التاريخُ؛ الملاذُ الأخيرُ للدفاع عن الواقع في رواية " حصن الزيدي".

د. زينب العسال
كاتبة وناقدة مصرية
لم تعد كتابة الرواية التاريخيّة هروبًا من الكاتب لمناقشة قضايا وإشكاليات الواقع، بل هي رؤية لتحليل الواقع الآني المأزوم الذي يعيشه. الغربي عمران كاتبٌ مهمومٌ بمشكلات وطنه، ومعاناة أهله، استمدت رواياته روحها، وبنيتها السرديّة، من التاريخ، مثل " مصحف أحمر " و" ظلمة يائيل"، وفي روايته " حصن الزيدي" تبدو القضية أكبر من مخاتلة الماضي، والافتتان به، فهو يكتب عن تاريخ قريب عاشه اليمنيون، لعلَّها فترة ما قبل الثورة اليمنية في عهد الزيديين، فترة حبلي بالأحداث والتوترات، وتنذر بالثورة.
• ما نوع الصراع في رواية " حصن الزيدي"؟
إنَّه صراعٌ متشعبٌ، عنيفٌ، وقاسٍ، صراع سلطات نهمة، تريد مزيدًا من السيطرة على مقدرات اليمن، صراع متعدد الوجوه ، ديني وقبلي وعسكري وشعبي وتحرّري. ثمة حلقات متتالية من السلطات الحاكمة، كلُّ واحدةٍ لها أطماعها، تحاول السيطرة على سكان الوادي الخصيب، فضلًا عن صراعٍ نسوي، معلن تارة، وخفي أخرى، صراع أداره الغربي عمران بحساسية وشفافية، حيث لعبت النساء دورًا لا يمكن إنكاره، حسم الصراع في بعض الأحيان، وأخفق فى أحيان أخرى، وفي كل الأحوال بعد الصراع عن النمطية التي لمسناها في العديد من الروايات.
الصراعُ ليس جديدًا في سرديات الغربي عمران. إنَّه متأصلٌ في لحمة وسدى كل رواياته، منذ صدور رواية الفاتنة " مصحف أحمر". صراع يبلغ حدَّ قتل الوالد ولده والتضحية به، والانقضاض على كل علاقة إنسانية، أو علاقة قرابة.
تطالعنا - منذ البداية - ثورةُ طبقة الخدم والعبيد، تعتمد على وعي أبناء اليمن، لكن يخمد كل وعي متمرد واعد بالانقضاض على السلطة، وللأسف فلم تفد الثورات التمردية المتوالية من أخطاء السابقين، فقد وقعت في براثن التوهمات، أنها صاحبة الحق، ولا بدَّ أن تناله، وأنَّ الصراع مع السلطة العليا سيصبُّ في النهاية في مصلحة هؤلاء المستعبَدين، يحدّدُ مصيرهم، خطاب السلطات، يتلون بمدى امتلاك وسائل اقتناص السلطة وأساليبها، لكن الأهداف واحدة لم تتغير، ومن ثم يرسم السرد الروائي صورةً مفزعةً لمصير هؤلاء المهمَّشين وطبقة الخدّام.
لقد فشلت الثورات، في القضاء على حكم الإمام الذي استندت سلطته - كما أوهم شعبه - على المقدس الديني، والانتساب إلى آل البيت. وإذا كانت الثورة يقودها بطلٌ فردٌ، فإنَّ المرأة تعد البطلة، والمحرك الرئيس، لهذه الثورات.
إنَّ سلطة مرداس تهتزُّ، وتفلت الأمور من يده في آخر عمره، وبخاصّة بعد أن فقد ولديه، وتمرد عليه مستشاره، ونشأ جفاء بينه وبين زوجته الأولى أم والديه، فهو في نظرها قاتلٌ، لا يستحق الحياة.
