اسمي يملؤُني بما أشتهي

شعر: عمر أبو الهيجاء

شاعر أردني

ohaija@yahoo.com

 

عاريًا وأحلم‎ 

 

غريبًا/‏

كجنديٍّ في المعركةِ

يموتُ وحيدًا في الوحلِ‎ 

والسلاطينُ ينعُمونَ بالبلادِ‎ 

‎.. ‎بأناقتِهم يموتون‎ 

غريبًا‎/ 

مثلي أيها الطالعُ من المدنِ الترابيّةِ‎ 

يقيمُ الليلُ داخِلكَ‎  

ودمكُ الريح‎ 

تسابيحُ الدراويشِ‎ 

ترويدةُ العشاقِ‎ 

رايةٌ وميجنا

غريبًا/‏

تسكُنكَ الليالي‎ 

وأغاني الغجرِ الراحلين‎ 

منفيُّ في الصحارى‎ 

تقرأُ رغم احتشادِ الفصولِ فيكَ‎ 

سيرةَ مَن مرّوا مُحمّلينَ "بالبقج"‏‎ 

وناموا طويلًا في الشمسْ‎ 

غريبًا/‏‎ 

مثلي‎ 

تُوقظُ العصافيرَ في عُريّ الشجرِ‎ 

تحلمُ بتعاليمِ الشهداءِ‎ 

‎ ‎تحلمُ بالريحِ والنشيد‎  

وتبقى غريبًا‎.‎

عاريًا تحلمُ بالترابِ‎ 

وتحلمُ مثلي.‏

 

صَفحــــةُ الحُـــب

تأخذني إليها وحشةُ الأماني والهوى‎ 

تأخذني موسيقاها التي تصعدُ منّي‎ 

وتنهمر في هدأةِ النظراتِ أغنيةً‎ 

تأخذني.. تُمطرُ أوتارَ الليلِ بالضوءِ‎  

وأبقى أعبرُ منالاتِ السُمرةِ‎ 

أصعدُ كصوفيٍّ كعبة روحها‎ 

كُنتها جبلًا ساجدًا في المحرابِ‎ 

هي آخرُ الأسماءِ حينَ خطَّها القلبُ‎ 

لم تزل تنامُ بخجلٍ‎  

على مخدّةِ الروح‎  

تحلمُ مثلي بالضوءِ‎ 

وحكمة الأربعينَ تدقُّ جَسدها‎  

لتصحو في عروقِ العاشقِ‎ 

‏ وتقيمَ طويلًا

‏ في صفحةِ الحُب.‏

 

لسان حالهم

 

كانوا/‏‎  

في سلّة الأرضِ يمشونَ‎ 

هي الأرضُ سرُّ الواهبينَ دَمهُم للخضرةِ في أعالي الرصاصِ‎ 

كانوا/‏‎  

مثلَ عناوين الرواياتِ الأكثر معنىً للرحيلِ‎ 

إيقاعهم أقل صمتًا تجاه العطش المقيم‎ 

بيوتهم هاجعة في حضنِ الليلِ‎ 

والليلُ مقروصٌ بالبردِ‎ 

الأجسادُ ملتصقة بالترابِ‎  

كانوا/‏‎  

مثل اللغة وحدائق العارفين‎  

حُروفهم وجهُ العشبِ‎ 

جدلُ الروحِ

لسانُ حالهم كانَ يقول: ‏‎ 

هي الأرضُ صورة المحبّين الذاهبين لرقصتهم الأخيرة‎ 

‏ كانوا/‏‎ 

أوّلَ مَن أطلقوا‎ 

طيورَ اللّهفةِ خلفَ غُبارِ الشمسِ‎ 

ولم يزلْ‎ 

شجرُ الرُّؤيا‎ 

خلفهم عاليًا‎ 

يقرأ لسانَ حالهم‎ 

ويعلو‎ 

يعلو‎  

مرتديًا‎  

شهوةَ النارِ في دمهم.‏

 

 

اسـمي

اسمي/‏‎ 

‎.. ‎أيها المبلَّلُ بعرقِ الشمسِ‎ 

الصّاعد في عرباتِ السماءِ‎ 

يا اسمي الذي لم أكنهُ‎ 

في ليلِ الفراغِ غيرَ سواحلَ للغربةِ‎ 

اسمي ما تركتهُ في حصةِ الماءِ‎  

غير بسملة للأحمرِ الورديِّ‎ 

هنا.. أجدُني أتكاثرُ في خزانةِ الكونِ‎ 

لا الضوء يحملني للطريقِ‎ 

الطريقِ الأقل رطوبة‎ 

في معنى الحنينْ.‏‎ 

 

اسمي/‏

أم ظلّي البعيدُ في تربةِ الأجداد‎ 

لم يعُدْ في آخر المرايا / حكايا‎ 

أو رقصة للوجوهِ الطليقة في سجلِّ الغبار‎ 

أيُّ الأسماءِ نحفظها عن ظهرِ قلبٍ‎ 

ولم ندوِّنها في شارعِ المنفيّين‎ 

عن تُرابهم العالي.‏‎ 

اسمي الآن/‏‎ 

يملؤُني بما أشتهي‎ 

أنسلخُ منّي‎  

لأنّي‎  

في عُرفِ العاشقينَ‎ 

لوحة لم تنمْ على الجدارِ القتيلِ‎ 

اسمي‎/ 

طفولةُ النارِ في أزرقها‎ 

مملكةُ الرياح‎ 

طلقةُ‎ 

الحالمِ‎ 

بالفيضانْ.‏