليه بشكل ‏ممتاز. يشتمل الموقع أيضًا على مسرح روماني من القرن الثالث، وملعب، وحمامات ‏رومانية، ومقبرة، و بقعة دائرية (سوق داخلي) وأربعة جسور رومانية. يتم عرض العديد من ‏القطع الأثرية المكتشفة في ايزانوي في متحف كوتاهيا للآثار‎. 

كيفية الوصول الى هناك: يمكنك الوصول إلى ايزانوي بالسيارة أو الحافلات المغادرة من ‏محطة الحافلات الرئيسة في كوتاهيا‎. 

‎  

هيرابوليس‎ 

هيرابوليس مدينة قديمة كانت ذات طابع منتجع صحي خلال الفترتين الرومانية والبيزنطية، ‏وهي من مواقع اليونسكو للتراث العالمي. تقع هذه المنطقة بالقرب من دنيزلي، وتُعرف الآن ‏باسم باموكالي، وهي موطن لأعجوبة طبيعية مشهورة عالميًا من الحجر الجيري الكالسيت ‏المليء بالمياه الدافئة الغنية بالمعادن. باموكالي هي مركز منتجع حراري شهير. ويُعتقد أنَّ ‏مياهها الغنية بالكالسيوم والحديد لها خصائص علاجية. تأسست المدينة القديمة، التي تقع فوق ‏باموكالي، على يد الملك إيومينيس الثاني، ملك برغامون، في القرن الثاني قبل الميلاد. نمت ‏المدينة واكتسبت مكانة بارزة بفضل ينابيعها الحرارية. يمكنك رؤية أنقاض الحمامات ‏والمعابد والآثار القديمة الأخرى في هيرابوليس. يمكنك أيضًا السباحة في بركة كليوباترا، ‏وهو نبع يُقال إنَّ الملكة المصرية قد استحمّت فيه‎. 

كيفية الوصول إلى هناك: تقع باموكالي على بعد ساعة بالسيارة من مطار دنيزلي. هناك ‏العديد من وكالات السفر التي تنظم جولات مشتركة إلى الموقع‎. ‎

‎ 

ساغالاسوس‎ 

تقع في بوردور، وهي مدينة في منطقة البحيرات الرائعة في تركيا، تتمتع ساغالاسوس بتاريخ ‏يعود إلى آلاف السنين. كانت ساغالاسوس عاصمة بيسيديا، ثم غزاها الإسكندر الأكبر فيما ‏بعد، ثم خضعت للحكم الروماني. تقع المدينة على منحدر جبلي شديد الانحدار على ارتفاع ‏‏1.750 مترًا فوق مستوى سطح البحر، وتوفر إطلالات ساحرة على الوادي أدناه. المعالم ‏البارزة في الموقع تشمل المسرح، والأغورا، والحمامات الرومانية، والمكتبة، وأبرزها نافورة ‏أنطونين، وهي مبنى استثنائي تمَّ تجديده بالكامل بعد أن دمَّره الزلزال‎. 

كيفية الوصول إلى هناك: يمكنك الوصول إلى ساغالاسوس بالسيارة أو بالحافلات المغادرة ‏من إسبرطة وبوردور وأنطاليا‎. 

‎ ‎

المناطق القديمة في تركيا الشرقية ‏

مهد الأساطير والأطعمة الشهية.‏‎.. 

 

جنوب شرق الأناضول منطقة تحتوي على العديد من المواقع التاريخية التي صمدت أمام ‏تحديات الزمن وتركت آثارًا تعود للعديد من الحضارات. موقع غوباكلي تبه الذي يعود للعصر ‏الحجري هو الاكتشاف الأثري للقرن الذي وسَّع نطاق معرفتنا بعصور ما قبل التاريخ البشري ‏في مقاطعة شانلي أورفا، وكانت شانلي أورفا تُعرف باسم مدينة الأنبياء، وهي مليئة بالأسرار ‏القديمة‎.‎

‎ 

شانلي أورفا مدينة الأنبياء‎ 

يُعتقد أنَّ مدينة شانلي أورفا أسسها سلوقس الأول نيكوتور حوالي عام 300 قبل الميلاد. ‏هناك العديد من المعالم البارزة مثل بركة السمك (بركة إبراهيم)، وكهف النبي إبراهيم، ‏والبازار التاريخي المغطى، وجامع فيرفيرلي (سابقًا كنيسة الرسل الاثني عشر)، والعديد من ‏المباني التاريخية الأخرى في انتظار الزوار. إذا كنتَ تقيم في الفنادق في وسط المدينة، يمكنك ‏الاستمتاع بـِسيرا غيجاسي ‏‎"sıra gecesi" ‎‏ (التجمُّع المسائي لمجموعة متماسكة، يقام ‏تقليديًا بالتناوب في منزل كل مشارك) والذي يمثل الترفيه الشعبي السائد هنا. أذواق ونكهات ‏المأكولات المحلية ستبقى في ذاكرتك بعدما تغادر، وهذه المدينة تعتبر جنة لأولئك الذين ‏يحبون الطعام الحار! ومن بين الأطباق المفضَّلة يمكننا ذكر كباب أورفة، كباب كبدة، والكبة ‏النية (كرات لحم نيِّئ ممزوج بالبهارات والبرغل)، واللحم بعجين (خبز مسطّح مع طبقة من ‏اللحم المفروم)، ومجموعة متنوعة من أطباق الأرز، وسلطة البستانة (خضروات مقطعة إلى ‏مكعبات في زيت الزيتون، بنكهة صلصة الرمان). أخيرًا وليس آخرًا، يجب أن تتذوق الكنافة ‏‏(الجبن الطازج داخل طبقتين رفيعتين من المعجنات المبشورة، مخبوزة وممزوجة بالقطر)‏‎! 

‎ 

غوباكلي تبه- نقطة تحوُّل في عصور ما قبل التاريخ‎ 

يقع موقع غوباكلي تبه الأثري بالقرب من قرية أونجيك، على بعد 15 كيلومترًا (10 أميال) ‏شمال شرق مدينة شانلي أورفا‎. 

تمَّ إدراج موقع غوباكلي تبه الأثري إلى قائمة اليونسكو للتراث العالمي في عام 2018. يُعتقد ‏أنَّ أقدم الهياكل قد تمَّ بناؤها منذ 12 ألف عام. لوحظ الموقع في عام 1963 أثناء مسح أثري ‏سطحي؛ ولكن بدأت الحفريات والتنقيب الأثري في عام 1994‏‎.‎‏ غوباكلي تبه أقدم بأربعة ‏آلاف عام من الأهرامات المصرية، وسبعة آلاف عام أقدم من ستونهنج. أدّى اكتشافه إلى ‏تغيير التسلسل الزمني لفهمنا للعصر الحجري، وتمّت كتابة عصر ما قبل التاريخ من جديد. ‏يوصف غوباكلي تبه بأنه ‏‎"‎نقطة تحوُّل في عصور ما قبل التاريخ‎"‎، وهو يأخذكَ إلى ما وراء ‏الزمن. نلاحظ بأنه هناك العديد من المواقع المقدّسة والمعابد في غوباكلي تبه بينما لم يكن ‏مأهولًا بالسكان. ويعتبر بأنه أول وأقدم وأكبر أماكن العبادة القديمة‎. 

حتى الآن، تمَّ حفر ستة هياكل فقط، ومع ذلك، تشير المسوحات الجيومغناطيسية إلى أنَّ هناك ‏ما مجموعه 20 من هذه الهياكل ذات الميزات المماثلة التي أقيمت في غوباكلي تبه. الأحجار ‏المتراصة على شكل حرف ‏‎"T"‎‏ التي يبلغ ارتفاعها ستة أمتار والمنحوت عليها نقوش ‏حيوانيّة، أقيمت على تجاويف محفورة في القاعدة الصخرية. هذه الرُّسوم من العصر الحجري ‏الحديث هي دليل ثابت على القدرة الفنيّة لأسلافنا‎. 

كشف موقع غوباكلي تبه عن الكثير لتوسيع معرفتنا بعصور ما قبل التاريخ، ولكنه طرح ‏أيضًا أسئلة جديدة للتأمُّل. مَن بنى تلك الهياكل؟ كيف حملوا هذه الأحجار الضخمة التي يبلغ ‏وزنها 60 طنًا إلى الموقع وكيف تمّ تشييدها؟ لماذا تمّ تغطيتها بآلاف الأطنان من الحجارة ‏وتم دفنها تحت كومة من الحجارة؟ ما هو الغرض من بناء تلك الهياكل؟ هذه الأسئلة والعديد ‏من الأسئلة الأخرى لم تتم الإجابة عنها بعد، وستتطلَّب الإجابة على تلك الألغاز سنوات من ‏العمل الشاق‎. 

