تركي عبد الغني
شاعر أردني
مـــــا قـــيــلَ،، مـــــا سَــيُــقـالُ،، مـــــا سَــيُــؤَوَّلُ
فــيــمــا يُــشــاكِــلُ فــــــي الـــوُجــودِ وَيُــشْــكِـلُ
لا شَــــيْءَ يــكـفـي.. كَــــيْ تُـطـالِـعَـنا الـحـقـيـقَةُ
لَــــحـــظَـــةً .. لِــــنَـــكـــونَ مــــــــــا نَـــتَــخَــيّــلُ
إنْ نَـــــحْــــنُ إلّا مــــــــا يُـــجَـــسِّــدُهُ الــــكَــــلامُ
بـــــــمــــــا يُـــــتــــيــــحُ (الــــلّاشُــــعــــورُ) الأوَّلُ
والـــعَـــقْــلُ سِـــــــرُّ الـــكــونِ.. فــي مَــنْــظــومَـةٍ
كــــــــــلُّ الــــعُـــقـــولِ أمــــامـــهـــا تَـــتَــعَــطَّــلُ
ذاتِــــــــيَّـــــــةُ الــــتَّــــدْمـــيـــرِ .. إلّا أنَّـــــــهـــــــا
مَـــنْـــظــومَــةٌ مِـــــــــنْ ذاتِـــــهــــا تَـــتَــشَــكَّــلُ
تَـــــــرَكَ الإلـــــــهُ مِـــــــنَ الإزاحَـــــــةِ فُــســحــةً
لإِرادَةِ الـــــــوَعْــــــيِ الــــــــــــذي يَــــتَــــدَخَّــــلُ
عـــــبْـــــرَ اتِّـــــســــاقٍ لا يُـــخَــلْــخَــلُ إنَّـــــمــــا
يَــــنْـــهـــارُ فــــــــــي كَـــيْـــفِــيَّــةٍ تَــتَــخَــلْــخَــلُ
وأنـــــــــا الـــمُـــعـــادِلُ لِـــلْـــوُجـــودِ وَحَـــسْـــبُــهُ
وتَــــحَــــوُّلــــي اسْــــتِــــدْراكُــــهُ الـــمُـــتَـــحـــوِّلُ
وأنـــــــا (الأنـــــــا الأعـــلـــى) انْـــزِيـــاحٌ مُـــفْـــرَغٌ
لـــــــــي واقـــــعــــي والـــعـــالَـــمُ الــمُــتَــخَــيَّـلُ
كــــــلُّ الــجِــهــاتِ إلــــــى الــجــهــاتِ أَعِــنَّــتــي
أحــــلامِــــيَ الـــنّـــجْــوى وَدَرْبِـــــــيَ مُـــخْــمَــلُ
ســـكَـــنَ الـــوُجـــودُ إلــــــى يَـــــدَيَّ لـيـسـتـريـحَ
وكـــــــلُّ شـــــــيءٍ فـــــــي يَـــــــدَيّ مُــــؤَجَّـــلُ
عَــقْــلــي ( يَـــتِــكُّ، يَـــتِــكُّ )يَــسْــبِـقُ شَـــرْطَــهُ
وَيُــقِــلُّـنـي .... مِـــنّـــي إلــــــى مــــــا يُـــذْهِـــلُ
أفْـــشَـــيْــتُ لــلــصّــمْــتِ ابْـــتِــهــالاتِ الـــنّــهــارِ
وَتَـــمْـــتَــمــاتِ الــــلـــيـــلِ وهْــــــــــوَ يُــــلَـــيِّـــلُ
وَحَــمَــلْـتُ مــــا قــــالَ الــحَـمـامُ إلــــى الــحَـمـامِ
وَمــــــــــآ تُـــحَـــمَّــلُــهُ الــــطُّـــيـــورُ الـــــرُّحَّـــــلُ
وَلـــمَــسْــتُ أحـــــــزانَ الـــتُّـــرابِ إذا اســتُــبـيـحَ
بــــنَـــفْـــسَـــجٌ أو يُــــسْـــتَـــبـــاحُ قَـــــرَنْــــفُــــلُ
وَفَــهِـمْـتُ مَــعْـنـى الـحَـشْـرَجاتِ مِـــنَ الـعَـشـيقَةِ
وَهْــــــيَ فــــــي حِـــضْـــنِ الــعــشـيـقِ تُــقَــبَّــلُ
ونَـــقَـــلْـــتُ نـــــوتــــاتِ الـــمَـــقــامِ الــعــبــقــرِيِّ
