الهُويةُ السرديّةُ ومأزق الكينونة والسرد

 عبد الغفور روبيل
كاتب وباحث مغربي

ترجع صعوبةُ إشكاليّة تحديد مفهوم الهُوية السردية إلى توسّع دائرته، وارتباطه بعدة مفاهيم ذات بعد فلسفي ونقدي، خاصةً تلك التي تشكّله في ارتباطه بمكونات السرد والجنس الأدبي والزمان، بالإضافة إلى مفهوم الكينونة، وما يزيد الأمر تعقيدًا، هو في معرفة التماثل والاختلاف بين "الهُوية السردية" و"الهُوية الأنطولوجيّة"، ومدى تفاعلهما في تشكيل الهُوية ورسم حدودها داخل العمل الإبداعيّ وخارجه، حيث يقوم السرد على التخييل في تمثيل العالم أو بناء عوالم في قوالب إبداعية، وإظهار التناقضات والصراعات التي تعيشها الذات والمجتمع، وعلى مستوى العلاقة بينهما، إضافةً إلى بناء الهوية السردية باعتماد عدة مكونات سردية، كالحبكة، والزمان، والفعل، والذات.
لقد تأسست الحبكة من منظور السرد الكلاسيكي على ما يسميه "أرسطو" وحدة الفعل، وترتيب الأحداث، فقد كان تقليد الفعل وتمثيله أساس الحبكة الأرسطية في ظلِّ محاكاة العالم الحقيقي الخفي، والقائم على إعلاء من شأن الفعل، في المقابل لم تحظ الشخصيات لدى أرسطو بالاهتمام المطلوب، هذا ما أدى ب"بول ريكور" إلى جعل كل من الحبكة (الحياة الشخصية) والفعل والاسم الخاص دلائل سردية في تحديد الهُوية، إلا أنَّه أعطى للفعل مركز ثقل في تحديد الهوية السردية، نظرًا لمكانته وقوّته في تحديد الهوية. يقول عبد الرحيم جيران في هذا الصدد: "ولا يعد هذا التصرف النظري مجرد اختيار منهجي، بل هو أيضًا اختيار فكري– أيديولوجي؛ فالفعل هو مجال تبدي العلاقة بين الذات والموضوع، والعلاقة بينها والآخر. ومن ثمة فهو يسمح بإدخال الآخر إلى الهوية"[1].
كما تطرح مسألة الهوية السردية عدة إشكالات يصعب القبض عليها في ظلِّ ارتباطها بالبعد الفلسفي والأدبي والنفسي والتاريخي والزماني، حيث يقول "بول ريكور": "إنَّ الذات تبحث عن هويتها على مستوى الحياة بأسرها"[2]، فالإشكالية هنا لا ترتبط بالبحث في هوية الأشياء التي ترتبط بمفهوم الجوهر والنواة التي لا تتغير، أي تظل ثابتة في ماهيتها، بل يلامس الموضوع هنا هوية الذات المتغيرة والخفية، والتعرف على وجودها التاريخي والاجتماعي والذاكراتي، عبر فعل السرد، لتصبح الهوية أكثر انفتاحًا بعد انتقالها من مستوى ضيق الذي كان منحصرًا في الأشياء الثابتة، إلى مستوى أكثر انفتاحًا وتعقيدًا في ما يتعلق بوجود الإنسان وماهيته الواقعية والمتخيلة، وكيفية تفكيره، والتعامل مع الأشياء، وفي إبداعاته الفنية والأدبية، التي يحاول الإنسان من خلال الكتابة والسرد بناء أو إعادة النظر في الهوية المفترضة، أو التي تم طمسها وسلبها (كما تفعله الكتابة النسائية مثلاً). إلى جانب هذا يتم استحضار مفهوم الشخص، والأنا، والآخر، في ارتباطهما بالبعد الزماني، والوجودي من حيث الكينونة، وفي تحديد الهوية على مستوى الكتابة وسرد معاناة الذات، سعيًا إلى تشكيل هوية واقعية حقيقية.
