صورةُ الأندلس في "ثلاثيّة غرناطة" لرضوى عاشور إشكالُ الهُويّة وأفقُ تمثّل الذات والآخر زمن السقوط الحضاريّ.

د.محمد المسعودي
أكاديمي وباحث مغربي
مما لا شكَّ فيه أنَّ رواية "ثلاثية غرناطة" للأديبة المصريّة المرحومة رضوى عاشور قد أسالت مدادًا كثيرًا، وحفّزت نقّادًا كثرًا على تناولها بالقراءة والتحليل نظرًا إلى قيمها الفنية الرفيعة، وأبعادها الإنسانيّة العميقة. وهي الرواية التي تناولت عبر متخيلها السرديّ الفاتن قضايا حيويّة تمسُّ إشكالات الهُوية وآفاق علاقة الأنا بالآخر من زوايا نظر روائيّة خالصة تغيّت الحياد والدقة والموضوعيّة، فاستطاعت أن تجلّي طبيعة العلاقة التي جمعت الأنا الأندلسي (العربي/ المسلم/ الموريسكي) بالآخر القشتالي (الإسبانيّ/ الصليبيّ)؛ وأن تقف عند إشكال الهُويّة من خلال معالجةٍ سرديّةٍ وضعت نَصب عينيها تمثّل لحظة السقوط الحضاريّ الأندلسيّ وتبعاته الإنسانيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة والثقافيّة والدينيّة في الأندلس، وفي العالم باعتبار هذه اللحظة النواة الأولى لتشكل الوعي الكولونيالي لدى الآخر/ القشتاليّ الصليبيّ، وبداية التحوّل الحقيقيّ في العالم نحو صُنع "حضارة غربيّة" ذات قيم مختلفة عما عرفته الأندلس، والعالم الإسلاميّ خاصّةً.
إذن كيف تناولت الرواية وقائع هذه اللحظة الفارقة في تاريخ الأندلس والعالم؟ وكيف عالجت إشكال الهُويّة الحضاريّة الأندلسيّة لدى أهل غرناطة؟ وكيف تمثّلت الرواية إشكال الأنا والآخر في سياق هذه الوقائع الجديدة التي شهدتها بلاد الأندلس (وكان لها ما كان من أثر في العالم حينها)؟
من خلال هذه الأسئلة سنعمل على قراءة رواية "ثلاثية غرناطة" للروائيّة رضوى عاشور، وهي رواية تضعنا منذ مشهدها الافتتاحيّ في بؤرة الصراع بين الأنا الغرناطيّ/ الأندلسيّ/ المسلم وبين الآخر القشتاليّ/ الصليبيّ، وتُصوّر لحظة السقوط الحضاريّ في سياق سرديّ متوتر سريع الإيقاع.
تُفتتح الرواية بمشهد رمزيّ، وصورة مدويّة للسقوط الفعليّ للحضارة الأندلسيّة الإسلاميّة، بقيمها، وأبعادها الإنسانيّة المتسامحة لتحلّ محلّها قسمات حضارة وليدة قشتاليّة صليبيّة، تضرب القيم الإنسانيّة بعرض الحائط، وتجعل من الوحشية والعنف واللاتسامح مع الآخر سلوكًا، عوضًا عن معاني التسامح والتعايش والرحمة، وهي بذلك ترسّخ للسلوكات الصليبيّة التي سبق أن مورست في المشرق إبّان الحروب الصليبيّة. تقول الصورة السرديّة الأولى في الرواية:
"ذلك اليوم رأى أبو جعفر امرأة عارية تنحدر في اتجاهه من أعلى الشارع كأنّها تقصده. اقتربت المرأة أكثر فأيقن أنّها لم تكن ماجنة ولا مخمورة. كانت صبية بالغة الحسن ميادة القد، ...، وشعرها الأسود مرسل يغطي كتفيها، وعيناها الواسعتان يزيدهما الحزن اتساعًا في وجه شديد الشحوب.
