أحلامٌ مؤجلةٌ

         

•ناهدة الشبيب

  شاعرة سورية

 

تسَكّعْ في دمي قدْ صرتَ ظلّي 

وليتكَ عن غرامكَ لم تقلْ ليْ!

وليتَ بحار وجدِكَ.. ما غزتني

ولا طافَ الأنينُ بحوضِ فُلّي 

أنا ودّعْتُ فيكَ شِغافَ قلبي

وراهنني غداةَ الشّوقِ كلّي

فكيفَ إذا وعدتُ العمرَ صدقًا

أكونك في الهوى وتكون خلّي

 

على وجع المواويلِ الثّكالى

أضَعْتُ مراكبي ونسيتُ رَحْلي

ألا يا طير بلّغ لو سلامًا

تجودُ بهِ عليَّ ببعضِ فضلِ

لعلَّ السّقم َ يشفى والليالي

تطرُّز جَفْنَها الدّامي بكُحْلِ

وبي شوقٌ تأبّى أنْ يُدانى

بكعبةِ طُهرِهِ زُهداً يُصلّي

 

فكمْ وضّأْتُ من دمعِ الأماني

مرايا الصّدْر ِفي فيضٍ ومحلِ

سأنثر ُخافقي أشلاءَ طيرٍ

فما ينبيك حدسك عن محلّي 

فقلْ إنْ شئتَ: مرّتْ ذاتَ عطرٍ

كأحلامٍ مؤجّلَةِ المطَلّ

 

وصلّتْ آخرَ الرّكعاتِ وجدًا

وأنت صلاة وعدك لم تُصلِّ

فإمّا متُّ فوقَ كفوفِ سُهدي

وكنتُ شهيدةَ الحبّ الأجلِّ

وحقك لم تكن إلّاي أنثى

تراضعُ ما يشاء الصّبر مثلي

غسلتُ بكوثرِ النسيانِ قلبي

وفي طهرِ البتولِ نفضتُ حِمْلي

فإمّا عُدْتَ متّشحَ الأماني

ألا يا أنتَ شطرَ الريح ولِّ.