زجَّ الدَّمعَ بيمناهْ

 

شعر: غسان تهتموني

شاعر أردني

gasantahtamoni@gmail.com

 

‎( 1)‎

ربِّ عُدْ بي

لبدايةِ قشٍّ عمَّدني

بكفافِ الضوءِ الرّاعشِ في الحقلِ

تلمَّسْ رغبةَ عبدكَ في الطينِ

تويجًا للوردِ غفا

وسحابًا بالأمس تنهَّدْ

بالأمس تنهَّدَ

أيَّان رمحْتَ الرّيحَ

وشاغبَ ظلَّي في العتمِ

هديلْ

 

‎( 2)‎

وتلمَّس رغبةَ عبدكَ

من برعمِ طفلٍ

زجَّ الدمعَ بيمناهْ

وأعِدْ نومًا غادرَ جفني

وأعِدْ

لجناح أبي

خجلي

تلفي

في الشوق الغابرِ

للنونِ الثاكلِ بالحسنِ

وتلمَّسْ حلمًا ضاقَ بِحلمي

مهجًا أدمتْ

في الفيجنِ أخضرها

برعتْ في العذلِ قساوتهُ

فترامى من لدنِ العشقِ قتيلْ

‏***‏

 

إسفلت الغرباء

 

حاججتَ الفلَّ بعطري

وتقلَّبَ جمري في جفنةِ آهْ

عُدْ بي

لذبالِ الرّكضِ، وكسرة خبزٍ

دلفتْ كالوجدِ بريقي

وبطيِّ الدفترِ تمتمتُ بأنِّي

مشغولٌ بالشيدِ العالقِ

أنَّ القلبَ المرصودَ بأعلى الغيمةِ قلبي

أنَّ اللّهفةَ ما زالتْ

تأخذني بمجامعِ برج الجوزاءْ

أنَّ السرَّ بسرِّي

مرسومٌ في الدرَّاقِ

وثنايا الطفل اللاهثِ خلفي

يتردَّدُ في الركضِ

بإسفلت الغرباءْ

‏***‏

من طللٍ

أبكي الطفلَ شبيهكَ ذاتَ مساء

حينَ دعتكَ بصعقةِ كَحلٍ

وترجَّلَ في الأفقِ الطيرُ فشقشقَ جاءْ

يسقطُ ريشكَ إنْ زاغَ البصرُ

ورغرغَ ضوءٌ، ضاءَ بماءْ

فرأتْ بأس الولد الرافضِ فيكْ

بأس الولدِ الرافضِ للإملاءْ

ألفٌ

باءٌ

تاءٌ

ثاءْ