مما يجعلنا نتساءل، ما علاقة الهوية بالسرد؟ وكيف يسهم هذا الأخير في تشكيل الهوية؟ وعلى أي مستوى؟ وما هي الأبعاد التي تسهم في هذا التشكّل؟ أيمكن للهوية السردية أن تخلق هوية للذات على مستوى التخييل؟ بل أكثر من ذلك في الواقع الوجودي، مع الحفاظ على إثبات الذات في مواجهة الآخر المهيمن على وسائل الإنتاج المعرفي والثقافي؟ أيُمكنُنا مفهوم الهوية السردية من تجاوز أزمة هوية المرأة في المجتمع الذكوري؟ وإلى أي حدٍّ يمكن الاعتماد على الهوية السردية كبناء معرفي ونظري في معالجة الإشكالات التي تواجه المرأة على مستوى الكتابة والواقع المعاش؟ ولماذا ربط "ريكور" بين الهوية والسرد ؟ وماهي الصلة بين الهوية والوعي بالتاريخ والذاكرة والحكي؟.
قبل الإجابة عن هذه الأسئلة لا بدَّ من تعريف الهوية السردية، فهذه الأخيرة كما يعرفها "بول ريكور" بكونها "تمثل فاعل الزمن المروي، هو الزمان الثالث الذي جعله يمتد كجسر بين زمانين آخرين. ظلَّ هناك شق فاصل أو هوة مفتوحة بين نوعين من الزمان الظاهراتي في مقابل العادي والنفسي، في مقابل الكوني والموضوعي، في مقابل الخفي، وإنَّ هذه الهوة لا يردمها سوى السرد الذي يقدّم نوعًا ثالثًا من الزمان، يمتد كجسر واصل بين زمانين آخرين وذلك هو الزمان المروي، وفاعل هذا الزمن المروي هو الهوية السردية"[3]، التي من خلالها حاول "بول ريكور" فكَّ التعارض بين الزمن الأرسطي الموضوعي، والزمن الأوغسطيني النفسي، وقد كان الحلّ الذي اقترحه ماثلًا في الزمان الثالث، هو زمان تمثيلي تمثله الحبكة، أي الهوية السردية، في ارتباطها بالمكونات سالفة الذكر.
وتتجلّى العلاقة بين الهوية والسرد، بوصف هذا الأخير "حارسا للزمان، ما دام الزمان لا يمكن التفكير فيه من دون زمان مروي "[4] أي الهوية السردية؛ وبالتالي تم تصوير الزمان من لدن السرد، حيث أدرك "بول ريكور" التطابق بين السرد والزمان في الموجة التي كانت محتدمة بين النظرية الأوغسطينية عن الزمان والنظرية الأرسطية عن الحبكة، وبالتالي يتم تصوير الهوية بواسطة السرد الذي يظهر أو يبني هوية شيء ما عبر الحكي والقص وشريط الذاكرة؛ مما يساعد الذات على معرفة هويتها وإدراك حقيقتها.
يرى محمد الداهي "أنَّ السرد هو الذي يمنح للهوية وجودًا ومعنى، ويشخّص ملامحها، مضيفًا أنَّ السرد يملأ ثغرات الزمنية، ويستعان به أيضًا لتصحيح ما تعرضت له الهوية والذاكرة من تشويه وتزييف لبواعث إيديولوجية أو أخلاقية"[5]، مما دفع النسويات إلى جعل من السرد وسيلة للتطهير وتصحيح التصورات التي تلف جسد المرأة، وتنقص من قيمتها الفكرية ودورها في الحياة، خصوصًا وهي ترى أنَّ المجتمع جعل من جسدها دليلاً على وجودها وقيمتها في المجتمع، لهذا كانت تعمل المرأة على الاعتناء به، وجعله أكثر جاذبية وأناقة في عيون الرجال، بل أكثر من ذلك تغيير هذا الجسد بما يتلاءم مع معايير الجمال، حسب الحقبة الزمنية، والبيئة التي تعيش فيها.
