ثلاثُ قصائد للشاعرة الأمريكية "لويز جلوك"

حائزة على نوبل للآداب 2020‏

ترجمة: أميرة الوصيف- مصر

 

‏(1) كُرات ثلج

هل تعرفُ ما الذي كنتُه؟

هل تعرفُ كيف عشتُ حياتي؟

إذا كانت لديك إجابةٌ

إذن أنتَ شخصٌ يُقَدِّر الشتاء

يفهم جيّداً ما يعنيه ذلك الفصل.‏

لم أكن أتوقع أن أنجو

‏ ولكن الأرض فاجأتني

لم أكن أتوقع أن أعود للحياة مُجَدّداً

لم أكن أتوقع أن أفتحَ عينيّ مرةً أخرى

لأشعرَ بالأرضِ الرطبة المُبَللة مرةً أخرى.‏

لم أكن أتصور أن يستجيبَ جسدي لقُبلَة الحياة

لم أكن أصدق أنّي بعد أن أمضيت كلَّ هذا الوقت الطويل

أُعاني

أنَّ الحياةَ ستنبت على جسدي من جديد

ليُزهِرَ

عندما يحلُّ الربيع.‏

خائفة؟ أجل، ولكن يكفيني أنّي حاضرةٌ بينكم

أبكي؟ أجل ولكني أخاطر من أجل القبض على روح المرح السابحة في رياح العالم ‏الجديد.‏

 

‏                                 (2)زنبقةٌ فضيّة

ها هي الليالي تستحيلُ رائعةً مرةً أخرى!‏

ها هي تعودُ إلى سابق عهدها

كما كانت في أوائل الربيع!‏

ها هو الهدوءُ يَعمُّ ثانيةً

والآن، هل يُربِكك حديثي؟

نحن بمفردنا

وليس هناك مُبررٌ للصمت.‏

هل ترى قَمرَ الليلة المُكتَمِل

الذي يلوح بعيدًا في الأفق؟

أشعرُ بأنّي لن أرى قمرًا مُكتملًا

مرةً أخرى.‏

في الربيع

عندما يبزغ القمرُ في السماء

تشعر بأنَّ الوقتَ رَحِبٌ للغاية

وعندما يهطلُ الثلجُ

وتنجرفُ البذور بعيدًا

كلّ شيء يغطيه البياض

وها هو القمر يختبئ خلفَ شجرة "البتولا"‏

أوراقُ أزهارِ النرجس البريّ

تتلألأُ أسفلَ نور الغسق

بلونها الفضيّ الساحر

تلك التفاصيلُ تلتقي معًا

تلك الليالي الساحرة

تجعلنا نتأمل البدايات

تجعلنا نتساءل ما الذي تعنيه النهايات؟

تجعلني أتساءلُ طويلًا

هل المرحُ كما الخوف لا صوتَ له؟

 

‏                                        (3)الماضي

ضوءٌ خافتٌ يسطع في السماء فجأةً

يمشي مُتَبخترًا قادمًا من أشجار الصنوبر

أغصانها تنقشُ بصمَتها على الأرضِ النَضِرة

وفوق هذا كلّه

جنةٌ عالية، رَبوة يحدها الريش الناعِم.‏

استنشقُ الهواء

رائحة الصنوبر الأبيض تسكن أنوفنا

تزداد رائحتُها كلّما هَبت الريح مُجدّدًا

مُحدثة صوتًا مُدهشًا عجيبًا

تمامًا كصوت الريح في الأفلام.‏

الظِلالُ تتحرك ببطء، وها هي الحِبالُ تصدرُ صوتًا صاخبًا

أنت الآن تستمع إلى صوتِ العندليب

ها هو الذكرُ يُغازِل أنثاه برقة ووداعة.‏

 

الحِبالُ تتحركُ مرةً أخرى

ثمة أرجوحة تصل بين شجرتيّ صنوبر

تتأرجحُ بنعومة في الهواء.‏

استنشقُ الهواء

رائحةُ الصنوبر الأبيض تسكن أنوفنا

أنت الآن تستمع إلى صوتِ أمّي الحنون

أو ربما ما تلتقطه أُذناك

هو صوتُ حفيف الأشجار

لحظةَ مرورِ الهواء خلالَها

تُرى كيف يبدو صوتُها

إذا خاصمها الهواء؟!.‏