في الشَّام

 

شعر: حاكم عقرباوي

شاعر أردني

 

 

في الشَّامِ

لا لغةُ المجازِ

تذودُ عنْ لغتي

ولا صوتُ الرَّصاصِ

يشيرُ للمعنى الخَفِيّْ.‏

في الشَّامِ

صحراءٌ وأعرابٌ وجندٌ منْ فلولِ الرَّمْلِ

والأمراءِ والعبدِ الخَصِيّْ.‏

في الشَّامِ

أبوابٌ مُغَلَّقَةٌ

وشبَّاكٌ يُطلُّ على الحقيقةِ،

ربَّما تأتينَ منْ طَلَلٍ قريبٍ

في الحكايةِ، ربَّما،

ويكونُ أنْ يأتي الزَّمانُ

إلى المكانِ، يكونُ أنْ

يأتي المكانُ إلى الزَّمانِ،

فَمَنْ نكونُ وأنتِ في اللغةِ

انكسارُ النَّصْلِ في الفعلِ المقاومِ؟

هَلْ ترينَ الآنَ ما فَعَلَتْ

بكِ الصَّحراءُ والأعرابُ

ما فَعَلَ الغريبُ

وما جَنَى الخِلُّ الوفِيّْ!‏

في الشَّامِ

لا أحَدٌ يبوحُ بِسِرِّهِ

تمشي الطَّريقُ على الطَّريقِ

ويقتفي أثَرَ المسافرِ

بَوْحُهُ، وتشدُّ مِنْ أزْرِ الغريبِ

حَفَاوَةُ النَّارنجِ في البيتِ العتيقِ

أنا المسافرُ يا دمشقُ

وليسَ لي منفى

ولا لغةُ المجازِ

تذودُ عنْ لغتي

ولا صوتُ الرَّصاصِ

يشيرُ للمعنى الخَفِيّْ. ‏