من وثيقة الالتزام بأموال اللواء عام (1130هـ/ 1718م)
أحمد صدقي علي شقيرات
باحث في الدراسات العثمانية- الأردن
تتناول هذه الدراسة إحدى الوثائق العثمانية المهمّة والتي تعود إلى 1130هـ/ 1718م، وتاريخها 29 رمضان 1130هـ الموافق 26 آب 1718م، تمَّ الحصول عليها من قِبَل الباحث من الأرشيف العثماني في إستانبول مؤخّرًا. ومع أنَّها تتكوَّن من صفحة واحدة، إلا أنَّها تشي بالكثير حول أوضاع شرق الأردن وعن إحكام السيطرة العثمانية في تلك الفترة، كما تذكر أسماء عدد من المشايخ والأعيان المحليّة في لواء عجلون.
تُعتبر هذه الوثيقة العثمانية من أهم الوثائق التي تُلقي الضوء على الأوضاع العامة في شرق الأردن في بداية القرن (12هـ/18م) والتي جاءت في أعقاب انتهاء الصراعات الطويلة في بلاد الكرك (حرب الأغوات والعُمَر) في عام (1090هـ/ 1680م)، وبعد حملات نصوح (ناصيف) باشا على الكرك وغيرها، خلال الفترة (1120-1125هـ/ 1708-1713م)(1).
وفي هذا السياق فإنَّ الوثيقة العثمانية تعبِّر عن حالة الاستقرار وإعادة سيطرة الدولة العثمانية على الاضطرابات والصراعات الداخلية التي وقعت في جنوب ولاية الشام، وعادت لتمارس نشاطها وإدارتها وتحصيل الأموال والضرائب المترتبة على سكان لواء عجلون، ومن الملاحَظ ايضًا بأنّ الدولة العثمانية أعطت اهتمامًا خاصة لقبيلة بني صخر في تلك الفترة وبعد سقوط الإمارة الغزاوية في لواء عجلون وعلى طريق الحج الشامي، وهذا ما تؤكده دفاتر الصرة العثمانية لتلك الفترة.
من ناحية أخرى فإنَّ الوثيقة العثمانية تبيِّن عددًا من شخصيات وأركان الإدارة العثمانية في ولاية الشام وفي لواء عجلون، كما تبيِّن أيضًا أسماء عدد من المشايخ والأعيان المحلية في اللواء(2).
• أولًا- تحليل محتويات الوثيقة
الوثيقة العثمانية (موضوع الدراسة) هي من محفوظات الأرشيف العثماني في إستانبول (تركيا)، كما سبقت الإشارة إلى ذلك، وتصنيفها: (280-11488) (B.O.A) C.M.L.No وتاريخها: 29 رمضان 1130هـ/ 26 آب 1718م(3).
وتتكون هذه الوثيقة من صفحة واحدة ومن (19) سطرًا، وقد كُتبت باللغة العربية، وفيها الكثير من الألفاظ والكلمات والمصطلحات العثمانيّة، ونجد فيها شيئًا من الركاكة وعدم سلامة الكلمات والألفاظ وما إلى ذلك.
تشمل الوثيقة على عدد من العناصر التالية:
أ) الاستهلال: لفظ الجلالة (هو) والذي جاء في أعلى الوثيقة وبعيدًا عن متن الوثيقة، وجاء أيضًا على طريقة تبجيل قصد به (هو الله) أو (الله تعالى) أو (هو إله عز وجل) وقد استخدم هذا الاستهلال عوضًا عن البسملة (بسم الله الرحمن الرحيم) والتي عادة ما يفتتح بها المراسلات والخطابات والنصوص والأوامر العربية والإسلامية التي سبقت العثمانيين(4).
