محمد أركون ومشروع "نقد العقل الإسلامي"

الدكتور عزيز بعزي
كاتب وباحث مغربي
محمد أركون، مفكرٌ جزائريُّ الأصل، وواحدٌ من أكبر أساتذة تاريخ الفكر عمومًا، والفكر الإسلامي خصوصًا في جامعة السوربون. وقد ولد في فبراير 1928م، أي في ظلِّ النظام الكولونيالي، ببلدةٍ صغيرةٍ تُسمّى "تاوريرت – ميمون"، وهي قريةٌ من سبع قرى في دوار بني يني، في منطقة القبائل بالجزائر، وفيها قضى فترة الدراسة الابتدائية، وفي وهران قضى المرحلة الثانوية، وتلتها دراسته الجامعية بكلية الفلسفة في الجزائر، ثم في السوربون بباريس؛ حيث حصل على دكتوراه في الفلسفة سنة 1968م.
شغل أركون عدة مناصب، فقد عمل باحثًا مرافقًا في برلين عام 1986-1987، ومنذ عام 1993شغل منصب عضو مجلس إدارة معاهد الدراسات الإسلامية في لندن، وهو أستاذ متقاعد في السوربون، فقد نشأ إذن ضمن إطار الفكر الأوربيّ، ولكنَّه بقي مشدودًا لمجتمعه الإسلاميّ الجزائريّ، وكل المجتمعات العربية والإسلامية الأخرى، كما بقي مرتبطًا بهمومها، ومشاكلها على الرغم من إقامته في فرنسا منذ زمنٍ طويل، فلم يستطع أن ينسى أو يذوب كليًّا في المجتمع الأوربيّ، كما حصل للعديد من المثقفين والباحثين الآخرين الذين عاشوا الظروف نفسها، والدليل على ذلك بحوثه الرياديّة في مجال الفكر العربي والإسلامي على وجه التحديد.
منذ سبعينيات القرن الماضي، عرف أركون بمشروعه النقدي - الحداثي، المسمّى "نقد العقل الإسلامي" ، وهو من المشاريع الفكرية البارزة في حقل الإسلاميات والتاريخ والفكر العربي – الإسلامي الذي يطغى عليه التمرد والجرأة، لذا وجّه نقده للخطاب الإسلاميّ الحديث والمعاصر، كما انتقد الرؤية الاستشراقية الموجهة نحو التراث الإسلامي، في محاولاته لتجاوز القراءة التقليدية.
لا يمكن البتة حصر أوجه نقد العقل الإسلامي لدى أركون؛ ما دام يمسُّ مجالات عدة سياسية، اجتماعية، دينية وثقافية... فهذا المشروعُ يهدف بالأساس إلى زعزعة، وخلخلة هذه المساحات المجهولة من الفكر العربي الإسلامي، ثم إدخالها مخابر العلوم الإنسانية والاجتماعية؛ من خلال إخضاعها للمساءلة، النقد، التحليل والحفر.
لا غرو أنَّ العالم الإسلامي في أمسِّ الحاجة إلى عملية النقد، في حالة إذا كان يستحضر أمامه سؤال النهضة من جديد، مع السعي إلى تجاوز كل النزعات الأيديولوجية التي كانت فيما مضى من سمات الخطاب الفلسفي العربي، فمشروع أركون من المشاريع الإبيستمولوجية القائمة على نقد أسس العقل المنتج للفكر، الثقافة والحداثة.
يروم مشروع أركون الإبيستمولوجي الكشف عن الشروط، والإمكانيات التاريخية والمنطقية واللغوية التي تحكم المعرفة من منظور مفهوم "الإبيستمي" - أو نظام المعرفة عند فوكو- أي معرفة المنطلقات التي حكمت تكوّن المعارف، النظريات، والخلفيات التاريخية لهذه المعارف... فبعد العقلانية العلمية التي ربطت النهضة بالعلم التجريبي والطبيعي، وبعد العقلانية الليبرالية السياسية جاءت العقلانية النقدية التي تقترن النهوض الحضاري بضرورة "نقد العقل" بمعنى تفكيك بنيته، وتحليل مسلماته، وكذا استنطاق صياغاته وتعبيراته بهدف معرفة كيفية اشتغاله، وطريقة إنتاجه للمعنى والحقيقة، وتاريخيّة تكوّنه وحدوده. وفي هذا السياق يندرج مشروع أركون؛ فهو صاحبُ برنامج نقديٍّ شاملٍ، يسعى إلى استبدال النظرة التقديسيّة للتراث لدفع هذا العقل الإسلامي لتبني قيم الراهن، والخروج من قوقعة الماضي وملتبساته.
