محمود الشلبي
شاعر أردني
لكِ الصَّباحُ ولي ما فيهِ من أملِ
هو الفضاءُ وأنتِ النُّور في المُقلِ
أُرمِّمُ البُعْدَ بالتَّذكار، أحملُه
على فؤادي كما لو طائر الحجلِ
بيني وبينكِ بحرُ الشِّعْر يحملنا
إلى مرافئِهِ في مَوْجهِ الجذِلِ
تهْمي على وتر الأيّام عاطفتي
هي القصيدة كانت لي، ولم تزلِ
أُلْقي شِبَاكي، وبي ممّا أكابدُهُ
تفعيلةٌ زانها وزنٌ بلا مللِ
أنا سؤالٌ ثوى في صَخْر أمنيتي
وأنتِ أنتِ جوابٌ رنّ في الجبلِ
أشدُّ خَصْرَ اشتياقي حاملاً ولَعي
بما تيسَّرَ من عشقٍ... ومن غَزَلِ
لا يرحلُ النَّبضُ عن أرجاءِ قافيتي
ولا يغادرُها يومًا على عَجلِ
في ضَوْء ضَوْئك لا يأسٌ يخامُرني
ولا ظلامٌ يواري هاجسَ السُّبُلِ
طال الطريقُ، وبي شوقٌ لأغنيةٍ
حروفُها في دمي ذابتْ وفي جُمَلي
أشجارُ ذاكرتي غَنَّى الحَمامُ بها
ألستُ زارعَها في مَهْبِطِ القُبَلِ
عمّا قريبٍ ستفديني الظِّلالُ وقَدْ
أَذْعنْتُ للشمس حتى كوفئتْ مُثُلي
من حُسن حظيَ أنيَ لم أجدْ أحدًا
يوفي الصَّبابةَ معنىً في الهوى بدلي
حُلْمي تَغَرَّبَ، والمنفى أَقَامَ لَهُ
مِظلّةً مِنْ لظى الآلام، والعِللِ
هي القصيدةُ، لا تأتي بلا وَجَعٍ
ولا تكونُ بلا عِبْءٍ، ولا جَدَلِ