ب) متن الوثيقة: لا بد من الإشارة بأنَّ متن الوثيقة العثمانية نُظم على شكل تعهُّد أو مستند مالي لتسديد أموال الدولة العثمانية المترتبة على جزء من لواء عجلون، وعليه تضمّن مجموعة من النصوص والمعلومات العديدة من أهمها:
1) ذكرت الوثيقة الحُكّام والمسؤولين العثمانيين في ولاية الشام وفي لواء عجلون والمشاركين في هذا التعهُّد وهم:
• الأوَّل- رجب باشا: وهو والي الشام خلال الفترة 1130-1131هـ/ 1718-1719م، بحسب معلومات المنجد وأوزتونا، وأمير قافلة الحج الشامي ومتصرف لواء عجلون بحسب نصوص الوثيقة، ولم نعثر له على ترجمة، ولكنه كان من الشخصيات العثمانية التي خدمت في ولاية الشام؛ حيث تولى منصب أمير القدس الشريف عام (1126هـ/ 1714م)، كما تولى أميرًا للحج في عام 1130هـ/ 1718م(5).
• الثاني- سليمان آغا: وكان يتولّى منصب قائمقام رجب باشا (متصرّف لواء عجلون) وكان يتولى إدارة شؤون اللواء نيابة عن الوالي، ولم نعثر له على ترجمة في المصادر أو المراجع التاريخية. وقد ذكر "الحلاق" سليمان آغا (المستلم) على الشام في عام 1172هـ/ 1758م دون أي معلومات أخرى(6).
• الثالث- الشيخ محمد آل قعدان (بني صخر): وهو ملتزم بجزء من أموال لواء عجلون وسوف يتم الحديث عنه لاحقًا.
كما يتضمَّن متن الوثيقة من خلال شهود الحال أسماء عدد من الموظفين والمسؤولين العثمانيين في لواء عجلون أو في ولاية الشام، وسوف نتحدّث عنهم لاحقًا.
2) منطقة الالتزام: ويشمل هذا الالتزام المالي وبحسب نصوص الوثيقة ناحيتي بني علوان (جرش) وجبل عجلون من لواء عجلون، أي أنَّ الالتزام لم يشمل كافة نواحي وقرى ومزارع لواء عجلون، بل اقتصر على المنطقة الجنوبية من اللواء بما في ذلك عامر القرى وخاربها أي (كافة القرى المأهولة بالسكان أو الخالية من السكان)(7).
أمّا بالنسبة لناحية بني علوان، فقد ذُكرت في كافة دفاتر طابو مفصل لواء عجلون للقرن (10هـ/ 16م) بهذا الاسم، وكانت هذه الناحية تشمل السفوح الشرقية لجبال عجلون وعرفت فيما بعد باسم ناحية (المعراض)، وكانت هذه الناحية تشمل على العديد من القرى والمزارع والسكان(8).
والناحية الثانية هي ناحية جبل عجلون، وتشمل المنطقة الجبلية الغربية لجبال عجلون، وكانت المنطقة تشمل على العديد من القصبات وخاصة مدينة عجلون (مركز اللواء لفترة من الزمن) بالإضافة لعدد من القرى والسكان(9).
3) قيمة الالتزام: بحسب نص الوثيقة فإنَّ هذ القيمة هي: أربعة آلاف وسبعمائة وخمسون (4750) غرشًا، ولم تذكر الوثيقة نوعيّة الغرش العثماني الذي صار الاتفاق عليه. وخلال فترة هذه الوثيقة وبحسب سجلات القدس الشرعية فقد كان هناك نوعان من الغروش التي يتمّ التّداول بها وهما:
- القرش العددي: ويساوي 30 قطعة مصرية.
- القرش الأسدي: والذي تم ضربه في عهد السلطان مصطفى الثاني في سنة 1106 هـ/ 1694م، وهناك القرش الأسدي القديم وكان يساوي (60) قطعة مصرية، أما الأسدي الجديد فيساوي (40) قطعة مصرية، وكان القرش الأسدي يساوي (1.5) غرش عددي(10).
