ضانا

نزيه القسوس
شاعر أردني

من سحرهــا يتعجب الإنسانُ
فكأنَّما قد صاغهــــــا فنانُ
وديانهـــا وجبالهــا وهضابها
منذ الخليقة لــــم تزل تزدانُ
بطيورها ونسورها وزهورها
بسمائهــــــا تتسابق العقبانُ
لم يُستبح خدرٌ لهــــا فكأنَّهـا
بِكْرٌ يغازل ودهـــا الشبانُ
حتى الندى إن جاء يغسل وجهها
متباطئاً فكـــــــأنــــَّه خجلانُ
والليلُ فيهـــا غير ليل بلادنــــا
فإذا نطقت تجاوبت وديـــانُ
وإذا أطلَّ البدرُ تشعر أنــــــَّـه
بسكونهـــا وهدوئهـــا هيمانُ
ضانا عروسٌ لم تزل في خدرها
بخدودهــــــــا يتفتح الريحانُ
يأتي الضبابُ كأنَّــه ثوبٌ لها
تتداخــــل الأطيافُ والألوانُ
وطيورهـــــا تشدو مرنمةً لها
في شدوهـــا تتناغم الألحانُ
فكأنَّما بدءُ الخليقة من هنــــــا
أو لــــــم تزل تتشكل الأكوانُ؟
ضانا طهارةُ أرضنا ونقاؤهــــا
هي للمحبـــة دائمًـــا عنوانُ
هي موطنُ السحر الذي نشتاقـه
بهضابهــــــا تتحلق الغزلانُ
في سفح تلٍ نبعـــةٌ رقراقــةٌ
تجري تظلل وجهها الأغصانُ
تنساب صوت خريرها أنشودة
من مائها لا يرتوي العطشانُ
ضانا بطهرك تستحم قلوبنــــا
وتُطَهَّرُ الأرواحُ والأبدانُ.