السينما الأردنية: عصرٌ ذهبيٌّ جديد

إسراء الردايدة
كاتبة وباحثة أردنية
شهدت صناعة السينما في الأردن تغييراتٍ وتحدياتٍ ملحوظة في السنوات الأخيرة. ففي الماضي، كانت الأفلام الأردنية غالبًا إنتاجات صغيرة الحجم تركّز على القصص المحليّة.
ومع ذلك؛ وفي السنوات الأخيرة، كان هناك اتجاه متزايد لصانعي الأفلام الأردنيين الذين يصنعون أفلامًا أكثر طموحًا تستهدف الجماهير الدولية، آخرها كانت مشاركة الأردن لأوّل مرة بتاريخه السينمائي بفيلمين في "مهرجان كان" السينمائي في دورته 76.

أحدُ العوامل التي أسهمت في هذا التطوّر هو إنشاءُ الهيئة الملكية للأفلام (RFC) في عام 2003. وقدّمت المؤسسة الدعم المالي والتدريب لصانعي الأفلام الأردنيين، كما ساعدت في الترويج للأفلام الأردنية في المهرجانات السينمائية الدولية.
ونتيجةً لهذه الجهود؛ اكتسبت الأفلام الأردنية اعترافًا متزايدًا في السنوات الأخيرة، على الرغم من جائحة كوفيد-19 على صناعة الترفيه والإعلام العالمية، حيث تأثر قطاع الترفيه الأردني بشكل كبير بالجائحة، وشهد الإنفاق المادي على وسائل الإعلام، بما في ذلك عائدات شباك التذاكر في السينما والحفلات الموسيقية والأحداث، انخفاضًا؛ مما أدى إلى انخفاض متوقع بنسبة 8.3٪ في إجمالي عائدات الترفيه والإعلام في المنطقة.
فيما يلي بعض الأسباب التي أدت إلى تطوّر السينما الأردنية في السنوات الأخيرة:
- ولادة أوّل مهرجان سينمائي أردني دولي وهو "مهرجان عمّان السينمائي الدولي- أول فيلم"، في عام 2020 حيث يركّز على الأفلام الأولى لصنّاعها ويدعم المواهب السينمائية المحلية والعربية.
- صعود صناعة الأفلام الرقميّة، حيث جعلت صناعة الأفلام الرقمية إنتاج الأفلام أسهل وأرخص، مما أدى إلى ازدهار صناعة الأفلام المستقلة في الأردن.
- الاهتمام المتزايد بسينما الشرق الأوسط. في السنوات الأخيرة، كان هناك اهتمامٌ متزايدٌ بسينما الشرق الأوسط حول العالم؛ وقد خلق هذا بيئةً أكثر ملاءمة لصانعي الأفلام الأردنيين لتوزيع أفلامهم دوليًا.


- التحوّل الرقميّ: تم تسريع التحول نحو الترفيه الرقمي في الأردن، مدفوعًا باعتماد خدمات بثّ الفيديو والبث الرقمي (OTT) والألعاب عبر الإنترنت والموسيقى الرقمية. كما زاد استهلاك محتوى الفيديو والموسيقى خلال الجائحة، وشهدت المنطقة نموًا في منصات OTT المحلية والدولية.

- نمو فيديو OTT حيث اكتسبت خدمات البث الرقمي عبر المنصات مثل "نتفلكس"، "شاهد"، "فيو"، وغيرها شعبيّةً في المنطقة. وأسهم توافر خيارات المحتوى المتنوعة على المنصات الإقليمية والدولية في نمو عائدات البث الرقميّ.
- التحديات في الإنتاج التلفزيونيّ: واجهت صناعة الإنتاج التلفزيوني في الأردن تحدياتٍ كبيرة في السنوات الأخيرة، وانخفض الطلب على الإنتاج المحلي، وقلّصت مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الأردنية من حيازتها للإنتاج المستقل، كما أثار المنتجون المستقلون مخاوف بشأن انخفاض أسعار الإنتاج والمنافسة مع إنتاجهم، كما واجهت الصناعة صعوبة في اختراق سوق مجلس التعاون الخليجي المربح بسبب المنافسة المتزايدة من البلدان الأخرى، وتفضيل البرمجة الأكثر ليبراليّة.

