حكاياتٌ عربيّةٌ" من داخل زنازنِ السّجون .....

 

 

د.محمد منصور الهدوي 

كاتب وناقد/ الهند

 

كما أنّ الأدب ابن بيئته التي تترك بصماتها وتنطوي ارتساماتها في جوهره وصياغته وشكله ومضمونه، اشتُهرت بعض أنواعه على مرِّ العصور في بيئات خاصّة جدًا؛ صبغت ما يُنتج في ظلّها بصبغتها الخاصة، فكان هناك "أدب المهجر" و"أدب الرحلة" و"أدب السجون".     

والأخيرُ نوعٌ خاصٌّ جدًّا من الأدب، يصبح معه الأسيرُ هو الكاتب والحكاية أو الراوي والراوية، ويتحول السجن من قفصٍ ضيّق إلى عالم رحيب يعبّر به السجين عن نفسه ومعاناته وروحه وتطلعاته وآماله. "أدب السجون" دليلٌ ثقافيٌّ وتاريخيٌّ على قسوة القبضان وظلم السجّان وقهر الظلمات وهدير التوق للحرية، ولذلك فقد سمّاه الكثيرون "أدب الحرية"، وعلى الرغم من أنَّ الأدب واحد من أهم أشكال التعبير التي تُمنح للكاتب لقول كلِّ ما يجول بخاطره من أفكار، إلا أنَّ له العديدَ من الأشكال؛ منها العاطفيّة والتاريخيّة والسياسيّة والاجتماعيّة، وكل منها له تأثيره الخاص على المجتمع والقارئ بشكل خاص، تحديدًا إذا كانت النتاجات ذات طابع سياسيّ تدور رحاه حول الاتجاهات الاعتقاليّة.

ومن الواضح أن قضيّة السجن السياسيّ أثّرت على الحالة الأدبيّة في الدول العربية، ومنذ سبعينيات القرن الماضي دخل "أدب السجون" إلى المكتبات العربية، محدثًا خرقًا في القمع السياسيّ عن طريق الرمز الأدبي، ونقلت أعمالُ عددٍ من الكتّاب والأدباء العرب الإبداعيّة معايشات ما يحصل خلف القضبان وأقبية الأفرع الأمنيّة إلى العامة، وعمّمت تجربة التعذيب التي يتعرض لها المعتقلون والمحكومون بقضايا سياسيّة في الدول العربية، والويلات التي واجهوها تحت نير أخطبوط الاستعمار وربقة الاحتلال.

على هامشِ التجربةِ الإبداعيّةِ في المعتقلات

إنَّ واقعيّة ما تطرحه التجربة الإبداعيّة في المعتقلات، تعكس حقيقة الواقع الذي عاش فيه المعتقل المضطهد، وتكشف بشكل فعّال عن المُثل العليا الوطنيّة السياسيّة والاجتماعيّة، وعن المضمون النضاليّ والإنسانيّ، وقد حاول الأدباء المعتقلون جاهدين من خلال قطعاتهم الإبداعية، أن يكونوا صادقين مع تجربتهم، أوفياء لها، يسجلونها بصدق وأمانة؛ لأنَّها تعكس ما في دواخلهم من مشاعر وطموحات وتحدّيات وروح عالية، وتمسك بالهدف السامي الذي اعتقلوا في سبيله، لقد شكّلت قسوة الاعتقال، بما فيها من كبت نفسيّ وتعذيبٍ جسديّ، تربةً خصبةً لتفجر الطاقات الإبداعية، كردّ فعلٍ طبيعيٍّ ومنطقيٍّ على ممارسات القمع، وهذه التجربةُ الإبداعيّةُ كان لها تأثيرها على المعتقلين من حيث تعزيز صمودهم وتحديهم لممارسات السجّان؛ كما أسهمت في خلق الظروف المناسبة وتهيئتها لتربية الإنسان المكافح سيّما الفلسطينيّ، وتجذير انتمائه وتصليب إرادته؛ وتمكينه من بناء الذات الوطنية التي تؤهله لكسب معركة الصراع التي يخوضها ضد الاحتلال.