يؤمن أركون بضرورة الاستعانة بالنقد الصارم؛ لفكِّ معيقاتِ النهضة في المجتمعات الإسلامية، وهو بذلك يخطو خطوات الممارسة النقدية في الفكر الغربي مع المسيحية، فهو لا يضع فاصلًا بين النقد الذي مارسه الأوروبيون للمسيحية في عصر النهضة - الثورة ضد الكنيسة والسلطة الدينيّة- وبين النقد الذي يمارسه هو على العقل الإسلامي، باعتباره تكملةً لنقد العقل الديني عامة، ولتحقيق النهضة المنشودة؛ وكأنَّ مشروع نقد العقل الإسلامي هو تكملةٌ لمشروع بقي له أن يشمل الإسلام، لذا فتحركاته العلمية التي ترتكز على استحضار التراث تشبه تحركات علماء أوروبا ومفكّريها بالنسبة للمسيحيّة.
من سمات نقد أركون للعقل الإسلامي انفتاحه على آخر مكتسبات علوم الإنسان والمجتمع، لمحاكمة كل المنتوجات المعرفية الإسلامية بشكل موضوعي، فقد نظر إلى العقل الإسلامي نظرة تاريخيّة، ويسعى من ورائها إعادة كتابة التاريخ الإسلامي.
وهذا يتطلب في اعتقاده التسلح بترسانة من المفاهيم النقدية الحديثة لدراسة الظاهرة الدينية الإسلامية، وقد نجم عن ذلك كما هو ثابت، استنباط مفاهيم جديدة في اشتغاله على التراث الإسلامي، وعلى النص القرآني مثل " الرأسمال الرمزي، الفضاء الداخلي والخارجي للنص، التاريخانيّة، المخيال الجمعي، ماركسية، حداثية، بنيوية، اللامفكّر..."
على أية حال، فعمل أركون في عمقه " إبيستمي"، حيث لا يبتعد عن الحفر في بنيات "اللامفكَّر فيه" في الثقافة الإسلامية، وجعله مفكَّرًا فيه، والحاصل أن "اللامفكَّر فيه" لا يعني به أركون الوحي أو الظاهرة القرآنية وخلفياتها و تجسيداتها، أو الظاهرة الإسلامية وتمثّلاتها، فالإيمان بحدِّ ذاته يشكّل مجالًا من مجالات الحقيقة البشرية التي لم تخضع بعد للدراسة التاريخية و الفيلولوجية النقدية كما ينبغي على حدِّ تعبير أركون، وهذه محاولة جريئة لتحرير الوعي الإسلامي من اللاعقلانية المتعارضة، وقيم الراهن المعولم، كالأنسنة والحرية والمساواة والديمقراطية وغيرها من قيم الحداثة الغربية.
في عمله الإبيستمي تأثر محمد أركون بمدرسة الحوليات الفرنسية – مؤسسها لوسيان فيفر- ، ثم توصل بعد ذلك إلى أنَّها بالغت في نقد المدرسة التاريخية التقليدية، فاتّجه مباشرةً إلى علم النفس التاريخيّ، وهو علم خرج من رحم الحوليات، يهتم بدراسة العقلية التي سادت في فترة ما؛ أي العقلية الجماعية ثم الخيال والأسطورة، فمقابل اهتمام مدرسة الحوليات بالبنى المادية فإنَّ علم النفس التاريخي يهتم بالبنى العقلية والمعنوية.
من الخطوات المعروفة التي سلكها أركون لنقد العقل الإسلامي إخضاع ما يسمّى بالدراسات الاستشراقية – القائمة على المنهج الفيلولوجي ومنهج التأريخ السردي - للمساءلة والنقد؛ لكونها في نظره تظلُّ دراساتٍ حياديّةً وباردة على حدِّ تعبيره، حيث تستخدم طريقة النقل الحرفي للأفكار الإسلامية، مما يؤدي إلى إحداث قطيعة بين المعنى وتاريخيّته، وبين النص وظروفه.
وبالمناسبة فاتصال أركون بالفكر الغربي كان في بدايته الأولى عبر الاستشراق، وبالرغم من نقده لحدود البحث الاستشراقي إلا أنَّه يوظف أعمال، ونتائج أبحاث الكثير من المستشرقين ويشيد بقيم أعمالهم ك" ريجيس بلاشير، مونتغمري وات، نولدكه، ويليام غراهام...".
كل ذلك أسهم في تأسيس أركون سنة 1970م، ما يُسمّى ب"الإسلاميات التطبيقية"، وهو مشروعٌ بديلٌ يقترحه لجعل الفكر الإسلامي يتسم بالحيوية والنشاط، وقد طرحه أيضًا مقابل منهجية المستشرقين في دراسة التراث، والتي يسميها "الإسلاميات الكلاسيكية" . والحق أنَّ فكرة الإسلاميات التطبيقية تعود إلى ما يسمى بالإبستيمولوجيا التطبيقية ل"غاستون باشلار"، ومفهوم الأنثروبولوجيا التطبيقية ل"روجي باستيد".