- الأردن كموقع تصوير: كان الأردن موقعًا مفضلًا لصانعي الأفلام الدوليين بسبب دعمه السياسي ومناظره الطبيعية المتنوعة. ومن بين الأفلام البارزة التي تم تصويرها في الأردن «إنديانا جونز"، "لورنس العرب"، "ترانسفورمرز"، "ستار وورز"، "هارت لوكر" وغيرها، حيث قامت الهيئة الملكية للأفلام بدور حاسم في تعزيز صناعة الأفلام وتقديم الدعم للإنتاج المحلي والدولي.
- التعليم السينمائي والبنية التحتية: اتّخذ الأردن خطواتٍ لتطوير صناعة السينما من خلال إنشاء مؤسسات مثل معهد البحر الأحمر للفنون السينمائية، وهو معهد دراسات عليا يقدّم درجة الماجستير في الفنون الجميلة في الفنون السينمائية لكنَّه توقف؛ ومع ذلك، ما تزال البلاد تواجه تحدياتٍ تتعلق بخدمات الدعم المحدودة مثل الأستوديوهات والمختبرات وتوفير معدات الأفلام والخدمات اللوجستية.
- الاعتراف الدولي: اكتسبت الأفلام الأردنية اعترافًا وإشادة دوليين. نال فيلم «ذيب» للمخرج ناجي أبو نوار الثناء على تصويره لولاية الحجاز العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى. وتم ترشيحه لأفضل فيلم بلغة أجنبية في حفل توزيع جوائز الأوسكار الثامن والثمانين في 2016. فيما نالت أفلام مثل "الحارة" لمخرجه باسل غندور، و"فرحة" لمخرجته دارين سلام نجاحًا كبيرًا محليًّا ودوليًّا.
حيث تسلّط هذه الأفكار الضوء على المشهد المتطوّر لصناعة السينما في الأردن، مع التركيز على التحوّل الرقمي، والتحديات في الإنتاج التلفزيوني، ومكانة البلاد كموقع تصوير؛ نظرًا لأنَّ الصناعة تتكيف مع سلوكيات المستهلك المتغيرة وتستكشف نماذج أعمال جديدة، كما تهدف إلى النمو والازدهار في السنوات القادمة.

• مشاركة تاريخيّة
في الدورة 76 من مهرجان " كان السينمائي"، ولأوّل مرة على الإطلاق التي انتهت مؤخرًا، شارك فيلمان أردنيان لأوّل مرة في تاريخ السينما الأردنية، على الرغم من الحضور الطويل الأمد لكابينة المملكة التي تروّج لأنشطة السينما، ومشهد السينما المحلية، ومواقع التصوير، والإنتاج، والتسهيلات التي يقدمها الأردن.
الفيلمان اللذان شاركا في "كان السينمائي" هما "إن شاء الله ولد" لأمجد الرشيد و" البحر الأحمر يجعلني أبكي" لفارس الرجوب؛ وقد لاقا استحسانًا جيدًا ويتابعان جولتهما العالمية في المهرجانات الدولية العربية الرفيعة.
وتعكس مشاركة هذين الفيلمين في المهرجان العالمي المرموق تطوّر المشهد السينمائي الأردني الذي اتّخذ خطواتٍ صغيرةً وثابتة لإثبات وجوده وعرض مواهبه ورواية قصصه.
وعلى الرغم من المنافسة الشرسة، يُنظر حاليًا إلى صناعة السينما في الأردن على أنَّها سوقٌ واعدة في المنطقة. كانت جهود اللجنة الملكية للأفلام مفيدة في تحويل الإمكانات إلى واقع ملموس من خلال تقديم دعم مكثف للمواهب المحلية. ويشمل ذلك تيسير الخدمات اللوجستية والمشاورات وفرص الربط الشبكي وفتح الأبواب أمام الأردنيين لتوسيع آفاقهم السينمائيّة.

