شعر: عمر أبو الهيجاء
شاعر أردني
قبل أنْ تتنزَّل الفكرة
كنتُ مبلّلًا بالغيم
فمي ناشف في طواحين الماء
***
قبل أن أمُرَّ مبتسمًا
على أضرحة الأمكنة
كنتُ شغفوفًا بمعنى الورد
لم أنَل بعد
حفنةً من تراب وضياء
***
قبل أنْ أعلنَ الصُّعود
بالضوء غسلتُ خطايا المدن
ولم أنَم كثيرًا
في خيمة العشب
أقمتُ في الليل
طقوس التوحُّد والوحدة
في العراء
***
قبل أكثر
من ثقبٍ في ناي القلب
وأنا..
أقلّ عزفًا في محاريب الكون
وأقلّ اخضرارًا في فراش الكلام
هو القلب ناي للشعر؟
موسيقى مجروحة
تتساقط من فم السماء
***
قبل أكثر من امرأة
تجوَّلت في أوتار الحلم
ولم تهبط نحو الرّغبة المشتهاة
امرأة أخذتني إلى تعاويذها الزرقاء
ألقَت عليّ رذاذها ومضَت
تمايَلت من شغف في محرابها
واحترقت كشمعة القدّيسين
ولم أنَل غير ثرثرة الماء
على الماء
هي فكرة قرصتني
في مراحل ترتيب الظلّ
ورماد ليل ظلَّ يشخر في الدماء
***
قبل أن أخدش الفكرة
لا.. أحد يفرك أصابعي
أعرف أني
الأقرب إلى فكرة عاقرتها
ولم تزل تسبح في مراياي
أعرف أني
أمشي لفكرة في كهف الروح
وروحي طريّة في مزمارها
تتكاثر طريّة يحرسها الهواء.