4) كيفيّة الدفع: تنص الوثيقة العثمانية على كيفيّة تأدية المبلغ الملتزم به من قبل الشيخ محمد آل قعدان، أي أنَّ الدفع سيتم أول بأول؛ أي على دفعات، على أن تتم عملية الدفع كاملة قبل قيام قافلة جردة الحج بعشرة (10) أيام(11).
وقافلة الجردة هي من الخدمات المساندة لقافلة الحج الشامي، وهي قافلة تلحق القافلة الرئيسة بمدة من الزمن، وعادة ما تحمل هذه القافلة متاع أمير الحج بالإضافة إلى مؤن للحجّاج في طريق عودتهم من الحجاز إلى الشام، وعادة –أيضًا- ما تتحرك هذه القافلة في نهاية شهر ذي القعدة من كل عام هجري، لتلتقي مع الحجاج العائدين من الحرمين الشريفين في إحدى محطات طريق الحج، وتبيّن من خلال ذلك بأنّ مدة دفع الالتزام المالي حوالي (4 شهور) فقط(12).
5) إعمار القرايا (القرى): وذكرت الوثيقة المذكورة أنَّ من شروط هذا الالتزام إعمار القرى، دون تحديد إن كان المقصود الخربة التي تركها أهلها، أم القرى المأهولة بالسكان، ولم تحدد الوثيقة أيضًا أسماء هذه القرى في الناحيتين(13).
6) تسليك السوايل (أو الوسائل): وبحسب ما يُفهم من سياق الوثيقة أنَّ المقصود بذلك هو تيسير أمور الحياة العامة أو حياة السكان في الناحيتين(14).
ت) شهود الحال (المشايخ والأعيان): تنص الوثيقة العثمانية على مجموعة كبيرة من شهود الحال الذين شهدوا على هذا الالتزام، وكتبت قائمة هؤلاء الشهود مخالفة لنص متن الوثيقة وفي الطرف الأيمن لها، وبلغ عدد الشهود (9) شهود منهم موظفون عثمانيون في لواء عجلون ومنهم من المشايخ والأعيان المحلية في اللواء والذين وسوف نتحدَّث عنهم لاحقًا(15).
• ثانيًا- النص الكامل للوثيقة العثمانيّة
بعد أن استعرضنا إطار ومضمون الوثيقة العثمانية والعناصر البارزة فيها فإنَّنا سوف نقوم بنشر النص الحرفي والكامل لمحتويات الوثيقة وبحسب الآتي:
• هو (هو الله).
• وجه تحرير الحروف هو أن تعهد والتزم مفخر المشايخ الشيخ محمد آل قعدان (بني صخر) أن جميع ما هو عايد (عائد) وراجع على ناحيتي بني علوان وجبل عجلون نفير الثلاث (الثلاثة) أموال ونصف المترتبة عليهم (عليها) والثلاث زخاير (ذخائر) ونصف وحاصل ومحصول فدادين(16) الناحيتين عن محصولاته العايدين (العائدة) إلى جناب الدستور المكرم الوزير المفخم أفندينا(17) رجب باشا حفظه الله تعالى محافظ الشام (والي الشام) وأمير الحج والمتصرف بسنجق (لواء) عجلون يومئذ بمبلغًا قدره من الغروش أربعة آلاف غرش وسبعمائة غرش وخمسين غرش (4750 غرش) لزمة ذمة الشيخ محمد آل قعدان التزامًا شرعي (شرعيًا) وقبل منه التعهد في المبلغ المزبور (المذكور)(18) مفخر الأعيان سليمان آغا قايم مقام (قائمقام) الوزير في السنجق المزبور التعهد والقبول أقر الشيخ محمد المزبور(المذكور) في المبلغ المرقوم مالًا وزمه (ذمة) اقرار شرعي (إقرارًا شرعيًا) في حال الصحة والسلامة والطوعية والاختيارية من غير جبر ولا إكراه وأن المبلغ المذكور لزمه ذمته بشرط آداه (إداه) أول بول (أول بأول) على شرط الخلوص منه قبل أن تقوم الجردة إلى استقبال حجاج المسلمين بعشرة أيام يكون المبلغ المذكور سلمه بلتمام (بالتمام) والكمال وأخذ تمسك(19) الخلاص وقطع العلاقة وأشرط على نفسيه (نفسه) الشيخ محمد المرقوم أن قبل (ضرائب) الناحيتين في المبلغ المرقوم خارب (ضرائب) عامر وأشرط عليه عمار القرايا (القرى) وتسليك السوايل (الوسائل) على ما جرة (جرت) به العادة والقانون من غير معارض له فيما ذكر وكتب هذا التمسك إلى وقت الحتياج (الاحتياج)، حرر في شهر رمضان المبارك سنة ثلاثين ومايه وألف.