وتمتد جذورُ النتاجات الإبداعيّة التي تخلّقت خلف القضبان، في التاريخ العربيّ والعالميّ؛ فثمة أسماء عديدة كتبت الشعر والنثر وأصحابها يقبعون خلف الزنازين.  ومن الأدباء العرب الذين جادت قرائحهم بالشعر والنثر، وسجّلوا تجربتهم وهم في السجون العربيّة: الشاعر أحمد فؤاد نجم (في ديوان الفاجومي)، والروائيّ صنع الله إبراهيم (رواية/ تلك الرائحة)، والكاتب شريف حتاتة (سيرة/ العين الزجاجية)، وعبد الرحمن منيف (رواية/ شرق المتوسط)، وعبد اللطيف اللعبي (رواية/ مجنون الأمل)، وفاضل الغزاوي (رواية/ القلعة الخامسة)، والطاهر بن جلون (رواية/ تلك العتمة الباهرة)، وغيرهم؛ أمَّا على المستوى العالميّ فنجد أدباء وشعراء مناضلين أمثال: لوركا، ونيرودا، وناظم حكمت، ويوليوس فوتشيكو.

نماذج من التجربة الفلسطينيّة في زنزانة إسرائيل 

ويمثّلُ الأدبُ الذي كتبه المعتقلون الفلسطينيون في المعتقلات "الإسرائيليّة" صورةً حيّةً وواقعيّةً للمعاناة التي مروا بها وعايشوها، ولم يأتِ هذا الأدبُ تنفيسًا عن لحظة اختناق أو تصويرًا للحظات بطولة؛ إنَّما عبّر عن حالة إنسانيّة وأبعادٍ فكرية ونضاليّة، بأنَّها الأغنى والأكثر شموليّة وزخمًا من حيث الكم والكيف بين تجارب الشعوب وحركات التحرر؛ ويعود ذلك إلى ارتباطها بالقضية الفلسطينيّة وتحرير فلسطين، وطبيعة الاحتلال "الإسرائيليّ" الذي نتعرض له؛ فهو الأطولُ في التاريخ؛ إذ لم يبق شعبٌ من شعوب العالم تحت الاحتلال غير الشعب الفلسطيني.  ونذكرُ أنَّ أوَّل كتابٍ فلسطينيّ وُضع في أدب المعتقلات هو للكاتب "خليل بيدس" بعنوان "أدب السجون" أثناء فترة اعتقاله في سجون سلطات الانتداب البريطانيّة في فلسطين، وقد ضاع هذا الكتابُ في زحمة أحداث حرب عام 1948.

ومن الشعراء الفلسطينيين الذين كتبوا في التجربة الأدبيّة الاعتقالية أيضًا: محمود درويش، ومعين بسيسو، وتوفيق زياد، وسميح القاسم.

ظهورُ أدبِ المعتقلات الفلسطينيّ إلى حيّز الوجود 

إنَّ المعتقل الفلسطينيّ بفكره ومحتواه الثوريّ والنضاليّ، يشكّل هدفًا أساسيًّا للاحتلال" الإسرائيليّ " الذي كرّس كلَّ طاقاته وجهوده في كل المجالات وعلى الأصعدة كافة لتشويش فكره ووعيه، وتشويه سلوكه وأفعاله النضاليّة؛ ومن الأساليب التي سعى الاحتلالُ "الإسرائيليّ" لممارستها على المعتقلين الفلسطينيين لتنفيذ مخططاته، سياسةُ الإفراغ الفكريّ والثقافيّ، التي تهدف إلى زرع ثقافة مشوّهة بديلة، تعمل على صياغة نفسيّة المعتقل من جديد وتطويعه وفق إرادتها؛ لهذا قامت سلطات الاحتلال بإعلان الحظر التام على الثقافة الوطنيّة والإنسانيّة؛ بل على كل وسيلة ثقافيّة؛ حتى الورقة والقلم والكتاب؛ فقد كانت سلطات الاحتلال تعتبر أنَّ امتلاك ورقة وقلم من الأمور المرتبطة بالحضارة والرقي.