كما نجد أنَّ الهوية السردية لا تنحصر في الوساطة بين الزمان الظاهراتي والزمن النفسي، بل تتعداها إلى الهوية الشخصية التي ينتقدها "بول ريكور"، مشخّصًا نقصها في غياب البعد الزمني الخاص بالذات، حينما يتم تعريفها من منظور التطابق والتشابه مع الذوات الأخرى، وبالتالي لم تأخذ بعين الاعتبار البعد التاريخي للشخص الذي نتكلم عنه، وانتماءه إلى محيط ثقافي معين، وسياق اجتماعي يأطره، وبعد زماني خاص بوجوده الذي لا يمكن إخضاعه للزمن العادي، كما أنَّه لم يتم تناول الهوية من زاوية متعددة ديناميكية، مما يشرع لذلك سرد الذات للغير، وسرد الغير لذاتنا، وسرد الذات لذاتنا عبر الحكي؛ بمعنى أنَّ لكلِّ ذاتٍ زمان خاص بها بعيدًا عن التطابق والتشابه المشترك؛ لأنَّ التطابق يؤدي إلى ضمور الهوية الذاتية، بجعلها هوية متشابهة ثابتة غير متغيرة. لكن هل الهوية التي يتصوّرها أو يسردها الآخر عنا متشابهة مع ذاتنا، ومرغوب بها؟ أم أن النسق الفكري والثقافي المسيطر يجعل من تصور الآخر لنا محكوم بسلطته؟.
يقترح "ريكور" لتعويض نقص الهوية الشخصية ضمن البعد الزمني للوجود الإنساني، إعادة الاعتبار للنظرية السردية من زاوية مساهمتها في تشكيل هوية الذات، عن طريق تسريد هذه الأخيرة على مستوى النص بواسطة الخيال وليس التاريخ؛ لأنَّ الخيال يلعب دورًا مهمًّا وليست الوقائع التاريخية في فهم الذات، فالهوية السردية تظهر بشكل أفضل حين يروي أحدهم قصة حياته، أو تروي مجموعة معينة ذاكرة ماضيها، أو يروي القاص حكاية، وبالتالي يُعدُّ الخيال العمود الفقري في تشكيل الهوية الذاتية؛ لأنَّ الخيال عندما يتم حكيه أو تسريده بواسطة الحكي الشفاهي أو كتابته على شكل نص؛ فإنَّه يعطي صورة أقرب إلى الاكتمال عن حياة الذات وهويتها، ويستهدف البعد النفسي، والثقافي، والاجتماعي، والذاكراتي للفرد، والجماعة، عكس الوقائع التاريخية التي تتميز بالتشظي، والتبعثر، وتأخذ مسارًا تسلسليًّا، وخضوعها للسلطة الحاكمة والفكرة المهيمنة.
تُعدُّ الهوية السردية الملتقى بين الهوية العينية والهوية الذاتية؛ أي بين الهوية الثابتة والمتطابقة والمتماثلة مع نفسها ومع الآخرين، التي لا تتغير بفعل الزمن، وتحافظ على العناصر نفسها (الهوية العينية)، في حين أنَّ الهوية الذاتية لا تؤمن بالثبات في المكان والزمان، وتعتمد على المكوّن اللغوي، وتجربة السرد في إثبات الذات، خصوصًا عندما تشعر بأنَّ وجودها مهدد في الواقع ومزيف على مستوى الخيال.