• ما نسب الي غيه صحيح: الفقير محمد آل قعدان (م) أي منظور من قبله (او من قبل صاحب التوقيع محمد آل قعدان).
• شهود الحال (وهم):
1- فخر الأماجد اسمعيل (إسماعيل) بنده الدوعيت (الداعي)
2- عثمان آغا باشا آغا (رئيس الأغوات)
3- أحمد النعير
4- الحاج عبيد الحلال (الجلال، الجلالي)
5- نصار الحج (الحاج نصار)
6- نصار آل خان
7- ملحم
8- مستلم الكاتب القاضي
9- محمد الصمادي (الكاتب)(20).
• ثالثًا- الأعيان والمشايخ
ذكرت الوثيقة العثمانية أسماء عدد من الأعيان والمسؤولين والموظفين العثمانيين في ولاية الشام كما ذكرت أيضًا أسماء عدد من المشايخ المحلية في لواء عجلون أو في بلاد شرقي الأردن، وقد قمنا بالبحث عن هذه الأسماء المذكورة في الوثيقة، ولكننا لم نعثر على ترجمات أو أيّ معلومات تاريخية على أنَّ عددًا من هؤلاء الشخصيات ذُكرت في بعض المصادر أو المراجع التاريخية وسوف نتناول هذا الموضوع بحسب الآتي:
أ) الأعيان (الحكام والمسؤولون والموظفون):
1- رجب باشا: والي الشام وقد سبق الحديث عنه.
2- سليمان آغا: متولى قائمقام رجب باشا في عجلون (المستلم) وقد سبق الحديث عنه.
3- عثمان آغا باش آغا: ويبدو أنه كان موظفًا عثمانيًا في لواء عجلون أو في ولاية الشام، وكانت وظيفته (رئيس الأغوات) ولم نعثر له على ترجمة، وقد ذكر "الحلاق" عثمان آغا (خزندار فتحي أفندي) في سنة 1159هـ/ 1746م، دون الربط مع ما سبق من المعلومات(21).
4- مستلم الكاتب (القاضي): ولم توضِّح الوثيقة أيّ تفاصيل أخرى، ويُفهم من السياق بأن القاضي (القاضي الشرعي) كان يقوم بمهام الكاتب أو كاتب اللواء، ولم نعثر له على ترجمة(22).
5- نصار آل خان: لعلّ هذه الشخصية ومن خلال الاسم الأخير له (آل خان) بأنه من خارج لواء عجلون، وأنه كان يعمل موظفًا في هذا اللواء ولم نعثر له على ترجمة(23).
6- محمد الصمادي (الكاتب): سوف نتحدث عنه في قائمة المشايخ(24).