 

إسطنبول

الاستفادة القصوى من إسطنبول: ‏

دليل لقضاء عطلة نهاية أسبوع طويلة مثاليّة‎ 

‎ ‎

تتميَّز إسطنبول بالكثير من الأشياء، إنَّها مدينة نابضة بالحياة، ومركز للأعمال والمال، ومكان ‏التقاء الحضارات، وكانت عاصمة للإمبراطوريات الكبرى... المدينة الوحيدة التي تمتدّ عبر ‏قارتين، يزورها الملايين كل عام الذين يأتون لإلقاء نظرة على تاريخها القديم، وقصورها ‏ومساجدها الساحرة، بينما يتذوَّقون النكهات اللذيذة لمطبخها الغنيّ. تقدِّم إسطنبول تجربة لا ‏تُنسى بما تتمتَّع به من الحياة اليومية المُفعمة بالألوان المختلفة والحياة الليلية الحيوية. لا يمكن ‏للمرء أن يدَّعي معرفة إسطنبول بالكامل. حتى سكّانها القدامى يواجهون المفاجآت بهذه المدينة ‏بشكل مستمر. حيث ما تزال هناك معالم سياحية رئيسة لزيارتها وأسرار لكشفها عن هذه ‏المدينة السحرية. في إسطنبول، يمكنك القيام بالكثير من الأنشطة في ثلاثة أيام برحلة مخطَّطة ‏بشكل جيد‎. 

‎  

جوهرة إسطنبول: مضيق البوسفور‎ 

من أفضل الطرق لاكتشاف المدينة هو إلقاء نظرة عليها من البحر. مضيق البوسفور، الذي ‏يربط بحر مرمرة بالبحر الأسود، هو كنز جوهريّ لإسطنبول. تنتشر على كلا الطرفين ‏قصور تاريخية على الواجهة البحرية ولديها العديد من الأحياء الساحرة مثل أروطاكوي وبيبك ‏وأرناووط كوي وحصار روميلي وأميرغان وينيكوي على الجانب الأوروبي وقانليجا ‏وجنغلكوي وبيلاربي وكوزغونجوك وحصار الأناضول على الجانب الآسيوي. تقدِّم شركة ‏العبّارات الرسمية في إسطنبول ثلاث جولات رائعة في البوسفور؛ رحلة بحرية قصيرة من ‏أمينونو إلى إستينيا (حوالي ساعتين) ورحلة بحرية كاملة في البوسفور ورحلة بحرية ليلية ‏إضافية. للحصول على تجربة كاملة، نوصي بأن تختار رحلة طويلة في البوسفور، والتي ‏ستأخذك من أمينونو إلى أناضولي كاواغي في البحر الأسود ومن ثم العودة. نظرًا لأنَّ القارب ‏يبحر بالقرب من الشاطئ، يمكنك حقًا الاستمتاع بجمال ساحل البوسفور ورؤيته بشكل مثالي. ‏على كل شاطئ من شواطئ البوسفور، توجد مطاعم تقدِّم المأكولات البحرية اللذيذة، فضلًا ‏عن المقاهي العصرية والبارات والحانات الصغيرة. تتوقف الرحلة بشكل منتظم ممّا يسمح لك ‏باكتشاف المناطق المحيطة. يمكنك تناول الغداء في إحدى هذه المحطات مع الاستمتاع بتناول ‏الطعام في واحدة من أكثر المناظر المدهشة في العالم‎. 

الطريقة الأخرى لاكتشاف شواطئ البوسفور هي المشي. يمكنك البدء من بشكتاش، وهي ‏واحدة من أقدم وأعرق مناطق إسطنبول التاريخية. قصر دولمابختشه هو من الأماكن التي ‏يجب زيارتها، وهو المركز الإداري الرئيس للإمبراطورية العثمانية. يشتهر القصر بمظهره ‏الخارجي الكلاسيكي الجديد وتصميمه الداخلي المثير للإعجاب، ويعطي الزائرين لمحة عن ‏حقبة كانت فيها إسطنبول مقرًا لإحدى أعظم إمبراطوريات العالم. يمكنك أيضًا رؤية قصر ‏تشيراغان ومسجد أورتاكوي على طول الطريق. في أورتاكوي، يمكنك أخذ استراحة لتناول ‏القهوة في أحد المقاهي العديدة أو المتابعة إلى أرناووطكوي، وهو حيّ خلّاب يشتهر بقصور ‏الواجهة البحرية العثمانية ومطاعم الأسماك، وبيبيك. يحتوي هذا الحيّ الراقي على حديقة ‏جميلة على الواجهة البحرية بالإضافة إلى العديد من البوتيكات والمقاهي في جميع أنحاء ‏شارعه الرئيس. من هنا، يمكنك التنزُّه في ممرّ البوسفور أو يمكنك ركوب حافلة أو سيارة ‏أجرة ومشاهدة أحياء حصار روميلي الساحرة (قلعة روميلي)، إميرغان، إستينيا، ينيكوي، ‏ترابيا وساريير، على طول الطريق إلى روميلي كافاغي‎. 

‎ 

عاصمة العالم القديم: شبه الجزيرة التاريخيّة‎ 

شبه الجزيرة التاريخية هي مركز التاريخ الثقافي لإسطنبول. النقطة التي تربط جميع أجزاء ‏ماضي المدينة المجيد. منطقة السلطان أحمد التي تقع في قلب شبه الجزيرة التاريخية تتميَّز ‏ببعض من أعظم الأعمال في إسطنبول وهي المساجد والقصور والكنائس والمنازل من ‏العصور الرومانية والبيزنطية والعثمانية. أفضل ما يمكن استكشافه سيرًا على الأقدام هو ‏ميدان السلطان أحمد الذي أطلق عليه الرومان والبيزنطيون اسم ‏‎"‎ميدان سباق الخيل". محطتك ‏التالية هي آيا صوفيا، التي بنيت بتكليف من الإمبراطور البيزنطي جستينيان الأول، عام ‏‏537، والتي تعمل كمتحف اليوم. يقف آيا صوفيا تحت قبّة يبلغ ارتفاعها 55 مترًا، وهو ‏مكان فريد من نوعه بحجمه وروعته وهندسته المعمارية وأجوائه الغامضة. المسجد الأزرق ‏المجاور (المعروف أيضًا باسم مسجد السلطان أحمد) هو نصب تذكاري عمره 400 عام ‏وأحد المعالم التاريخية الأكثر شهرة في إسطنبول. القصر المغمور ‏‎(Yerebatan ‎Sarnici) ‎‏ يقع مقابل آيا صوفيا، وهو مبنى عمره 1500 عام يأسر الزائرين بجوّه الهادئ. ‏مناطق الجذب الرئيسة الأخرى في شبه الجزيرة التاريخية تشمل قصر توبكابي ومتاحف ‏الآثار والبازار الكبير. ‏

إنَّ زيارة الأجنحة الفخمة والساحات والفناءات والخزينة المليئة بالجواهر وقسم الحريم ‏الغامض في قصر توبكابي تعطي لمحة رائعة عن الحياة اليومية في البلاط العثماني. حديقة ‏غولهانه والتي هي الحديقة الخارجية لقصر توبكابي توفر فترة راحة مثالية مع إطلالة رائعة ‏على مضيق البوسفور. شارع سوغوك تشمه، شارع مرصوف بالحصى مليء بالمنازل ‏العثمانية التي تمَّ تجديدها بين أسوار قصر توبكابي وآيا صوفيا، هو مشهد آخر لا بدَّ من ‏زيارته. تضمّ المتاحف الأثرية القريبة قطعًا أثرية قديمة والعديد من القطع الفنية التاريخية ‏الشهيرة. يقع البازار الكبير أو السوق المغطى ‏‎(Kapalicarsi) ‎‏ في منطقة بيازيد على بعد ‏رحلة قصيرة بالقطار (أو 30 دقيقة سيرًا على الأقدام) من السلطان أحمد. يضمّ السوق ‏المغطى الآلاف من المحلات التجارية المنتشرة في عشرات الشوارع، وكلها مخصّصة لحرف ‏يدوية تركية مذهلة، ويقدِّم تجربة فريدة تجمع بين التسوُّق ومشاهدة المعالم السياحية‎. ‎

 

كاراكوي وبيوغلو ونيشانتاشي

بعد استكشاف عجائب إسطنبول التاريخية، حان الوقت لتوسيع رحلتك. اعبر جسر غالاتا ‏التاريخي وستصل إلى كاراكوي، وهو حي تاريخي وراق مليء بالمقاهي والمطاعم والمحلات ‏العصرية. يُعد كاراكوي أحد أهم الموانئ في إسطنبول، وهو أيضًا مكان لبعض المتاحف ‏والمعارض الفنية الأكثر شهرة في المدينة. من كاراكوي، اتبع طريق كومباراجي المنحدر (أو ‏استقل القطار الجبلي المائل التاريخي) للوصول إلى غالاتا وشارع الاستقلال. يتوِّج هذا الحيّ ‏برج غلطة، وهو مركز آخر للتسوق والترفيه مع متاجر المصممين والمقاهي الساحرة ‏والمطاعم العصرية. برج غلطة الذي يُعتبر من أحد رموز إسطنبول يقدم إطلالة بانورامية ‏بزاوية 360 درجة على مضيق البوسفور والقرن الذهبي. والتنزه في شارع الاستقلال الشهير ‏أمر لا بدَّ منه؛ حيث هذا هو المكان الذي ينبض فيه قلب المدينة. كان يطلق على هذا الشارع ‏سابقًا ‏Grand Rue de Pera، ويمتد من منطقة تونيل إلى تقسيم. ينبهر الزوّار بالهندسة ‏المعمارية للمباني التي يعود تاريخها إلى القرن التاسع عشر، والتي يضمُّ معظمها مراكز ثقافية ‏ومحلات تجارية رائعة وحانات صغيرة. بالإضافة إلى تناول الطعام والتسوُّق، يُعدُّ الشارع ‏أيضًا مركزًا ثقافيًا وترفيهيًا رئيسًا يضمّ مسارح ومعارض فنية ومتاحف. سوق الزهور ‏‏(‏Cicek Pasaji‏) هو رواق تاريخي شهير تم افتتاحه في العام 1876، ويعتبر سوق ‏السمك وكنيسة القديس أنطوان من الأماكن التي يجب زيارتها. بدلًا من المشي، يمكنك ركوب ‏القطار القديم الذي يعبر الشارع بأكمله.‏