واستمرت سياسةُ الحصار الثقافيّ والفكريّ من عام 1967 وحتى عام 1970؛ حيث أدرك المعتقلون خطورة الوضع الذي يعيشون فيه، وأحسّوا بالفراغ الفكريّ والثقافيّ، تحت ضغط عدم تواصلهم مع العالم الخارجي، فهم في عُزلةٍ مقصودةٍ ومبرمجة، ما حدا بهم إلى المطالبة -بإلحاح ومثابرة -بإدخال مواد ثقافيّة من كتب وصحف ودفاتر وأقلام، ولم يقتصر الاعتقال على الرجال؛ بل طال فكّه نساء فلسطين المناضلات اللاتي دخلن المعتقل، ومن أسماء النساء اللاتي كتبن خلف القضبان: ناهدة نزال، وزكية شموط، وختام خطاب، وسعاد غنيم، وجميلة بدران، وحليمة فريتخ، وعائشة عودة.

وكانت إدارةُ السجون الإسرائيليّة تماطل في تنفيذ مطالب المعتقلين؛ متذرعةً بأسباب عديدة، لكن هذه المماطلة لم تثبط عزائم المعتقلين. فخاض السجناءُ غمار عدة ميادين؛ كالاحتجاج المباشر ممّا اضطرت سلطات السجون إلى السماح بإدخال الكتب والصحف والدفاتر والأقلام من خلال الصليب الأحمر؛ إلا أنّها وضعت قيودًا على ذلك، ورغم كل هذه الإجراءات والممارسات القمعية التي تمارس ضدهم، إلا أنّهم تمكّنوا بقوة الإرادة والصمود من إنتاجِ أدبٍ متميّزٍ حمل بصمات التجربة التي عايشوها.

مراحلُ حضور مشهد أدب السّجون الفلسطينيّ

ولم تأتِ التجربةُ الإبداعيّةُ للمعتقلين دفعةً واحدة؛ بل مرّت بعدة مراحل صقلتها؛ فغدت جوهرةً فريدةً أثبتت حضورها ومكانتها في المشهد الأدبي الفلسطيني، وهذه المراحل هي:

المرحلة الأولى؛ حيث شكّلت الرسائل التي يبعثها المعتقل إلى ذويه الكتابة الأدبيّة الأولى من خلف القضبان، حيث حاول المعتقلون في رسائلهم استعمال ديباجات إيحائيّة معينة لجأوا إليها لتمويه الرقيب الإسرائيليّ؛ فكانوا يختارون أبياتًا من الشعر أو عبارات من النثر، يسطّرون بها رسائلهم. وكان التعبيرُ بالشعر البدايات الأولى في إبداع المعتقلين، فهو أسرعُ الأنواع الأدبيّة استجابة للتعبير عن المعاناة، لهذا لجأ عشراتُ المعتقلين إلى المحاولات الشعريّة التي تترجم مشاعرهم وتعبّر عن مكنونهم النفسيّ، ومن المعتقلين الشعراء الذين نشروا قصائدهم في الديوان: محمود الغرباوي، مؤيد البحش، محمود عبد السلام، عبد الله الزق، وليد مزهر، وليد قصراوي... ومن سار على منوالهم.

وقد تمكّن المعتقلون في فترة الثمانينيات؛ أي المرحلة الثانية من تهريب نتاجاتهم الإبداعيّة خارج المعتقل، واهتمت الصحف والمجلات المحليّة بنشر إنتاجهم؛ ما شجعهم على مواصلة الكتابة وتطوير إبداعاتهم، كل هذا أسهم في تطور التجربة الإبداعيّة لدى المعتقلين؛ من الشعر إلى الخاطرة إلى القصة القصيرة، إلى النصِّ المسرحيّ الذي كان يمثّل في المناسبات الوطنية داخل المعتقلات، كما حاول المبدعون المعتقلون توصيلَ نتاجاتهم إلى أكبر عددٍ من المعتقلين؛ وذلك بالعمل على إصدار مجلاتٍ أدبيّةٍ تضمُّ نصوصًا أدبيّةً مختلفة لعددٍ كبير من المبدعين.

