قصيدةُ النثر والفراغُ النقدي

صالح لبريني
كاتب وناقد مغربي

(1) قَصِيدَةُ النَّثْرِ وَمَنْفَى اللُّغَةِ:
ما تحياه قصيدة النثر من غبنٍ نقديّ؛ وسعي الكثير من حرّاس النمطية إلى محاربة هذه الكتابة الشعرية بكل ما ملكت أيمان ذائقتهم، يثير سؤالًا جوهريًّا يتعلق بالذهنية العربيّة، التي مازالت كافرة بالتّحويل الذي تعرفه سيرورة التاريخ والحياة، وفي الوقت ذاته مؤمنة بعقيدة الثابت، مما يطرح على شعراء قصيدة النثر مآلات ما يبدعون في ظلِّ الغيبوبة، التي يوجد فيها النقد العربيّ، ودون استعادة ما قيل منذ ما يزيد عن خمسة عقود أو أكثر؛ لأنَّها كتابة شعرية قائمة الذات والكينونة، وليس في حاجة إلى جواز الاعتراف، الأمر الذي يفضي بنا إلى ضرورة مساءلة هذه الكتابة في جوهرها الإبدالي والجمالي.
ونؤكّد أنَّ صيرورة الإبداع غير منتهية، بل ممتدة دائمًا في تغيير آلياتها الأسلوبيّة بنَفَس آخر يستجيب لإبدالات تاريخيّة وحضاريّة، اجتماعيّة ومعرفيّة، مما يحتّم اختيار الأشكال المناسبة لهذه التحويلات، وهنا مكمن وجوهر الكتابة الإبداعيّة.
وكلّ كتابة شعريّة، لا تمتلك وعيًّا عميقًا بالتراث الشعريّ، يستحيل عليها إضافة شيء جديد، وأن تكون منفتحة على المستقبل، لأنَّ الوعي بالهُوية الشعرية ضرورة حتمية تخصّب تجربة قصيدة النثر وتثريها بالغنى الجمالي والفني، وتكون سندًا لمتغيرات شكلية قادمة لا محالة. كما أنّ تجسير الصلة بها يمنحها القدرة على حلحلة اليقين الشكلي والجمالي، بمقترحات إبداعيّة تجعل الشعرية العربية في مواجهة الأسئلة العميقة، التي تحتّمها العلاقة المنسوجة بين الذات والعالم بوساطة اللغة، التي تقوم بعملية تحويل الوجود إلى كائن لغوي بمتخيّل وتجربة مصقولة.
إنَّ الإدراك بمفاصل التراث والفجوات، التي يخلّفها صانعوه ومبدعوه؛ يؤدي مهامًا أساسيّة في تثوير قصيدة النثر، وجعلها أكثر قابلية لاحتواء هذه العوالم؛ برؤية إبداعيّة تجترح أفقًا لشعريّة جديدة تنهل من معين الانتماء الشعري؛ لتروي جغرافيات جمالية بماء الشعر الجاري في وإلى أَبَدِيَتِهِ. هذا الموقف منْبعُه الوعي الحصيف بأهمية إحياء الأب دون السعي إلى قتله، ولكن باختيار الشكل الملائم للحظة قصيدة النثر بوسائل تعبيرية متولّدة من رحم الواقع والحاضر وسياقاته .
ولست من مناصري التمييز بين التعبيرات الشعرية المتجلية في العمود الشعري وقصيدة التفعيلة وقصيدة النثر وغيرها من الأشكال الأخرى، بل إنَّ هذه الأشكال متخلّقة من رحم واحدة، ولكن مسارات الوجود والموجود، والرّجات التاريخية والحضارية والاجتماعية والثقافية؛ تبدع شكْلها الشّعري المعبّر عن رؤاها تجاه الذات والعالَم؛ وعليه فإنَّ قصيدة النثر جاءت بشعرية مغايرة وغير مألوفة، كما أنَّ التجارب الشعرية السابقة كانت في مرحلتها فتْحاً جديداً، لكنَّها في هذه اللحظة، من وجهة أنصار قصيدة النثر، قديمة، وفي هذا الاختلاف كُنْهُ التّحويل الشعري.