من تقسيم، يمكنك الانتقال بالسيارة إلى نيشانتاشي التي تقع على مسافة قريبة، وهو حيّ راقي ‏معروف باسم مركز الأزياء الفاخر في المدينة. مع المباني على طراز فن الآرت نوفو ‏والعلامات التجارية الفاخرة وصالات العرض للمصممين المحليين المشهورين، تُعدُّ نيشانتاشي ‏مكانًا رائعًا للتسوق والتسكع. شارع عبدي إيبكجي هو وجهة التسوق الأكثر شعبية، في حين ‏حيّ تشويقيه القريب هو جوهرة أخرى تشتهر بالمقاهي والمحلات. أكاريتلر هو حيّ ساحر ‏آخر يستحق الزيارة. تمَّ بناء المنازل المتلاصقة في الأصل عام 1875 وتمَّ تجديدها في عام ‏‏2005، وهي الآن تستضيف المعارض الفنية والمتاجر والمطاعم الرائعة. ‏

 

 

وجبة الفطور

 

وليمة: الفطور التركي

تمتلك تركيا واحدة من أغنى المأكولات وأكثرها تنوُّعًا في العالم. لكل منطقة من المناطق ‏الجغرافية السبع في البلاد طبيعتها ومناخها الخاص ومجموعة متنوِّعة من المنتجات. ونتيجة ‏لذلك، لكل منها أطباقها ونكهاتها الخاصة، فضلًا عن العادات المختلفة في الطهي والتقديم ‏وتناول الطعام. وهذا التنوُّع يتجلّى بشكل واضح في الفطور التركي الذي يعتبر وليمة للمعدة ‏وللعين في آن واحد. دعنا نستكشف تركيبة الفطور التركي بناءً على مكوِّناته. بالعافية.‏

 

طقوس يوميّة

الأتراك يأخذون فطورهم على محمل الجد. يمكن أن يكون سريعًا خلال أيام الأسبوع، ومن ‏المرجَّح أن يطول أيام الأحد، لكن لا يتمّ تفويته أبدًا. وجبة الفطور التركية النموذجية لا تعتبر ‏وجبة واحدة، بل هي مجموعة من الأطباق، وإن كانت في بعض الأحيان عبارة عن مأدبة ‏صغيرة ولكنّها تبقى مأدبة في النهاية. قد تختلف بعض مكوّنات وجبة الفطور الكلاسيكية من ‏منطقة إلى أخرى، ولكن الأساسيات تبقى كما هي. يمكنك الاستمتاع بوجبة فطور تركيّة في ‏كل مكان تقريبًا: المقاهي والمخابز ومحلات الحلويات ومعظم المطاعم في تركيا تقدم وجبة ‏الفطور. في الواقع، هناك مقاهي (‏kahvaltici‏) تقدم الفطور فقط وهي تزداد شعبية كل ‏يوم. اطلب طبق فطور (‏kahvalti tabagi‏) في أي مكان في تركيا وستحصل على الجبن ‏والطماطم الطازجة والخيار والزيتون والزبدة والمربّى أو العسل والبيض. المشروب الأساسي ‏الذي يصاحب وجبة الفطور هو الشاي المخمر الطازج. أكياس الشاي غير مقبولة أبدًا. ثم ‏هناك "‏Serpme kahvalti‏" الشهير، وهو مجموعة متنوعة من أطعمة الفطور الجيدة. ‏الفطور هو تقليد تشتهر به مدن ومناطق معيَّنة؛ مثل فان وأرضروم حيث لهما وجبات فطور ‏خاصة بهما التي تحمل اسم المنطقة، كل وجبة تقدَّم مع الجبن الخاص بالمنطقة وأطباق البيض ‏وغيرها من النكهات الخاصة. وجبة فطور بحر إيجة أو "‏Ege kahvaltısı‏" هي وليمة ‏شهيّة أخرى تتضمّن الكثير من زيت الزيتون لغمس الخبز والخضروات مثل البقدونس ‏والجرجير والشبت والمربيات المصنوعة في المنزل.‏

 

الجبن هو الملك

في تركيا، الجبن هو العنصر الرئيس في كل وجبة فطور. وهي ليست مجرَّد وجبة فطور ‏أساسيّة، بل يأكله الأتراك كمقبّلات ويضعونه في كل شيء من المعجّنات إلى السَّلطات ‏والحلويات مثل "حلاوة الجبنة" و"الكنافة". الجبن الأبيض أو "‏beyaz peynir‏" هو النوع ‏الأكثر شعبية من بين الأجبان الأخرى. على الرغم من أنه غالبًا ما يتم تشبيهه بجبن الفيتا، إلا ‏أنَّ الجبن الأبيض يأتي في مجموعة متنوعة من النكهات في تركيا. يمكن أن يُنتج من حليب ‏البقر أو الأغنام أو الماعز ويتغيّر طعمه بحسب المكوّنات. يتم إنتاج أفضل أنواع الجبن ‏الأبيض في منطقة مرمرة، ولا سيما منطقة إيزينه في جاناك كاليه. جبنة إيزينه هي جبنة ‏صلبة ذات نكهة غنية وقوية. وهناك نوع آخر مشهور من الجبن وهو "القشقوان"، وهي جبنة ‏صفراء تأتي في نوعين؛ طازج وقديم. القشقوان الطازج (‏taze kasar‏) عبارة عن جبنة ‏صفراء خفيفة مصنوعة عادة من حليب البقر. يمكن تقطيعها وتذويبها وبشرها بسهولة، ‏وبالتالي فهي تستخدم في السندويشات والبيتزا و"التوست" الذي يعني شطيرة الجبن المشوي ‏في تركيا. القشقوان القديم (‏eski kasar‏) أكثر تعقيدًا من حيث عملية الإنتاج. يصنع من ‏حليب البقر الصافي (أحيانًا يُضاف حليب الماعز)، ثم يُعتَّق حتى يجف الداخل ويصير قابلًا ‏للتقشير. هذا الجبن يتمتع بنكهة غنية ومنعشة. أفضل أنواع القشقوان القديم يأتي من المدن ‏الشمالية الشرقية مثل قارص وأرضروم. الجبن التركي المفضَّل الآخر هو "تولوم". تصنع كل ‏منطقة في تركيا تقريبًا مجموعة متنوعة من التولوم خاصة بها. النوع الكلاسيكي عبارة عن ‏جبنة بيضاء مفتّتة مصنوعة من خليط من حليب الأغنام والأبقار. وتشتهر أرزينجان بشكل ‏خاص بجبنة التولوم. عادة يتم تقديم التولوم مع زيت الزيتون أو الزبدة، وهو رفيق رائع للخبز ‏الساخن "لافاش"، وهو خبز مسطح يأتي كمقبلات في مطاعم الكباب. تولوم إزمير هو نوع ‏آخر مشهور. يُنتج تولوم إزمير بشكل أساسي في منطقة بحر إيجه، وهو أكثر صلابة وملوحة ‏من التولوم الكلاسيكي. بالإضافة إلى هذه الأنواع الاعتيادية هناك ما يقرب من 200 نوع من ‏الجبن في تركيا. لحسن الحظ، يمكنك تذوق الجبن قبل شرائه، ولذلك يمكنك التوجه إلى قسم ‏التشاركوتيري أو السوبر ماركت وتجربة أي نوع من الجبن يلفت انتباهك.‏

 

الخبز والمعجَّنات

المخبوزات تشكل جزءًا كبيرًا من وجبة الفطور التركية. في المخابز التي تسمى ‏‏"‏pastane‏"، يمكنك العثور على جميع أنواع الأطعمة المخبوزة مثل البوغاتشه والتي هي ‏عبارة عن لفائف الفطور الطرية، والسميت وهي كعكة على شكل حلقة مغطاة ببذور السمسم. ‏يُباع السميت، وهو طعام شائع في كل مكان، في عربات صغيرة في كل زاوية تقريبًا، وهو ‏فطور محمول مفضّل. يُصنع السميت النموذجي أو "سميت إسطنبول" من الدقيق والخميرة، ‏ويُغمس في الماء مع دبس العنب ويُرش ببذور السمسم. تمامًا مثل العديد من النكهات التركية ‏الأخرى، يأتي السميت بأصناف إقليمية مختلفة. في إزمير، يطلق عليه اسم غيفرك ‏‏"‏gevrek‏" ويتم خبزه مرتين لمنحه هشاشة إضافية. أمّا سميت أنقرة فلونه أغمق لاحتوائه ‏على كمية أكبر من دبس العنب. في كاستامونو، يُصنع السميت بدون بذور السمسم ولذلك ‏يُسمّى "السميت الأصلع". أيًا كان النوع الذي تختاره، يتم تناول السميت عمومًا مع الجبن ‏الأبيض أو القشقوان أو جبنة الكريم. ‏