وتشكّل الهوية الشخصية الأرضية التي تدور حولها عمود الرحى بين الهوية العينية والهوية الذاتية، حيث يصيب الذات عطب عندما تتجمد الهوية العينية عند الطبع الذي هو عند "ريكور" ذو طبيعة جامدة يشبه اللاوعي؛ أي أنَّه خارج عن إرادة الذات، وبالتالي يجعل الهوية الذاتية ثابتة مما يصعب مهمة سرد الذات ومعرفتها على مستوى الهوية السردية، بحيث تدور بين الهوية العينية والهوية الذاتية مواجهة مباشرة لا تجد تحقّقها وتجسّدها إلا من خلال مفهوم الهوية السردية، الذي يردُّ على التناقضات والمفارقات التي تقع فيها الهوية الشخصية، أو الاضطراب والضمور خاصةً على مستوى الهوية العينية؛ وبذلك يؤسس جدلية العين والغير، بهدف تشكيل هوية ترضى عنها الذات، ولو على مستوى النص؛ هذا الأخير الذي يفسح للفرد أن يعبر عما يختلجه داخليًّا بكل حرية، متحررًا من القيود التي يفرضها الواقع الموضوعي، ويبيّن أنَّ حياة البشر على مستوى الهوية السردية، تصبح أسهل للقراءة وأمتع حين تؤول حسب الحكايات التي يرويها الناس عن تجاربهم، وقابلية هذه التجارب للفهم عبر تحبيك التاريخ والخيال، حيث يقدّم "بول ريكور" مثالاً عن ذلك الذي يتمثل في بني إسرائيل في الكتاب المقدس.
فالسرد أضحى مرآةً الذات الفردية والجماعية في ظلِّ تعرف الذات عن نفسها، حينما تروي تجاربها عبر سرد حياتها الممتحنة بالمعاناة، وتجعل من الحكاية وسيلة للدفاع عن الذات وتطهيرها من نظرة الآخر، الذي يكون قد أسهم في تلويث سمعة الذات عبر تأريخ الأحداث أو الحكي، أو إقصائها، كما حدث لجسد المرأة وتاريخها؛ وبهذا تكون المعرفة الذاتية هي ثمرة الحياة الممتحنة بالعناء. إلا أنَّنا نجد أنَّ الهوية الشخصية تقع في تناقض ناتج عن افتراض وجود ذات متطابقة مع ذات أخرى رغم تعدد حالاتها عبر الزمان واختلاف المكوّن التاريخي والثقافي والاجتماعي بين الأشخاص، والتكوين الذاتي، ووجودها الخاص، مع إهمال البعد المتحرك والزمني للذات، مما يؤدي إلى إلغاء ذاتية الذات وما تتميز به من خصوصية وتغير وتبدل وانفتاحها على الآخر وعلى العالم.
كما تناول "بول ريكور" الهوية الجماعية إلى جانب الهوية الفردية في إطار الربط الفلسفي بين السرد والذات، حيث تتحوّل حياة المجموعة إلى نسيجٍ سرديٍّ يشترك الأفراد في نسجه عبر إعادة تصوير تجاربهم في قصص وسرود لا متناهية، مؤدية إلى تشكيل صورة مشتركة، مما يسهم في بناء هوية جماعية؛ لأنَّ الهوية السردية تشكّل تقاطع بين التاريخ والقصص، ومن خلال تحديد هوية للفرد أو للجماعة عن طريق السرد. ويفهم من هذا الكلام أنَّ "بول ريكور" جعل من الحبكة والفعل دلائل سردية على الهوية، وكأنَّه يقول: «قلْ لي ما تفعل أقلْ لك من أنت»[6]، من خلال الفعل والعمل الذي تؤديه، يمكن تحديد وعيك الطبقي، أو وعيك الذاتي بصفة عامة، بل يتجاوز إلى تحديد هويتك الخفية، هذا ما يدل على أنَّ الهوية الفردية يمكن أن تنطبق على الجماعة كما تنطبق على الفرد رغم الاختلاف بينهما حسب اعتقاده. لكن السؤال المطروح هنا: ما مدى تطابق الهوية الفردية مع الهوية الجماعية؟ أو متى تبدأ الهوية الفردية وتنتهي الهوية الجماعية؟ في ظلِّ عدم التطابق بين الذوات والتاريخ الشخصي للذات، والوسط الاجتماعي، ودرجة الوعي بالمعرفة الذاتية؟ وماذا يمكن القول عن الأشخاص الذين يريدون هدم الهوية الجماعية التي تكبلهم، من أجل بناء هوية فردية مغايرة للواقع أو النظرة التي ينظر بها إليهم؟.