هذه الرواية تلمز - عبر مواقف سردية - على ما حدث عقب اندلاع ثورة سبتمبر،1962، وسيطرة الضابط جمال الذي يأتي على دبابته ليقتحم الحصن، ويصبح حصن الزيدي حصن الثورة، لكن مصيره يظلُّ غائمًا، الدلالةُ واضحةُ لكلِّ من عاش هذه الفترة، فلم يكن اختيار اسم جمال إلا إشارة لأحداث عاشتها اليمن، بل وشهدتها المنطقة العربية، وكان لها ما لها من إرهاصاتٍ سياسية وعسكرية.
تبدأ الروايةُ من منتصف الحكي تقريبًا، حينما يمارس الشيخ" مرداس " ثقافة العنف والعدوان على رعيته من الفلاحين أبناء الوادي، بل يمارسه على ابنه فيطلق عليه رصاصة الرحمة، ويُظهر قسوته غير المبررة على العبيد الذين يعيشون في الأحراش، وفي الغابات، فالرواية تدور أحداثها في وادٍ خصيب تطلُّ عليه التلال والجبال الوعرة، وكأنَّ الكاتب يصدم المتلقي بهذا المشهد العنيف، ليسيطر على مشاعره منذ البداية، فيكون رفضه لممارسات هذه السلطة القمعية البربرية.
يبدو أنَّ عالم نساء الحصن ممثلًا في حمامة، شبرقة، الزوجة الأولى للشيخ مرداس، وعائشة الزوجة الثانية، وفاطم ابنة زيد الزوجة الثالثة، لكل واحدة منهن حكاية، إلا أنَّ زوجته الأولى تظلُّ المرأة القوية الحرون، التي أنجبت له " الأولاد والبنات"، تتحكم في الحصن كامرأة تشارك زوجها طبقته الاجتماعية، وتعصف بكل خصومها من النساء الآخريات، ثم تعلن في النهاية خصومتها للشيخ مرداس، دون الخوف من بطشه.
حمامة التي اُمتهِن جسدها، ونتج عن هذا الانتهاك " زهرة " كابنة غير شرعية لعنصيف ابن الشيخ مرداس، ورغم ذلك فلا يشفع لحمامة أنَّها بادلت الحب سيدها عنصيف، ولمَ لا؟ وهي التي أوقعته في غواية جسدها، كيف يلامس جسد العبدة جسد السيد الحر؟.
أمَّا زهرة ابنة التناقضات، فهي تعيش مأزق الهُوية. ملامحها تدلُّ على أنّها سليلة الشيخ " مرداس"، بشرتها بيضاء مثل عنصيف، وملامحها تشبه جدتها شبرقة، تظلُّ منبوذةً حتى من الخدم، تحمل جرم أمّها إلى أن تهرب من الحصن.
يغفل الروائي ذكر اسم ابنتي الشيخ " مرداس"، بل لم نسمع صوت الابنتين، ولم نتعرف على دورهما، وتأثيرهما على عالم السلطة الذكوري، لكنَّ الابنتين تنتقمان من هذا التغافل، والتهميش الذكوري، وتتهكمان على سلطة الشيخ، عندما تقيمان علاقاتٍ متعددةً مع حرّاس الحصن.