البوريك هو نوع آخر من المعجّنات الكلاسيكية التركية، وهو عبارة عن معجنات مصنوعة ‏من طبقات من رقائق العجين أو "يوفكا" ومحشوّة بالجبن أو اللحم أو الخضار. عادة ما يصنع ‏في مقلاة كبيرة ويقطع إلى أجزاء بعد الخبز، ويمكن صنع البوريك بمكونات مختلفة مثل ‏البطاطس أو الباذنجان أو السبانخ أو الفطر أو الكراث أو اللحم أو الدجاج. "سو بوريغي" ‏الشهير يشبه اللازانيا مع طبقات ناعمة من العجين محشوّة بالجبن. طبق "تشي بوريك" ‏الخاص بـإسكيشهير في وسط الأناضول، هو عبارة عن قطعة مقلية مع حشوة من اللحم ‏المفروم. تشتهر أضنة في جنوب تركيا بـ"بوريك أضنة" المصنوع من جبن خاص يذوب في ‏فمك. يتم تحضير "كول بوريك" أو "ساريير بوريك" على شكل لفائف طويلة محشوة باللحم ‏المفروم أو الجبن أو السبانخ أو البطاطس. "لاز برويك" الخاص بمنطقة ريزه هو بوريك حلو ‏محشو ببودنغ الحليب أو الكاسترد ويُرش بالسكر البودرة. وتشتهر مدينة إزمير بـ"بويوز"، ‏وهو عبارة عن معجنات مقلية تقدم تقليديًا مع بيضة مسلوقة.‏

ويتم أيضًا تحضير الخبز بمجموعة متنوعة وواسعة في تركيا. خبز البيدا أو الخبز المسطح ‏هو رفيق الفطور المفضل، خاصة خلال شهر رمضان. خبز البازلاما هو نوع آخر من الخبز ‏المسطح ذو لون أصفر كريمي، وعادة ما يتم خبزه على "الصاج" أو "التنور". وتشتهر منطقة ‏البحر الأسود بـ"خبز الذرة" وكذلك بـ"خبز طرابزون"، وهو خبز أبيض ضخم يُخبز في فرن ‏خشبي. يمكن العثور على نوع الخبز الذي يُسمى "خبز القرية" المصنوع من العجين المخمّر ‏في معظم المخابز وهو مشهور جدًا لأنه يظل طازجًا لفترة طويلة. ‏

الغوزلامه (المعروفة أحيانًا بالفطيرة التركية) المصنوعة من رقائق العجين ومحشوة بالجبن ‏أو اللحم أو الخضار تعتبر من العناصر المفضلة أيضًا في وجبات الفطور. يتم طهيها تقليديًا ‏على صينيّة. ‏

 

البيض والتشاركوتيري ‏

في تركيا، يتم تحضير البيض على شكل عجّة أو بيض مسلوق أو بيض مخفوق أو بيض ‏عيون. وهناك طبق آخر مفضّل في وجبات الفطور الكلاسيكية وهو الـ"مينمين"، وهو عبارة ‏عن خليط من البيض المخفوق والطماطم والفلفل الأخضر وأحيانأ البصل. ويُفضَّل تناوله عن ‏طريق غمس الخبز مباشرة في المقلاة. وفيما يتعلق باللحوم المقدّدة، فإنّ اللحوم التركية تتمتع ‏بمجموعة واسعة من الميزات الرائعة. حيث أنّ السجق المحضّر من لحم البقر المجفّف مع ‏التوابل و"البسطرمة" التي هي طبقات من اللحم البقري المقدّد المغطّاة بطبقة سميكة من ‏التوابل، هما رفيقان مميزان للبيض. لتحضير البيض مع النقانق أو السجق، قم بتقطيع السجق ‏إلى شرائح، ومن ثم طهي الشرائح في المقلاة وأخير قم بوضع البيض مباشرة في المقلاة. ‏يمكنك اتباع هذه الطريقة نفسها باستخدام البسطرمة أيضًا. السجق والبسطرمة هما من ‏المكوّنات الرئيسة في العجّة التركية.‏

 

الزيتون والمربّيات والأطعمة القابلة للدَّهن

الزيتون عنصر أساسي في المطبخ التركي. يوجد أكثر من 50 نوعًا من الزيتون في البلاد. ‏تشتهر غيمليك وأدرميت في غرب تركيا بالزيتون الأسود الممتاز، بينما تشتهر نيزيب في ‏غازي عنتاب بزيتونها الأخضر. يتم تقديم الزيتون مع زيت الزيتون والليمون والمردقوش أو ‏الزعتر البري أحيانًا. بالإضافة إلى الزيتون، يعد هريس الزيتون الأسود عنصرًا شائعًا في ‏الفطور. هناك أنواع أخرى من الأطعمة القابلة للدَّهن في وجبات الفطور مثل "المحمّرة" أو ‏‏"أجوكا"، وهي صلصة بالتوابل محضّرة من معجون الطماطم أو الفلفل وزيت الزيتون ‏والجوز والتوابل.‏

عندما يتعلق الأمر بالنكهات الحلوة، فهناك عدد لا يحصى من الخيارات في وجبات الإفطار ‏التركية للغمس أو الدَّهن. "الطحينة والدبس" ثنائي لذيذ محضَّر من مزيج دبس العنب ‏والطحينة. "القيمق" هي النسخة التركية للكريمة المتخثرة، وهي ناعمة وبنكهة رائعة للذوّاقة. ‏العسل هو رفيق ممتاز للقيمق وعادة ما يجتمعان على المائدة. تعتبر تركيا أيضًا موطنًا للمربّى ‏والمعلّبات اللذيذة. بالإضافة إلى الكلاسيكيات مثل الفراولة والكرز والمشمش والعنب، فإنَّ كل ‏منطقة تمتاز بمربَّيات أو معلَّبات خاصة بها. في مناطق البحر الأبيض المتوسط وبحر إيجه؛ ‏يُعدُّ البرتقال والليمون واليوسفي والبرغموت من المكونات المفضلة لصنع المربى. يمكنك ‏أيضًا العثور على مربيات محلية الصنع مصنوعة من مكونات غير عادية مثل الباذنجان ‏والتين ومخاريط الصنوبر والطماطم.‏

 

بعد وجبة الفطور

القهوة هي اللمسة الأخيرة للفطور التركي اللذيذ. في الحقيقة، الكلمة التركية "‏kahvalti‏" أي ‏الفطور تعني حرفيًا "قبل القهوة"، لذلك إذا كنت ترغب في تجربة طقوس الفطور، يجب عليك ‏تتويج كل هذه الأطعمة اللذيذة بفنجان من القهوة التركية الفوّاحة.‏

 

 

أرض القصص الخياليّة: كابادوكيا‏

 

تتمتَّع تركيا بتضاريس وأراضٍ متنوِّعة ومختلفة. إنَّها بلد تتمتع بقرى البحر الأبيض المتوسط ‏الخلابة، والهضاب الخضراء، والسلاسل الجبلية الفاتنة والمدن المترامية الأطراف. ومع ذلك، ‏لا يوجد أيّ منظر طبيعي آخر أكثر سحرًا من كابادوكيا، التي غالبًا ما توصف بأنها "أرض ‏القصص الخياليّة"، وهو تصوير مستمدّ من مشهدها الخيالي. هنا، المداخن الخرافيّة بأحجام ‏وأشكال مختلفة تحيّي الشمس والقمر بينما تهمس الكهوف الجوفيّة والأنفاق الغامضة بأسرار ‏تاريخ الأرض الطويل.‏

 

أرض الخيول الجميلة

كابادوكيا هي منطقة جغرافية مميزة تشكلت بفعل الأحداث الطبيعية والأيادي البشرية. يُقال إنَّ ‏اسم كابادوكيا يعني "أرض الخيول الجميلة" في اللغة الفارسية القديمة. في الواقع، كابادوكيا ‏هو الاسم الشائع لمنطقة شاسعة تشمل أجزاء من عدة مدن، وهي أكساراي ونيفشهير ونيغده ‏وقيصري وكرشهير في وسط الأناضول. كانت المنطقة موطنًا للعديد من الحضارات منذ ‏العصور القديمة ويمكن رؤية الآثار التي تركوها اليوم في الكنائس المنحوتة في الصخر ‏والمدن تحت الأرض. ‏

منذ ملايين السنين، غطّت الانفجارات البركانية من الجبال المجاورة (البراكين النشطة في ذلك ‏الوقت) المنطقة بحمم بركانية ورماد كثيف، والتي تحوّلت إلى نوع من الصخور الرخوة ‏تسمى "التوف". وتآكلت هذه الطبقة السميكة من التوف ببطء بفعل الرياح والمياه، ممّا أدّى ‏إلى تكوين المخاريط والأعمدة والقمم والمداخن. وبمرور الوقت، أضاف البشر الذين استقروا ‏في المنطقة إلى إبداعات الطبيعة ونحتوا الحجرات والأنفاق المذهلة في الصخور الرخوة. بنوا ‏الكهوف وأماكن المعيشة ودور العبادة وحتى الإسطبلات. وفي أماكن معيَّنة، فإنَّ مجمّعات ‏الأنفاق التي من صنع البشر تشكِّل مدنًا بأكملها بعدَّة طبقات (حتى ثمانية طوابق) تحت ‏الأرض. نتيجة لذلك، أصبحت الهضبة مشهدًا حضريًا ثقافيًا تحت الأرض بهندسة معمارية ‏فريدة. ‏

