ترتيلتان للناي المثقوب

شعر: كفاية عوجان

كاتبة أردنيّة

 

كيف يكون غيابُ طيفِكَ يا صديقَ النّايِ

محمولًا على جسدِ الحُضورْ؟

تُحيطُ بي في حَوْمةِ القَلَقِ... الفراغِ، ‏

وتَستفزّ، مُشتَعِلًا، بُروقَ دمي‎...‎

فتنكسرُ الحواجزُ في سُهادِ اللَّيْلِ

حين يَرْشُقُها المَطَرْ.‏

سَلْ نايَكَ الغجريَّ

كم لبثت مدامِعُ عَزْفِهِ ‏

‎ ‎ليلًا، هنالكَ- في رقيمِ القلب؟

أيومًا؟ أم تُراكَ لبثتَ فيه بعضَ عُمْر؟

تزّاور شمس الروح عنكَ،

ولو اطَّلعت على رنيمِ ما في القلبِ

ما ولَّيت عِشْقًا من سهاده

ولَلَبِثْتَ في كهفِ الشّغف، يا وَجْديَ العالي... ‏

سنين عددًا.‏

 

‏(2)‏

يستيقظُ النّهارُ من دبيبِ رحلةِ الشِّتاءْ

وتأنسُ الأشجارُ بالضِّياءْ

تُلقي وِشاحَها

على خُصورِ الزَّهْرِ بانتشاءْ

ومثلما يموجُ الوردُ في حديقةِ الألوانْ

يزهو الصّنَوْبَرُ الأنيقُ

في كاساتِهِ... يعانقُ الأكوانْ

فكلُّ ما في سَمْتِ حضرةِ الوجودِ

ضاحكٌ

فكيفَ أنتَ أيّها الإنسانْ

تُحيلُ بسمةَ الحياةِ

كِذْبةً؟

 

قُلْ يا جميلْ

ما الذي مِنْ زَنْدِها يسيلْ

أخَمْرَةٌ

أم هل تُرى رَذاذُ ضوءٍ فاتنٍ

من همسِهِ قد يخجلُ القنديلْ.‏

لم يبقَ من نيسانَ إلّا -يا بهيّ الروحِ-‏

قُبْلةٌ... وربّما

وسادةٌ ومِنْضَدةْ

وصفحةٌ من الكِتابِ

في انتظارِ السَّيِّدةْ

فلا تُعطِّش زَهرَها بكذبةٍ مُسدَّدةْ.‏