كما أسهم الصندوق الأردني للأفلام بشكل كبير في هذه الصناعة من خلال دعم مشاريع الأفلام المختلفة، في حين لعب "مهرجان عمان السينمائي الدولي" دورًا محوريًّا في الترويج للمشهد السينمائي في البلاد. وبوجه عام، أوجدت جهود هذه الكيانات بيئةً مواتيةً لنمو وتطوير قطاع الأفلام في الأردن.
لطالما اعتُبر الأردن وجهةً إقليمية واعدة للتصوير بسبب التنوّع الجغرافي لتضاريسه، وخاصةً المناظر الطبيعية الرائعة لوادي رم.

• أهم الأفلام الأردنيّة في السنوات 10 الأخيرة
القائمة التالية تضم أسماء أهم الأفلام التي أُنتجت محليًّا ومرتبةً وفقًا للأحدث وحتى الأقدم:
- "إن شاء الله ولد" 2023.
أوّل فيلم لمخرجه أمجد الرشيد، فاز بجائزتين في أولى مشاركات الأردن في "كان السينمائي" وهما جائزة "جان فاونديشن" وجائزة "ريل دور" للفيلم الروائي الطويل. ويحكي قصة نوال التي يتوفى زوجها فجأةً ليتحتم عليها أن تنقذ ابنتها ومنزلها من مجتمع تنقلب فيه الموازين ويقدر الطفل حين يكون ذكرًا. الفيلم من إخراج أمجد الرشيد شاركه التأليف "دلفين أوغت" ورولا ناصر، وبطولة هيثم عمري ويمنى مروان وسلوى نقارة ومحمد جيزاوي وإسلام العوضي وسيلينا ربابعة وإنتاج The Imaginarium films (رولا ناصر وأسيل أبو عياش) بمشاركة بيت الشوارب (يوسف عبد النبي) والمنتجين المشاركين علاء كركوتي وماهر دياب وشاهيناز العقاد، وتتولى MAD Solutions وLagoonie Film Production مهام توزيع الفيلم في العالم العربي، بينما تتولى شركة Pyramide International المبيعات الدولية.
مشروعُ الفيلم فاز بالعديد من الجوائز أربع جوائز من ورشة "فاينال كات/ فينيسيا" في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، والجائزة الكبرى في مرحلة ما بعد الإنتاج (أطلس بوست برودكشن) في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، كما حصل على منحة تطوير من ملتقى القاهرة السينمائي، ومنحة سوق عمان لصناعة الأفلام، ومهرجان "ثالونيسكي أجورا"، وجائزة مهرجان "فرايبورغ" السينمائي الدولي بسويسرا.

