ملامح التجديد عند شعراء الجيل الجديد في الأردن

 

حسن حسن

شاعر ومترجم أردني

 

يَقومُ الشعر، كما هي الحال في سائر الفنون الجميلة، على ثنائيّة الشكل والمضمون. والشكل هو ‏الصورة أو البناء التركيبي للشعر، وقد وضع العرب قديمًا عِلْمًا كاملًا مختصًّا بالبناء الشعري ‏وهو علم العروض، ليشرح تركيب الشعر العمودي القديم. والمضمون هو المعنى أو الموضوع ‏الذي تتحدَّث عنه القصيدة. وعندما نتحدَّث عن التَّجديد في الشعر، فهل يُبنى ذلك على التَّجديد في ‏الشكل، أم في المضمون؟ أم يُبنى على الاثنين معًا؟

يَرى فيلسوف الجمال الإيطالي "بنيديتو كروتشه" في كتابه "المجمل في فلسفة الفن" أنَّ التفرقة ‏بين الشكل والمضمون في الفن هي تفرقة زائفة لا أصل لها، فنراه يقول متأثرًا بفلسفة "كانط" ‏النقديّة التجاوزيّة: "والحقيقة هي أنَّ المضمون والصورة يجب أن يميّزا في الفن، لكن لا يمكن أن ‏يوصف كل منهما على انفراد بأنه فني؛ لأنَّ النسبة القائمة بينهما هي وحدها فنيّة، أعني الوحدة، ‏لا الوحدة المجرَّدة الميتة، بل الوحدة العيانيّة الحيّة التي ترجع إلى التركيب القبلي، والفن تركيب ‏قبلي حقيقي، تركيب للعاطفة والصورة في الحدس، تركيب نستطيع أن نقول بصدده إنَّ العاطفة ‏دون صورة عمياء، والصورة دون عاطفة فارغة جوفاء، ولا وجود للعاطفة والصورة -في نظر ‏الفكر الفني- دون التركيب القبلي". وينتهي "كروتشه" في هذه الثنائيّة إلى القول: "إنَّ العاطفة أو ‏الحالة النفسيّة ليست مضمونًا خاصًّا، وإنَّما هي الكون كله منظورًا إليه من ناحية الحدس، وليس ‏في وسعنا أن نتصوَّر خارجها أيّ مضمون آخر ليس في الوقت نفسه صورة".‏

ومثل ذلك نجده في موقف فيلسوف الوجوديّة الفرنسي "ألبير كامو" في ما يخص الشكل ‏والمضمون، الصورة والمادة في العمل الفني، فهو يرى "أنَّ الإبداع الفني يستلزم توترًا غير ‏منقطع بين الصورة والمادة، وكل عمل فني يطغى فيه المضمون على الصورة، أو تطغى فيه ‏الصورة على المضمون إنَّما هو عمل فاشل لا ينطوي إلّا على وحدة زائفة أو وحدة ساقطة".‏

وعلى ذلك فإنَّ المضمون والصورة في الشعر كشكل من أشكال الفنون مرتبطان، وأيّ تغيُّر في ‏أحدهما يحمل في طيّاته تغيُّرًا في الآخر؛ فعندما وصل العرب إلى الأندلس وهي بيئة جديدة ‏عليهم، وأصبحت مهدًا للحضارة والعلوم والآداب، تغيَّرت الحياة فتغيَّرت المواضيع الشعريّة، ‏واستدعى الأمر تطوُّرًا في بنية القصيدة العربية لتصبح أكثر غنائيّة وأمعن وصفًا، فنشأت ‏الموشَّحات. كذلك عندما قامت ثورة الحداثة في المجتمعات العربيّة في القرن العشرين، تطوَّرت ‏المواضيع الشعريّة، فاستدعى الأمر تطوُّرًا في بنية القصيدة لتستوعب الأفكار والمواضيع ‏الحداثويّة، فأدّى ذلك إلى نشوء شعر التفعيلة وقصيدة النثر.‏