ترتبط الرواية بعلم المجموعات البشرية، " الإثنوجرافيا" التي تُعنى بدراسة المجموعات البشرية، وأنشطتهم، وتقاليدهم، وطرائق تفكيرهم، وأعمالهم المنزلية " ( johnd.bkemer ethn ograhy,open university press )، حيث يعتمد علم الإثنوجرافيا على دراسة الشعوب البدائيّة، باعتبار أنَّها تمثّل الطفولة للمجتمع الحديث المعقّد، نظرًا لضيق حجم الشعوب من الناحية الكمية والعددية، ونظرًا لبعدها عن المؤثرات الخارجية، والبطء الذي يتجلّى في تطورها " (حسين فهيم، قصة الأنثروبولوجيا، فصول في تاريخ علم الإنسان، عالم المعرفة، الكويت، العدد 98، فبراير1986، ص 14)
بينما يوسّع جميل حمداوي من مجال بحث الإثنوجرافيا، ليشمل المجتمعات المعاصرة المدنية، وليست البدائية، كما أنَّه يلحظ أنَّ الغرب نفض يده من دراسة المجتمعات المتخلفة والبدائية، لينقل المجال إلى دراسة المجتمعات الغربية ذاتها" ( د. جميل حمداوى، مقومات البحث الإثنوغرافي، صحيفة المثقف، العدد 5195 )
تتبنى رواية " حصن الزيدي" مفهوم الإثنوجرافيا روائيًّا، حيث تعرض لحياة المهمّشين " الخدّام"، أو فئة العبيد. فالعبيد لهم أماكنهم الخاصة، وعليهم مهام محدّدة، لا يتجاوزونها، أو يرتقون إلى شرائح طبقية أعلى من فئتهم المجتمعية، هم خدّام في حصن الزيدي، لكن الأيروتيكي الذي تثيره حكاية " حمامة " التي امتطى جسدها عنصيف برضاها، وخططت هي لكي يحدث ذلك، مضحية بمن ارتبطت به من طبقتها، فلم يغفر لها المجتمع اليمني النسوي داخل الحصن جرأتها على كسر هذا الحاجز، فيقع عليها العقاب، ويمتد إلى ابنتها، إمعانًا في رفض العلاقة، وعدم الاعتراف بها، لكن الغريب أنَّ " مرداس" يشعر بتعاطف مع زهرة ، لكنَّه لا يبوح، أو يعترف بأنَّها ابنة عنصيف، وبما أنَّ حمامة من طبقة الخدّام فهي العنصرُ الطالب والمتمني والساعي إلى العلاقة، الإثنوجرافيا قامت بالتحليل تارة، وقدمت النتائج الفاجعة تارة أخرى، وعبرت عن الآليات الحاكمة للعلاقة بين السادة والعبيد، يأتي ذلك على لسان المتمردين ساكني الوادي. أثّر الخطاب السردي على إعمال اللهفة، والتحفيز على متابعة القراءة، فنقع بين مطرقة تتابع السرد، ووصف الواقع الشائك بين عالمين: عالم رجال السطوة، والقوة، والسلطة، والبطش، والعنف، والقتل، وزرع العداوة، والغدر، والمداهنة، والتنكيل، والتخلص من الخصوم، والسلب، والنهب، والكر، والفر، والتحالف، والبحث عن مزيد من المال والنفوذ، مقابلًا لعالم المرأة بما فيه من دسائس، وغيرة، وعشق، وهجر، وصد، وغنج، ونضارة، وشحوب، وترف، ونعيم، وشقاء، وكيد، وفرح وسعادة، وحزن وألم، وزواج وإنجاب، وعنوسة وحرمان، واستسلام للأمر الواقع، أو محاولة التمرد عليه.
تخلق الإثنوجرافيا الروائية، انقسامًا حادًّا بين طبقات المجتمع، السادة والعبيد، فيكون التعنت والقسوة والجبروت الملقى على عاتق المقهور/ المقهورة. قدّمت الرواية إجابةً لسؤال: كيف عاشت هذه الفئة المهمشة، سواء داخل الحصن في بيت " شبرقة"، أو خارج الحصن، وما تلاقيه الهاربات من الملاحقة والقتل في الغابات؟. كيف مارست المرأة الحرّة حياتها؟، كيف قاومت المرأة القهر الواقع عليها؟ كيف ربّت أبناءها على الرفض وعدم الاستسلام لهذا الواقع؟
تبئر الرواية - منذ البداية - لحياة الخدم، سواء أكانوا رجالًا أم نساءًا. كيف أثرت الحياة الاجتماعية بالحصن، على خارجه، وصدى الحروب بين السادة، على الصراع الدائر بين سكان الحصن والوادي؟
من الملامح الرئيسة التى تناقشها الرواية: كيف يُستهان بالحياة الإنسانيّة؟ وما المصيرُ الإنسانيُّ لكلِّ من يبحث عن الحرية والتحرر وتأكيد الذات، سواء أكان ذلك عبر مفهوم السادة أو العبيد؟
منذ المقطع السرديّ الأول، نرى الأمور بعيني " شبرقة" زوجة الشيخ" مرداس" لعالم الرعية/ والعبيد، نظرة فوقية، ولمَ لا؟، وهي التي لم تنزل إلى الوادي، ظلت بعيدة عنهم لا تعرف شيئًا عن حياتهم، هم في خدمته، وخدمة أسرتها.