يقصد بالإسلاميات التطبيقية منهجية علمية جديدة في قراءة النصوص الإسلامية، وخلخلة نظم المعرفة التقليدية، وزحزحتها عن مساراتها بغية قراءة الإسلام قراءة معاصرة، وتجاوز العقلية الدوغمائية، والرؤية الأرثوذكسية على حدِّ تعبير أركون، من أجل الانفتاح على النسبية والتعددية، ومسايرة الأسئلة التي تفرض نفسها، والتي تشمل الإنسان والتاريخ والمعنى؛ لتجسيد خطاب ديني معقول، ولدفع الدراسات الإسلامية نحو الجانب العلمي عكس ما كانت عليه، فقد كانت حبيسة معطيات إيديولوجية وسياسية، مفتقدةً للروح الشكية والاستشكالية. وتنسجم الإسلاميات التطبيقية مع نفسها، فهي تطبيقيّةٌ لكونها مبنيّة على التفاعل مع المناهج العلمية والفلسفية الجديدة، ودائمة النقد الذاتي من خلال المراجعة والمحاججة.
في منظومة أركون الفكرية، يستحيل تجاوز مفهوم الأنسنة أو النزعة الإنسانية، وقد بدأ اهتمامه بهذا المفهوم منذ إنجاز أطروحته للدكتوراه حول نزعة الأنسنة في الفكر الإسلامي الكلاسيكي، محاولًا إثبات أنَّ النزعة الإنسيّة ليست حكرًا على العالم الغربي، وأنَّ المُناخ الفكري الذي ساد في الحضارة الإسلامية إبّان القرون الهجرية الخمسة الأولى تميّز بالانفتاح على فكر الآخر، وتميّز أيضًا بالدفاع عن قيم الإنسان؛ مما سمح بانبثاق نزعة إنسيّة لدى نخبة من المفكرين والأدباء، ويمكن تلمّس خصائص هذه النزعة ومقوّماتها من خلال المناظرات التي كانت تجري في مجالس العلم التي أنشأها الوزراء والأمراء لا سيّما أثناء الخلافة العباسية، وهذا نجده في كتب الأدب، وفي أعمال التوحيدي ومسكويه. وقد ربط أركون بين النزعة الإنسية والممارسة العقلانية، وتحدث في أكثر من موضع عن استحالة قيام فلسفة إنسية بعيدًا عن النظر العقلي، فالعلاقة بينهما تلازميّة، ومن ثم فغياب أحدهما يؤدي إلى غياب الطرف الآخر.
في الحقيقة، أركون لا يسعى من خلال تذكيرنا بالنزعة الإنسانية في التاريخ الإسلامي إلى الرجوع إلى الخلف لإحياء هذه النزعة، أو الأخذ بتجربة التوحيدي أو مسكويه بقدر ما يسعى إلى تبيان النضج العقلاني الذي وصل إليه العقل الإسلامي في تلك الفترة من الزمن. كما يسعى من خلال دعواته إلى إنتاج نزعة إنسانية جديدة وحداثية. وهذا جعله يدخله في سجالات عميقة مع المستشرقين والأصوليين والعلمانيين المتطرفين.
الملاحظ أنَّ أركون كان مهووسًا بالتنظير، كما أنَّه يدعو إلى إنجاز مشاريع، وورش عمل.... وكان يحيل على كتب ستصدر وأبحاث قيد التنفيذ، مما دفع المستشرقين في السوربون إلى توجيه سهام النقد إليه، لكنَّه متمسكٌ بما كان يعلنه ويدافع عنه، وكثير من دراسات أركون كما يقول تلميذه ومترجم أعماله هاشم صالح تتخذ هيئة برنامج عمل ينتظر التنفيذ والإنجاز أكثر مما تتخذ هيئة البحوث الناجزة والنهائية.
هناك من يصف مشروع أركون النقدي الشامل بطابع الجدية والجرأة والعمق في جهازه المفاهيمي ومنهجيته متعددة التخصصات في مقاربة القضايا المختلفة، كما أنَّ هناك من يرى أنَّ مشروعه تغريبي واستشراقي، ويسعى إلى إلحاق الفكر الإسلامي بالفكر الغربي، من خلال اعتماده على الدراسات الاستشراقية.
على كلِّ حال، فأركون يُعدُّ أحدَ أبرز وجوه الفكر الإسلامي المعاصر، وقد كتب عدة كتب بالفرنسية، وترجمها هاشم صالح إلى العربية - بشكل رائع مع إضافته لهوامش مهمة لا يمكن للباحث أن يستغني عنها - من بينها: - "الفكر العربي"، - "تاريخية الفكر العربي الإسلامي أو "نقد العقل الإسلامي"، - "الفكر الإسلامي: قراءة علمية"، - "التشكيل البشري للإسلام" - "الإسلام: الأخلاق والسياسة"، "الفكر الإسلامي: نقد واجتهاد"،- "العلمنة والدين: الإسلام، المسيحية، الغرب"، - "من الاجتهاد إلى نقد العقل الإسلامي"، - "نزعة الأنسنة في الفكر العربي"، - "من التفسير الموروث إلى تحليل الخطاب الديني"، - " أين هو الفكر الإسلامي المعاصر؟" ...
نال أركون عدة جوائز وأوسمة، من أبرزها: جائزة ليفي ديلا لدراسات الشرق الأوسط كاليفورنيا 2002م، وجائزة ابن رشد للفكر الحر برلين 2003م، وجائزة الدوحة عاصمة الثقافة العربية 2010م... وتوفي في 14 سبتنمبر2010م، عن عمر ناهز82 عامًا، ودُفن بالمغرب.
 


