الشّهْرياريّ

علي الفاعوري
شاعر أردني

أوشَكَ العُمرُ
وهذا الّليلُ كادا
فاتْرُكينا
نَعبُرُ الدُّنيا فُرادى
أقربُ الأحلامِ مِن أحلامِنا
كُلَّما كِدْناهُ
يزدادُ ابتعادا
تُمطِرُ الغيماتُ
لكنَّ القُرى
تفتَحُ الماءَ الذي يأتي
مَزادا
أتعَبَتنا كذبةُ الصَّبرِ
الذي
بعدَ حينٍ
يأكُلُ السَّبعَ الشِّدادا
والكَمنجاتُ التي غَنَّتْ
كثيرًا
والنُّواسيُّ الذي بالغيثِ
جادا
والزّمانُ الخيلُ
والصّوتُ الذي
بينَ أجراسِ النّهاياتِ
تهادى
منذُ عينيكِ
التي مِن فَرطِها
أعلَنَتْ ألوانُنا الثَّكْلى
حِدادا
فارجِعي المعنى إلى المعنى
وكوني
أخضَرًا من غُربةِ الأشجارِ
عادا
وامنحينا فرصةً أخرى
ورُدّي
كلَّ مَن عاثوا بكأسينا
فَسادا
واترُكي فيروزنا الملهوفَ يَبني
في أعالي جيدِكِ الأحلى
بِلادا
شَهرَياريٌّ أنا
لو تَفهَميني
أقتُلُ الدُّنيا
لأُحْيي شَهْرَزادا!.