ها هي" تقف أمام النافذة المطلة على الوادي الفسيح، مركزة ناظريها على أطراف غابة الجبال، حيث تدور الحرب باحثة عن جموع الرعية، عن جبار".
تتذكر يوم وصلت مجموعة من الرعايا إلى باب الحصن، يشكون توافد غرباء على الوادي، وتكاثرهم منذ شهور.. غوغاء لا يهتمون بنظافتهم، ولا معيشتهم، يهيمون جامعين ما يصطادونه من بقايا ملابس وأحذية وأوان، بنوا مجموعة من الأكواخ، لا يرتادون المساجد، ولم يُر أحدهم يصلي قط، أو يسمع عن عرس في أدرامهم منذ ظهورهم، يعيشون حياة بهائميّة". من وصف حالتهم ندرك أنَّهم فئة وافدة وليست ابنة المكان، هم منعزلون، لا حِرف لهم، لا نشاط اقتصادي معروف كالزراعة أو الرعي، أو أي نشاط يتلاءم مع طبيعة الوادي، يعيشون عشوائية اجتماعية، فلا أعراس أو زواج، دلالة على أنَّه مجتمعٌ يقترف الزنا، وقد يكون زنا المحارم.
هو مجتمعٌ بدائيٌّ في علاقاته، لم يعرف التدين، وبالتالي فهو لا يعرف الضمير، الحلال والحرام، هكذا هم يحيون في نظر ساكني الحصن. لدينا ثلاث طبقات هي:
الطبقة العليا: طبقة السادة ممثلة في السادة، الشيخ مرداس وآل بيته، والفقيه وأعوانه ومن تحالف معه.
الطبقة الثانية هي: الرعية
والطبقة الثالثة هي: العبيد والخدّام.
ثمة تصدعات داخل الطبقة الأولى، وصراعات خافية مكتومة، تعلن عن نفسها في الثلث الثاني من الرواية، بينما نجد طبقة الرعية مسلوبة الإرادة. هكذا تراهم طبقة السادة، إلا إنَّهم يتمردون على ممارسات السادة، بينما نجد أنَّ طبقة الخدّام ترفض أن تنضم إليهم " حمامة". إنَّها عبدة، ليست من جلدتهم، يُسند إليها أحط الأعمال، تستمر في العمل حتى منتصف الليل، كانت سلواها في احتمال هذه النظرة الدونية من قبل الخدّام، تلك النظرات والإشارات من السيد " عنصيف ابن الشيخ مدراس"، هذا الشاب بوجهه الأبيض الذي راقها من أول نظرة.
كان العشقُ حلًا لأزمة " حمامة " الوجودية، لكن هذا العشق لم يشفع لها فتكون جديرة بالانضمام لساكني الحصن، حتى لو كانت خادمة، تسند إليها أحقر الأعمال!
فقد مجتمع العبيد كلَّ مقومات العيش الكريم، لكن رغم دونيتهم في نظر الآخرين، فإنَّهم لم يعيروا اهتمامًا لهذه النظرة في البداية، لهم عالمهم الساحر الغريب المليء بالحيوية والسعادة، يمارسون في أمسياتهم المقمرة الرقص والغناء والتنقل بحرية في الوادي، لهم نظام زواج قائم على مبدأ القبول بين الرجل والمرأة، إلخ.
