محمود الشلبي
شاعر أردني
dawsars@hotmail.com
(1)
جُرْحُ الحياة
غريبٌ بهيئة منْفى...
وطيفُ شهيدٍ على مَدْخلِ البيت،
قالا كلامًا غريبًا..
وغابا...
تبعتُهما في طريقٍ طويلٍ،
فأبصرتُ شخصًا يُقلِّمُ زيتونَهُ،
في الحقولِ،
ويُلقي على عاتقيهِ السَّحابا.
فناديتُ: يا أيُّها الذاهبون
إلى القدس
مرّوا بنا
واحملوا ما تيسَّر من حُلْمنا
إنها القدسُ جُرْحُ الحياةِ...
فكونوا لها بلْسَمًا...
وافتحوا في دُجى الليل
بابًا!!
(2)
سؤال الذات
السؤالُ الذي في فؤادي تماثَلَ أُمنيَّةً عذبةًّ
في مدىً مُلْهِمِ.
السؤالُ اهتدى بالفضاءِ المُخصَّبِ بالوعد،
بيني وبين انتظاري،
وأيقظ سوسنةً في أقاصي دمي.
سرّني للغياب الشجيِّ،
فبَرْعَمَ غُصْنُ اشتياقي،
وأصبحَ فاكهةَ الموسمِ.
لم يزلْ في الكتابِ المزيدُ من الحُبِّ،
حتى أعبّئَ ريق القصيدة،
من قلمي المُنتمي.
كلّما عادني الطيفُ شعَّتْ رؤايَ هنا....
واستندْتُ إلى نجمةٍ في البعيدِ،
وناديتُ: يا بسْمةَ الضوء بالماءِ،
كوني نقاءَ البساطةِ في نغمة الناي،
كوني الخيالَ الذي يرتقي سُلّمي.
يا سؤالاً على شفةِ الوقت هُذِّب معناهُ
بالحُبِّ، لما تدثَّرَ بالرمزِ...
واكتظَّ بالنادر الفَذِّ... حتى غدا مُعْجمي.
(3)
مرايا الغياب
مَنْ تكونُ التي لم تكُن غيرَ معنى
يُسِرُّ به الحرفُ؟
أو صورةً في مرايا الغيابِ الكتومِ
ويُشبهُها جدولٌ ثملٌ من خرير الحنينِ،
فتُعْلنُ سِرّاً...
وتكتمُ سِرّاً...
فأتبعُها كاملاً في غياهبِ حَدْسي.
***
سوف أخرجُ للصيدِ،
لا سَهْمَ لي غيرُ عَيْني وأُذْني،
وبَعْضُ حروفي المُسَمّاة باسمي،
إذا ما تواترَ في صيغة البَوْحِ
حِسِّي!!
***
هاجسٌ غامضٌ،
وانتظارٌ ثقيلٌ،
ووعدٌ بلا موعدٍ،
عقّني حين جالسْتُه مفردًا...
قلتُ:
- أُغمضُ جَفْنيَّ
- أفتحُ قلبي،
وأسألُ نَفْسي:
- أمِنْ لوعةٍ مُرّةٍ تُسْتفُّز القلوبُ
فتهوي إلى حجر طاعنٍ في الجمودِ،
أم الأمر مَحْضُ اغترابٍ...
ونأيٍ...
وقد أفرغَ الصّبرُ كأسي؟!!