وتليها المرحلةُ الثالثة؛ شهدت هذه الفترة زيادةً ملموسةً في عدد الكتب التي صدرت للمبدعين المعتقلين؛ ومن الكتابات التي نُشرت في هذه الفترة من دور النشر المرموقة: ديوان "فضاء الأغنيات" للمتوكل طه (1989)، وديوان "المجد ينحني لكم" لعبد الناصر صالح (1989)، وديوان "الجراح" لهشام عبد الرازق (1989)، وديوان "أوراق محررة" لمعاذ الحنفي (1990)، وديوان "حوافر الليل" لفايز أبو شمالة (1990)، وديوان "ترانيم خلف القضبان" لعبد الفتاح حمايل (1992)، وديوان "رغوة السؤال" للمتوكل طه (1992)، وهلمّ جرّا.

وتعقبها المرحلة الرابعة؛ شهدت هذه الفترة كتابات متعددة في أدب المعتقلات كتبها معتقلون سابقون تحرّروا بموجب "اتفاق أوسلو"، بعضها كُتب داخل المعتقل مثل: رواية "قمر سجين وجدران أربعة" لمعاذ الحنفي، وروايتي "عاشق من جنين" لرأفت حمدونة، التي كتبها في معتقل نفحة، و"الشتات" كتبها في معتقل بئر السبع، ورواية "ستائر العتمة" لوليد الهودلي، التي كتبها في المعتقل.

وثمة كتاباتٌ كُتبت داخل المعتقل وهُرّبت إلى الخارج ونُشرت مثل روايتيّ "ظلّ الغيمة السوداء"، و"على جناح الدم" (2006) لشعبان حسونة، اللتين كتبهما في المعتقل الذي يقضي فيه حكمًا مدى الحياة. وثمة كتاباتٌ كُتبت خارج المعتقل، منها: ديوان "رفيق السالمي يسقي غابة البرتقال" لمحمود الغرباوي (2000)، وديوان "من وراء الشبك" لمؤيد عبد الصمد (2000) وما إليها.

لمحاتٌ على كتبٍ ورواياتٍ في أدب السجون 

في الأدب العربيّ كتب الأدباءُ العربُ الكثيرَ من الكتب عن فترات اعتقالهم وسجنهم وخاصةً في سجون الاستبداد الشرقيّ والاحتلال الإسرائيلي سوى المؤلفات التي سبقنا الاشارة إليها؛ فدعني أضيف من مثل "تجربتي في سجن النساء" - نوال السعداوي، "العصفور الأحدب" - محمد الماغوط، "300 يوم في إسرائيل"- خيري الذهبي – "عن سجن عتليت في إسرائيل"، "بالخلاص يا شباب" - ياسين الحاج صالح . 

وفي السّنواتِ القليلة الماضية صدر كتابان لراسم عبيدات عن ذكرياته في الأسْر، وفي العام 2005 صدر للنّائب حسام خضر كتاب "الاعتقال والمُعتقلون بين الاعتراف والصّمود" ، وفي العام 2007 صدرت رواية "قيثارة الرّمل" لنافذ الرّفاعي،  ورواية "المسكوبيّة" لأسامة العيسة، وفي العام 2010 صدرت رواية "عناق الأصابع" لعادل سالم، وفي العام 2011 صدر "ألف يوم في زنزانة العزل الانفرادي" لمروان البرغوثي" و"الأبواب المنسيّة" للمتوكّل طه، ورواية "سجن السّجن" لعصمت منصور، وفي العام 2012 صدرت رواية "الشمس تولد من الجبل" لموسى الشيخ ومحمد البيروتي، كما صدر قبل ذلك أكثر من كتاب لحسن عبدالله عن السجون أيضًا، ومجموعة روايات لفاضل يونس، وأعمال أخرى لفلسطينيين ذاقوا مرارة السجن.  وفي العام 2011 صدرت رواية "هواجس سجينة" لكفاح طافش، وفي 2013 صدر كتاب"الصّمت البليغ" لخالد رشيد الزبدة، وكتاب "نُصُب تذكاريّ" لحافظ أبو عباية ومحمّد البيروتي.