ب) المشايخ المحليّة:
وبحسب الوثيقة هم:
1- الشيخ محمد آل قعدان (بني صخر): هو الشيخ صاحب الالتزام المالي، وهو من قبيلة بني صخر التي كانت متنفذة في ذلك الوقت، وقد ورد اسمه أكثر من مرة في متن الوثيقة بالإضافة إلى توقيعه في نهايتها(25)، وكان الشيخ المذكور من مشايخ بني صخر ولكن المصادر التاريخية لم تتحدَّث عنه، ولكن مفلح الفايز في كتابه "عشائر بني صخر" أشار إلى أنّ (آل قعدان) هم أبناء موح الفايز وعُرفوا بـِ(قعدان الفايز) ويضيف الفايز بأنّ القعدان تولّوا مشيخة بني صخر بعد موت الشيخ دبيس الموح (دون أن يحدّد التاريخ) لكنه لم يذكر الشيخ محمد آل قعدان من تلك المشيخة(26).
ومن مشايخ آل القعدان (بني صخر) الذي تتحدّث عنه المصادر التاريخية الشيخ قعدان الفايز والذي ذكره "الحلاق" في حوادث طريق الحج الشامي لعام 1170هـ/ 1757، كما أنه ذُكر في سيرة والي الشام وأمير الحج علي باشا الجيته جي، والذي قاتل عرب بني صخر وشيخهم قعدان(27).
ويذكر تاريخ واصڤ (العثماني) في حوادث عام 1173هـ/ 1759م، بأن شيخ بني صخر هو الشيخ قعدان الفايز(28)، ولا بد من الإشارة إلى أنَّ الشيخ قعدان الفايز يختلف عن الشيخ قعدان بن ظاهر السلامة شيخ عرب الصقر، في عام 115هـ/ 1742م(29).
2- الشيخ محمد الصمادي: وقد ورد اسمه في الوثيقة محمد الصمادي (الكاتب)، ويبدو أنَّ هذا الشيخ كان يقوم بوظيفة كاتب في إدارة لواء عجلون العثماني، ونعتقد بأنّ المذكور كان من مشايخ لواء عجلون المحلية، وقد ينتمي إلى عشيرة الصمادية التي تعيش في عدة قرى من لواء عجلون. لم نعثر على أيّ معلومات عنه في المصادر، لكن العديد من تلك المصادر ذكرت العديد من الأوقاف والزوايا الصوفية التي تعود لمشايخ وأعلام من آل الصمادي، كما ذكرت بأنّ الطريقة الصوفية الصمادية كانت نشطة في منطقة عجلون(30).
3- الشيخ إسماعيل الدوعيت (الداعي): وقد أطلقت الوثيقة عليه لقب (فخر الأماجد) وهو لقب من ألقاب التشريف والتبجيل التي كانت مستخدمة في العهد العثماني والتي تطلق على أصحاب الشأن من الزعامات المشايخ المحلية؛ ممّا يدل على أنّ الشيخ إسماعيل من ذوي المكانة الاجتماعية، كذلك فإن اسمه تضمّن كلمة (نبده) التركية والتي تعني: العبد، العبد المطيع وتعني أيضًا (أنا) وكان هناك إشكال كبير في الاسم الأخير للمذكور، أي في اسم عائلته والتي يمكن قراءتها (الدوعيت) والتي قد تكون تحريف لكلمه (الداعي) بحيث يكون اسم هذا الشيخ (فخر الأماجد إسماعيل عبدكم الداعي) ولكن هناك قراءة أخرى لهذا الاسم وهو (الدويمت). وعلى أيّ حال فإننا لم نجد أيّ معلومات عن هذا الشيخ في المصادر التاريخية، ولم نستطع تحديد إن كان من المشايخ المحلية في لواء عجلون أو من خارجه(31).
4- الشيخ أحمد النعير: وهو من الأعيان والمشايخ التي شهدت على التعهد، ولكننا لم نعثر على أي معلومات عنه في المصادر العثمانية، ولم نستطع تحديد شخصيته إن كان من المشايخ المحلية في لواء عجلون أو من خارجه(32).