وحصل أيضًا على دعم من الهيئة الملكية الأردنية للأفلام في دورتين حيث حصل على دعم الإنتاج ودعم ما بعد الإنتاج، كما دُعم الفيلم من قبل حوافز التصوير في الأردن حيث استفاد من الاستثناء الضريبي وبرنامج الحوافز الإنتاجيّة.
- "البحر الأحمر يبكي"- 2023.
فيلمٌ روائيٌّ قصير لمخرجه فارس الرجوب، يحكي عن "آيدا" التي يسكن روحها شيءٌ ما، وحتى تودع حبيبها وتستشعر وجوده للمرة الأخيرة تسافر إلى مكان ناءٍ حيث اختفى. والفيلم من إخراج فارس الرجوب وشاركه التأليف "ماثيو لاباليا"، وبطولة "كلارا شفننج" وأحمد شهاب الدين ومحمد نزار.
- "تالافيزيون"- 2021.
للمخرج مراد أبو عيشة، وصل للقائمة القصيرة في الدورة الـ 94 لتوزيع جوائز الأوسكار عن فئة الأفلام القصيرة. الفيلم يتناول ما تعيشه اللاجئة السورية "تالا" ذات 8 أعوام من اضطهاد بعد دخول "داعش" لسوريا، حيث مُنعت الفتيات من الخروج وتعرضن للتعنيف والخطف وتشرد الكثير منهم. الطفلة التي تحاول الهرب من واقعها تجد في التلفزيون ملاذًا لها، لكن الخطر يحدق بها من كلِّ صوب وهي تمثّل الكثير من الأطفال السوريين؛ وحتى أولئك الذين يعيشون في مناطق النزاع حول العالم.
في الواقع "تالا" طفلة تعرضت لصدمة ما بعد الحرب، وكان لها أداء معبر أمام كاميرا "أبو عيشة" خاصةً أنَّ التصوير تم في أجواء مشابهة لما عاشته. وفاز "تالافيزيون" بجائزة اليسر الذهبي في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي. فضلًا عن نيله الجائزة الذهبية لأفضل فيلم روائي في الدورة الـ48 من جوائز الأوسكار للطلبة عن فئة الفيلم الروائي الأجنبي.. الفيلم تأليف وإخراج "مراد أبو عيشة"، إنتاج أردني ألماني مشترك، وبطولة زياد بكري، عائشة بلاسم، وخالد الطريفي، وتصوير فيليب هينز، وإنتاج جود كوع.
- "الحارة" – 2021.
الفيلم الروائي الأوّل للمخرج باسل غندور، فيلم تقع أحداثه في حارة شعبية في واحد من أحياء عمان الشرقية، حيث تتواجد فئات طبقية مختلفة.
نماذج مختلفة يقدمها غندور في فيلمه للمرأة بين التي تقع ضحية المجتمع وعادته وبين فتيات الليل، وحتى التي تمارس دور البلطجة والأتاوات بسبب الظروف الاجتماعيّة والاقتصاديّة بين حياة الشارع وأحلام الحب، والمجتمع في حارة ضيقة، مغامرات تنطوي على مخاطرة وفي الوقت نفسه صراع طبقي واجتماعي. هذه الأزقة الضيقة تفيض بالتقلبات والانعكاسات، خطوط المؤامرة في فيلم بُني على نصٍّ قوي تتلاعب فيه عددٌ من خطوط المؤامرة المختلفة؛ لتروي شبكةً معقدةً من القصص الفردية ولكنها مترابطة معًا؛ في حين أنَّ لديه الكثير من الشخصيات وأركان الشخصية للتعامل معها، الفيلم يتمكن من سحب هذا من خلال توحيد المواضيع؛ مثل الصورة الذاتية، والرغبة والهوس الاجتماعي مع "الحفاظ على المظاهر"، مما يجعل منه تجربةً سرديةً متماسكة ومرضية.
إنَّ التوازن الدقيق بين العنف والمتعة يعزّزه الأداء القوي لمجموعة باسل غندور الكبيرة، حيث يقدّم كلُّ ممثلٍ صورًا قوّية ومتعددة الجوانب للمساعدة في تيسير السيناريو الممتاز.
يُذكر أنَّ فيلم "الحارة" من تأليف وإخراج باسل غندور، وبطولة عماد عزمي، منذر رياحنة، ميساء عبد الهادي، بركة رحماني، نادرة عمران ونديم ريماوي. ومن إنتاج رولا ناصر وآخرين.
وحصل أيضاً على جائزتين من ملتقى القاهرة السينمائي للأفلام الروائية في مرحلة ما بعد الإنتاج ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
وشهد الفيلم حضورًا كبيرًا في مهرجان "لوركارنو السينمائي" وأيضًا في القاهرة، ومهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي؛ ولكنَّه لم يُعرض محليًّا بعد.

