المَسِيحُ

قيس قوقزة

مَارِي تَهُزُّ مَعَ النَّخِيلِ سَرِيرَهْ
يَا مَاءُ مَنْ أَهْدَى المَكَانَ عَبِيرَهْ؟!

مَارِي تَهُزُّ النَّخلَ فَلْتَتَوَجَّعِي
يَا أَرْضُ عَنْهَا مَا تَزَالُ صَغِيرَة

وَتَمُرُّ أَعْوَامٌ وَيَكْبُرُ ذَلِكَ الطِّفْلُ
الصَّغِيرُ وَلَا تَغِيبُ الصُّورَة

اللهُ أَلْهَمَهُ وَمَنْ يُصْغِي لِصَوتِ
الرَّبِّ يَمْلِكُ حِكْمَةً وَبَصِيرَة

أَغْصَانُ دَالِيَةٍ ... وَقَلْبٌ طَيِّبٌ
لَمَّا تَلَاقَا ... أَنْبَتَا أُسْطُورَة

فِي المَهْدِ يَنْطِقُ ... تَنْطِقُ الدُّنيَا
فَأَرْضُ المُعْجِزَاتِ بِمِعْصَمَيهِ أَسِيرَة

أَرخَى السَّلامُ عَلَى يَدَيهِ جَدَائِلَ
الدُّنيَا وَكَانَتْ قَبْلَهُ مَنْثُورَة

مِنْ عَهْدِ مَنْ صَعَدُوا لِأَعلَى كَانَ
يَصْعَدُ كي يُؤَثِّثَ فِي الحَدِيقَةِ سُورَهْ

في هَدْأَةِ المَلَكُوتِ تَتْبَعُهُ الظِّباءُ
لِكَي تُسَابِقَ نَايَهُ وَصَفِيرَهْ

مِنْ حَولِهِ اصطَفُّوا وَمَا ضَاقَ
المَكَانُ بِهِمْ، فمائِدَةُ السَّماءِ كبيرَة

وَأَضَاءَ فِي وَسَطِ الظَّلَامِ هِلالُهُ
فَيَدُ الظَّلَامِ وَلَو تَطُولُ قَصِيرَة

فَالشَّمْعَدَانُ جَرِيئَةٌ أَفكَارُهُ ...
وَيَدَاكِ تُوقِظُ فِي المَسَاءِ شُعُورَهْ

أَوفِي نُذُورَكِ وَاتْرُكِي لَهُ فُسْحَةً
فَلَرُبَّما يُوفِي الصَّبَاحُ نُذُورَهْ ....

فَغَدًا سَيِرْجِعُ يَمْلَؤُ الدُّنْيَا بِأَفرَاحِ
الحَيَاةِ ... وَتَضْحَكُ العُصْفُورَة.