قصائدُ لا مألوفة

عزّت الطيري
شاعر مصري

1
من مؤتمرٍ
للشعرِ
هربتُ
جلستُ على المقهى
لأراقبَ شاعرةً هاربةً مثلي
تشربُ شايًا بالنعناع الأخضرِ
قلتُ لها الشاي من النادلِ والنعناع بفمك
العطريّ
فضحِكَت
وضحكنا
حين رأينا
أعضاءَ المؤتمر جماعاتٍ وفرادى
يأتون ويكتظون على كلِّ مقاعد مقهانا
ومُحاضرنا المسكين يكلّمُ
قاعته الفارغةَ
يصولُ يخورُ
يسبُّ ويلعنُ كلَّ الشعراء

3
خطّها سيءٌ
وتخطئ في النحوِ والصرفِ
في رسمِ كلِّ حروف الهجاءِ
وتبدّلُ زايًا بذالٍ
وسينًا بصادٍ
ونونًا بميمٍ
ولكنَّها عذبةٌ
كالنشيدِ بطابورنا المدرسيّ القديم
وأحلى من الشهد
يخرجُ من ظلمات الخلايا
يحطُّ بأطباقنا في الصباح
وأجمل من ضحكة العاشقات لعشاقهن
وأصفى وأنقى وأقوم قيلا
ولكنَّني
وبرغمِ العيوب الكثيرة
أعشقها يا جماعةُ
أزعم أنَّ النعاس إذا داعب الجفنَ
مسَّ بها الهدب مسًّا قليلاً
سيرتبك الكون!
تختلطُ السارياتُ
وتكتئب الأرضُ
تقلبُ سحنتها الساحلية
تنتفُ ريشَ الجناحين والذيلِ
تفقد مِيلاً
فميلا....
فهاتوا العزاء لقلبي
وصبّوا على رئتيّ النسيم
إذ الفجر حان وأذن
غرّد طيرُ الصباح
غناءً جميلا!!.

4
شجرةُ "جميز" هائجةٌ
تركضُ في الشارع
وبسرعاتٍ فائقةٍ
فاصطدمت بالسيارةِ
سال دمُ السيارة
مختلطًا
بدماءِ الركاب
5
أحلامي عمياءُ
كبرعمِ وردٍ لم يتفتح بعد
ولن..
6
كنتُ أحبّك
مثل غصون ناءت بالتفّاح
فكُسِرَت
وانهمر الثمرُ على الأرضِ
ولم
تجمْعهُ بناتٌ
حتى هذى اللحظةِ
7
بنتٌ تعبَت
من حظر التجوال
فغادرت المنزلَ
والشارعَ
واتجهت للميدانِ
فقابلها رجلُ حمايتنا المدنية
- أين الكمامةُ؟
فاكتأبت أكثرَ
عادت للبيت
فصادفها عصفورٌ عند الباب
وزقزق حين رآها
هزَّ جناحيه ورفرفَ
فابتسمت.
8
وعصا الراعي
ستقودُ الأغنامَ
إلى حيث تريد الأغنام وتحلم
والأغنام ستضحك
وتقهقهُ
9
لكنَّ النصَّ الباهتَ
والإخراجَ الفاشلَ
وحديثَ ممثلةٍ لثغاء
كضفدعةٍ تتقافزُ
خذلوا البطلَ الموهوبَ
على خشباتِ المسرحِ
أردوهُ قتيلاً
بثمارٍ تالفةٍ
ألقاها الجمهورُ عليهِ