قلتُ ما يُبكي سيُبكي

شعر: أحمد الخطيب

شاعر أردني

 

سيكون لي ‏

أنْ أُولَدَ الآنَ مِنَ الجبلِ الذي تخفيهِ

أغنيةٌ قديمةْ

ويكونُ لي ما يشبهُ المرعى الذي

قصدتهُ راعيةٌ يتيمةْ!‏

وهناكَ أسرفَ ليلُها، والناسُ معنيّون

بالوجهِ الذي جلبتْهُ ‏

مرآةٌ سقيمةْ!‏

‏***‏

الناسُ معنيّونَ قلتُ

لعلّها انتبهتْ إلى حِلَقِ الطيورِ

وكنتُ أبعدَ من رَصاصتها، استدرتُ

إلى الرَّصاصةِ قبل أن أمضي إلى يدها الجريحةِ، ‏

قلتُ ما يُبكي سيُبكي

هل هي الآن استجارتْ بالرصاصِ

أم الرصاصُ على الحقيقةِ

كان مَن استجارْ؟!!‏

والناسُ معنيّونَ قلتُ ‏

لعلَّها عبرتْ إلينا من حقولِ الأمسِ، ‏

واستلقتْ على مَهَلٍ بياتَ ضُحًى

ولَمْ تهضمْ همومهْ!‏

‏*** ‏

في البيتِ لَمْ تأنسْ بأغنيةِ الطفولةِ

لَمْ تشاهدْ وردةَ الكحلِ على ساقِ البنفسجِ

وهي تنشُجُ بالسؤالِ، مَنِ الذي في الليلِ

أربكَ حلْمَها؟

كانتْ تُداعبُ قطّةً رعويّةً، والعيدُ ‏

كان سياجَ أغنيتينِ

زهرًا قابلًا للعافيةْ! ‏

وأنا هضمتُ قصيدتي بالقافيةْ!‏

‏***‏

هل هكذا استلقتْ

أظنُّ قصدتُ راعيةً يتيمةْ

وقصدتُ نايَ الناسِ في بيتِ المجازِ

نفختُ بالمعنى، لأنسى سيرةَ الطّلل البعيد من الخيامِ، ‏

وكنتُ وحدي في الحروبِ شهيدَها، وولِدتُ

منْ قصفٍ كثيفٍ، هكذا المغزى

ولَمْ أولَدْ على جسرِ المدينةِ، سوف تأتي بعد أغنيتينِ

أو بعدَ انحسار رَصاصَتينِ من القبيلةِ

لَمْ أمارسْ بعضَ ولْدَنتي، ولَمْ أُولَدْ، ولَمْ أمرَضْ

وقال ليَ الغبارْ!‏

الهالكونَ على الحقيقةِ

طُغمةٌ تمضي إلى غدها

ونهرٌ فائضٌ بالصَّمتِ، بابي مغلقٌ

والناسُ، والرئةُ السليمةْ!!‏

‏***‏

وعلى المدينةِ أنْ تبادرَ بالنزولِ

إلى الشوارعِ، لا إلى المقهى، ولكنْ

للخروج على الحصارِ، إذا تفتّحَ زهرُ أشجارٍ عظيمةْ!‏

وعلى المدينةِ أنْ تغادرَ ليلَها

لتمرَّ راعيةُ الحياةِ إلى الخيالِ، وهل بدا

جبلٌ بجانبِها يخفُّ، كما تخفُّ الريح ‏

والأُمَمُ اللئيمةْ! ‏