وكان البحارة.. وقصائد أخرى.

‎شعر: محمد السنباطي

مصر

 

 

الطريقُ الطويلُ

 

وأخيرًا امتلكتُ قُدُراتٍ سحريّة

صار بإمكاني فصلَ اللهب عن الشمعة

أحفظُ اللهبَ على شكل باقةٍ

وأشعلُ الشمعةَ من جديد

وأحفظُ اللهبَ على شكلِ باقة

بشمعةٍ واحدةٍ أصنع مئاتِ الباقات

أخيرًا اطمأنَنْتُ بعضَ الشيء

صنعتُ للطريق إضاءاتٍ مبتكرة

أنا الذي لم أمتلك سوى شمعةٍ واحدة.‏

 

 

 

في المرج الأخضر

 

أرنبٌ يخبِّئ بعضَ الشمسِ في أذنيه

مَرَقَ بالقربِ مني

سألتُ العشبَ ألَّا يبخلَ عليه

بعد أن همس لي:‏

نهارك سعيد!‏

‏**‏

‏- "أذناكَ ورديتان‏

يمكن وضعُهُما في "فازة"‏

فضحك لي وانطلق

بينما أدفع العجلتين بيدَيَّ.‏

 

 

 

 

وكان البحارة

 

وكان البحارةُ

في الغواصاتِ القديمة

يربُّون بعضَ الأرانب

كأجراسِ إنذار

فإذا ما انطفأت أعينُ الأرانب

فأمامَ البحارةِ خمسُ ساعات

لتغيير هواء الغوّاصة

أو تنطفئ أعينُهم إلى الأبد

لكنّنا منذ أزمان

ماتت أرانبُنا

ولم نُغَيِّرْ هواءَ الغوّاصة.‏

 

 

 

 

 

الفائز

فليَمُتِ السمكُ غيظًا

كانت السنارةُ في طريقها إلى الماء

عندما هبط أسرعُ طائرٍ في العالم

والتقطها!‏

 

أمطري أمطري!‏

بدلًا مِن شالٍ كنتُ أهديتُهُ لها

فوجئتُ بها تضعُ قوسَ قزح

على كتفيها

‏- بل هو، وتراه الآن مقترنًا بي! ‏

 

 

كلَّ ليلة

كلَّ ليلةٍ

أركبُ زورقًا مطاطيًّا

لأهاجرَ إلى إيطاليا

أو ألمانيا أو فرنسا

وبدلًا من أن أقطعَ المتوسطَ

يقطعني المتوسطُ

وهو جالسٌ على كرسيٍّ كالعرشِ

ممسكًا بيديه بئرًا كجوّال مفتوح

أقفُ على حافةِ البئر بأمرٍ منه

الأمرُ الثاني: اقفز! ‏

فأقفز.‏

‏**‏

لدَى القاع ينتظرني ارتطامٌ

مُدَوٍّ

أجلسُ إلى جواره

أربتُ على الدَّوِيِّ

فيخفت شيئًا فشيئًا

وعندما أجوعُ

أراها تتدلى من أعلى

السنارة اللئيمة

لكني لن أبتلعَ الطُعم

أيّها العالمُ

أنا لستُ سمكة.!‏