قصائد قصيرة

 

نضال برقان

شاعر أردني

 

 

سُرَّ مَن رأى

المرأةُ..‏

كانت ألقت جسدَها على السرير

مثل مِنشفةٍ رطبةٍ

وغطّـتْ في سُباتٍ ما..‏

الشبّـاكُ جنبَها كان مفتوحًا تمامًا

السماءُ لمْ تنمْ قطُ ليلتَها

لقد ضجّـت بالنيازكِ والشّـهب‎.‎

 

 

 

غيمة

المرأةُ.. ‏

لمّا "انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا"‏

واتَّخَذَتْ "مِن دُونِهِمْ حِجَابًا"‏

سمعت وقعَ غيمةٍ في الجوار

دعتها أن تهبطَ قليلًا

ثمّ قفزت إليها بخفّـةِ مجاز

والتقطتها

خبّـأتها في جسدِها

وعادت إلى أهلِها وهي تمطرُ‎.‎

 

 

 

وجد

المرأةُ..‏

كانَ هاجها الوجدُ إلى المطلقِ والأبد

فلم تطرق نافذةَ "الحلاج"‏

أو تقف بباب "جلال الدين الرومي"‏

كما كان يفعلُ آباؤها النورانيون

بل استحالت مُطلقًا

وأبدًا

‏"وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا"‏

وراحت تدورُ في عيونِ الواجدين‎.‎

‎ ‎

 

 

 

 

 

فحولة

المرأةُ..‏

كانت تلعبُ مع الشجرةِ

وتخبئُ أسرارَها تحتَ الحجارةِ

وفي المساء لا تنامُ حتى تتفقّدَ النجومَ

نجمةً نجمـةً

وبينما كانت تتحسّسُ فانوسَها الذهبيَّ

ذاتَ وِحشـةٍ

إذْ برجلٍ يخرجُ منه

رجل بكامل فحولته

وقبل أن ينبسَ ببنتِ شفةٍ.. قطعَ الشجرةَ

وسوّى منها منجنيقًا

وراح يقذفُ (حجارة الأسرار) نحوَ السماء

حتى أقفرت من النجومِ

ثمّ حبسَ المرأةَ في فانوسها

الذي لم يزلْ ينزُّ دمًا

ويملأ السماءَ كلَّ مساءٍ بالأنين‎.‎