5- الحاج عبيد الحلال (الجلال، الجلالي): وبحسب نص الوثيقة فإنَّ هناك إشكالية في الاسم الأخير لهذا الشيخ؛ حيث ورد (الحلال) وربما تكون (الجلال) أو (الجلالي) وهذه الشخصية بالاسم الأول (عبيد) من الأسماء المحلية المعروفة في لواء عجلون، حيث توجد ناحية بني عبيد وهناك (عبيدالله) من أجداد عشيرة الخصاونة حيث تروي هذه العشيرة بأنّ جدّهم هو (موسى الحمد عبيدالله) ولكن الاشكالية تقع في الاسم الأخير (الحلال) أو (الجلال) حيث لم نعثر في المصادر التاريخية على أيّ معلومات عن ذلك، أما (الجلالي) فقد ذكره "الخالدي" في تاريخ عن فخر الدين المعني بأنّ والي طرابلس في عام 1024هـ/ 1615م، هو جلالي حسين باشا، وهناك أيضًا ابازا محمد باشا الجلالي والي حلب في عام 1028هـ/1618م، وعلى ما تقدّم فإننا لم نستطع تحديد هذ الشخصية إن كانت محلية من لواء عجلون أو من خارجه(33).
6- الشيخ نصار الحج (الحاج نصار): لم نعثر على ترجمه له بهذا الاسم، ولكن هناك عائلة نصار التي كانت تعيش في ناحية الكورة في القرون السابقة وظهر منها بعض المشايخ المحلية، وهناك عائلات أخرى من النصار التي تعيش حاليًا في قرى محافظة إربد، ولكننا لا نستطيع الربط بين الطرفين لقلة المعلومات(34).
7- الشيخ ملحم: لم نعثر له على ترجمة بهذا الاسم خاصة وأنّ الوثيقة لم تذكر الاسم الأخير له، وفي هذا السياق هناك عائلات كثيرة تحمل اسم ملحم تعيش في مناطق شرق الأردن(35).
• الهوامش
(1) حول حملات نصوح (ناصيف) باشا على الكرك وغيرها من البلاد الشامية الاخرى، انظر: المنجد، صلاح الدين: ولاة دمشق في العهد العثماني، ص 52-55، الخليلي، شمس الدين: تاريخ القدس والخليل، ص 119-203، الشهابي، حيدر: لبنان في عهد الامراء الشهابيين، ج1 ص 11. (2) انظر: نص الوثيقة العثمانية، من محفوظات الأرشيف العثماني في استانبول – تركيا. (3) بالنسبة لتصنيف الوثيقة (C.M.L) يعني: تصنيف جودت – مالية، وهو احدى التصانيف المعتمدة في الأرشيف العثماني، اما بالنسبة لتاريخ الوثيقة فهكذا ورد في ملفها وفي نصها وعليه وجب الاشارة لذلك. (4) انظر: شقيرات، احمد صدقي: الزعامات المحلية والعشائرية ص31. (5) حول ذلك انظر: المنجد، صلاح الدين، ولاة دمشق في العهد العثماني ص 57، الخليلي شمس الدين: تاريخ القدس والخليل ص 47،107، 275، سجل القدس الشرعي رقم (309) حجه رقم (2).Õztuna: Devletler,C.2,S.1145. (6) انظر: نص الوثيقة، الحلاق: احمد البديري: حوادث دمشق اليومية ص 220. (7) انظر ما سبق. (8) انظر: شقيرات، احمد صدقي: الزعامات المحلية والعشائرية - مرجع سابق، ص130-131. (9) انظر: شقيرات، احمد صدقي: اسماء مشايخ لواء عجلون العثماني (مقاله) افكار، العدد 187، 2004م، ص 134. (10) انظر: الخليلي، تاريخ القدس والخليل (مرجع سابق) ص 1.2-1.3. (11) نص الوثيقة. (12) حول ذلك انظر: شقيرات في وثائق قافلة الحج