وأعتقدُ أنَّ الشعرية العربية شعرية الفتوحات النصية، التي لا تحصر وجودها في نوعٍ أدبيٍّ دون غيره، بل تشمل كل الألوان التعبيرية، وهذا ينسجم مع ما يشهده المجتمع من طفرات حضارية تستدعي خلق نص إبداعيّ؛ بإمكانه استيعاب هذا التّحوّل. فالحركية سمة المجتمعات الحيّة، كذلك أنَّ الشّكل المتحوّل والمحتوى المتعدّد سمة من سمات الكتابة الإبداعية الجانحة صوْب الجِدّة والتّجديد، من هنا يمكن الحديث عن كون الشعرية العربية ميزتها تتجلّى في التحطيم للأشكال الثابتة بصوغ أشكال لا تظلُّ رهينةً ما هو قائم، فإذا كان النصُّ الشعري، عبر مراحل التاريخ، تميز بالاختلاف والإتيان بالمختلِف النصي، وهي حتمية تاريخية وصيرورة متناغمة مع المستجدات الناجمة عن التغيّر، وذلك وفق منظور خارج عن التصورات السالفة، فإنّ هذا يدعو إلى إعادة النظر في القائم النصي للشعر العربي، ولعلَّ قصيدة النثر تندرج ضمن سياقٍ تحوليّ رهيب موغل في التفتيت للشكل وتشظيه، هذه الكتابة التي أتت مستجيبة للحظتها التاريخية، التي تؤكّد على أنَّ الحياة لا تعرف السُّكونية بقدْر ما تشهد دينامية تؤكّد على ضرورة التجديد، وتغيير التّنميط والتّحنيط بزرْع روح الإبداع والابتكار، تذهب بعيدًا في هذا المنحى في كتابة تاريخ الذات والعالم، فهي بمثابة التربة الحاضنة لكل كائنات الطبيعة، أي أنَّ قصيدة النثر هُويتها في جوانيتها، وفي قدرتها على المتح من تعدّدية كتابية مفعمة بالحياة. وكينونتها تصنعها من الجوهر الإبدالي، هذا الجوهر الذي يشيّد بنية نص شعري لا ينتمي إلا لذاته، ولا يعبّر إلا عن ذات متشظية مقيمة في منفى اللغة، ومكسّرة لتشكُّلها القابع في قوالب محنطة.
إنَّها قصيدة شبحية أي متغيّرة ، و" يتميّز الشبح بكونه غير ساكن فهو دائم الانتقال والارتداد مثل ظلِّ الإنسان الذي يتمدّد أو يتقلص بتغير الأوقات بين الصبح والظهيرة أو العصر والمغرب" ومن تم فهي مخاتلة، يصعب القبض عليها؛ لأنَّها منفلتة ومراوغة، ولا تحيا إلا خارج الشكل، وهذا لا يعني أنَّها بدون جينومات إبداعية، بل أصلها نابت في الشعريات المبتدَعة والخلّاقة، إلا أنَّها لا تحتذي هذه الشعريات وإنَّما تتجاوزها تجاوزًا فيه قطيعة مع الساكن ومتجاورة مع النابض والمتمرّد، بعبارة أخرى نصية شعرية تقوم على أساس هدم الكائن النصي وبناء ممكن شعري يخوّل للذات والعالم أن يتشكلّا بكل حرية وانسيابية عميقة في توليد الدلالات المفتوحة على أكثر من تأويل، وهنا مكمن إبداعيتها .
فإبداعيَّة قصيدة النثر مربطها الخروج عن الصنمية المتحجرة في الكتابة الشعرية، والذهاب بعيدًا في اكتشاف قارات جديدة في الإبداع، وهذه السمة التجديدية لم تخلق من فراغ بقدر ما تعود إلى التحولات الثقافية والإبدالات التي عرفتها المذاهب الفنية في الأربعينيات، من خلال هيمنة النزعة الرومانسية التي أضافت للشعر العربي جماليات فنية محورها الذات والنزوع نحو الاحتفاء بعناصر الطبيعة، في ترابط وشيج مع الغربة والضياع؛ إذ غدت الذات رهينة هذا الشعور المفرط في نرجسية شعرية بلغت أوجها وأعلنت عن الإفلاس، مما فسح المجال لبروز تعبيرات جديدة تنتصر لشكلية غير عمودية، وإنَّما لشكلية تعتمد السطر الشعري على مستوى البنية النصية، وظهور القصيدة التفعيلية التي هي الأخرى قامت بدورها في فتح أفق جديد لكتابة شعرية متأثرة بالمثاقفة الآخرية؛ منها التجربة الفرنسية التي خلقت خطابًا شعريًّا يؤسس لمرحلة أخرى، بعد مخاضات عسيرة عرفتها القصيدة، فكان "رامبو" و"بودلير" من رموز هذه الشعرية الجديدة المتمثلة في قصيدة النثر، والتي أبرزت ملامحها "سوزان برنار" من خلال مقوماتها المتجلية في المجانية والكثافة والتوهج وغيرها وكذلك التجربة الأنجلوسكسونية، وقد أسهم أدونيس في التعريف بهذه القصيدة عبر ترجمة أهم المكونات المقترحة من لدن "سوزان برنار"، مما منح للشعرية العربية أن تخلق كتابة شعرية متأثرة بما تمت الإشارة إليه سابقًا. غير أنَّ الطرح المقر بتأثير الثقافة الغربية يقابله طرح عربي يؤكّد على أنَّ إرهاصات قصيدة النثر نجدها في الكتابات الصوفية للنفري وابن عربي وغيرهما، ومع ذلك يمكن التأكيد أنَّها نتاج مرحلة تاريخية وثقافية متسمة بالتحول كانت وراء هذه التجربة .
