لا يُرضيني

شعر: ميسون النوباني

شاعرة أردنية

 

 

 

لا يُرضيني

هذا العتب المرسوم على هيئة بركان

صوتي ‏

صوتك ‏

زفرات البحث عن الطَّرف الآخر للفكرة

لا تُرضيني ‏

ثم سأعترفُ بأنّي ‏

لن أرضى إنْ شختُ وهذا العالم ‏

لا يُرضيني

 

‎***‎

 

أطفأتُ مصابيح البيت

رحتُ أراقبُ سقف العتمة

وأعدُّ خرافًا ‏

تحمل ذات اللون وذات الشَّكل ‏

وذات الفكرة

واحد ‏

اثنان ‏

ثلاثة ‏

رقمٌ يتلو رقمًا ‏

ونهايتها لا تعنيني ‏

 

‎***‎

 

رأسي الـ يتَّكئ على جبل‎...‎

ينهار كما سفن فُقئت عيناها ‏

أرهقه الخوف ‏

فصار جليدًا ‏

سيكفّ ظلال الرّغبة ‏

عن وجهٍ آخر للفكرة ‏

لا يُرضيني ‏

 

‎***‎

 

أدركتُ تفاصيل البحر ‏

وأقدام الموج وعمق الماء ‏

وسرّ البحّارة ‏

لكنَّ البرَّ القادم ‏

من خلف تفاصيلي ‏

لا يُرضيني

 

‎***‎

 

لا يُرضيني

هذا الماء المالح ‏

يتساقط من جُزُر الغيم ‏

والعطش المسكوب على أرصفة المدن الهشّة

محفورًا فوق جبيني

 

‎***‎

 

لا يُرضيني ‏

هذا الورد المشنوق على أعتاب خريفي

ليعود على أقدام الصُّبح قديمًا ‏

تحصده الرّيح

لا يُرضيني ‏

وجه الدنيا المستور بألف حجاب

هابيل المقتول على يد قابيل

ما زال أخاه

ما زال يحدِّق في السكّين ‏

ويغرق في التأويل

لتسيلَ على الأرض دماه

 

‎***‎

 

قد يُرضيني ‏

أن أتأبَّط شمسي وأغيب ‏

كسفينة نوح

حين توارت بالحب بعيدًا ‏

خلف الأقدار ‏

أو أن أتستَّر بالبئر لأولد ‏

من عمقٍ آخر كالعشق

وأصلّي في محراب الدّمع ‏

كما صلّى يعقوب

لأقطفَ زهر يقيني ‏

قد يُرضيني ‏

 

‎***‎

 

يُرضيني ‏

أنْ تخضرَّ يداي ليورق قلبي

زيتونًا يبتل بنور المشكاة ‏

ليفيض على زمني القادم ‏

صبح آخر ‏

من كل جهات الأرض ‏

سترضيني‎....‎