ولما كان الشارعُ مهجورًا والحوانيت لم تزل مغلقة، وضوء النهار لم يبدد بنفسج السحر بعدُ فقد بدا لأبي جعفر أنَّ ما شاهده رؤيا من رؤى الخيال. حدّق وتحقّق ثم غالب دهشته وقام إلى المرأة وخلع ملفه الصوفي وأحاط به جسدها وسألها عن اسمها ودارها، فلم يبد أنها رأته أو سمعته. تركها تواصل طريقها وظلَّ يتابع مشيتها الوئيدة وحركة خلخاليها الذهبيين حول كاحلين لوثتهما وُحُول طريقٍ تخوض فيه قدماها الحافيتان.
ورغم البرد القارس وصفير رياح تعصف بأشجار الجوز المغروسة على جانبي الطريق، بقي أبو جعفر واقفًا بباب حانوته حتى أرسلت الشمس خيوطًا صفراء واهية حدّدت معالم الشارع." (الرواية، ص. 8)
بهذه الافتتاحية الروائيّة الصادمة تُشرع الروائيّة عالمها السرديّ على صور بشعة للمواجهة مع الآخر. وعبر هذا المشهد الدال تضعنا الرواية في صلب إشكال تجذّر الاختلاف بين منظومتين في النظر إلى العالم وإلى الآخر، وبين وعيين متنافرين ستضطلع الرواية بتجليته عن طريق الأحداث اللاحقة.
تبرز في هذه الصورة الروائيّة مفارقة واضحة بين وحشية الآخر القشتاليّ، وقهره وغلبته على المرأة، إذ اعتدى عليها وجردها مما يصون أنوثتها وكرامتها، وبين الأنا الغرناطيّة، التي سعت إلى سترها وإبداء الرغبة في مساعدتها عبر السؤال عن اسمها ودارها، وقد أبدى أبو جعفر أسفه لما جرى للصبيّة، وعبّر عن تعاطفه الإنسانيّ من خلال ما قام به. وبهذه الكيفية جسدت الصورة طريقة تعامل عقليتين ومنظومتين مع المرأة، الحافظة الأولى للقيم الحضاريّة:
-طريقة الآخر/ الصليبي/الغربيّ: التي تهين المرأة وتنزع كرامتها وتحطُّ من شأنها.
-طريقة الأنا/المسلم/الأندلسيّ: التي تكرّم المرأة وتصون كرامتها وتعلي من شأنها وتثمّن دورها في المجتمع.
هكذا كان أبو جعفر أمام المرأة العارية الذاهلة عن العالم، الفارة من جحيم الموت والدمار الذي سببه الآخر القشتالي الصليبي بزحفه على مدينة "بالنسية"، والقرى المحيطة بها، أمام رجة شديدة عصفت بروحه وعقله. وهذه المفاجأة تذكرنا بما حصل للمسلم المشرقي خلال الحملات الصليبيّة على القدس والبلاد الإسلاميّة الأخرى.2
وبهذه الشاكلة سيحدس الرجل بعمق تجربته ومعرفته لما يجري من حوله بأنَّ الهول سيقترب من مدينته، من غرناطة. ومنذ هذا المشهد البشع الصادم سيعمل على حماية أهل بيته، ومداراة عدوه، مع الإصرار على حفظ مقومات هُويته وحضارته. وبما أنَّه كان ورّاقًا فقد عمد إلى جمع كتبه، لحفظها عن أيدي الوحشيّة الناهضة التي تحيي قيم المسيحية الصليبية، عن أيدي الآخر الساعي إلى محو الهُوية العربية الإسلاميّة لغرناطة والأندلس. وهذه أولى علامات تشكّل الوعي بالذات المختلفة عن الآخر والعمل على حمايتها.