إذن، فإنَّ التطوُّر الاجتماعي وبالتالي الأدبي سنّة طبيعيّة من سنن الحياة عامة، ولكن هناك المزيد ‏من العوامل التي أثّرت على تطوُّر الأدب المعاصر وأَثْرت التجديد عند شعراء الجيل الجديد في ‏الأردن، ونعني بالجيل الجديد الشعراء الذين بدأت تجربتهم الشعريّة في القرن الحادي والعشرين.‏

إنَّ بنية المجتمع الأردني الحاليّة بنية معقَّدة، فهي بنية تتعدَّد فيها الأصول والمنابت والثقافات، ‏ويتعدّى الأمر ذلك إلى تعدُّد التلامس اليومي الدائم مع المغتربين والمهاجرين المقيمين في الأردن، ‏إضافة إلى اغتراب الكثير من الأردنيين خارج البلاد، كل ذلك أدّى إلى بنية اجتماعيّة هجينة، ‏تساعد في عدم الاستقرار على ثقافة واحدة منعكسة على شكل ما من الاستقرار الأدبي، فتجد ‏القصيدة الجديدة الواحدة تحوي الرُّموز التراثيّة والدينيّة والحداثويّة، والعناصر البدويّة والمدنيّة، ‏الأردنيّة والشاميّة والعراقيّة والعالميّة بشكل عام، وكل ذلك يؤدّي إلى ثورات صغيرة دائمة على ‏صعيدي الشكل والمضمون الشعري.‏

كذلك، فإنَّ الانفتاح التقني الذي عايشه الجيل الجديد من الشباب في الأردن؛ الانفتاح على العالم ‏وثورة الاتصال الرقمي والتواصل الاجتماعي، كل ذلك أدّى إلى مزيد من الاختلاط الذهني ‏وتعزيز تقبُّل الآخر، وتحوَّل إلى شكل ثقافي جديد يصبُّ تمامًا في مجرى الأدب المعاصر، ‏ويؤدّي كل ذلك أيضًا إلى تغييرات شكليّة ومضمونيّة للشعر.‏

ويميِّز الأدب الأردني عامة والشعر خاصة فكرة عدم وجود أب روحي في الشعر يرتكز على ‏أساسه الجيل الجديد من الشعراء، فنرى مثلًا أنَّ أغلب شعراء الجيل الجديد في فلسطين متأثِّرون ‏بإرث محمود درويش الشعري، كذلك فإنَّ نَفَسَ البردوني حاضرٌ دائمًا في قصائد الجيل الجديد ‏من شعراء اليمن، وكذلك الجواهري في العراق وقبّاني في سوريا والثبيتي في السعودية. وواقع ‏الشعر الأردني يخلو من فكرة الأب الروحي أو الرمز الشعري الحاضر في بال القصيدة ‏المعاصرة، وهذه ميزة نالها شعراء الجيل الجديد ساهمت في أنْ يشقَّ كل شاعر منهم طريقه ‏الخاص به، غير متكئ على إرث أو بنية أسلوبيّة مُهِّدت له مُسبقًا.‏

وكذلك، فإنَّ تعدُّد الألسن واللّهجات في الأردن أدّى إلى نشوء لهجة عاميّة جديدة، وأدّى الانفتاح ‏على العالم إلى تطعيم هذه اللّهجة بالكثير من المفردات الأجنبيّة، إضافة إلى هامش الحريات ‏والتعبير عن الرأي المرتفع نسبيًّا في الأردن، وكل ذلك حضر بشكل ما في الشعر.‏

ولا نغفل عن ذكر الأثر الذي يتركه الشعر المترجم عن لغات أخرى لدى شعراء الجيل الجديد، ‏فلم يكتفِ الشعراء الأردنيون الشباب بقراءة الشعر المترجم الذي أصبح متاحًا بسهولة بسبب ‏التطوُّر الرقمي، وإنَّما قام العديد منهم بترجمة الشعر بنفسه، عن الإنجليزية والإسبانية بشكل ‏كبير، وعن الفرنسية والآردية بنسبة أقل، وهذا مؤشر جميل على وعي شخصيّة الشاعر لديهم، ‏وأنَّ الدَّوْر الثقافي للشاعر لا يقتصر على كتابة القصائد.‏