هناك أكثر من ثلاثين مدينة تحت الأرض في كابادوكيا وما زال يتم اكتشاف مدن جديدة. تم ‏بناء هذه المدن تحت الأرض في البداية من قبل الفريجيين الذين نحتوا أماكن معيشتهم في ‏الصخور البركانية الرخوة الممتدة عبر هذه الأراضي. واصل الناس العمل في المدن تحت ‏الأرض خلال الفترتين الرومانية والبيزنطية، مضيفين تواقيعهم الثقافية والدينية مثل الكنائس. ‏خلال ذروتها، آوَت هذه المدن الآلاف من الناس.‏

 

الأماكن التي لا بدَّ من رؤيتها

تعد كابادوكيا اليوم متحفًا رائعًا في الهواء الطلق يضمّ العديد من الوديان والمستوطنات ‏الخلابة، ولا سيما أوتشهيصار وغوريمه وأفانوس وأورغوب ودرين كويو وإهلارا، وكلها ‏مراكز ممتازة لاستكشاف المنطقة.‏

تعتبر أوتشهيصار، وهي قرية ساحرة تقع على بعد 10 كيلومترات من نيفشهير (حيث يقع ‏المطار)، مثالًا رائعًا على الهندسة المعمارية الفريدة لكابادوكيا. قلعة أوتشهيصار الصخرية ‏هي المكان المفضَّل لمشاهدة المناظر الطبيعية والتقاط الصور. بعد استكشاف مركز المدينة، ‏يجب أن تكون محطتك التالية هي وادي الحمام (‏Guvercinlik‏). هذا الوادي الطويل ‏والعميق هو موطن للكنائس الصخرية من القرنين الثامن والتاسع والأنفاق وأعشاش الحمام ‏المنحوتة في الصخور. وهو أيضًا ممر بطول 4 كيلومترات يوفِّر مناظر خلابة وهو مثالي ‏لرياضة المشي لمسافات طويلة.‏

من أوتشهيصار، يأخذكَ الطريق إلى غوريمه، التي كانت مركزًا للحياة الرهبانية حتى القرن ‏الثالث عشر. يُعد متحف غوريمه المفتوح أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو في تركيا، وهو ‏أحد المعالم البارزة في المنطقة. هنا، يمكنك رؤية المداخن الخيالية والكنائس والأديرة المنحوتة ‏في الصخور واللوحات الجدارية والجداريات النابضة بالحياة، والتي يعود تاريخ أحدثها إلى ‏القرن الثاني عشر. ‏

تُعدُّ أفانوس واحدة من أقدم المستوطنات في كابادوكيا، وهي مكان آخر يجب رؤيته. بسبب ‏الطين الأحمر المميّز، كانت هذه المدينة مركزًا لصناعة الفخار منذ عصر الحيثيين. يمكنك ‏مشاهدة الفنانين وهم يصنعون إبداعاتهم في إحدى ورش صناعة الفخار ويمكنك تصميم واحدة ‏بنفسك بمساعدة أحد الخبراء.‏

قرية تشافوشين القريبة التي تتميز بمنازلها المنحوتة في الصخر تستحق الزيارة. يُعدُّ وادي ‏قيزيلجوكور على طول الطريق مكانًا شهيرًا لمشاهدة غروب الشمس، وهو أمر لا بدّ منه لكل ‏زائر إلى كابادوكيا. ‏

أورغوب هي واحدة من أكبر المدن في كابادوكيا، وهي قريبة جدًا من المعالم السياحية ‏الرئيسة في المنطقة، وبالتالي فهي مركز آخر جيّد للاستكشاف. كما أنَّها موطن لبعض أفخم ‏فنادق البوتيك في كابادوكيا. على بعد 15 دقيقة فقط من نفشهير، تظهر أورغوب بمداخنها ‏الخيالية الثلاث. عندما تكون في أورغوب يمكنك زيارة الأسواق المحلية التي تقدم مجموعة ‏متنوعة من العناصر المثيرة للاهتمام من الأقمشة المنسوجة يدويًا إلى المداخن الخيالية. لا بدّ ‏أيضًا من تجربة المأكولات المحليّة، وخاصة الأطباق التقليدية مثل "كباب الجرة الفخارية" ‏و"القاورما الصاجية".‏

جنوب نفشهير، يأخذك الطريق إلى مدينتي كايماكلي ودرين كويو تحت الأرض على التوالي. ‏تقع مدينة كايماكلي تحت الأرض أسفل قلعة كايماكلي، وتتميز بمتاهة من الأنفاق والغرف ‏المنحوتة على عمق ثمانية مستويات تحت الأرض. الطابق الأوَّل كان يُستخدم كإسطبل، بينما ‏تضمنت المستويات الأخرى أماكن معيشة وكنيسة وحتى مقابر. وتقع درين كويو على بعد ‏تسعة كيلومترات من كايماكلي، (تعني "البئر العميق" باللغة التركية) وتأخذ اسمها من عمق ‏آبار المياه هناك. إنها شبكة معقدة من الأنفاق والغرف موزّعة على سبعة مستويات تتكون من ‏إسطبلات وأقبية وصالات طعام وكنائس ومخازن. ‏

إذا اتَّبعت الطريق من نفشهير إلى أكساراي، فسوف تصادف أحد أكبر الأودية في العالم، ‏وادي إهلارا. كان الوادي، المسمى "بيريستريما" في العصور القديمة، الملاذ المفضل للرهبان ‏البيزنطيين. تضم المنطقة أكثر من مائة كنيسة منحوتة في الصخر. يُعدُّ الوادي، الذي يقطعه ‏نهر ميلينديز، أحد أفضل الأماكن للتنزه في الطبيعة.‏

 

تجارب لا تُنسى

كابادوكيا هي أرض العجائب الطبيعية، وبالتالي هناك بعض التجارب المميزة التي يجب على ‏كل مسافر تجربتها. إحدى هذه التجارب المجزية هي الإقامة في أحد "فنادق الكهوف" ‏المشهورة عالميًا في كابادوكيا. تمَّ تحويل بعض مساكن الكهوف في المنطقة إلى فنادق بوتيك ‏فاخرة. تقدم هذه الفنادق إحساسًا حقيقيًا بالهندسة المعمارية المميزة للمنطقة مع توفير جميع ‏وسائل الراحة الحديثة.‏

يعتبر ركوب الخيل طريقة رائعة لاكتشاف كابادوكيا. حيث أنّ ركوب الخيل يتيح لك فرصة ‏مشاهدة التفاصيل المذهلة من حولك عن كثب. يمكنك اختيار الخيار الأنسب لك من بين العديد ‏من الجولات اليومية على ظهور الخيل. وهناك أيضًا جولات متعددة الأيام حول كابادوكيا، ‏بالإضافة إلى جولات اكتمال القمر حيث يمكنك استكشاف هذه المنطقة الساحرة في الليل.‏

كابادوكيا هي أيضًا جنة حقيقية لممارسي رياضة المشي لمسافات طويلة في الطبيعة. يُعدُّ ‏المشي لمسافات طويلة حول كابادوكيا تجربة فريدة من نوعها تقدِّم بعضًا من أكثر المناظر ‏السريالية في العالم. هناك العديد من المسارات الشهيرة بما في ذلك وادي الحمام بالقرب من ‏غوريمه ووادي الحب ووادي روز ووادي السيف، وكلها تستغرق بضع ساعات. يمكنك أيضًا ‏المشي في مسارات أطول مثل وادي إهلارا الذي يبلغ طوله 14 كيلومتر. ‏

رؤية ومشاهدة المناظر الطبيعية المذهلة لكابادوكيا شيء رائع، ولكن رؤيتها ومشاهدتها من ‏السماء أروع، وهي تجربة لا تُنسى. تشتهر كابادوكيا بأنها واحدة من أفضل الأماكن في العالم ‏للطيران باستخدام بالونات أو منطاد الهواء الساخن. أثناء ارتفاع المنطاد بلطف في الهواء ‏فوق مداخن خرافيّة ووديان خلّابة وتشكيلات صخريّة فريدة من نوعها، يمكنك رؤية الصورة ‏المذهلة الكاملة لكابادوكيا.‏

 

 

الجمال الطبيعي المُطلَق في تركيا: باتارا

 

نبذة: نظرًا لإعلان عام 2020 "عام باتارا"، فإنَّنا نغوص في صندوق كنز مليء بالمواقع ‏الرومانية، ممّا يتركنا في دهشة ورمال ناعمة وضخمة لا تسمح لنا بالمغادرة، فهي مدينة ‏تستحق أن نحلم بها وأن نعيش تجربة زيارتها. ‏

