قصيدتان

شعر: مازن شديد

شاعر أردني

‏ 

كم مرَّةً في العُمرِ يأتي العُمرْ‎.. ‎؟‎!‎

‎ ‎

كم مرةً في العُمر يأتي العُمرُ،

كي تأتي إليّ،‎ ‎لأفقدكْ‎..‎‏ ‏

كم مرةً يا سيدَ الأيامِ في نبضي،

نهضتُ إليك من جمري،

لألمسَ ضفَّتكْ‎..‎

كي أسألَكْ‎:‎

من أي حزنٍ أنتْ‎..‎؟

من أي وهمٍ جئتْ‎.. ‎؟

كيف احتشدتَ عليّ من ليلِ الليالي‎..‎

وتركتَ وردَكَ في سلالي‎...‎

وتركتَ رعدَكَ،

تحتَ موجِكَ،

تحت غيمِكَ،

ثمّ غبتْ‎..‎؟‎!‎

يا آخرَ الأحلامِ في عمري،

لماذا،

كلما جئت اختفيت‎...?!‎

‎* * *‎

إنيِ افتقدتُكَ‎..‎

أين أنتْ‎...‎؟

أجراسُ خطوِكَ هاجرتْ،

مجدولةً بالصِّمتْ‎...‎

إني افتقدتُكَ

أين أنتْ‎...‎؟

كلُّ المدائنِ،‎ ‎والموانئِ،‎ ‎والسواحلِ،‎ ‎والجداولِ،

غادرتْ أزمانها ومكانها،

حتى تعودْ‎..‎

لأقولَ لكْ‎:‎

كم مَّرةً في العُمرِ يأتي العُمرُ،

كي تأتي إليَّ،

لأفقدك...!‏

 

 

مَن أغراكَ بهذا الهَجرْ..؟!‏

‏ ‏

مَن أغراكَ بهذا الهجر،

وأغراني بالصّبرْ

مَنْ في آخرِ هذا العمرْ

في أوّل فرحي فيكْ

رماني بالجمرْ..؟

‏ ***‏

كانت أجراسُكَ،

تقرعُ يوميًّا أيامي

تقرعُ من خلفي وأمامي

تجعلُ من يومي عُرسًا

والعتمةُ في عيني شمسًا

أين إذن ذهبَتْ أجراسُكَ،

أينَ وأنتَ ذهَبتْ؟

مَنْ أسألُ بعد اليوم عليكَ

وأسألُ عنكْ

سألتُ كثيرًا طيرَ البَرِّ،

وطيرَ البحرْ

ومفارقِ كلِّ الطُّرقاتْ

سألتُ ينابيعَ الأرضِ

وأشجارَ الغاباتْ

لكنّي،

أدركتُ بأنكَ تبحرُ في موجٍ آخرَ،

في بحرٍ آخرْ

تسبحُ في ماءٍ غيري

تغتسلُ ببرقٍ لا يطلعُ منّي

تتوضّأُ من غير ينابيعي،

في غير حقولي

وطيوركَ،

ما عادتْ تعبرُ فوق سهولي..!‏

‏ ***‏

يا هذا الواقفُ بين العينِ وبينَ العينْ

كيف أُقاومُ هذا المدَّ من الحزنْ

وأمحو وشمكَ فوقَ الجفنْ

وأوقفُ في النّبضِ هواكْ؟

ومَن أغراكْ

كي تُقفلَ هذا السّاحلَ في وجهي

تتركني أغرقُ في العتمةِ،

أسكنُ في الصّمتْ

يا بُرجي العالي أنتْ

يا بُرجي العالي أنتْ..!‏

‏ ***‏

خُذْ منّي ضوءَ العينِ وعُدْ

خُذ منّي نبضي،

خُذْ أحلآمي

كُنْ سّيد أيامي

ـ لكَ هذا الوعدْ ـ

سأفرحُ إن عُدتَ كثيرًا

وسأرقصُ

وأدقُّ بقدميَّ الأرضْ

كي تطلعُ من أجلكَ،

ولوجهكَ،

‏.......باقاتُ الوردْ..؟!‏