جاء المجتمع اليمني بكل طوائفه بخاصة الخدم والعبيد، في تصور وجودهم الدخيل والغريب على أرض الوادي، تلك الجماعات التي احتلت جزءًا من أرض الوطن، جماعات منبتّة عن هذه الأرض، لها عاداتها ومعتقداتها وطقوسها الغربية المنفرة، غير المنسجمة مع ما يعتقده ويمارسه سكانُ الوادي الأصليون.
اهتمت الروايةُ بالدفاع عن حقِّ المرأة في العيش الكريم، وأن تكون فاعلة لها إرادتها، حاولت تقويض دعائم وأسس الأمر الواقع، والأحكام الجاهزة عن المرأة، وخلخلة نظام سلطة السادة والإمامة، ومن ثم فقد حصل تماسٌّ بين العالمين؛ السادة والعبيد، بل تداخلت المصائر في تراجيدية مؤلمة.
حاولت شادن ابنة" شنهاص" أن تكسر التابو والحاجز بين عالمي السادة والعبيد، تركت أمَّها، وهربت مع زهرة ومعها " البندق" بحثًا عن الحرية، في محاولة منها الالتقاء بوالدها شنهاص، لكن الرواية تتبنى فكرة أنَّ هذه الطبقة تعاني من اختلال مفهوم الشرف والعفة، فشادن - كي تستطيع الهروب من الحصن - تستخدم جسدها لغواية الحارس، فالخطاب السردي شوّهها خُلقًا وخَلقًا، فقد فقدت إحدى عينيها، تصوب البندق على كل من تستشعر خطره عليها وعلى والدها، فترديه قتيلاً، تتعجب زهرة من هذا العنف غير المبرر، رغم محبتها لشادن وتعرضها للخطر، نساء الرواية يقعن في منطقة رمادية بين الأبيض والأسود، بداية من شبرقة، وعائشة، وشادن، وغيرهن.
يقسّم الكاتبُ روايتَه إلى ثلاثة أقسام: مرداس" و" زهرة " و" قارون"، لكن الروائي لم يلتزم فقط بهذا التقسيم، فداخل كل قسم شخصيات وحكايات ومواقع، لعلَّ بعضها يفوق ذاكرة صاحب القسم، كما هو الحال مع " زهرة" التي تمثّل ما هو جميل في هذه الرواية، إلا أنَّ الكاتب يفسح السرد " لشخصية " شادن وهي شخصية قاسية.
يبدو أنَّ الغربي عمران يقدّم صورةً قاتمةً لعالم المرأة، حينما تخرج من حصن الزيدي لتواجه عالم المستعبَدين والخدّام، تفقد المرأة كل ما تتميز به من مشاعر رقيقة، فتتوحش ذاتها، وتتفنن في القتل بينما قارون يُعدُّ شخصيّةً أصابها تحوّلٌ شديد، إلا أنَّ الخطابَ السرديَّ لم يبرز لنا كيف حصل هذا التحوّلُ؟.
ازدحم الجزءُ الثالثُ بالتفاصيل، ووقائع خارج الوادي، وظهرت قوى أخرى، تحاول إدارة الصراع، أو على الأقل تؤثر فيه، إلا أنَّها جميعًا فشلت، لأنَّ الواقع الأليم لم يترك لنا بصيصَ أملٍ في الآتي، فكان سببًا فيما وصل إليه المجتمعُ اليمنيُّ، وهنا يبرز السياسيُّ مضفورًا بالتاريخيّ.
التاريخُ اليمنيُّ زاخرٌ بالوقائع والأحداث والصراعات التى تجذّر لما يعانيه الإنسان اليمني في واقعٍ مليء برهانات، يدركها الفنانُ، ويحذر من استمرارها.