وبما أنَّ الرواية تقف عند لحظة فارقة وقلقة من واقع الأندلس، مضت إلى رصد تفاصيل دقيقة من حياة بسطاء الناس في غرناطة، وخاصّةً في حي البيازين الشعبي، ومن خلال تتبع مسار ومصير أسرة واحدة، هي أسرة أبي جعفر الورّاق ومَن تفاعل معها قرابةً وجيرة. وعن طريق تصوير أفراح هذه المجموعة وأتراحها، وهمومها، وصراعها من أجل البقاء، ومن أجل التمسك بهُويتها الدينيّة والحضاريّة، صنعت الرواية تفاصيلها، وبلورت رؤيتها لما جرى. وهكذا كانت أهمية الوعي بالذات جزءًا كامنا في تطوّر الوقائع وتناسل الأحداث لدى أسرة أبي جعفر الورّاق، ولدى حفيده علي من بعده.
وكما ألمحنا أعلاه ركّزت الرواية على دور نساء هذه الأسرة في التشبث بالهُوية العربيّة الإسلاميّة، وعملهن على حفظ الكتب في الصناديق، والحرص على العادات العربية والتقاليد الموروثة، والارتباط بالدين، في روحه السمحة وقيمه الراقية. وقد تحايلن على الآخر بشتى السبل، ومارسن أشكالًا مختلفة من المداراة والتقية حتى لا يكتشف تمسكّهن بالإسلام، وتلقينهن للأبناء مقوماته وقيمه.
ولقد أدت كل من أم جعفر وأم حسن وسليمة ومريمة أدوارًا مهمّة في توعية الأبناء والأحفاد، ومساعدة الآخرين على التكتم على الهُوية التي عمل الآخر على تدميرها واقتلاعها عن طريق إكراه أهالي المدن والقرى الأندلسيّة على تغيير الأسماء، بعد فرض التعميد عليهم ومحاولة تحويلهم إلى المسيحية الصليبية، ومنعهم من الحديث باللغة العربيّة، أو كتابتها، أو الاحتفاظ بأي مخطوط أو كتاب عربي، إضافة إلى منعهم من الاحتفال –في أعراسهم وأعيادهم- عبر ترديد أناشيدهم العربية الإسلاميّة والأغاني التي تصبُّ في عمق تقاليدهم.. وغيرها من التحريمات التي طالت الأندلسيّ المسلم وضيقت عليه الخنّاق. وقد وقفت الرواية عند مواقف طريفة قامت بها مريمة لتنقذ جاراتها من ويلات ديوان التحقيق، لكنَّها فشلت في إنقاذ أخت زوجها سليمة من الموت لاتهامها بممارسة السحر، بينما لم تكن سوى امرأة عالجت النساء والأطفال بأدويتها التي تبتكرها، وتستخلص مقوماتها مما تقرأه في كتب الطب العربية. وعبر هذه المعطيات التي تسرد الروايات تفاصيلها تمكّنت الروائيّة من تجلية دور المرأة في توعية الأجيال بحقيقة الهُوية، والحفاظ على الكينونة المتماسكة للمجتمع الغرناطيّ والأندلسيّ إلى حد التضحية بالروح والنفس.
كما أنَّ رجال هذه الأسرة ثاروا على ظلم الآخر القشتاليّ الصليبي وعملوا جهدهم على التشبث بهُويتهم، والحفاظ على الكينونة الحضارية الإسلامية لغرناطة، والأندلس. وقد أسهم أبو جعفر وحسن وسعد ونعيم وهشام وعلي، كل حسب قدرته وملابسات حياته في مواجهة الآخر، والارتباط بالهُوية الجمعيّة لمدينته ووطنه. فمنهم من التحق بالجبل وعمل على مساعدة الثوّار عبر نقل السلاح كما هو حال سعد، أو صار قاطع طريق يقلق قوافل القشتاليين ويسلبهم ما يملكونه، كما هو حال هشام، ومنهم من اضطلع بمهمة تعليم الصبيان اللغة العربية والكتابة بخطها وحروفها، كما هو حال علي.