فلنتأمَّل هذا المقطع الشعري من قصيدة "الجوكر" للشاعر أحمد الأخرس (مواليد 1993) والذي ‏يحمل بين أسطره مزيجًا من العوامل التي قمنا بذكرها:‏

‏"هلالا.. هلالا..‏

‏ خُسِفتُ على شفةِ اللَّيلِ مرثِيَّة للحقيقةِ ‏

‏ أسئلة وضلالًا.. ضلالًا..‏

‏ تناسلتُ من فكرةِ اللاوجودِ يتيمَ الأبوّةِ والخوفِ

‏ قدَّستُ دمعةَ أمي فأصبحتُ راهبَها ووليًّا لها..‏

‏ كنتُ أبحثُ في خَدَراتِ الحنينِ

‏ عن الماءِ والطينِ في حمضيَ النوويِّ

‏ وعن فكرتي: "مَن أنا يا أنا؟"‏

‏ كنتُ أنسى وجودي فأذكرني فجأة

‏ في الرصيفِ بثوبِ المهرِّجِ أسألُني: "كيف جئتُ هنا؟"‏

‏ وتَوَجَّعتُ حتى بكيتُ انتحارَ الدّموعِ على وجنتيَّ

‏ ولمّا بكيتُ ضحكتُ طويلًا.. طويلًا..‏

‏ (ولكنَّهُ ضَحِكٌ كالبُكا..)".‏

في هذه القصيدة المعاصرة، يقوم الشاعر بتحليل شخصية "الجوكر" المقتبسة من المجلات ‏والأفلام الأميركية، ويقوم الشاعر باستخدام المونولوج الداخلي بالتحليل النفسي لهذه الشخصية ‏الإجرامية المعقدة، ثم يربط ذلك بفلسفات العبث والوجود. إلا أنَّ ذروة القصيدة تأتي عندما يربط ‏ضحكة "الجوكر" بعنصر من التراث العربي، وهو شطر المتنبي: "ولكنَّهُ ضَحِكٌ كالبُكا" في ‏استعارة ماهرة للضحكة الحزينة لهذه الشخصيّة، تضرب القديم بالجديد لتشكِّل أنموذجًا طيّبًا لِما ‏يجب على القصيدة المعاصرة أن تقدِّمه.‏

ومن عناصر التجديد البنائي في الشعر الأردني الحديث العبث المقصود ببنية القصيدة العربية ‏القديمة، وذلك عن طريق إدخال انزياح موسيقي في بنية الشطرين العموديين الموروثة منذ ‏الجاهلية، فتبقى القصيدة عمودية ولكن البيت الواحد يتعدّى الشطرين إلى أكثر من ذلك، إضافة ‏إلى التلاعب ببنية القافية التقليدية، وإشباعها أقل أو أكثر من المعتاد، وذلك يتبدّى مثلًا في هذا ‏المقطع من قصيدة "نونيات العتمة" للشاعر يحيى البوبلي (مواليد 1990) إذ يقول:‏

‏"ليس اشتياقي لمرآةٍ يرى الفنانْ

فيها الشياطين تدعو والصدى آمينْ

مكرَّرًا في انعكاسٍ خلف ما يُملونْ

ليس اشتياقي لوَحْيٍ صمته الرنّانْ

يصبُّ في الروح ليلًا لحظة التكوينْ‏

مستشرفًا هذيان الشاعر المجنونْ

ليس اشتياقي لحلم الساهر الوسنانْ

يلقي التثاؤبَ رمحًا نحو سور الصينْ

موسِّعًا في مداه فتحة الأوزونْ

ليس اشتياقي ورودًا ترتدي الألوانْ

ليس اشتياقي أحاسيس الهُنا والآنْ

شوقي بعيدٌ: أراني في خفايا الحينْ

على سبيل مثالٍ أو على التعيينْ

مستمتعًا بانكماش الليل في عبدونْ

مقعّرًا كاحتضانٍ مثل حرف النونْ".‏

ويؤجِّج يحيى البوبلي ثورته على القافية التقليدية، عندما يتعامل معها بشكل يكسر النمط التقليدي، ‏ويخلق نمطًا جديدًا طوال قصيدته "ليل وأحلام"، وذلك يشبه محاولته في المقطع السابق، ثم ‏يحدث صدمة عندما يكسر هذا النمط الجديد بنهاية القصيدة، فيجيء بقافية جديدة لم ترد من قبل ‏في النص، تترك القارئ مندهشًا من هذه الخاتمة المفاجئة على قافية جديدة مشبعة لم ترد من قبل ‏بالنص، فيقول:‏

