"مركز الحسن الثقافي" في الكرك؛ منارةٌ ثقافيّةٌ بارزة.

عروبة الشمايلة
مديرة مديرية ثقافة الكرك.

يصنع المثقفُ من حوله هالةً مضيئةً من منارات العقل والفكر، ويواجه ظلمة الاعتياد ومهادنة الأبعاد، وحيثما توطّن المثقف أنار ومأسس للبوح والحقيقة سككًا من أشعة إبداع وتوقّد، ومتى ما آمن المكان والإنسان بالمثقف وجد ضالة الزمان، أينما وجد موئلاً لضروب مخيلته وتمرّده على الواقع.
إنَّ تجربة تركيز حدقة الثقافة في معقل واحد لمدينة تضجُّ بالحضارة والكلمة، يعني استدامة لسيل من التراث والتوثيق وسياحة العقل في فضاءات الفن.
إنَّ ما حققَّه مركز الحسن الثقافي/ مديرية ثقافة الكرك من نقلةٍ نوعيّةٍ وحقيقيّةٍ في محافظة الكرك وخدمة أهلها من خلال الأنشطة التي يُقدمها المركز يشهد له مثقفو الكرك، وذلك إيمانًا منّا بأنّ الثّقافةَ تنمو بقدر ما يتم الاهتمام بها، وهذا يؤدي إلى صناعة هُوية ثقافية تعبر عن المحافظة وثقافتها. من هنا سعى مركز الحسن الثقافي / مديرية ثقافة الكرك إلى تقديم كل ما يخدم الهُوية الثقافية للمحافظة ويُعززها؛ ممّا أدّى ذلك إلى جذب مجتمعي وعربي وتفاعل شبابي مع جميع الأنشطة التي سعت المديرية إلى إبرازها.
إنَّ مركز الحسن الثقافي يلعب دورًا محوريًا في تنمية وتعزيز الحياة الثقافية في المنطقة. إذ يهدف المركز إلى تعزيز التواصل الاجتماعي والتوثيق الثقافي في المنطقة والمملكة الأردنية بشكل عام.
يتّخذ المركزُ من الأنشطة الثقافية والفنية محورًا رئيسيًا في عمله حيث يقوم بتنظيم واستضافة معارض فنية، وعروض موسيقية ومسرحية، وورش عمل فنية تسهم في تعزيز مهارات الفنانين المحليين وتشجيع المواهب الشابة على عرض أعمالهم.
بالإضافة إلى الجوانب الفنية، يولي المركز اهتمامًا خاصًا بالتوثيق الثقافي، ويقوم بجمع وتوثيق التراث الثقافي والتاريخي للمنطقة، ويشجع على مشاركة المجتمع المحلي في مشروعات التوثيق وإنشاء مكتبة ثقافية وأرشيف.
من خلال برامجه التعليمية وورش العمل، يقدم المركز فرصًا لزيادة المعرفة والوعي الثقافي بين الشباب والكبار. حيث يهدف إلى توجيه الشباب نحو فهم أعمق للثقافة والفن، وتطوير مهاراتهم في هذه المجالات.
تشمل أهم الأدوار التي يلعبها مركز الحسن الثقافي في الكرك:
1. المحور الثقافي والفني: المركز يقوم بتنظيم واستضافة فعاليات ثقافية وفنية متنوعة، مثل المعارض الفنية والعروض الموسيقية والعروض المسرحية وورش العمل الفنية. يتيح ذلك للمثقفين المحليين والمواهب الشابة فرصةً لعرض أعمالهم وتطوير مهاراتهم.
2. التوثيق الثقافي: المركز يعمل على جمع وتوثيق التراث الثقافي والتاريخي للمنطقة. يشجع على حفظ التراث وتوثيقه من خلال مشاركة المجتمع المحلي في مشروعات التوثيق وإنشاء مكتبة ثقافية وأرشيف.
3. التدريب وورش العمل: يقدم المركز ورش عمل وبرامج تعليمية في مجموعة متنوعة من المجالات الثقافية والفنية. هذه البرامج تهدف إلى نشر المعرفة وزيادة الوعي الثقافي بين الشباب والكبار.
4. الأنشطة الاجتماعية والثقافية: يقوم المركز بتنظيم فعاليات اجتماعية وثقافية مختلفة، مثل المحاضرات والمناقشات والعروض السينمائية والمعارض الثقافية. يعمل هذا على تعزيز التواصل الاجتماعي والثقافي في المنطقة.
 أهم وأبرز الفعاليات والأنشطة:
1. التعاليل الكركيّة: نسعى من خلالها إلى توثيق تاريخ الأجداد وقصص التراث ودمج الأجيال بمعارف وتجارب حقيقية.
2. الحواريات الأدبيّة والعلميّة: التي نسعى من خلال لنقاش موضوع يستهدف فئة ما؛ كي نؤسس من خلالها لتبادل وجهات النظر والخروج بتوصيات مهمة.
3. قراءات الكتب: نستمع إلى الكاتب نفسه نناقشه ونتبادل الآراء حول ما كتب مما يعزّز بيئة نقدية متميزة تخدم الكاتب.