الاحتفال الطويل الذي تستحقه مدينة باتارا الليسية القديمة، والمعروفة أيضًا باحتضانها أحد ‏أطول شواطئ تركيا الممتدة دون انقطاع، أظهر بأنها منطقة "تبقى ذكراها خالدة في الأذهان ‏بعد زيارتها" وأنها تؤلف أغنية من خلال عزف ألحان الهدوء والتواضع والغضب بطريقة ‏ساحرة للغاية. مدينة باتارا القديمة تقع في منطقة كاش على ساحل البحر الأبيض المتوسط، ‏وتروي لنا قصصًا تعود إلى الألفية الثالثة والرابعة قبل الميلاد. وباعتبارها واحدة من أقدم ‏المستوطنات في الاتحاد الليسي، فقد خضعت المدينة لحكم دول وإمبراطوريات عديدة، ولذا ‏نرى هناك طبقات مختلفة من الموروثات الليسية والرومانية والعثمانية. ‏

يمكننا اعتبار باتارا جنّة على الأرض بجمالها الطبيعي البكر. الطريق الوحيد الذي يأخذنا إلى ‏هناك هو الطريق الملتوي والملتف خلف التلال التي تختبئ وراءها الجواهر. المشهد الأول ‏الذي يخطف الأبصار على الطريق قبل الوصول إلى المدينة: بركتان صغيرتان محفوفتان ‏بالشاطئ، ورمال بيضاء، وأعشاب القصب التي تمتد إلى البحر الأبيض المتوسط ذو اللون ‏الياقوتي. تُظهر باتارا لونها الحقيقي منذ اللحظة الأولى، وهي منطقة لا بدَّ من زيارتها لأي ‏شخص لا يستطيع مقاومة مثل هذا المكان المميز والمتنوع. لا ينتهي كرم مدينة باتارا عند هذا ‏الحد: أيّ شخص يرغب في اكتشاف المنطقة سيكشف أيضًا عن القصص التي كانت تحكيها ‏هذه المنطقة- وفي الوقت نفسه ينقش عليها حكايته الخاصة. ‏

 

إعاة تخيُّل الأطلال

أراضي باتارا القديمة مخبّأة في الرُّكن الجنوبي الغربي من وادي كسانتوس، المعروف اليوم ‏باسم قرية غالاميش. تعود بدايات باتارا إلى العصر البرونزي المبكر، ولكن على الأرجح إلى ‏العصر الحجري الحديث، وقد بلغت ذروتها كعاصمة الرابطة الليسية. الوادي هو المكان ‏الوحيد الذي يمكن للمرء أن يبحر فيه، ولذا فإنَّ هذا القرار الاستراتيجي قاد المنطقة لتكون ‏القاعدة البحريّة وأرسى أسس التواصل الوثيق مع الدول الأخرى في الشرق. وبالتالي، هذا ما ‏جعل هذه المدينة المزدهرة مركزًا تجاريًّا. ومع هذه المعلومات القيِّمة التي في متناول اليد، يبدأ ‏النَّسيم الدافئ في إرشادكَ نحو لقائكَ وترحيبكَ المُنتظر.‏

تحت أشعة الشمس الحارقة، تحدث أوَّل مواجهة تاريخية مباشرة بعد التحديق نحو منحدر ‏التلال. حيث المقابر الضخمة التي تطلُّ على الخليج الذي كانت باتارا تتصل من خلاله ببقية ‏العالم. تمَّ صنع هذه المقابر من قبل الأثرياء في القرنين الثاني والثالث بعد الميلاد بقصد ‏‏"إثبات الوجود" مع الرَّغبة في أن يتمّ إدراكهم من قبل المجتمعات الدوليّة التي كانت تمرُّ ‏بالميناء. هذا المشهد الغريب والقديم يخفي أيضًا مقابر حجرية تحت الأرض تمَّ حفرها في ‏غابر الأزمان، ممّا يشير إلى أنَّ هذا المشهد يشمل منطقتين زمنيّتين مختلفتين وثقافتين ‏مختلفتين للدَّفن؛ الحياة والموت في مكان واحد. ‏

عند الوصول إلى مدخل المدينة، ترحب بكم بوّابة ثلاثية مقوّسة وُصفت بأنَّها أحد رموز ‏باتارا من بين العديد من البوّابات، في المدينة. عند رؤية تماثيل الإمبراطور ترايانوس ‏وزوجته بلوتينا على القمة، يرغب المرء في رؤيتهما على الحقيقة بالتفاصيل الدقيقة. بوّابة ‏المدينة التي بُنيت من قِبَل مجتمع باتارا هي بمثابة هيكل مائي دقيق ينقل المياه إلى مجموعة ‏من الأحواض حيث تتراكم فيها المياه. عند المدخل سترى البقايا التي كانت متاجر مقنطرة، ‏مصطفّة على جانبي البوّابة المهيبة. شمال بوّابة المدينة تمَّ اكتشاف بقايا كنيسة هائلة في ‏الحجم يُعتقد أنَّ معبد أبولو موجود تحتها، ممّا يشير إلى أنَّ أسطورة أبولو التي وُلدت هنا قد ‏تكون صحيحة في الواقع. بعد الطريق الحديث المعبّد أمامك قليلًا في الغرب، يوجد حمّام، ‏المركز الصحي للمجتمعات القديمة، والأهم من ذلك أنه كان عنصرًا أساسيًا في ثقافة ‏الإمبراطورية العثمانية. أطلق عليه اسم "حمّام المرفأ" بسبب قربه من المرفأ، وهو أوَّل حمّام ‏يقدّم نفسه. قبل عامين فقط، تمَّ اكتشاف سيف الفايكنغ في المنطقة نفسها، ممّا يشير إلى وجود ‏الفايكنغ في ليكيا. نحو الشرق يستقبلك حمّام حراري بُنيَ في القرن الثالث مع منطقة ‏هورماليك الشهيرة والتي هي جوهرة طبيعية غنية في باتارا. ‏

مع مزيد من المشي ومزيد من الإعجاب بالمناظر المحيطة بك، يرحِّب بك التل الثالث ‏قورشونلو؛ حيث عند سفح التل يقع المركز السياسي للمدينة. كانت أغورا محاطة بأروقة ‏وبجوار الجنوب الغربي يوجد مبنيان مهمّان للغاية: المسرح ومبنى البرلمان. بمجرَّد النَّظر ‏إليها، فإنك تُحاط بالجوّ المميَّز الخاص بها. يقع المسرح في أفضل بقعة ويتضمَّن معبدًا مبنيًّا ‏على قمّة المدرَّج بحيث يمكن رؤيته من جميع أنحاء المدينة. ‏

المدينة القديمة راسخة في مكانها. إنها لا تزال قائمة كما لو أنها تنتظر الكشف عنها. أفضل ‏طريق هو طريق ليكيا الذي يمرُّ عبر الموقع القديم ونحو أطول شاطئ في تركيا الذي يمتد ‏بشكل غير منقطع. عند الوصول إلى الطرف الجنوبي الشرقي من الشاطئ، ستُتاح لك ‏الفرصة للعودة إلى القمم التاريخية في ليكيا وإحياء ذكرى الحياة والاستمتاع بالأطلال ‏المنتشرة في الأدغال. ‏

 

الثقافة الغزيرة

هذه المناطق، من الغسق حتى الفجر، تهمس بأساطير الكثيرين الذين عبروا منها أو أقاموا ‏فيها، وإنه لمن دواعي السُّرور أنْ تعرفَ أنَّ السَّيرَ على الطُّرُق الحجريّة المرصوفة يجعلكَ ‏جزءًا من ذلك التاريخ الذي لا ينتهي. عندما تضع خطوتكَ، تعلم أنَّ كل شبر من التربة يكشف ‏عن أعجوبة أخرى تشقُّ طريقها إليك. عندما تنظر إلى يساركَ ترى منارة نيرو، التي بناها ‏الإمبراطور الروماني نيرون، والتي تُعرف بأنها واحدة من أقدم المنارات في العالم بأسره. ‏وعندما تنظر إلى يمينك، ستلفت أنظارك أطلال أحد أقدم الحمّامات الرومانية في أراضي ‏الأناضول. كلّ زاوية تقع عيناكَ عليها تتجسَّد أمامكَ لإظهار قوَّتها وشغفها. لم تغِب وتتلاشى ‏كلّ الحكايات، بل إنَّ بعضها شقَّت طريقها إلى حياتنا المعاصرة. حيث إنَّ القديس نيكولاس، ‏المعروف باسم سانتا كلوز، وُلد هنا. من الغريب أن تفكِّر في سانتا كلوز وهو يتجوَّل في ‏أراضي باتارا في وقت مضطرب في التاريخ الروماني، وها أنتَ هنا تعيش للحظات في الجنّة ‏نفسها. وعندما نتقدَّم في الزمن نأتي إلى الأسطورة التي تحكي لنا قصة الشاطئ المتنكِّر في ‏هيئة صحراء والذي كان ملاذًا للعديد من أفلام يشيلتشام في الستينات والسبعينات من القرن ‏الماضي، ويمكن وصف تلك الحقبة بشكل أفضل بأنَّها حقبة الهوليوود التركية لصناعة ‏الأفلام، والتي هي تجربة لا بدَّ وأنْ استَمْتَعَ بها كل فرد تركي في مرحلةٍ ما من حياته. ‏

 