- "فرحة" – 2021.
الفيلم الروائي الأوّل لمخرجته دارين سلام، يحملنا في رحلة محفوفة بالمخاوف والهلع لأحداث النكبة الفلسطينية في عام 1948، ومن وحي قصةٍ حقيقيّة. في عرضه العربيّ الأول الذي كان في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في جدة بالسعودية؛ وحيث نال تسميةً خاصةً فيه، بعد أن عُرض عالميًّا في مهرجان "تورنتو" السينمائي، وقد تفاعل الجمهور مع بطلته التي قادت المغامرة. تنطلق الأحداث في فلسطين ما قبل النكبة وفي قرية صغيرة، حيث نعاصر تلك الحقبة بكل تفاصيلها من حيث الديكور والملابس واللهجة، وحتى روتين الحياة اليومية وأجواء الأسرة.
فيما بطلة الفيلم " فرحة" ذات 14 ربيعًا تنتقل في الأرجاء بين عائلتها وأقرانها بسعادة غامرة، في سعي لإقناع والدها "أشرف برهوم" عمدة القرية بأحلامها التي ترويها لصديقتها "فريدا" بمتابعة دراستها، بينما يسعى هو لتزويجها، لكنَّها تنجح في مساعيها.
إنَّه مشهدٌ قويٌّ بترتيب بسيط، يعرض قيمة مجازية قوية، قادرة على تلخيص المواضيع الأساسية للفيلم. ففي حين تمثّل الأرجوحة طفولة الفتيات، وتركّز محادثتهن على رغباتهن في المستقبل، وتعيدهن القنابل إلى الواقع؛ ما يجبرهن على أن يكبرن بالعمر في غمضة عين.
"فرحة" التي لعبت دورها كرم الطاهر في أول وقوف لها أمام الكاميرا تتحوّل من الأيام المفعمة بالأمل التي تغرب فيها الشمس من تفكير نحو المستقبل، إلى إثارة رهاب الأماكن المغلقة التي تجبر فرحة (ونحن) على مشاهدة فساد الحرب بلا حول ولا قوة. الفيلم من بطولة كرم طاهر وتالا جموح وأشرف برهوم وعلي سليمان وآخرين، وهو من تأليف دارين سلام بالاشتراك مع منتجته ديما عزار، ونال دعمًا من صندوق الأردن لدعم الأفلام من الهيئة الملكية للأفلام.

- "بنات عبد الرحمن" 2021
يروي قصة أربع أخوات مختلفات تضطرهن الظروف للعودة إلى منزل العائلة بعد سنوات من انعزالهن عن بعضهن البعض لحلِّ لغز اختفاء والدهن المفاجئ. هو أيضًا أوّل فيلم روائي طويل للمخرج الأردني "زيد أبو حمدان"، ويُعدُّ الأكثر تكثيفًا وتطرقًا لقضايا المرأة من حيث الطرح والعمق.
أبو حمدان في فيلمه يتناول التحرّر الإيديولوجي والاجتماعي للمرأة؛ وفي الوقت نفسه يتطرق للتوصيفات النمطية للمرأة في مجتمع تهيمن فيه السلطة الذكورية من خلال 4 نماذج مختلفة للمرأة.
"بنات عبد الرحمن” لمخرجه "أبو حمدان" يستند إلى بحوث عميقة عن النضال الاجتماعي والنسوي ضد المعايير المجحفة والعنف. وهو يثير مسألة الحياة الأسرية والعنف المنزلي والزواج دون السن القانونية، ويثير قضايا الحياة الأسرية والعادات والتقاليد البالية التي تنتقص من شأن المرأة، كما يتناول مسائل شائكة مثل التمييز بين الجنسين والتابوهات التي لا يمكن للمرأة التحدث عنها.
الفيلم عُرض عالميًّا لأوّل مرة وفاز بجائزة الجمهور في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، فيما عرض أيضًا مؤخرًا بمهرجان البحر السينمائي الدولي في جدة.
الفيلم من تأليف وإخراج "زيد أبو حمدان"، وبطولة صبا مبارك، فرح بسيسو، حنان الحلو، مريم الباشا، ومحمد بكري. والعمل من إنتاج Pan East Media صبا مبارك وآية وحوش.

