قصيدتان

 

 

شعر: نضال برقان

شاعر أردني

 

 

في هبوبِ الخسارةِ

كما تنفضُ امرأةٌ في هبوبِ الخسارةِ

سجادةَ الذكريات

على مهلِها

تنفضُ الحربُ في رئتيَّ بلادًا

بأصنامِها كافَّـةً

وبكاملِ عشاقِها

ثمَّ تجتاحُني رغبةٌ للغناء.‏

‎***‎

يغيبُ ويرجِعُ سِرْبُ الكلامِ

وأنتِ إلى الآنَ لم ترجعي

ونجمُكِ من ألفِ عامٍ وعامِ

يخونُ القصيدةَ في المَطلعِ

فتنشَفُ عيني.. ويعمى غمامي

وتنأى الخسارةُ في أضلعي

‏.‏

‏.‏

وأنتِ إلى الآن لم ترجعي

 

‎***‎

تُضيئينَ بيتَ القصيدةِ

والحربُ سوّاحةٌ في الجوارِ

ولا تتركينَ اليمامَ يَهُجُّ بعيدًا

كأنَّ سماواتِه بعدُ لم تتشظى

وما كنتِ غيرَ الوفيَّةِ.. حتى مع الموت‏

‎***‎

على شرفاتِ غيابِكِ

يجلسُ كلَّ مساءٍ مُحبّـوكِ

منتظرين بِلا مللٍ

ويغنونَ باسمِكِ

كي لا تجفَّ السماءُ.. وتيبـسَ أرواحُهم

بينما الحربُ تقضمُ أطرافَهم

ويكسِّـرُ أحلامَهم بردُ أيلول‎..‎

‎***‎

إلى أين تمضين

والكونُ خلفَكِ محضُ حطام؟

 

 

غيمة تجري لتمحوَ ظلّها

هي غيمةٌ تجري لتمحوَ ظلّها

ويمامةٌ‎..‎

تركتْ على شفةِ الحنينِ هديلَها‎.‎

‏***‏

هي عندَ نافذةِ الكلامِ كنايةٌ

نضجتْ على نارِ المجازِ وأنضجتْ صلصالَها‎.‎

‏***‏

هي زفرةُ البنتِ التي خرجتْ من المرآةِ

في وضحِ المحبةِ

ثمّ عادتْ في المساءِ

وقد أضاعتْ شالَها‎.‎

 

ما ضلّ معناها.. ولكن ضلّلتْ حرّاسَهُ

لتظلَّ فيه.. ولو صدى

أو نجمةً.. راحتْ تضلّلُ ليلَها‎.‎

‏***‏

هي شرفةٌ للوجدِ حين يؤوبُ محضَ صدى

وأغنيةٌ إذا جنَّ في الهوى‎..‎

كان الهوى موّالَها‎:‎

وجدي عليكَ لعلّ وجدَكَ يا حبيبُ.. لعلَّهُ

ولعلّ مذبوحًا بهجرِكَ ليسَ تنسى وصلَهُ

الدهرُ أنساه المنازلَ.. غيرَ أنَّ خليلَهُ

ما زال يملؤه.. ويملأُ بالضلوعِ صهيلَهُ

ما زالَ موالًا يردّدُ في الوجودِ: لعلّهُ..‏