المطبخ: أصيل ولذيذ

تستمر حياة القرية التقليدية اليوم في غالاميش. ولم يكن الأمر كذلك حتى الخمسينات، عندما ‏قرَّر الرُحَّل الاستقرار حقًا على هذه الأراضي. القرية طبيعية ومنعشة على الرغم من وجود ‏بعض المطاعم والمتاجر والبارات. الأشجار تعج بالفواكه، والطماطم الطازجة تتدفق من ‏التربة، والليمون ذو الطبيعة الغامضة بكونه نوعًا من الفواكه أو الخضروات؛ يمثلون ‏المسرحيات المفعمة بالبهجة، والأغصان ترقص في مهبّ الريح. ‏

إلى جانب مواردها الطبيعية، تضم باتارا العديد من الأطباق المتوسطية والتركية التقليدية. يأتي ‏البيض والمربى والخبز من مصادر محلية وهي عناصر جيدة دائمًا لتناول فطور منعش. وقد ‏ترغب في إدراج الـبيشي، وهو شكل من أشكال العجين المقلي، في وجبة الفطور الرئيسة. ‏الفطر الطازج والنعناع والزعتر والطماطم والبازلاء والفول التي تنمو في الأراضي الخصبة ‏غالبًا ما تُستخدم في جميع الوجبات في اليوم، مصحوبة بالعسل واللبن والخبز المسطح. تُنتج ‏الأعشاب موسميًا ومحليًا، وهي ضرورية للأطباق وكوب من الشاي اللذيذ وحتى للاستخدام ‏الطبي. الزبدة مع الصنوبر ودبس الرمان وعصير الجزر الأحمر المخلل واللوز الأخضر ‏المغطى بالملح هي نكهات شهيّة لا بدَّ من تجربتها. وفي كل لحظة بين الحين والآخر، سيتم ‏تقديم القهوة التركية- بالتأكيد ليس لأصحاب القلوب الضعيفة. كما يجب عليك أيضًا الاستمتاع ‏في الأسواق النشطة التي تفتح في كل يوم مختلف من أيام الأسبوع. يمكن العثور على أفضل ‏الأطعمة المحلية في هذه الأسواق، من الزيتون إلى الأعشاب الطازجة والمكسرات المجففة ‏والجبن. وبعد كل هذه النكهات المقدَّمة لك يمكنك تجربة الـ"غوزلمه" أي الفطيرة التركية قبل ‏مغادرة السوق. ‏

 

عشٌّ للاستراحة ‏

إذا كانت البطون ممتلئة، فهذا يعني أنَّ الوقت قد حان لتتغذى عيناك. سحر الطبيعة التي ‏تخطف الأنظار ستتجوَّل معك في كل خطوة على الطريق. بدءًا من أعلى التلال نزولًا إلى ‏شاطئ البحر، ستتاح لك العديد من الفرص للتفاعل مع الطبيعة البريّة الصامتة المحيطة بك. ‏باتارا تقدِّم لكم الكثير من الأشياء للاندماج مع الطبيعة بما فيها الطيور المزقزقة ومخلوقات ‏البحر الأبيض المتوسط المتنوِّعة والجذّابة. يمكنكَ دائمًا التجديف في نهر دالامان، والانضمام ‏إلى رحلة سفاري بالدراجة، والسير في وادي المدينة المخفية (ساكليكنت) الجذاب، ومشاهدة ‏المسارات الغامضة للطيور، والغوص والتعرُّف على الحياة البريّة تحت البحر. يمكنك التنزُّه ‏على الكثبان الرملية التي تشبه صحراء مصر أو ركوب الجمل والاستمتاع بالفرص التي ‏توفرها لك الأرض. لا يتوقف الأمر عند هذا الحد. الشاطئ البكر الجاهز لركوب الأمواج، ‏المحاط بالكثبان الرملية والجبال الليسية، يستضيف السلاحف البحرية ضخمة الرأس، ‏المعروفة أيضًا باسم كاريتا كاريتا، ليكون عشًا كبيرًا لها من أيار/ مايو حتى أيلول/ سبتمبر. ‏منطقة وضع البيض لهذه السلاحف خاضعة لحماية الصندوق العالمي للطبيعة، حيث يتم ‏الاقتراب لهذه المنطقة بحذر، وخلال هذه الفترة يُحظر إصدار ضوضاء مفرطة واستخدام ‏كراسي الاستلقاء للتشمُّس. باتارا ذات الطبيعة الواقية والمغذِّية، ترسم الصورة المثالية للمكان ‏الذي تحلم بأن تعيش تجربة زيارته. ‏

 

 

أفضل من الأفضل: ‏

مواقع التراث العالمي لليونسكو في تركيا

 

العالم مليء بالعجائب الطبيعية التي من صنع الإنسان. ماضينا هو تراثنا. قصة كتبها أجدادنا ‏وهي قصة الأرض نفسها. تصف منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) ‏التراث بأنه "إرثنا من الماضي، وما نعيشه اليوم، وما ننقله إلى الأجيال القادمة". من أجل ‏حماية هذا التراث، أصدرت المنظمة قائمة تحدد الخصائص الثقافية والطبيعية ذات "القيمة ‏العالمية المتميزة" في تشرين الثاني/ نوفمبر 1972. تضم قائمة مواقع التراث العالمي ‏لليونسكو أكثر من ألف موقع، وتشمل روائع العبقرية الإبداعية والمناظر الطبيعية الجميلة. ‏أصبحت تركيا طرفًا في هذه الاتفاقية في عام 1983، وهي موطن لـِ(18) موقعًا من مواقع ‏التراث العالمي. لنقم بجولة في المواقع التي يمكن أن نصفها بأنها أفضل الأفضل في البلاد.‏

 

منتزه غوريمه الوطنيّ والمواقع الصخريّة في كابادوكيا 

غالبًا ما توصف كابادوكيا بأنها "أرض الأساطير الخيالية"، وقد تم إدراجها في قائمة التراث ‏العالمي بسبعة أجزاء: منتزه غوريمه الوطني ومدينة ديرينكويو تحت الأرض ومدينة كايماكلي ‏تحت الأرض وكنيسة كارليك وكنيسة ثيودور وكارين كولومباريا وموقع سوغانلي الأثري. ‏يقع منتزه غوريمه الوطني في بلدة غوريمه في نفشهير، والتي تعتبر قلب كابادوكيا، وهي ‏واحدة من أكثر المناظر الطبيعية روعة في العالم. تشكلت إثر الأحداث البركانية وآلاف السنين ‏من التعرية، كابادوكيا هي أرض المداخن الخيالية والكنائس المنحوتة في الصخور والكهوف ‏الجوفية.‏

 

جامع ومستشفى ديفريغي الكبير 

يقع هذا الموقع المذهل على المنحدرات أسفل قلعة ديفريغي في سيفاس، ويتكوَّن من مسجد ‏ضخم ومستشفى من طابقين. تمَّ إنشاء مجمّع المباني في القرن الثالث عشر، ويشتهر بهندسته ‏المعمارية المعقدة التي تتكوّن من قبّة سداسية الشكل ذات أسقف مدبَّبة وبوّابات حجرية ‏منحوتة بشكل متقن. تمّت زخرفة هذه البوابات بأشكال متقنة من النباتات بأسلوب باروكي ‏فريد من نوعه ليس له أيّ مثال آخر في الفنّ التركي والإسلامي.‏

 

المناطق التاريخية في إسطنبول 

موقع التراث العالمي في إسطنبول الممتد في جميع أنحاء شبه الجزيرة التاريخية يشمل أربع ‏مناطق رئيسة: منتزه السلطان أحمد الأثري، منطقة محميّة السليمانية، منطقة محميّة زيرك ‏ومنطقة محميّة الأسوار. تتميّز المناطق التاريخية في إسطنبول بآثار معترف بها على أنها ‏روائع معمارية فريدة من العصور البيزنطية والعثمانية مثل آيا صوفيا، وميدان السلطان أحمد ‏‏(ميدان سباق الخيل)، وقصر توبكابي، ومجمّع مسجد السليمانية، ومسجد زيرك، وأسوار ‏ثيودوسيان. يمكن للزوّار مشاهدة آثار أربع إمبراطوريات كبرى حكمت هذه المنطقة ‏التاريخية.‏

 

هاتوشا: العاصمة الحثيّة 

حكم الحيثيّون إمبراطورية شملت معظم تركيا الحديثة من حوالي 1600 إلى 1180 قبل ‏الميلاد. كانت عاصمتهم هاتوشا (بالقرب من بوغازكاليه) تقع على قمّة تلٍّ صخريّ وتضم ‏سلسلة من الجدران الواقية والبوّابات الحجرية المنحوتة بشكل متقن. واليوم، أصبحت المدينة ‏متحفًا أثريًّا في الهواء الطلق، تلفت الانتباه بآثارها المحفوظة جيدًا والمعابد والزخارف الغنيّة ‏التي تزيِّن بوابات المدينة.‏

 

