صورةٌ عن طفلٍ في غزة

عصام السعدي
شاعر أردني
-1-
دَمُهُ واضِحٌ..
- 2-
والبراءةُ عندَ مِتراسِ رُكْبَتهِ
واضِحة
-3-
لم يكُنْ جاهزاً كي
يُطَمئنَ أُمَّهُ إذ تصيحْ
لمْ يَعتذِرْ للشَّوارعِ
إذ سَتَسأَلُ عن خمشِ أقدامِهِ للرصيفْ
لمْ يُعِدْ لابنةِ الجيرانِ خُصْلَتَها
ولا لعبتَها التي نامتْ
مساءَ الأمسِ في أحلامهِ
لمْ يُسَطِّرْ دفترَ الإملاءِ
كي يَزِن الهمزةَ في اسمِ الفدائيِّ
وكي يتهجَّى غزِّةَ الأسماءِ
إذْ تُصبحُ رمزَ الخارطة
-4-
لمْ يُفارقْ أسوارَ صدرِ أبيه…
-5-
كانَ يُغلِقُ أزرارَ شريانهِ
دونَ نهرِ الرَّصاصِ
وتَعْبَثُ أحلامُهُ
بالفَراشِ وطائرةٍ من وَرَقْ
كانَ يغفو – كما ينبغي لفرخِ حمامٍ – على
بطنِ كَفَّيهِ
ويصحو
كما ينبغي للحمام ْ..
وادعاً
وادعاً
ويجفلُ حينَ يُهَشِّمُ رَتْلُ
الجنودِ مَرايا الشَّفقْ
-6-
كانَ طفلاً
كما قَدْ رأينا …
وصارَ
كما قَدْ رأينا جميعاً
بقايا مِزَقْ!!.