 وفي العام 2014 رواية "العسف" لجميل السلحوت، ورواية "عسل الملكات" لماجد أبو غوش، وفي العام 2015 "مرايا الأسر" قصص وحكايا من الزمن الحبيس" لحسام كناعنة، ورواية " مسك الكفاية سيرة سيّدة الظلال الحرة" و " نرجس العزلة" للكاتب الأسير باسم الخندقجي، ورواية "زغرودة الفنجان" للأسير حسام شاهين، وفي العام 2016 رواية "الشّتات" لأشرف حمدونة، وديوان "ماذا يريد الموت منا؟" لتحرير إسماعيل البرغوثي، ورواية "الأسير 1578" للأسير هيثم جمال جابر.، وروايات " وجع بلا قرار"، و"خبر عاجل" و"بشائر" للأسير كميل أبو حنيش. ولن يتوقفَ هذا المسارُ إلى أن يقضي اللهُ أمرًا كان مفعولا.

سماتٌ جماليّةٌ وميزاتٌ إيقاعيّةٌ لأدب السجون

يزدانُ أدبُ السجون بحيويّة الانفعال، وصدق التجارب، كما تنفرد التجارب الأدبيّة بالالتزام في السجون بالقيم، والمبادئ، والتناغم مع القضيّة، في تجاوز الهم الفرديّ إلى الهمِّ الجمعيّ والعام.

 ومن أهمِّ سماتِ أدبِ السجون:

العُمْق: يمتازُ "أدب السجون" بعمق التعبير في الدلالة والمضمون، وفي الربط بين الفكرة والأسلوب، والرمزيّة، والتصوير الفنيّ: كثيرًا ما يلجأ الأديب إلى فرط عقود اللغة، وما حوت من جمال وجواهر، ليعيد تشكيل فكرته وشعوره في قالبٍ لغويٍّ جديد.

والبلاغة: الصناعةُ البلاغيّة رائجة الاستخدام، كالكنايات والاستعارات والتشبيهات والمجاز المرسل والمحسنات اللفظية والبديعة، وسعة الخيال: يلجأ الكاتبُ إلى الخيال في الغالب لاستعارة الصور أو الأحداث، فتتفاعل الفكرةُ في خياله مع صورٍ إبداعيّة، بقالبٍ لغويٍّ خاص، والحزن المشوب بالتحدي، فمسحة الحزن لا تكاد تفارق المقطوعات الأدبيّة على اختلاف موضوعاتها، حتى تلك التي أراد بها صياغة مساحة من الفرح، لا تكاد تخلو من ألمٍ أو آهاتٍ أو دموع، مثلما يحوز الثقافة الواسعة: حيث يهتم الأسرى بتنمية ذواتهم ومهاراتهم وقدراتهم.

في نهايةِ المطاف أقولُ بصراحة إنَّ أدبَ السجون له انعكاسه الكبير والإيجابيّ على نفسية الأسير والواقع الاعتقالي، كونه يعبر عن ذواتهم وآمالهم وطموحاتهم الشخصيّة والوطنيّة، ويخرجهم من ضغوط الاعتقال وأجواء الكبت والقيد إلى عالم الخيال الرحب، وأنَّ أدب الأسرى فيه ما ليس بغيره من مصداقيّةٍ، ومعانٍ إنسانية، وأنَّه يحمل مضامين مهنيّة، وبلاغة إبداعيّة يجعله أقرب للمستمع والقارىء من غيره، واستطاع أن يلفت انتباه المهتمين والأكاديميين والنقاد العالميين.