عبد الحكيم أبو جاموس
شاعر فلسطيني
قَلْبي تَعَلّقَ في هَواكِ "مُؤابُ" فيكِ المُنى والأهْلُ والأصْحابُ
نَبْعُ الأصالَةِ صاغَ مِنكِ حِكايةً تُرْوى، وَسادِنُ حَرْفِها الأطْيابُ
راءُ الرُّجولةِ بينَ كافينِ ازْدَهَتْ وَالفَخْـرُ في أرْدانـِها يَنْسابُ
والطّيْبُ مِثلَ المِسْكِ يَنْشُرُ عِطْرَه ولكلِّ سُؤْلٍ في الدّيارِ جَوابُ
والأرضُ في طُهْرِ القَداسَةِ خَصْبَةٌ يَنْثالُ مِنْها أحْمَرٌ وَخِـضابُ
تَجِدُ العَراقَةَ تَحتَ كُلِّ عَباءَةٍ ويُصاغُ في أرْدانِها الإعْجابُ
هذي رُبوعُ العِزِّ، في جَنَباتِها مَجْدٌ تَحَصّنَ في القِلاع مُهابُ
في ساحِ "مُؤتَةَ" قد أضاءَتْ أنْجُمٌ وعلى ثَراها صَهْوَةٌ وَرِكابُ
أبناؤُها عَزّوا فَعَزَّتْ دارُهُمْ هُمْ في حِماها البابُ والمِحْرابُ
والجودُ طَبْعٌ في النّفوسِ مُؤَصّلٌ وَلَه صَعيدٌ حافِلٌ وَرِحابُ
"كَرَكٌ" أيا دارَ الإخاءِ ألا اسْلَمي طابتْ بِكِ الأعْراقُ والأنْسابُ
سَكَنَ الوِفاقُ قُلوبَهُمْ فَتَوَحَّدَتْ ما ضَرَّها الواشونَ والأغْرابُ
أهْلٌ على طولِ المَدى وَأَحِبّةٌ يا حَبَّذا الأهْلونَ والأحْبابُ
بَحْرُ المُروءَةِ فيكِ عَذبٌ ماؤُهُ حَفِظَتْكِ في عَين النَّدى الأهْدابُ
يَزْهو لِواءُ النَّصْرِ في أنْحائِها ولِجنودِ "ميشَعَ" تُفتحُ الأبْوابُ
يا أُخْتَ أرْضِ الطّاهِرينِ تَفاخَري تَفْديكِ مُهْجَةُ خافِقٍ، وَرِقابُ
لَكِ في رِباطِ الثّائِرينَ مَكانَةٌ مَرْموقَةٌ ما نالَها أعْرابُ
لَكِ من صَميمِ القُدسِ أحْمِلُ رايةً شَمَخَتْ، فَلَيْسَ يَضيرُها مُرْتابُ
نَسَجَتْ على دَرْبِ الوَفاءِ خُيوطَها وَتَصاعَدَتْ في عِشْقِها الأسْبابُ
القدسُ والكركُ الأبيّةُ تَوْأمٌ صِنْوانِ، سَيْفٌ واحِدٌ وَقِرابُ
رِئتانِ في بَحْرٍ أُجاجٌ مِلْحُهُ روحانِ، نِعْمَ النَّخْلُ والأعْنابُ
سَتَعودُ أيّامُ الهَناءِ لِعَهْدِها حَتْماً، وَيُطْرَدُ سارِقٌ