- "إن شاء الله استفدت"- 2016
للمخرج محمود المساد، وفيه يقدم على سرد وانتقاد الكثير من الأمور التي تدور في الحياة؛ لا سيّما تلك الجزئيّة التي ترتبط بالفساد والفقر والسخط في منطقة تشهد صعودًا للتطرف السياسي وغياب المسؤولية ليربطها بطريقة ذكية مع انعكاسات الربيع العربي، ولو بطريقة غير مباشرة. وقدّم المساد عبر السيناريو قوالب نمطيّة من خلال تطوّر العلاقات داخل السجن بين النزلاء، لكنَّه وفي الوقت الذي يجب أن يشعر فيه مرتكب أي جريمة بالذنب، دون تبرير مباشر لأبناء الطبقات المهمشة؛ كان يلقي الضوء على أن ارتكاب جرائم احتيال جاء لمواجهة ظروف اقتصادية قاهرة وصعبة التي لم تجعل للسبل الصحيحة طريقًا مفتوحًا أو خيارًا.
- "المنعطف"- 2016
للمخرج الراحل رفقي عساف، فيلم مدته 90 دقيقة، تدور معظم أحداثه داخل باص "فوكس فاغن" صغير لونه أزرق وقديم من سبعينيات القرن الماضي، سائقه "راضي" ولعب دوره الممثل الفلسطيني أشرف برهوم، متخذًا منه منزلاً وعزلةً يمارس فيه حياته بعيدًا عن العالم. وفيما هو في عالمه؛ وفجأةً يقذف القدر في طريقه وفي مكان غير محدد فتاة وحيدة تطلب النجدة، بعد أن كادت تتعرض للسرقة والاعتداء من قبل سائقي مركبة سفريات وهي في طريقها للعودة إلى سورية. «المنعطف» من تأليف وإخراج الأردني رفقي عساف، وبطولة النجم الفلسطيني العالمي أشرف برهوم، السورية فاتنة ليلى، امازن معضم وأشرف طلفاح.
- "ذيب"- 2016
أوّلُ فيلمٍ روائيٍّ طويلٍ لمخرجه "ناجي أبو نوار"، للمنافسة في فئة أفضل فيلم أجنبي ضمن جوائز أوسكار الأميركية
الدورة 88. وقد نال في أوّل عرضٍ له جائزة مسابقة آفاق في مهرجان فينيسيا، وكتب السيناريو للفيلم باسل غندور، وتدور الأحداث التي تبرز سحر الصحراء الأردنية، في وادي رم، ليأتي "ذيب" لينقش نضوجه في رحلة ملحمية بين صراع البقاء وترجمة دروس الحياة بالفطرة، ويلتقط العلاقة بين المكان والأفراد والقدرة على التكيف في حقبة تعود لما قبل الحرب العالمية الأولى والثورة العربية الكبرى في 1916 وإنشاء الخط الحجازي الحديدي والتغيرات التي طالت تلك المنطقة.
ويحمل العمل لهجة أبطاله وهم من البدو بلهجتهم الخاصة التي تُرجمت للعربية الفصحى على الشاشة، نظرًا لخصوصيتها وصعوبة فهمها. والفيلم يبرز رحلةً سحريّةً لا تخلو من المعاناة بتعابير يحملها ذيب في وجهه وقالت كل شيء؛ ألمه ولهفته وقوّته التي اكتسبها من محيطه ومن شقيقه حسين، وظّفها في البقاء على قيد الحياة بعد تعرض حسين للقتل بالقرب من البئر.
وطاقم الفيلم يضمُّ في الإنتاج ناصر قلعجي وليث المجالي؛ أمَّا أبطال الفيلم فهم؛ جاسر عيد، حسن مطلق، حسين سلامة، مرجي عودة، "جاك فوكس"، فيما كتب السيناريو ناجي أبو نوار وباسل غندور، ومونتاج "روبرت لويد"، تسجيل الصوت فلاح حنون، تصميم الصوت داريو سويد، الموسيقى جيري لاين، تصميم الديكور أنا لافيل، تصميم الملابس جميلة علاء الدين، الشعر والمكياج سليمان تادرس، مساعد المنتج ينال قصاي، عيد الصوالحين، ومعن عودة.
- "على مد البصر" – 2013
فيلم أردنيٌّ روائيٌّ طويل من كتابة وإخراج أصيل منصور، حيث يروي قصة "ليلى"، وهي شابة، تتوالى عليها المحن، وتتعقد أمورها في ظلِّ الوحدة القاتلة التي تعانيها، بسبب غياب زوجها المتواصل، لتجد نفسها تواجه اللص "سامي"، الذي يحاول السطو على سيارتها، تنقلب حياتها رأسًا على عقب، وتجد نفسها مدفوعة إلى إعادة النظر في خيارات اتخذتها خلال حياتها.