كما أنَّه إذا تمكن الفرد من الوعي بالتاريخ والمعرفة الذاتية بواسطة السرد والقصص التي ترويها عنها، ضمن هويته وتفرده بها عن الهوية الجماعية، حيث تعكس السرديات طبيعة الشعب وتحافظ على هويته، فهو بذلك يضمن تفرده واستقلاليته عن الآخرين، وتكون الجماعة التاريخية قد استمدت هويتها من تلقي النصوص التي أنتجتها.
أضف إلى ذلك يحقّق سرد التجارب الفردية نوعًا من التماسك الذاتي والثبات الوجودي، في ظلِّ التناقضات وعبثية الوجود التي يعيشها الفرد في علاقته بذاته والعالم، ويتخطى التجارب المتنافرة والتواريخ الصغرى التي عاشتها الذات، نحو قصة متماسكة وتاريخ واحد، وتسمح بالانهماك مع الذات وتحصين الهوية من الاندثار عن طريق السرد، وتأليف تاريخ خاص للذات، فالسرد أضحى من خلال هذا الكلام مرآة الذات، وكاشف هويتها الحقيقية، وضامنًا لها خصوصية بتواجد الآخر.
بالإضافة إلى كون الهوية السردية ليست بالهوية الساكنة والثابتة التي لا تترك ندوبًا وآثارًا، حيث أصبح فهم الذات رهينًا بالأنماط السردية والقصصية الخيالية التي تروى عنها وعن تجاربها الفردية والجماعية، وفي علاقتها بذاتها وبالآخر، سعيًا إلى تجاوز الأزمة التي تعيش فيها.
لكن هل يمكن رسم صورة حقيقية عن الذات بكتابة السيرة الذاتية والكشف عن المكون التاريخي لها؟ وبصيغة أخرى، هل يمكن تشكيل هوية حقيقية أو أكثر ذاتية عن الذات بالحكي والسرد "القصة، الرواية، الشعر، النصوص التاريخية، الحكايات الشعبية...."؟، ألا يمكن القول إنَّ "بول ريكور" أغفل مميزات كل حقبة زمانية، فمثلاً نحن نعيش في عصر الفردانية وعصر الزهايمر؟، هل تحاول الذات انتزاع الاعتراف من الآخر والظفر به، ومنحه حق الضيافة والإقامة الوجودية في قلب الهوية؟، إلى أي حدٍّ يمكن عد التاريخ والقصص والصور التي أنتجتها سلطة الهيمنة الذكورية حول المرأة تمثّل هويتها ومكانتها الحقيقية؟.
الهوامش:
[1] - عبد الرحيم جيران، (مأزق الهوية السرديّة عند بول ريكور)، مجلة القدس، نشر: جبران الشداني، ‏3/8/17·
[2] - بول ريكور، "الذات عينها كآخر"، ترجمة جورج زيناتي، المنظمة العربية للترجمة، الطبعة الأولى، 2005، ص252.
[3] - بول ريكور "الزمان والسرد الزمان المروي"، ترجمة سعيد الغانمي، دار الكتاب الجديد المتحدة، بيروت، الطبعة الأولى، 2006. ص 363.
[4]- المرجع نفسه، ص 364.
[5] - نادر كاظم، (الهويات بين التحبيك أو التشكيل الإيديولوجية)، نزوى، العدد 33، 2003.
[6] - عبد الرحيم جيران، (مأزق الهوية السرديّة عند بول ريكور)، المرجع السابق.