‏"واها لها قُبَلًا من طيبِ ذاك الخدْ‏

لوجنتيها مذاقٌ مثل طعم الورد

لقربها منه إحساسٌ يُدفّيهِ

هل تذكرين لقاء كان قبلَ الفجرْ

رويتِ لي قصة ما عن عذاب القبرْ

يومَ التقتْ شفتانا فوق كأسِ الخمرْ

واستسلمَ العاشقُ المجنونُ للتّيهِ

يا حسرة ليس يبقى السحرُ للأبدِ

بل وقفة تحت مزج الثلج بالبرَدِ

على الطريقِ وقد غطّى الضباب يدي

وينزل الشعرُ إلهامًا فأرويهِ

تشتّتتْ في زوايا الحبرِ أيامي

على مناكيرها ضيّعتُ أحلامي

أفكّرُ الآن في تكسير أقلامي

ماذا فعلتِ بهذا القلبِ يا سمراءْ؟".‏

وهناك ظاهرة أخرى من ظواهر التجديد الشعري؛ وهو تلاعب شعراء الجيل الجديد في البناء ‏اللغوي وبناء المسمّيات والكلمات نفسها، كأن يقوم –مثلًا- الشاعر أسامة غاوجي (مواليد ‏‏1989) بقصيدة "الآه" بتحوير القصة الموروثة عن قيس وليلى على الشكل التالي:‏

‏"خنجرٌ يلمع في النهد..‏

وليلٌ يتأوّهْ

وغريمان يُدكّان غرامًا..‏

قلبُ ليلى.. صار ليلى العامريـّـآهُ

وقيسٌ..‏

صار قيس بن الملوَّهْ".‏

ويحضر الموروث الغنائي الشعبي بقوّة عند بعض شعراء الجيل الجديد، مؤدّيًا إلى إحداث تجديد ‏في بنية القصيدة لتشمل هذه المقاطع العامية، فنجد في قصيدة "موسيقى شعبية" للشاعر بهاء ‏الدين السيوف (مواليد 1988) مقاطع من التراث البدوي والشامي بُنيت عليها هذه القصيدة، ‏فيقول:‏

‏(مرَّت على شجرٍ يهتزُّ زيتونُهْ

بالهمسِ مالَت على كافاتِها نونُهْ

مستودَعٌ هو أمرَ الجنِّ، مسكونُهْ

‏"وسبَّلْ عيونُو ومدّ ايدو يحنّونُهْ..."‏

مرَّت على القوم لم تترُك بهِم حيًّا

ناموا على العزِّ إذ ناموا بجفنَيّا

حتى وإن سرقَت بالغدرِ ساقَيّا

‏"لاسري لهُم بالليل هيّا على هيّا..."‏

مرَّت وخلخالَها تُهدي المدى رنّة

كادت تجيءُ لها الأيامُ مُمتنةْ

يا مَن رأى فنَّها، يا مَن رأى فنّهْ

‏"ويا مَن سمع رنِّتُو مرهونة لو الجنّةْ..."‏

مرَّت على الماء، أنسَتنا مراسيها

كدنا نذوبُ إذا غابَت أماسيها

هي الغريبةُ لا شيءٌ يواسيها

‏"واحْنا كبار البلد واحنا كراسيها...").‏

وفي السنوات الأخيرة برزت ثيمة جديدة على الصعيد الشعري، خاصة على صعيد قصيدة النثر، ‏وهي ما يمكننا أن نطلق عليه مسمى "قصيدة الفيسبوك" وهي القصائد التي تحوي مقاطع قصيرة ‏ترفيهية مكثفة الصورة الشعرية، يعجب بها متصفحو مواقع التواصل الاجتماعي الذين لا يحتمل ‏معظمهم قراءة مطوّلات شعرية، ومن هنا جاءت هذه التسمية، وهذا مقطع من قصيدة "المقبرة" ‏للشاعر مروان البطوش (مواليد 1989):‏