4. برنامج مكتبة مركز الحسن الثقافي:
 نقاشات الكتب العالمية ( فكرة وكتاب): نسعى لصنع جيل واع وقادر على مناقشة الأفكار ونقدها والخروج بمجموعة من الأفكار التي تعبّر عنه.
 برنامج الأطفال: الأطفال نور هذا العالم وقوّته، وإنَّ رسم مسار صحيح لهم من الصغر يعني لنا الكثير فنعد برنامج متكامل لهم يشمل: القراءة القصصية للأطفال، التعلّم من خلال اللعب، المشاهدة البصرية من خلال أفلام الانيميشن، التعلّم من خلال الرسم، توفير مساحة آمنة لأجلهم.
 صديقي الكتاب: منذ عام ٢٠١٩ أسسنا في مركز الحسن الثقافي ركنًا حقيقيًّا يخدم فئة الأطفال بأنشطة متنوعة تُنمّي نشاطهم البدني والذهني وتعزّز مهارات الاكتشاف والتواصل لخلق حالة إبداعية يصنعها هؤلاء الأطفال.
مركز الحسن الثقافي أصبح اليوم جزءًا مهمًّا من حياتهم، وجزءًا من ثقة أهاليهم، والأهل هم الجزء المهم والأساس في اختيار الأماكن التي يطمئنون بها على نمو أطفالهم وتحقيق الهدف والغاية ليكونوا مبدعين.. ونحن اليوم كسبنا هذه الثقة من خلال التغيّر المتميز الذي حققه أطفالهم.
مركز الحسن الثقافي يفكّر دائمًا بالإمكانات التي من خلالها يقدّم كل ما يخدم فئة الأطفال ويكون لبنة أساسية في نمو إبداعهم.
 عروض الأفلام: إنَّها من وسائل الإعلام التي يمكنها توضيح القضايا الاجتماعية ونشر صوتها بشكل موضوعي مما يلفت الشباب إلى حل مشاكلهم بالغالب من خلال الفكرة التي يقدمها الفيلم .
5. ورشات التصوير وصناعة الأفلام: لإبراز أهمية الصورة الفوتوغرافية في توثيق الأحداث والمشاعر والأفكار، لأنَّها تشكّل الجزء الأكثر وضوحًا في الذاكرة؛ ومثل هذه الورشات لها موجات كبيرة من التأثير، باعتباره وسيلة لإخبار الحقائق في الأوقات الصعبة حين يتعذر الكلام، أو وسيلة لكشف المشاهد المزعجة وزيادة الوعي.
6. الورشات الإعلامية وأسس الصحافة: وذلك لصناعة جيل قادر على التعامل مع الخبر ونشره وآلية التواصل الاجتماعي في ظلِّ التطوّر الرقمي، وإشراكه في عملية صنع "البودكاست" الصوتي والخبر، واستهداف شريحة جديدة للوصول.
7. ورشة الموسيقى: لتطوير أساسيات العزف على الآلات الموسيقية؛ كالعود والاورج، وخلق ثقافة موسيقية لدى الأجيال؛ بما يؤسس لخلق بيئة موسيقية تصنع الجمال والإبداع والتفكير مستقبلاً بزيادة التدريب على الآت موسيقية متنوعة.