جبل نمرود 

يُعدُّ جبل نمرود جزءًا من سلسلة جبال طوروس الشرقية، وهو موطن لواحد من أروع المواقع ‏التاريخية في تركيا. يوجد في قمّته قبر- معبد يضمُّ تلًّا من الحجارة ومدرَّجاتٍ اصطناعيّة ‏وتماثيلَ غامضة، بناها الملك أنطيوخس الأول ملك مملكة كوماغينه (69-34 قبل الميلاد). ‏القمّة هي جزء من منتزه جبل نمرود الوطني. وتعتبر القمة أيضًا مكانًا مثاليًا للاستمتاع ‏بشروق الشمس والمناظر الخلابة للمناطق المحيطة.‏

 

هيرابوليس باموكالي 

تقع باموكالي بالقرب من دنيزلي، (المعروفة باسم هيرابوليس خلال العصور القديمة) وتشتهر ‏بتراسات الحجر الجيري الكالسيت المليئة بالمياه الدافئة الغنية بالمعادن. يُعتقد أن مدينة ‏هيرابوليس، التي كانت ذات طابع منتجع صحي قديم خلال العصر الروماني والبيزنطي، قد ‏أسسها ملك بيرغامون، إيومينس الثاني، في القرن الثاني قبل الميلاد. يمكن رؤية أنقاض ‏الحمّامات والمعابد والآثار اليونانية الأخرى في الموقع.‏

 

كسانتوس - ليتون 

ترك الليكيون، الذين حكموا المنطقة المعروفة باسم شبه جزيرة تيكي على الساحل الجنوبي ‏لتركيا، مجموعة متنوعة من البقايا الرائعة في الأناضول مثل المقابر، بالإضافة إلى مدن ‏قديمة مثل كسانتوس وليتون وغيرها. كسانتوس التي هي عاصمة ليكيا، وليتون التي هي أحد ‏أبرز المراكز الدينية في العصور القديمة، هما مستوطنتان متجاورتان تبعدان 4 كيلومترات ‏فقط عن بعضهما بعضًا. كسانتوس- ليتون هو المثال المعماري الأكثر تميزًا للحضارة الليسية ‏القديمة.‏

 

موقع طروادة الأثري 

مدينة طروادة التي خلدها هوميروس في "الإلياذة" تجتمع فيها الأساطير والتاريخ. يعود تاريخ ‏طروادة إلى أربعة آلاف عام، وهي واحدة من أشهر المواقع الأثرية في العالم. هذا هو المكان ‏الذي أطلق فيه الإغريق سفنهم لاستعادة هيلين حيث بدأت حرب طروادة. كشفت الحفريات ‏الأثرية عن تسع فترات من الاستيطان التاريخي في طروادة منذ حوالي 3000 قبل الميلاد. ‏في الآونة الأخيرة، تم افتتاح متحف عالي التقنية، مما جعل الموقع أكثر سهولة للعرض من ‏خلال العروض التفاعلية.‏

 

مدينة سافرانبولو 

تقع مدينة سافرانبولو في منطقة البحر الأسود في شمال تركيا، وهي مدينة أناضولية تمَّ ‏الحفاظ عليها بشكل مميز. كانت مدينة سافرانبولو محطة مهمة على طريق التجارة العثماني ‏الرئيس بين الشرق والغرب، وكانت معروفة بتراثها المعماري العثماني المتمثل في المنازل ‏التاريخية والشوارع المرصوفة بالحصى والخانات والمساجد. البيوت التقليدية في سافرانبولو ‏هي التي أكسبت المدينة شهرة عالمية. واليوم، يمكن رؤية أكثر من ألفي منزل تركي عثماني ‏تقليدي في المدينة، تم تحويل بعضها إلى متحف وفنادق بوتيك.‏

 

مجمع ومسجد السليمية 

يقع مسجد السليمية في أدرنة، العاصمة السابقة للإمبراطورية العثمانية، وقد تم تصميمه ‏وبناؤه من قبل المهندس المعماري الشهير المعمار سنان. اعتبر سنان أنَّ المجمّع الذي يضم ‏مدارسَ وسوقًا مغطّى ومنزلًا للساعة وفناءً خارجيًا ومكتبة هو أفضل أعماله. واليوم، المسجد ‏المربّع بقبّته الكبيرة المفردة ومآذنه الأربع النحيلة التي تهيمن على الأفق هو رمز أدرنة. ‏

 

موقع العصر الحجري الحديث في تشاتالهويوك 

تعد منطقة تشاتالهويوك واحدة من أقدم المستوطنات في العصر الحجري الحديث، وهي موقع ‏أثري ضخم حيث يمكنك رؤية آثار الحضارة الإنسانية. يقع تشاتالهويوك بالقرب من قونية في ‏وسط الأناضول، ويتكون من اثنين من التلال التي تشمل المستوطنات واللوحات والنقوش ‏والمنحوتات وغيرها من الميزات الفنية التي تعرض تطور التنظيم الاجتماعي والممارسات ‏الثقافية. يعتبر موقع تشاتالهويوك أحد المواقع الرئيسة لفهم أفضل لفترة ما قبل التاريخ.‏

 

بورصة وجوماليكيزيك‎ 

يتكون هذا الموقع من ثمانية أجزاء في مدينة بورصة وقرية جوماليكيزيك المجاورة في منطقة ‏مرمرة الجنوبية. تمَّ إدراجه في قائمة اليونسكو كنموذج مثالي للأنظمة الحضرية والريفية التي ‏أسست الإمبراطورية العثمانية في القرن الرابع عشر. يدمج الموقع الوظائف الأساسية للتنظيم ‏الاجتماعي والاقتصادي للعاصمة الجديدة والتي تطورت حول مركز المدينة. تعدُّ بورصة ‏وجوماليكيزيك نموذجًا مثاليًا للحياة خلال العصر العثماني.‏

 

بيرغامون ومشهدها الثقافي متعدد الطبقات 

تقع بيرغامون (برغاما) في سهل باكيرشاي في منطقة بحر إيجه التركية، وكانت عاصمة ‏السلالة الأتالية الهلنستية ومركزًا ثقافيًا وعلميًا وسياسيًا مهمًا خلال الفترتين اليونانية ‏والرومانية. تعد هذه المستوطنة القديمة واحدة من أكثر المواقع الأثرية إثارة للإعجاب في ‏تركيا، وتتميز بالمعابد الضخمة والمدرجات وتلال الدفن. ‏

 

قلعة ديار بكر والمشهد الثقافي لحدائق هوسال 

كانت مدينة ديار بكر المحصَّنة، إحدى أكبر المدن في جنوب شرق تركيا، والمناظر الطبيعية ‏المحيطة بها مركزًا مهمًا منذ العصر الهلنستي. يعود تاريخ الموقع إلى آلاف السنين، ويشتمل ‏على القلعة الداخلية وأسوار المدينة التي يبلغ طولها 5.8 كيلومترات مع العديد من الأبراج ‏والبوابات والأكتاف وحدائق هوسال بالقرب من شواطئ نهر دجلة. ‏

 

أفسس 

تعتبر مدينة أفسس أعظم وأفضل مدينة قديمة تمَّ الحفاظ عليها في تركيا، ولها تاريخ عريق ‏وغني. كانت واحدة من 12 مدينة تابعة للرابطة الأيونية تحت حكم الإغريق وواحدة من أكبر ‏مدن الإمبراطورية الرومانية. المدينة تحتوي أيضًا معبد أرتميس، أحد عجائب الدنيا السبع في ‏العالم القديم. عندما تتجوَّل في شوارع هذه المدينة التجارية العظيمة، ستشعر بما كانت عليه ‏الحياة في العصور القديمة.‏

 

موقع آني الأثري 

تقع آني في شمال شرق تركيا، وهي مدينة قديمة تضم مباني ضخمة وأنفاقًا وكهوفًا محاطة ‏بأودية الأنهار العميقة. كانت المدينة عاصمة للمملكة الأرمنية في العصور الوسطى، وكانت ‏بمثابة مفترق طرق مهم للقوافل التجارية خلال الفترتين البيزنطية والسلجوقية. واليوم، تقدم ‏المدينة بانوراما فريدة من نوعها لحضارة العصور الوسطى التي بنيت على مرّ القرون من ‏قبل السلالات المسيحية والمسلمة المتعاقبة.‏

 

أفروديسياس 

يعود تاريخ مدينة أفروديسياس القديمة في جنوب غرب تركيا إلى سبعة آلاف عام. أصبحت ‏المدينة، المخصصة لأفروديت، ثرية بفضل محاجر الرخام والقطع الفنية التي ابتكرها ‏النحاتون. تقدم المدينة لمحة عن العصر الهلنستي من خلال المعابد الشهيرة والملعب والمسرح ‏القديم والحمّامات والمنحوتات المحفوظة جيدًا.‏

 

غوباكلي تبه 

تقع غوباكلي تبه على بعد 22 كيلومترًا شمال مدينة شانلي أورفا في جنوب شرق تركيا، ‏وهي واحدة من أهم الاكتشافات في عالم الآثار. يعود تاريخ غوباكلي تبه إلى أحد عشر ألف ‏عام وهو موطن لأقدم المعابد المكتشفة حتى الآن، وقد غيَّرت الرِّوايات حول أصل الحضارة ‏والتحضُّر. في الموقع، يمكن للزوّار رؤية أحجار منحوتة ضخمة صُنعت ورُتِّبت من قِبَل ‏أشخاص ما قبل التاريخ والذين لم يطوّروا أدوات معدنية أو حتى لم يكتشفو الفخار بعد.