‏"طاولةُ الطّعامِ ‏

شجرةٌ عُوقِبَتْ ‏

لأَنّها لمْ تُثمرْ

‏*‏

الكوخُ كانَ أشجارًا ‏

بلا أَعشاشْ

‏*‏

تلك الندبة ‏

التي تخفينها

تحت ساعة اليد

ترَكها موعدي ‏

الذي أخلفتهِ

‏*‏

وزكامكِ المزمنُ

سببهُ 

‏ وردتي التي عادتْ معي...".‏

وبرزت ثيمة أخرى على صعيد المضمون الشعري عند شعراء الجيل الجديد في الأردن، وهي ‏أن تكون القصيدة على لسان شخصية أنثوية من التراث الإسلامي، مثل قصائد "هاجر" ‏و"راحيل" و"زليخة" للشاعر عبدالله أبوشميس وقصيدتي "خديجة" و"المريميّة" للشاعر أسامة ‏غاوجي وقصيدة "أسماء" للشاعرة إيمان عبدالهادي، حيث يأخذنا الشعراء في رحلات رقيقة ‏وحنونة إلى داخل هذه الشخصيات التي ارتبطت جميعها برجالٍ عظماء في التاريخ الإسلامي، ‏في محاولة جميلة لتخيُّل وتحليل المشاعر الأنثوية وإعطاء هذه الشخصيات الثانوية الدور الرئيس ‏في القصيدة على الأقل. فلنتأمَّل هذا المقطع الشجي بقصيدة "راحيل" لعبدالله أبوشميس، وراحيل ‏هي أم يوسف عليه السلام:‏

‏"كانتِ البدويّاتُ يرقصنَ

في عُرسِ (بنيامَ)‏

يضربْنَ دفًّا بدُفّْ

ويردّدْنَ: 

‏"غنّي لبِنْيامَ يا أمّهُ وارقصي!"‏

وأنا رحتُ أرقصُ

بين النّساءِ.. ‏

وأرجُفْ

والنّساءُ يقلنَ ‏

بأنّي خرِفتُ

وأنّيَ في عرس بِنْيامَ

كنتُ أغنّي ليوسُفْ..".‏

وخلاصة القول إنَّ في الأردن جيلًا جديدًا من الشعراء، جيلٌ جديدٌ زمنيًّا وشعريًّا؛ شعراء ‏استطاعوا –على الرغم من قصر عمر تجربتهم الشعرية- أن يشقوا طريقهم الأسلوبي الخاص، ‏وتستطيع أن تلمح في قصائدهم وعيًا لسؤال الهمّ الشعري، وما على القصيدة الجديدة أن تقدمه في ‏زمن تراجع فيه الاهتمام بالشعر، وهذا أمر مبشِّر على الصعيد الطويل. ما الذي يمكن أن يأتي به ‏هؤلاء الشعراء عندما تنضج تجاربهم الشعرية؟ وهل هناك ثورة شعرية جديدة سيشهدها القرن ‏الحادي والعشرون؟ والسؤال الأهم هنا هو هل سيكتفي شعراء الجيل الجديد بثورتهم على كل ما ‏سبق ومن ثم الاستقرار على الشكل والمضمون الجديدين، أم ستكون الثورة دائرية دائمة على ما ‏سبق وعلى أنفسهم كذلك؟

 

المراجع:‏

‏-‏ موقع القصيدة.كوم (‏www.alqasidah.com‏) – صفحة شعراء الأردن

‏-‏ بنديتو كروتشه – المجمل في فلسفة الفن – ت. سامي الدروبي – دار الفكر العربي

‏-‏ زكريا إبراهيم – فلسفة الفن في الفكر المعاصر – مكتبة مصر