8. ورشات الفسيفساء: لتوثيق الجمال وتنمية القدرات لامتلاك حرفة يدوية تسهم في تشغيل الشباب.
9. ورشات الرسم: نسعى لتطوير موهبة الرسم لدى الأجيال المتعاقبة، لإيماننا بأنَّ هذا الجيل قادر على صنع الجمال، وتعزيز دوره في تنمية محافظته جماليًا.
10. السينما: الصورة تمنحنا الكثير من الأفكار، لذلك نقدم دائمًا الفكرة لشبابنا إيمانًا منا بأنَّه يقدر على صناعة روح الإبداع، بإشراكه في عملية صنع الأفلام.

11. المسرح: همومنا ومشاكلنا نحتاج لحلها، نمنح الخشبة للشباب ليصنع ما يليق به؛ مما يسهم في طرح العديد من المشاكل التي تحتاج إلى تكاتف المجتمع لحلّها. وقد أسهمت ورشات المسرح في خلق بيئة عظيمة في سرد الأحداث بطريقة مفهومة وخلق فرص عمل للشباب.

12. المعارض الفنية: لدمج المجتمع مع موهبة المبدع؛ مما يساعد الموهوب على حصوله على دعم مجتمعي يعزّز موهبته.
13. مهرجان مؤاب الشعري الخامس: مهرجان مُخصّص للشعر، يساعد على بناء بيئة تجمع بين الشعر المحلي والعربي تسهم في دمج العالم والاستماع لصور مختلفة من الإبداع وإيصال رسالة مهمة من خلال ذلك..، حقّق المهرجان تفاعلاً كبيرًا على المستوى المحلي والدولي لِمَ له من دور كبير في حفظ الذاكرة الشعرية وتعريف العالم العربي بالشعراء وتعزيز إبداعهم.
14. رسم الجداريات وتكوينها: كي نوصل العديد من الأفكار في جدارية واحدة تشرح روح الإنسان الحقيقي وتاريخه.
15. الملتقى الإبداعي للطلبة: لتوسيع دائرة الالتقاء بين الطلبة المبدعين، وتنمية روح المنافسة بينهم في حقول الشعر والقصة والرسم.
16. "البودكاست" الصوتي: وذلك بتوفير منصة مثقف لدينا، والهدف من ذلك أنَّ "البودكاست" يمنحنا ميزة التحكم في استخدامه وقتما نريد، واختيار المحتوى الذي نريده على العكس من الإذاعات التقليدية وبرامج التلفاز؛ حيث أنَّ الوسائل التقليدية تملي علينا ما يجب أن نسمع وفي الوقت الذي تحدده هي، وقد تفوتنا بعض الحلقات التي نرغب في الاستماع إليها. وقد بدأنا بتسجيل النصوص القوية لتكوين قاعدة استماع جيدة لتطويرها مستقبلاً بتسجيل أغلب الأنشطة التي نؤمن بأهمية وصولها للمجتمع ككل؛ مثل فكرة وكتاب، والمهرجانات الشعرية، وقراءات الكتب، والندوات، والحواريات.
17. وهج المكان (نبض الأمكنة): برنامج وثائقي؛ فكرة وإعداد وإنتاج مديرية ثقافة الكرك/ مركز الحسن الثقافي، يُسلّط الضوء من خلاله على العديد من الأمكنة ذات الصبغة التاريخية والدينية في محافظة الكرك للإسهام في وضعها على الخارطة الثقافية والسياحية.

18. حكاية مكان ( أثر وتاريخ ): وهو نصوص تاريخية تتحدث عن المكان بمرافقة الصوت والصورة في كل من ( الثنية، صرفا، الربة، المزار، محي، وادي الكرك/عين سارة، مرود، العراق، الشهابية، غور الذراع، والطواحين، أساطير الوادي، حمود، ذات راس، عي، القطرانة/المحطة ).