 

محمد أركون، الأنسنة والإسلام مدخل تاريخي نقدي، ترجمة وتقديم محمود عزب، ط 1، بيروت: دار الطليعة،  يناير2010، ص285 . - مجموعة مؤلفين، محمد أركون، دراسة النظريات ونقدها، ط1، العراق: المركز الإسلامي للدراسة الاستراتيجية، 2019، ص12-14

[1] -نفس المصدر، ص7 . أنظر أيضا ما جاء في تعليقات هاشم صالح  - مترجم كتب المفكر محمد أركون – ، محمد أركون،  العلمنة والدين، الإسلام والمسيحية، الغرب، ط3، بيروت: دار الساقي، 1996، ص127 .

[1] - وهو مشروع شديد الجدة وشديد التعقيد إلى حد أنه يتعذر إنجازه تماما منذ المحاولات الأولى كما أوضح أركون. أنظر محمد أركون، تاريخية الفكر العربي الإسلامي، ترجمة هاشم صالح، ط2، بيروت، الدار البيضاء: مركز الإنماء القومي، المركز الثقافي العربي، 1996، ص 11

[1] - ومن خلال هذا المشروع، فهو يسعى كما صرح بذلك إلى "إدخال نوع من البحث الحي الذي يفكر ويتأمل بمشاكل الأمس واليوم، إما من أجل ساحة المعاني المتشظية والمبعثرة، ومن أجل مواجهة الآثار المدمرة للأيديولوجيات الرسمية". نفس المصدر، ص11