(2) قَصِيدَةُ النَّثْرِ النَّصِّيَّةُ الْمُخَاتِلَةُ:
لا مناص من التأكيد أنَّ الإطار المرجعي لقصيدة النثر العربية، هو ما جاءت به تنظيرات "سوزان برنار" حول هذا النوع الإبداعي؛ إضافة إلى المرجعية الأنجلوساكسونية. فهاتان دعامتان أساسيتان دون إغفال الموروث الصوفي الذي يمكن اعتباره رافدًا هو الآخر في تشكُّل هذه الكتابة الجديدة؛ ذات الحساسية المفرطة في عدم قبول القالب التعبيري لشعر التفعيلة. فإذا كانت البدايات الأولى لهذه الولادة مرتبطة بما سلف؛ فإنَّ لاحقها لم يبق له أي اتصال معها، نظرًا لكونها غدت تعبّر عن شروط ثقافية وحضارية جديدة ، خصوصًا مرحلة التسعينيات، التي تميزت بأحداث خلقت انهيارًا تامًّا لمشروع الأمة العربية الموحدة، فكانت حرب الخليج الأولى الناجمة عن اجتياح العراق للكويت، وما نجم عنها من إبدالات هزّت عرش اليقينيات الوهمية، التي ترزح تحت ثقلها الذات العربية، بعد نكسة 1967 وماتلاها من خيبات واتفاقية " كامب ديفيد"، التي كرّست واقع غياب الزعامات الكاريزماتية، إضافةً إلى حرب الخليج الثانية التي قوّضت ما بقي من آمال عربية، فجاء النص الشعري مفارقًا للكائن الشعري السالف، وخالقًا لممكن شعري منفتح على ثقافة جديدة؛ تتمثل في ثقافة الانعزالية والاغتراب والميديا؛ مما شكّل أسئلة جديدة ومختلفة حول دور الذات في صياغة الهُوية الشعرية بعيدًا عن الإيديولوجيا، رغم أنَّ النصَّ هو حمّال إيديولوجيته المتمرّدة عن إيديولوجية شعر التفعيلة، وهذا يتساوق مع رغبة الذات في تشكيل عوالم شعرية ورؤى منطلقها الأساس الذات؛ بتجلياتها المنفتحة على البحث الدؤوب عن وجودها الشعري، ومعبّرة " عن عنف الصدمة وانهيار الحلم، كان عنف ردات فعل في تحوّلات الوعي الثقافيّ والاجتماعيّ، وتجلّى ذلك بأكثر من صيغة في الوعي العربي".
إنَّ حدّة الوعي بالإبدالات العنيفة كان لها الأثر الجلي على الذات، إذ جعلها تنكفئ حول نفسها، هاربة من واقع متحوّل لِتُقِيمَ في عزلة قاتلة وقاسية، مما كان له انعكاس على الرؤية، التي توشّحت بسوداوية قاتمة، وتصوُّر ينتصر لتحطيم القائم. مما خلق نصية شعرية متشظية وممزّقة؛ وعليه يمكن القول بتعبير بوجمعة العوفي إنَّ القصيدة " تخلّت عن لغة الوصف لصالح لغة التوصيف والحفر في شعرية القصيدة نفسها، حتى أضحت الجمالية سؤال الكتابة، والشعرية سؤال الشعر". فالأمر غدا مرتبطًا بأسئلة حارقة تضفي جماليات على قصيدة النثر، وتفتح أفقًا متّسمًا بالخروج عن التنميط الشعري، ذلك أنَّ هذه القصيدة لا تؤمن بمنطق النمطية في الكتابة، بقدر ما تدعو إلى كتابة منفتحة وخارقة وغير ظاهرة المعالم، وهذا ما منحها الاستطاعة في تشكيل رؤية حول الكتابة الشعرية؛ كاستجابة شعرية للعُنف الاجتماعي والسياسي والثقافي، الذي تعرضت له الذات في صراعها مع العالَم؛ الشيء الذي حفّز شاعر قصيدة النثر على الحفْر عميقًا في جغرافيات كتابيّة لا تعترف بالحدود، وإنَّما تؤمن بالإقامة في التخوم، وتلك فضيلة هذه النّصيّة المباغتة، اللولبية، المخاتلة .
