ثلاث قصائد قصيرة

 

 

شعر: حسن شهاب الدين

شاعر مصري





• ألف ليلة جديدة

‏ - إلى أبي -‏


دَعْنِي أَكُنْ سِنْدبَادَا

في الأقاصيصِ

أَوْ هُدْهُدًا.. ‏

بجناحٍ غيرِ مَقْصُوصِ

أَطِلْ حكايا الليالي الألفِ مُتَّئدًا

إنَّ الحكاياتِ أحلى

دونَ تلخيصِ

وَزِدْ تفاصيلَكَ الصُّغْرى على مَهَلٍ

وَاخْرُجْ عَنْ النَّصِّ

دَعْني دونَ تّنْصيصِ

‏(الأربعونَ حرامي)..‏

خَلِّهِمْ مِئَةً..‏

أَلْفًا..‏

وإلّا فَدَعْهُمْ دونَ تخْصِيصِ‏

وَ(طائرُ الرُّخِّ)..‏

عَلِّقْنِي بريشتِه

وَاصْعَدْ سماءً

سماءً ‏

بي

ولا تُوصي

قد أجعلُ الشمسَ مصباحًا

وأَفْرُكُها

والريحَ تحتي بساطًا غيرَ مَنْقوصِ

وَأُنْقِذُ الأرضَ مَنْ "مسرورَ"(*)‏

يا أبتي..‏

بعضُ الأساطيرِ قد تحتاجُ تَشْخِيصي.‏



• لافتةٌ على الطريق

خوفًا مِن التيهِ

أمشي تابعًا صَوْتي

خوفًا مِن الَمْوتِ

لا أحتاطُ للموتِ

أحيا خلودَ تفاصيلي

على مَهَلٍ

مؤرِّخًا كلَّ ما في القلبِ

مِنْ (ليتِ)‏

أعيشُ ألفَ حياةٍ..‏

كلَّما انْطفأتْ ذُبالتي

أوقدُ المصباحَ من زيتي

تُغوي الحياةَ طفولاتي

فتتبَعُني

فلا أخافُ على الأيَّامِ

من فَوْتي

وأمنحُ الناسَ أعمارًا مؤجَّلةً

وأفتحُ البابَ

نحو اللهِ

في صوتي

وأرفعُ القلبَ

فوقَ الدربِ لافتةً

تقولُ :‏

‏" للغُرباءِ الحقُّ في بيتي".‏



صباحُ الخير أيها الموت


صباحُ الخيرِ ‏

يا مَوْتي البعيدا

ويا نِدًّا ‏

بَحَجْمِ دمي ‏

عنيدا

نسيتَ اسْمِي ‏

فكانتْ فرصةً لي

لتُؤْوِي أحرفي شعبًا شريدا

أربِّتَ قلبَ طفلٍ ‏

كي يُغَنِّي

وَتُؤْنِسَ شَمْعتي قلبًا وحيدا ‏

وأدعو الناسَ.. ‏

ذاكَ رغيفُ صوتي

دَعُوا لي حُزْنَكُمْ ‏

وخذوا القصيدا

وَأَمْنَحَهُمْ حياةً ‏

مِنْ حياتي

فَأُبْصِرنِي بِأَوْجُهِهِمْ عَدِيدا.‏


‏- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - ‏

‏(*) مسرور: اسم سيَّاف شهريار في قصص ألف ليلة وليلة.‏