وسنقف في هذا الحيّز عند صورة من الصور الدالة في الرواية على الارتباط بالهُوية لدى ساكنة قرية الجعفرية التي أقام بها علي عندما فرَّ من قافلة التهجير القسري التي أخرجته وجدته مريمة من غرناطة، يقول السارد:
" تعرِف القرية بأمر الزيارة قبل وقوعها. يتسرب الخبر إليها من القرى المجاورة، فيدب في الأهالي نشاط موتور يغذّيه خوفهم ويتجاوزه بفعل درَّبتهم عليه الأيام وآباؤهم والأجداد.
من يمتلك مصحفًا أو كتابًا بالعربية يخفيه، ومن يرتدي مقطعًا تونسيًّا أو ما شابه يخلعه ويواريه. تتوقف دروس الصغار وينبههم أهاليهم إلى ضرورة الكتمان والحذر. إن كان في القرية شباب من أراغون يتعلمون الفقه وأصول الدين من عمر الشاطبي يلزمون الدور لا يغادرونها. النساء اللائي يبعن الحناء في السوق يرفعنها ويخبئنها. يتوقف ذبح الأغنام. تؤجل الأعراس واحتفالات الميلاد والطهور، ولا يرتفع في الفضاء صوت موال ولا دف ولا مزمار، والعقلاء من أهل القرية يجمعون بين المتخاصمين، يسعون لحلِّ ما بينهم من نزاع، أو في أضعف الإيمان إلى تهدئة النفوس حتى لا يتمكن الغضب، وفي لحظة طيش ينفلت اللسان بما لا تحمد عقباه، وإن وافقت الزيارة يوم خميس أجّل الأهالي حمامهم، وإن وافقت يوم الجمعة لا تنبعث من الدور روائح الضأن المتبّل و"الكسكس" والفطائر المقليّة، لأنَّ أحدًا لا يطهو المعتاد من الطعام في نهار الجمعة الفضيل، وقبل هذا وبعده يتوقف كل لقاء لصلاة جماعة أو تشاور في أمور فقه أو دين حتى يأتي الزوّار ويذهبوا في سلام" (الرواية، ص.410)
هكذا يقف هذا المقطع من الرواية عند أشكال التقية التي يسلكها أهالي الجعفرية حينما يزورهم الإقطاعيّ القشتاليّ، أو أحد عيونه ورجالاته. وبهذه الكيفية تمعن الرواية في كشف مدى حرص أهل هذه القرية، كما يحرص أهل المدن والقرى الأندلسيّة على التكتم على المعتقد الديني، والعادات الإسلاميّة. وبهذه الشاكلة يبين المقطع مدى الإصرار على التمسك بمكونات الهُوية الحضاريّة والثقافيّة الإسلاميّة التي عملت إيديولوجية الكنيسة الكاثوليكية الصليبيّة على اقتلاع جذورها من خلال التقتيل والتدمير والترحيل وغيرها من أشكال الوحشيّة والعنف.
وقد كان علي حفيد أبي جعفر الورّاق شخصية شهدت اللحظات الأخيرة من سقوط غرناطة وانتهاء الحضارة العربيّة الإسلاميّة بها، إذ في زمنه سيُفرض على أهلها، وأهالي "بالنسية" الرحيل النهائيّ نحو العدوة الأخرى من البحر الأبيض المتوسط، غير أنَّ "علي" سيبدي نوعًا من العصيان، ويُصرُّ على العودة إلى غرناطة ومقاومة إملاءات حكام قشتالة الصليبيين.
