تَمَّ طرح فكرة تأسيس "معهد كونسرفتوار الدولة" الذي سيكشِف ويطوِّر مواهب وإبداع الشباب التركي، لأوَّل مرَّة من قبل القائد العظيم أتاتورك. وكخطوة أولى، تمَّ إنشاء مدرسة معلِّمي الموسيقى في عام 1924، وكخطوة ثانية تمَّ إنشاء "الأكاديميّة الوطنيّة للموسيقى والتمثيل" في عام 1934.
في عام 1935، تمَّت مراجعة الهيكل العملي والمؤسسي للأكاديمية الذي غلب عليه الجانب الموسيقي، وأصبح قسم المسرح بالأكاديمية مستقلًّا وأنشئ في عام 1936. "قانون كونسرفتوار الدولة" الذي سُنَّ في عام 1940 قدَّم مساهمة كبيرة في حياتنا الثقافية والفنية، وفُتحت آفاق جديدة أمام المسرح التركي.
وفي نطاق قسم المسرح، تمَّ إنشاء "منصّة المسرح التطبيقي" في عام 1941، وبدأ الطلاب في تقديم الأعمال المتميِّزة في مجال المسرح الغربي والأوبرا. منصّة المسرح التطبيقي أصبحت منطقة ممارسة للفنانين المرشَّحين الشباب وجمعت سكان العاصمة مع فنون المسرح والأوبرا. أصبحت المسرحيات التي تمَّ أداؤها هنا حجر الزاوية لمسرح الدولة وشكَّلت البنية التحتيّة.
تمَّ تحديد الغرض من إنشاء مسرح الدولة بما يلي؛ "الارتقاء بمستوى التعليم العام للمجتمع التركي، وتعزيز حب الوطن والجمال، والارتقاء بلغة وثقافة المجتمع من خلال الأعمال المحلية والأجنبية، وضمان تطوير وانتشار المسرح التركي في البلاد والتَّرويج له في الخارج، والنطق باللغة التركية بأجمل طريقة، وتغذية الثقافة التركية بحيث تكون قادرة على إصدار أحكام صحيحة فيما يتعلق بالقيم، ولتنمية الفن وعلم الجمال". كنقطة تحوُّل في المسرح التركي المعاصر وكاستمرار لـِ"منصّة المسرح التطبيقي" تم افتتاح المسرح الصغير في 27 كانون الأول/ ديسمبر 1947، والمسرح الكبير في 2 نيسان/ إبريل 1948.
مسارح الدولة كانت لها الرِّيادة في تشكيل المسرح الوطني وذلك من خلال إتاحة فرصة أكبر لأعمال المؤلفين المحليين إلى جانب روائع المسرح الغربي، كما أنها تبنَّت سياسة نشر المسرح في جميع أنحاء تركيا. قدَّمت مسارح الدولة إسهامات كبيرة للمسرح التركي من خلال افتتاح المسارح واحدًا تلو الآخر، وما زالت أحد أهم المعالم في حياتنا الفنية والثقافية.
مضى 71 عامًا على تأسيس مسارح الدولة، وتقوم اليوم بفتح الستارة عن 70 مسرحية مختلفة في كل مساء في جميع أنحاء تركيا (53 منصّة في 23 مدينة) بما في ذلك الجولات، وتقدَّم الأعمال المسرحية في جميع أنحاء تركيا من خلال مخزونها الغنيّ والرَّفيع المستوى، وكما أنها تعزِّز سمعتها في العالم من خلال تنظيم ما يقرب من 1200 جولة سنويًّا داخل وخارج البلاد، ومن خلال المهرجانات الوطنيّة والدوليّة التي تنظِّمها كل عام.
تمتلك مسارح الدولة 53 مسرحًا في 23 مدينة تركية، وتنظّم جولات فنيّة بشكل منتظم لتوصيل فنّ المسرح والأعمال المسرحيّة إلى 81 محافظة، أي للمحافظات التركية كافّةً.
• ورشات المديرية العامة لمسارح الدولة
"الحديد والخشب
الأزياء والإضاءة...
عناصر لكتلة واحدة
تجتمع كلها على خشبة مسرح واحدة:
فنّ المسرح، هو عمل قائم على الكدّ".
تتكوَّن ورش العمل في مسارح الدولة، والتي تشكل مجمعًا كبيرًا، من وحدات مجهَّزة لإنتاج جميع أنواع المواد اللازمة لعرض العمل المسرحي. إنَّها تلبّي احتياجات مسارحنا المركزيّة والإقليميّة من خلال إنتاجاتها.
في نطاق هذا المجمع الكبير هناك ورشة الشَّعر المُستعار، ورشة الأحذية، ورشة الخياطة النسائيّة والرجاليّة، ورشة القبَّعات والزُّهور، ورشة نجارة، ورشة حديد، ورشة تنجيد، ورشة طلاء، ورشة الدَّعائم، ورشة ألواح مجصَّصة، ورشة التنظيف الجاف، وورشة تسجيل الصوت. يمكن عمل جميع أنواع التَّصاميم البلاستيكيّة المطلوبة في الأعمال المعروضة. بالإضافة إلى ذلك، توجد ورش إعادة التَّدوير في المجمع. يمكن تكييف الديكورات والأزياء التابعة للأعمال المسرحيّة القديمة من أجل استخدامها في مسرحيّات أخرى.
• المهرجانات الدوليّة للمديريّة العامة لمسارح الدولة
تنظِّم مسارح الدولة مهرجانات مسرحيّة دوليّة في 6 مدن مختلفة كل عام في جميع أنحاء البلاد. في شهر آذار/ مارس يتم تنظيم مهرجان مسرح دول البلقان الدولي في بورصة ومهرجان سابانجي الدولي للمسرح في أضنة، وفي شهر نيسان/ إبريل يتمّ تنظيم مهرجان المسرح الدولي للسيدات الصغيرات السادة الصغار، ومهرجان المسرح التركي الدولي في قونية. وفي شهر أيار/ مايو يُقام مهرجان مسرح البحر الأسود الدولي في مدينة طرابزون ومهرجان أنطاليا الدولي للمسرح.
• المسرح المتنقِّل
قدَّم المسرح المتنقِّل ومسارح الدولة 120 عرضًا مسرحيًّا في شهري تموز/ يوليو وآب/ أغسطس 2020 في العديد من القرى والمناطق التي لا تستطيع الوصول إلى المسارح في جميع أنحاء البلاد.
خلال وباء كوفيد-19، أقامت مسارح الدولة مسارح جديدة في الهواء الطلق في أنقرة وإزمير، وتمّ عرض المسرحيات في هذه المنصّات خلال الأمسيات الصيفيّة.