على ضِفافِك ‏(احتفاءً باليوم العالمي للّغة العربيّة)‏

شعر/ سامي أبوبدر

شاعر مصري

 

‏ 

رَاوَدتُّ حُسنَكِ عازفًا أَلحانِي

‏ ونَظمْتُ مِن دُرَرِ الكلامِ بَيانِي

ووَرَدتُّ أَنهَلُ مِن مَعِينِكِ مَا بهِ ‏

‏ أَحيَا أُغَرِّدُ مَا استَقامَ لِسانِي

فعلَى ضِفافِك تَستحِيلُ خَواطِري ‏

‏ سَيْلًا مِنَ الإيناسِ في وِجدانِي

وإذا الوُجودُ تَظاهرَتْ آفاقُهُ

‏ طَرَفَاهُ بينَ يَدَيكِ يَلتَقِيانِ

أَسعَى هُنالكَ دُونَ عَرشِكَ شَاعرًا ‏

‏ مُستَعصِمًا بجَلالِكِ النُّورَانِي ‏

فلَأَنتِ أَوَّلُ مَا هَمَستُ بهِ إِلى

‏ نَفسِي، وآخِرُ ما يَخطُّ بَنانِي

وسَكَنتِ قلبي فامِتلَكتِ جَوانحِي ‏

‏ كَدَمِي هَواكِ يُقِيمُ فِي شَريانِي

حُيِّيتِ سَيِّدَةَ اللُّغاتِ، ومَنْ لَها

‏ مِنهُنَّ ما لَكِ مِن عظيمِ مَكانِ؟ ‏

تَبقِينَ ما بقِيَ الزَّمانُ شَريفةً،

‏ وعَزيزةً، ومَنيعةَ البُنيانِ

غَرسًا سَقاهُ المجدُ مِن عَليائِهِ

‏ فغَدَا وَرِيفَ الظِّلِّ والأغصانِ

لُغتِي (أُحِبُّكِ) فاقبلِيني عاشِقًا ‏

‏ أَشدُو بها في السِّرِ والإعلانِ

والحبُّ فِيكِ فَضيلةٌ أزهُو بها ‏

‏ وبها أُتِمُّ شَعائِرَ الإيمانِ

لُغتِي أَضَأتِ الأرضَ بعدَ ظَلامِها ‏

‏ وأَثَرْتِ نَبضَ الحقِّ فِي الإنسَانِ

وأَقَمتِ لِلدِّينِ الحَنِيفِ بِناءَهُ ‏

‏ صَرْحًا مَشِيدًا واثِقَ الأركانِ

مِن فَجرِ "اقرَأ باسمِ" حتَّى "واتَّقُوا" ‏

‏ سَطَّرتِ نُورَ اللهِ في القُرآنِ

ثُمَّ اهتدَى بكِ لِلحقيقَةِ حَائرٌ ‏

‏ وغَدَا يُرتِّلُ حَرفَكِ الثَّقَلانِ

وبكِ اطمَأَنَّ القَومُ خَلفَ إِمامِهم ‏

‏ بالذِّكرِ يُربكُ حِيلَةَ الشَّيطانِ

ولِواؤُكِ الخفَّاقُ صَافحَهُ المدَى

‏ فأَعَزَّنا فِي النَّاسِ بَعدَ هَوانِ