وننتهي بعد هذه الإلمامة بأوجه الصراع من أجل التمسك بالهُوية، وطرق كشف حقيقة الآخر المعتدي، إلى خلاصة مفادها أنَّ صورة الأندلس تتشكّل في هذه الرواية من خلال التركيز على تصوير ما يكوِّن خصوصية أمّة أو مجتمع إزاء مجتمع آخر، وصراع الفئة المغلوبة على أمرها من أجل الإبقاء على الحد الأدنى من مكونات هُويتها الحضاريّة والثقافيّة، ووعي هذه الفئة بجبروت الطرف الآخر ونزوعه الاستعماريّ البيّن. وقد كانت إشارة الرواية أكثر من مرة إلى "اكتشاف" ما سُمّي بالعالم الجديد وجلب أهله أسرى إلى بلاد الأندلس، أو ذهاب أحد المقربين من أسرة أبي جعفر –صبيه نعيم- إلى ذاك العالم وعودته منه ذاهلًا شبه مجنون لهول ما رأى من عدوان وبطش وظلم لأهالي تلك البلاد؛ دلالة بيّنة على صعود التفكير الاستعماريّ في حمولته الصليبيّة وامتداده في العالم تحت مسميات الاكتشافات الجغرافيّة، وما شابه ذلك. وقد كانت شبه القارة الإيبيريّة منطلق هذه الحملات الكولونياليّة المبكرة بدعم من قوى استعماريّة أخرى: خاصّةً فرنسا، وبمباركة كنسية بابوية.
وانطلاقًا من كلِّ ما سبق يمكن القول إنَّ رواية "ثلاثيّة غرناطة" قدمت صورةً فنيّة محكمة عن الأندلس زمن السقوط، والاستسلام النهائي أمام تصاعد وعي استعماري قشتاليّ صليبي، لم يقتصر على محو الهُوية العربيّة الإسلاميّة للأندلس، وإنَّما عمل على محو هُويات إثنيات أخرى في العالم الجديد، وفي بلاد أخرى. وقد نجحت الرواية في تصوير معاناة أهل غرناطة وبعض المدن والقرى الأندلسيّة من أجل الحفاظ على الكينونة والبقاء من جهة، ومن أجل التمسك بالهُوية الحضاريّة والثقافيّة الأندلسيّة في أبعادها العربيّة الإسلاميّة، من جهة ثانية. وهكذا تمثّلت الرواية إشكاليّة الهُويّة في أفق صراعٍ استعماريٍّ واضح يتغيا الامتداد والهيمنة على العالم. وكانت البداية من هنا. من أرض الأندلس التي شكلت منطلقًا لبناء منظومة الفكر الكولونياليّ وآلياته السلطويّة القائمة على عقلية محاكم التفتيش وتبرير قتل الآخر المختلف عن الأنا القشتاليّ الصليبيّ ومحو آثار هُويته وحضارته.
هوامش:
رضوى عاشور، ثلاثيّة غرناطة، دار الشروق، القاهرة، ط. 14، 2014.
1- يرى بعض الباحثين أنَّ إيديولوجيّة الصليبيّة وقيمها المشار إليها تبلورت جذورها على الأراضي الإيبيريّة، وبسبب تدخل البابوية الكاثوليكيّة، وتبنيها لفكرة الحرب المقدسة في الأندلس والمشرق. حول هذا الجانب يمكن العودة إلى محمد نور الدين أفاية: الغرب المتخيل (صورة الآخر في الفكر العربيّ الإسلاميّ الوسيط)، المركز الثقافيّ العربيّ، الدار البيضاء/ بيروت، الطبعة الأولى، 2000، ص. 159.
2- حول هذا الجانب، انظر كتاب محمد نور الدين أفاية، مرجع مذكور، ص. 159- 160، بحيث يشير الباحث إلى أن الاختراق الصليبيّ في الجغرافيا العربية المشرقيّة كان مفاجئًا، وكانت الممارسات الهمجيّة التي ارتكبها الغربيون والمجازر التي اقترفوها ذات تأثير نفسيٍّ صادم على المسلم، وهي الحالة نفسها التي ترصدها الرواية إبّان تصويرها لحظة السقوط الحضاريّ للأندلس، وغرناطة و"بالنسية" خاصّةً، ومن خلال شخصياتها البارزة وعلى رأسها أبي جعفر الورّاق.