امرأة.. من بنات الحكايات..‏

 

شعر: درويش الأسيوطي ‏

شاعر مصري

darweeshalasuty1946@gmail.com

 

هي امرأةٌ..‏

ـ مثلُ كلِّ بناتِ الحكايات ـ

كانت تنامُ..‏

وفي كُحْلِ أجفانِها..‏

تلكمُ الأمنياتُ القليلةُ والسَّاهدَة ‏

 

 

هي امرأةٌ... ‏

لا تودُّ امتلاكَ الجنانِ الفسيحةِ، ‏

أو عرشِ [بلقيسَ]... ‏

أو ما تودُّ الصبايا..!!‏

ولكن تودُّ امتلاكَ فؤادٍ

نديٍّ كما الوردِ فوقَ الغصونِ، ‏

دفيءٍ.. كَلَيْلاتِها الشاردة..!!‏

 

مثلَ ريحانةٍ من زمانِ البنفسجِ

تخرجُ مِنْ خِدْرِ أحلامِها في المساءِ، ‏

فتستأفلُ الأنجمُ الساهراتُ، ‏

وتحْتشدُ القُبَّراتُ على ثَبَجِ النورِ ‏

حين تمرُّ.. ‏

فتملأ ألحانها بالتبسُّمِ،

والفرحةِ الواعدة..!!‏

 

ربَّما أدركَ العاشقونَ ‏

من الليلِ هدأتَهُ،

والنسيمُ المشاغبُ،

يندسُّ في الدكْنةِ الفاتنة.. ‏

إنَّهُ الليلُ حين تفكُّ الضفائرَ ‏

في نزقِ الفاتناتِ ‏

وتنشرُهُ ‏

في فضاءِ الرخامِ الصّقيل..‏

فتطفئ في أعينِ العاشقينَ القناديل ‏

والقببَ النّاهدة.. ‏

ربّما تهتدي في الظلام البدورُ ‏

بذاك الجبين/ الهلال ‏

وبالخصلةِ الساجدة ‏

 

طفلةٌ ‏

من نسيمِ البراءةِ قد صاغها اللهُ ‏

تبحثُ ‏

عن حضنِ مَنْ أنبتتْهُ الحكايا بأحلامِها.. ‏

ومَن واعدتْهُ.. ‏

وعاهدَها.. ‏

حين فاءت إلى الحجرةِ الراقدة.. ‏

 

ولدٌ.. ‏

حينما يحتويها ‏

يُملِّكُها الكونَ..!!‏

ينثرُ بين يديْها النجومَ ‏

يعطِّرُها، ‏

فالرياحينُ أنفاسُهُ الصاهدة.. ‏

 

هكذا كانت البنتُ ‏

تجلسُ في شُرفةِ الوقتِ.. ‏

تستعجلُ العائدينَ منَ الحلمِ.. ‏

تسألُهم عن بلادِ الرياحين ‏

والوردِ

والأمنياتِ الطريّةِ والخالدة ‏

 

كانت البنتُ..‏

تستعرضُ العائدينَ من الغيبِ،

تسألُ طيرَ المسافةِ.. ‏

عن ولدٍ ‏

كان واعدَها من سنيِّ الحكاياتِ ‏

والأشهرِ البائدة ‏

‏........‏

هكذا ظلَّت البنتُ

تكتمُ أحلامَها ‏

وتهمسُ ‏

حينَ تضفِّرُ خُصْلاتِها بالوجومِ ‏

وبالنَّظرةِ المُجهدة:‏

ليتهُ عادَ لي.. وحدَهُ ‏

ليتهُ عادَ في الصحبةِ العائدة.!!!‏