[1] - في هذا السياق يرى هاشم صالح تلميذ ومترجم أعمال محمد أركون أن كتب هذا الأخير تندرج كلها تحت العنوان العريض التالي: نقد العقل الإسلامي،(بالعبارة التالية كيف بالمعنى التاريخي والأنتروبولوجي، والفلسفي لكلمة نقد)، ويمكن تلخيص مشروعه أيضا  بالعبارة التالية كيف نفهم الإسلام اليوم؟ بمعنى كيف نفهمه على ضوء المناهج الحديثة للعلوم الإنسانية؟ تقديم هاشم صالح لنص الحوار الذي أجراه مع محمد أركون، ضمن محتويات كتاب، محمد أركون، قضايا في نقد العقل الديني، كيف نفهم الإسلام اليوم؟، دط، بيروت: دار الطليعة، دت،  ص298

[1] - هذا المصطلح بلوره ميشيل فوكو في كتابه "الكلمات والأشياء" الصادر عام 1966، وقد قال عنه محمد أركون " وجدت فيه مفتاحا لتحديد أبحاثي الخاصة عن التراث التراث الإسلامي" أنظر محمد أركون، التشكيل البشري للإسلام، مقابلات مع رشيد بن الزين، وجان لوي شليجيل، ترجمة هاشم صالح، ط1، المركز الثقافي العربي: بيروت، الدار البيضاء، ص66.

[1] - فالمنهجية الفيلولوجية هي منهجية الاستشراق الكلاسيكي كله. وهي تتمثل في تحقيق المخطوطات، وطباعتها وقراءة النصوص قراءة لغوية تقليدية تكتفي بملاحقة التأثيرات التي تتركها النصوص السابقة.  محمد أركون، العلمنة والدين، المصدر السابق، ص119

[1] - أو مدرسة التاريخ الجديد، بزعامة لوسيان فيفر ومارك بلوك، تم تأسيسها عام1929، وبعد المؤسسين جاء تلامذتهم المباشرون من أمثال فيرنان بروديل، جورج دوبي، جاك لوغوف، إيمانويل لوروا لادوري، فرنسوا فوريه...وقد أحدثت ثورة إبيستمولوجية في مجال كتابة التاريخ، إذ عملت على إدخال العلوم الإنسانية والاجتماعية إلى الدائرة التاريخية، وقد سعى أركون في أكثر من مناسبة إلى التأكيد على حاجتنا إليها من أجل إعادة النظر في مناهجنا التاريخية التي أصبحت قديمة بالية. محمد أركون، الإسلام، أوروبا، الغرب، رهانات المعنى وإرادات الهيمنة، ترجمة وإسهام هاشم صالح، ط2، بيروت: دار الساقي، 2001، ص238مجموعة مؤلفين، المرجع السابق، ص21

[1] - فالإسلاميات الكلاسيكية حسب أركون هي " عبارة عن خطاب غربي عن الإسلام، وهو صادر من اختصاصيين باللغات الشرقية" انظر محمد أركون، العلمنة والدين،  المصدر السابق، ص37.

[1] - من هنا يمكن أن نتساءل عن العلاقة بين الإسلاميات التطبيقة، ونقد العقل الإسلامي، وللإجابة عن هذا التساؤل يرى فالح المسرحي أنهما وجهان متداخلان ومتلازمان في فكر محمد أركون، إذ لا يذكر الأولى إلا ويذكر الثانية، وقد اجتهد أحد الباحثين قصد التمييز بين الصيغتين، وتوصل إلى نتيجة التي ورد فيها " مشروع أركون هو نقد العقل الإسلامي، وأنه توسل بطريقته الخاصة لهذا الموضوع منهجا أطلق عليه الإسلاميات التطبيقية.فارح المسرحي، المرجعية الفكرية لمشروع أركون الحداثي، أصولها وحدودها، دراسة تحليلية نقدية -رسالة دكتوراه- جامعة الحاج لخضر باتنة، كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية والعلوم الإسلامية، ص137.

[1] - نفس المرجع، ص29-31