ثنائيات

علي البتيري
شاعر أردني

أسودُ القلبِ ليسَ منهُ رجاءُ
يَدَّعي الحُبَّ وهو منهُ براءُ
خلف حلو الكلام يُضمِرُ مُرّاً
عندَهُ الحُبُّ خدعةٌ ودهاءُ
****
إذا ما الحُبُّ حَلَّ بأرضِ قومٍ
أَطلَّ الخيرُ من كلِّ الجهاتِ
وليسَ لمثلِ كُرهِ الناس شرٌّ
يُدمّر حُلمَ كلِّ الكائنات
****
رسمتُكَ في سَماءِ الحبِّ شمساً
وقلتُ لنَجمَةِ الأحزانِ غيبي
كفاني أن أرى عيني صباحاً
بهِ إشراق وجهك يا حبيبي
****
زَعمنا أنّنا الأحرارُ حتى
تباهينا بتحريرِ الإرادة
ونصفُ بلادِنا يخشى احتلالاً
ونصفٌ باتَ منزوعَ السيادة
****
يقلُّ الأصدقاءُ كمل يقلُّ
برأسِكَ حقلُ شَعرٍ يضمحِلُّ
فمنهُم ملَّ صحبتَهُ وولّى
ومنهم أنت صبحتَه تملُّ
****
رسمنا القدسَ شعراً يا إلهي
وصوّرنا قداستَها العظيمة!
وألقينا القصائد في المقاهي
ولم تَرَ قدسُنا للشعرِ قيمة!
****
وراءَ النّهر أحبابٌ ودورٌ
يصادِرُ أمنها في الليل غاصب
ونحنُ لدى حراستها اختلفنا
على حصصِ الكراسي والمناصب
****
قد خلتَ أنَّي بتُّ عنكَ لساعَةٍ
هيهات قلبي عن هواك يتوبُ
وأدرتُ وجهي عن سناك للحظةٍ
فانتاب قلبي في الضلوعِ غروبُ
****
لو كانت الدّنيا بلا حُبٍّ لما
دقّت على باب الحياةِ قلوبُ
ولما عرفنا للقاءِ سعادةً
حينَ الحبيبُ إلى الحبيبِ يؤوبُ
****
هذي عقولٌ قد أَصيب بالجرَب
أصحابُها يتواقحون بلا أدب
نخيرٌ من صهاينة اليهود
والآن نخشى من صهاينة العرب
****
كانت ديوك الحيِّ تعلنُ فجرَنا
تدعو إلى استيقاظنا فتُجابُ
سَرقت لصوصُ الصّمت صوت ديوكنا
فتنابحت تحت الظلام كِلابُ
****
من يوم أن جئنا إلى الدّنيا لنا
بعد المجيء عن الحياةِ غيابُ
والعاقلون المدركونَ لأمرِهم
ما غاب عنهم حكمةٌ وصوابُ
****
كم ألف وعدٍ سمعناهُ بعودَتِنا
من دون ما أملٍ يبدو بغربَتِنا
هل يصدقُ الوعدُ والأحلامُ كاذبَةٌ
والنومُ أصبَح عنواناً لأمَّتِنا؟!
****
بعضُنا يسعى إلى قتلٍ لبَعضِ
نغضبُ اللهَ بفعلٍ ليس يُرضي
نحسبَ العيش على الأرض خلوداً
رغم أنّا تحتها للموتِ نمضي!.