19. حوار مع مثقف: باستضافة أحد أبناء الكرك المثقفين في مجال الأدب أو التاريخ أو التراث، ومدى ارتباط المثقف بالكرك وقلعتها وتاريخها، ومدى علاقة ما يختزن فكره عن الكرك عبر التاريخ، لكلِّ حلقةٍ من حلقات برنامج (حوار مع مثقف) عنوانٌ فرعيٌّ يحمل مضامين المجال الثقافي الذي تختزنه ذاكرة الضيف عن الكرك.
20. المسارات الثقافية السياحية: أطلقت مديرية ثقافة الكرك مشروعًا لتوثيق الصناعات الثقافية بالأغوار الجنوبية يأتي ضمن برنامج المسارات الثقافية السياحية للتعرف على قصص الابداع والإنتاج في منطقة الأغوار الجنوبية ذات التنوع الثقافي؛ لما تضيفه هذه الصناعات من قيمة للأفراد والمجتمعات، ويهدف المشروع بشكل أساس إلى رعاية الإبداع والمبدعين لتمكينهم من المحافظة على تنوعهم الثقافي، وتحسين أدائهم الاقتصادي وتحسين دخل الأفراد.
وترتكز الصناعات الثقافية على المعرفة والتوظيف الكثيف للأفراد لتوفير فرص العمل للمتعطلين، وتحسين مستوى دخلهم، والمحافظة على الموروث الثقافي وتنميته.
"صافي كرافتس" قصصٌ من الإبداع تشكّلت حيث تم تدريب السيدات على الصباغة بالمواد الطبيعية من التراب والنباتات، وعلى التسويق والإدارة، والأمور المالية. وتم استيراد بذور النيلة من الهند بعد أن وجدت بودرة النيلة على الفخاريات الأثرية الموجودة بالمنطقة، وتم تدريب السيدات على الزراعة، وعلى استخراج البودرة على أيدي خبراء عُمانيين وفرنسيين.
واليوم الأغوار تزرع هذه النبتة وتحصدها وتنتج خطًّا إنتاجيًّا يروي قصص نجاح سيدات رسمن أثرًا لأنفسهنّ لا ينمحي.. إنَّ صناعة الطعام تُعدُّ من مكونات التراث الشعبي بمنطقة الأغوار الجنوبية لارتباطها بحرفة الزراعة المهنة الرئيسة لأبناء المنطقة وما تملكه من خيرات، حيث كانت فكرة عبد الجواد العشيبات مشرف مطبخ غور الصافي نموذجاً للصناعات الثقافية بالمنطقة.
إنَّ الزراعة تركت بصمةً واضحةً في نفوس أبناء المنطقة لأنَّها المهنة الرئيسة المتأصلة بوجدانهم، ويشترك جميع أفراد الأسرة بالعمل بها، ولمواجهة التحديات المعيشية جاءت فكرة إقامة مطبخ إنتاجي من قبل مجموعة من الأشخاص للربط بين الزراعة والسياحة والثقافة. يعمل في المشروع عشرون سيدة، ويقدم خدمات الطعام المكوّن من منتجات الأرض الزراعية للسياح، ويعمل أيضًا على تطوير ثقافات العاملات من خلال تعليمهن اللغة الانجليزية لإتقان التعامل والتخاطب مع السياح، والمشروع أسهم بترويج وتسويق المنطقة سياحيًّا، وأبرز عناصرها الثقافية وخاصةً ثقافة الطعام الطازج .
وما زلنا في مركز الحسن الثقافي / مديرية ثقافة الكرك نسعى وبكل ما لدينا من جهد وإمكانات متاحة لإبراز الدور الحضاري والثقافي والتاريخي لمحافظة الكرك ليكون المركز الفضاء الإبداعي الحر لكل مثقف وباحث وفنان.
للاطلاع على فعاليات وأنشطة مركز الحسن الثقافي / مديرية ثقافة الكرك؛ يرجى زيارة الصفحة الرسمية بالمركز والمديرية على موقع الـ Facebook
مديرية ثقافة الكرك
https://www.facebook.com/Karak.thaqafa