- "الجمعة الأخيرة"- 2012
للمخرج يحيى العبد الله، الأحداثُ تتمحور حول انقطاع علاقات الأب بزوجته وابنه إذ لم يعد قادرًا على دفع أقساطه المدرسية أو الوفاء بالتزاماته الأسرية وانعزاله عن محيطه الاجتماعي والاقتصادي، واضطراره لإجراء عملية جراحية في... لا يملك نفقاتها، وما تسببه مثل هذه العمليات من إحراجٍ في مجتمع محافظ. والفيلم من تأليف وإخراج يحيى العبد الله، وبطولة: علي سليمان وياسمين المصري ونادرة عمران وفادي عريضة ولارا صوالحة.
- "لما ضحكت موناليزا"- 2012
للمخرج فادي حداد، تدور أحداث الفيلم بأجواء رومانسية كوميدية ساخرة من خلال قصة أختين مختلفتين في تفكيرهما، تحكمهما الظروف المعيشية والأوضاع الاجتماعية والصورة النمطية لحياة فتاتين وحدهما، ومسألة تقرير المصير وشريك الحياة.
ومن وحي الحياة اليوميّة يتهكم حداد في فيلمه على أمور مختلفة مستوحاة من الحياة اليومية؛ بدءًا من التكشيرة ووصولًا للصورة النمطية في المؤسسات الحكومية، وحتى الارتباط بين الجيران في الأحياء الشعبيّة والحكم على الفرد وسلوكياته من مظهره الخارجي ولباسه، إلى جانب زواج الجنسيات المختلفة، وما يحمله من مشاكل.
ويضمُّ الفيلم مشاهدَ بإيقاعاتٍ طريفةٍ تحمل كوميديا سوداء ساخرة نسجها حداد حول أحلام "موناليزا"، التي لم تبتسم يومًا في حياتها، وهي ذات شخصية حالمة رومانسية، وفي الوقت نفسه خجولة، وتميل للتمرد على واقع تعيشه برفقة أختها عفاف، مع أنَّهما تعيشان معًا في منطقة شعبية وكلتاهما بدون زواج وتجاوزتا الثلاثين.
ويُعدُّ هذا الفيلم الروائيّ الأوّلَ لمخرجه، وأشرف على إنتاجه كل من؛ نادية عليوات ونادين طوقان، ومن بطولة هيفاء الآغا، بدور الأخت الكبرى "عفاف" وموناليزا التي لعبت دورها تهاني سليم إلى جانب نادرة عمران بدور نايفة، كما ضمَّ العمل حيدر كفوف ونبيل كوني وديمة الأشرم وفادي عريضة وفؤاد الشوملي وشرطي المرور هزاع ذنيبات، والممثل المصري شادي خلف بدور حمدي الذي تقع موناليزا في غرامه.
- "مدن ترانزيت"- 2010
للمخرج محمد الحشكي، وهو أوّل فيلم روائي له، يرصد الفيلم التحوّلات الاجتماعيّة والسياسيّة والفكريّة والتعليميّة في الأردن من خلال رؤية فتاة عائدة من الغربة تعيش على وقع ضغوط ومشاكل لم تكن تتوقعها. ويعالج الفيلم قضية اغتراب الشباب الذين يهاجرون إلى أميركا فيغيّرون أنماط حياتهم وسلوكهم وطريقة تفكيرهم، وبالعودة لمجتمعهم الأصلي يصطدمون بالكثير من التحوّلات والمتغيرات، فيعانون صعوبة في إعادة التكيف. "مدن ترانزيت" من بطولة صبا مبارك، محمد القباني، شفيقة الطل، أشرف فرح وهيفاء الآغا.
- "كابتن أبو الرائد"- 2008
للمخرج أمين مطالقة، يروي الفيلم قصةَ عاملٍ بسيطٍ في المطار، يسرد لمجموعة من أطفال الحي الشعبي الذي يقطنه مغامراته كطيار سابق في أرجاء العالم، لكن أبو رائد الذي يطلق عليه الأطفال اسم الكابتن استطاع أن يمضي في حكاياته المثيرة للأطفال والفتيان مستلهمًا أجواءها من الكتب القديمة التي تحتلُّ ركنًا داخل بيته. ومن خلال هذه الحكايات والمغامرات نكتشف أحلام هؤلاء الأطفال وأحلام "أبو الرائد"، ومعاملته لجيرانه وزملائه في العمل، ومساعدته لهم في حلِّ مشاكلهم. الفيلم من بطولة نديم صوالحة ورنا سلطان وحسين الصوص وعدي القديسي وغاندي صابر ودينا رعد.