وعليه؛ فقصيدة النثر كتابة خارجة عن التنميط؛ بعبارة أخرى، إنَّها ترفض الإقامة في قالب تعبيري واحد، بل دائمة البحث والحفْر والكشْف عن جغرافيات جديدة في الكتابة الشعرية، ولعلَّ هذا ما أضفى عليها صفة التجدّد والانفلات من كل تصنيف محدّد ومنغلق، بعيدة عن شعرية التراث المسوّرة بشكلية قارة تخنق الذات لإسماع صوتها الباطني، وكبح جموح الدّفْق الشعوري وقريبة من شعرية الحياة. هذه الأخيرة المقصود بها القدرة على تحطيم قيود التابوت الشعري وخلق الحياة في شرايين التجربة، عبر التفاعل بين الذات والكون، وانتهاك اللغة بوساطة تجاوز لغة القواميس والمعاجم إلى لغة منبثقة من صلب التّجربة المرتبطة بكينونة الذات. وهنا مكْمن مُخاتلة هذه النصية، التي تجاوزت الصنمية في الشكل والرؤى والجماليات بالتجاور مع خصوصية الانفتاح والعبور النصي المغيّر، فهي لم يعد هاجسها نقل الواقع إلى الشعر بلغة محمد عبد المطلب، وإنَّما تحويل هذا الواقع جماليًّا داخل التجربة الشعرية.

(3) قَصِيدَةُ النَّثْرِ وَالْإِقَامَةُ فِي التُّخُومِ:
تمة إشارة لا بدَّ منها؛ يتعلق الأمر بكون هذا النوع من الكتابة الشعرية، يروم الابتعاد عن المنجز الشعري القائم في الشعرية العربية، والاقتراب من منجز مؤسس على أساس وعي شعري مارق متمرد؛ للتعبير عن كينونة شعرية منشغلة بأسئلة الذات والعالم، وفق زاوية نظر، تنطلق من كوْن الإبداعية تتخلّق من رحم الاختلاف وإضافة الجدّة المفارقة ، ولعلَّ هذا - في اعتقادي- ما نجحت فيه هذه النصية الحداثية وما بعد الحداثية، لأنَّها تجربة تستقي وجودها من داخل صيرورة شعرية؛ خالقة " في النثر جمالًا لم تقصده، وحقّقت إيقاعها من خلال تشكّل النصوص داخليًّا، ولم تحضن الإيقاع الجاهز الخارجي"، على حدِّ قول عبد الناصر هلال . بل يمكن القول إنَّ قصيدة النثر - بعيدًا عن التنظيرات الغربية والعربية - تقف في المناطق المتاخمة للمدهش والخارق والمستفز، مما عرّضها لهجومات غير نقدية من لدن أهل الكهف الشعري العربي، وأعتقد أنَّ في هذه الهجمة مجْلى مناعة قصيدة النثر في الاستمرارية والحياة .
إنَّها قصيدة تشيّد خطابها من اليومي والمعيش دون محاكاته وفي الوقت ذاته تحجبه، وتؤسطره وتجوّده جماليًّا وفنّيًّا، والتجارب الشعرية في هذا النمط الشعري؛ أعطت نَفَساً جديدًا للبنية النصية، وكذلك للجوانب الجمالية والفنية، أضف إلى هذا أنَّها تجاوزت مقولة النقاء الأجناسي، عبْر، القدرة في استرفاد الأنواع الأدبية إلى حضنها كافة، وهذا -في اعتقادنا- ما جعل هذه القصيدة أكثر حيوية ودينامية في صياغة الذات والعالَم برؤية يغلب عليها طابع المتعة والذهاب بعيدًا في اجتراح طُرق جديدة في البناء والأساليب، هكذا تؤسس هذه القصيدة لحياة شعرية منذورة للمربك والمفاجئ، لبلاغة جديدة تتجاوز السمة الزخرفية التزيينية إلى بلاغة تجعل من الشّعر مجالا للإمتاع والإقناع في الآن ذاته.
الْأُفُقُ الْمَفْتُوحُ:
تبقى قصيدة النثر تطوّرًا طبيعيًّا؛ لما بلغته الشعرية العربية من تحويلات وإبدالات، كان لها الأثر في وسْم حطابها الشّعري بخصائص جمالية تُحدث حقيقة مفادها أنَّها استمرارية لمنجز هذه الشعرية، التي عرفت، تاريخيًّا، منعطفات في سيرورة قصيدة النثر وأفقها التحوّلي. فحياة النصّ الشعري لا تكمن في قدرته على السّيْر بمنطق السّلَف، وإنَّما بالمنطق المغاير والمغامر، كما تحتضن قصيدة النثر آليات سردية والتصوير المشهدي والحوار الذي يمنح النص دراميته، ومن ثمّ بعدًا غنائيًّا يخصّبُ خطابها ويثوّر اللغة ويجعلها أكثر اقتدارًا على امتصاص النصوص، واستلهام الحياة اليومية، والاحتفاء بالهامشي والسيري، والعابر كمقومات لبناء قصيدة النثر، وتأسيس خطاب شعري متفرّد ومختلف.