كحبل غسيل

‎ ‎نَصّ: عماد مدانات

أديب وفنان تشكيلي أردني

 

سيّدتي

ذات العنق الورديّ‎ 

والزغب الذهبيّ على أطراف الخد‎ 

اطمئنّي‎.. 

كل شيء مُباح لكِ هذي الليلة‎ 

أحلامي كلّها‎ 

تعبي المخبّأ في خطوات الطريق‎ 

جمهرة الارتباك في خطوط لوحتي القديمة‎ 

المشي على شاطئ عيني بأجمل ما تكون الخطوات لزهرة لوز‎ 

القفز على سلالم صدري كعصفور أسره اللّعب

ليلي المتأخر في السهر

خمرتي المعتَّقة في زجاجة الهَمّ

قصائدي النّائمة في سترة الخريف

بقايا العطر في آخر موعد بيننا ‏‎ 

فافرحي كعاشقة غازلها القمر الهارب من زاوية الشبّاك‎ 

وحطَّ على نهديها سرب يمام، فتنته الغبطة بنقطة ضوء‎!‎

‎ 

‏***‏

سيدتي

عطري لكِ.. وما تبقّى من الشِّعر

وأصابع يدي المنقوشة بالحنين

وابتسامتي الممزوجة بألف سؤال

حتى إنَّكِ تستطيعين أن تمارسي عاداتك السيّئة فوق جبيني دون خجل‎ 

ومَن تجدينه جديرًا بحفاوة جسدي المنهوك‎.. 

لكن‎...‎

وأنتِ تهرولين نحو الحافلة المهاجرة‎ 

قبل ضجيج الدّوري على غصنٍ يابس

اتركي لي بعض القبلات‎ 

في شقِّ الحائط‎ 

أو أحد جراحاتي النيّئة على شفتي‎ 

أو في جيب الثلّاجة‎ 

قد أشتاق لها يوم العيد..‏‎ 

 

الشتاء على الأبواب‎ 

والبرد رفيقي منذ وُلدتُ على طرف الشارع‎ 

كحبل غسيل.‏