الشامي العثمانية لعام 1180 هـ/1766م (مقالة) افكار العدد 177، 2003م ص 80-85، رافق، عبد الكريم: قافلة الحج الشامي وأهميتها في الدولة العثمانية (مقالة) دراسات تاريخية العدد 6، 1981م، ص 5-28. (13) من نصوص الوثيقة. (14) ما سبق. (15) ما سبق. (16) فدادين: هذه الكلمة جاءت في نص الوثيقة ووهي جمع كلمة أو مصطلح (فدان) على الطريقة العامية والمقصود بها هنا ثوران الحرث وتعني ايضا حرث الارض بالافدنه أو بأي نوع من حيوانات العمل وزراعتها وانتاج محصولها ولم يقصد بالكلمة هنا (فدان المساحة) المطبق في البلاد العربية والإسلامية، انظر: المنجد باللغة ص 572، اميل القسوس: معجم الالفاظ الدخيلة ص 160. (17) افندينا: من الكلمة التركية افندي، والتي تعني السيد وجاءت هنا لتعني سيدنا، انظر: شقيرات، معجم الكلمات والالفاظ العثمانية ص 56. (18) المزبور: من الالفاظ العثمانية المستخدمة في الوثائق العثمانية وحسب معلومات قاموس تركي جاءت الكلمة من اللغة العربية من الجذر (زبر) وتعني مذكور، سالف الذكر، مرقوم، انظر: سامي قاموس تركي، ص1330. (19) تمسك: كلمة عربية الاصل من اصل (مسك) واستخدمت باللغة العثمانية بمعنى: دليل، مجرد دليل، اثبات، صك اثبات، سند اثبات، انظر: سامي، قاموس تركي، ص438. (20) انظر: نص الوثيقة العثمانية. (21) انظر: الحلاق، احمد البديري: حوادث دمشق اليومية ص75،71. (22) انظر: نص الوثيقة. (23) انظر: نص الوثيقة. (24) انظر نص الوثيقة وهامش رقم 30. (25) انظر: نص الوثيقة. (26) الفايز، مفلح: قبيلة، بني صخر تاريخ ومواقف، ص171-173، 220-223. (27) الحلاق، حوادث دمشق، مرجع سابق، ص 204، 212. (28) واصف: واصف تاريخي بالعثمانية ج1، ص 177. (29) وفي هذا الصدد لابد من القول بأن الاسماء تختلف عن بعضها البعض حيث نجد شيخ قبيلة بني لام هو الشيخ سلامه الفواز والمعروف باسم (جيغمان) في عام 926 هـ/1520م، انظر: الحلاق: حوادث دمشق (مرجع سابق) ص 22، رافق، د. عبد الكريم: بلاد الشام ومصر، ص 120-123، ابن طولون: اعلام الورى، ص 246. (30) انظر: بيك، تاريخ شرقي الأردن وقبائلها ص 296، البخيت، د. محمد عدنان: ناحية بني جهمه (دراسة) في كتاب بحوث ودراسات مهداه إلى عبد الكريم غرايبة، ص505، البخيت: ناحية بني كنانه، ص15. (31) انظر: نص الوثيقة، سامي: قاموس تركي ص304، اصول اللغة العثمانية ص20. (32) نص الوثيقة. (33) انظر: نص الوثيقة، بيك: تاريخ الأردن وقبائلها، ص 280-282، معلومات الرواية الشفوية لعشيرة الخصاونة (حيث يوجد عند شجرة نسب تتضمن ذلك)، الخالدي: لبنان في عهد الامير فخر الدين المعني الثاني، ص11،44،51،76،81. (34) حول النصار انظر: شقيرات، الزعامات المحلية والعشائرية ص 210-211. والمصادر التي اعتمد عليها. (35) انظر: نص الوثيقة، بيك: تاريخ شرق الأردن وقبائلها ص 318 وغيرها.
صورة عن الوثيقة العثمانية (موضوع الدِّراسة)