إلـــــــى الــسُّــنـونـو حـــيـــنَ غَـــنّـــى الــبُــلْـبُـلُ
وأنـــــا (الأنـــــــا الـــدُّنْــيــا) نُـــكـــوصٌ مـــاجِـــنٌ
دَوّامَـــــتــــانِ مِـــــــــنَ الـــفِـــصـــامِ وَمَـــقْـــتَـــلُ
وأنــــــــا نُــــــــزوحٌ مــــوغِــــلٌ فــــــــي ذاتِــــــــهِ
ونَــــــــــوازِعٌ فــــــــــي ضِـــــدِّهـــــا تَــــتَـــوغَّـــلُ
رأســــــــــي أهـــــازيــــجُ الـــــرِّيــــاحِ وَمَـــــأْتَــــمٌ
وجَـــــمــــاجِــــمٌ وَدَمٌ وَرَمْـــــــــــــلٌ يَــــصْــــهَــــلُ
بَـــيْـــتــي الــــزّوايـــا الــمُــهْــمَـلاتُ، وَخُـــلْــوَتــي
جَـــــسَــــدي .. كَـــــأَنِّــــيَ غُــــرْبَــــةٌ تَــتَــنَــقَّــلُ
مـــــــا زِلْـــــــتُ حَــــتّـــى الآنَ شَـــيْــئــاً كُــنْــتُــهُ
إذْ كـــــــانَـــــــتِ الأيّــــــــــــــامُ لا تَــــتَــــمَـــهَّـــلُ
ذِكْــــــــــرايَ ذاكـــــــــرةٌ تَـــعَــسْــكَــرَ كَـــوْنُـــهـــا
وَطــــريـــدَتـــانِ، أنـــــــــا وطـــــفــــلٌ مُـــهْـــمَـــلُ
مَــــــــرَّتْ بِــــــــهِ الأيّــــــــامُ عــــبْــــرَ ثُــقــوبِــهــا
صُــــــــوَراً تُــــطِـــلُّ عَــــلَـــيَّ لَـــحْــمــاً يُــــؤْكَـــلُ
سَــــقَـــطَ الــقِــنــاعُ، فَـــمـــا تُــــــرَدِّدُهُ الــلُّــغــاتُ
تَـــــــقَـــــــوُّلٌ، والأنْـــــسَـــــنــــاتُ تَـــــجَــــمُّــــلُ
أنـــــا لَــعْــنَـةُ الــغَــنْـجِ الــمُــقَـدَّسِ حــيــنَ كــــانَ
عـــــلـــــى شِـــــفـــــاهِ الــــعـــاريـــاتِ يُـــــرَتَّــــلُ
أنـــــــا مُـــنْــتَــجُ الــنَّــسْــلِ الــمُــهَــدَّدِ بــالــبَـقـاءِ
دَمـــــــي عـــلـــى كُــــــلِّ الــسُّــيــوفِ مُــحَــلّــلُ
مــــــا كــــــانَ أَعْــــــدَلَ أنْ تُــعـانِـقَـنـي الــحــيــاةُ
بــلَـــحْــظَــةٍ .. فــيـــهـــا الــــحـــيـــاةُ تُـــــؤَمَّـــــلُ
كَـــــمْ كُــنْــتُ أحْــلُــمُ أنْ أنــــامَ بِــحِـضْـنِ أُمّــــي
حــــيــــنَ كـــــــانَ الـــلّــيْــلُ مِــــنّـــيَ يَـــجْــفُــلُ
كَــــمْ كُــنْــتُ أَحْــلُـمُ أنْ أُضــاحَـكَ حــيـنَ أضــحـكُ
أوْ أُدَلَّــــــــــــــــلَ حــــيــــنــــمــــا أتَــــــــدَلَّـــــــلُ
أنــــــا لـــســـتُ أُشْــبِـهُـهُـمْ ولـــســتُ أُحِــبُّــهُـمْ
صـــــــــدري مـــســامــيــر وقـــلـــبـــيَ دُمَّــــــــلُ
عَـــمّــا خَـــيــالٍ .. سَـــــوْفَ تَـسْـكُـنُـني الــطُّـيـورُ
وَسَــــــــوْفَ تَــعْــبُــرُنــي الـــجِـــهــاتُ وَأرْحَــــــــلُ
عَــــمّـــا مَـــمــاتٍ.. ســوفَ تَــغْــمُــرُنـي الــحــيــاةُ
وَيَـــسْـــتَــقِــرُّ بِـــــــــيَ الـــفَـــنـــاءُ الأجْـــــمَــــلُ