شعر: عزت الطيري
شاعر مصري
(1)
أنا مصباحُ كهرباء الحارةِ القديم
صامدٌ
ومتعبٌ
يجوبهُ البَعوضُ
والهوامُ
والفراشات ُالقتيلةُ الغرامِ
والغبارُ
عندما تهبُّ الريحُ
تكتويهِ
ضحكةُ البناتِ
في الطريق لابتداءِ الدَّرسِ
ثرثراتُ العطرِ
فى شعورهنّ
ضجّةُ الطيورِ......،
شاهدٌ
على تهامس العشّاق
يضربون موعدًا مؤجّلًا....،
على تحاورِ البنتين
حينما تنفِّذانِ فكرةَ الهروبِ
من مرارةِ الشقاءِ
للهناء
واهميْنِ
مَنْ يغيثني
مِن الوقوفِ
منذ مطلع البكاء
منذ فورة
الزَّمن؟
ومن...؟
(2)
وكانوا يلعبونَ في الترابِ
في الساحاتِ
في الحقولِ
في ملاعبِ الحصادِ
في السهولِ
في الجبالِ
في ...
وكانَ ملعبي الخيالُ.
(3)
قالت في أيّ الأجزاءِ
ستبدأ تقبيلي؟
قلتُ لها
في الأوَّل والآخر
سأقبِّلُ
روحك.
(4)
يتركُ للقطّةِ ماءً
في البيتِ
وقطعًا من جُبنٍ
وحليبًا
وكثيرًا من خبزٍ هشٍّ
مفتاحًا للبيتِ
وهاتفهُ الجوَّالَ
وعنوانَ حبيبتِهِ
ويسافُرُ
لكنَّ السِفْرةَ طالتْ
وامتدَّتْ
حتى نفد الماءُ
ونفدتْ كلُّ الأشياءِ الأخرى
والقطةُ ما زالتْ تتلوّى
تحلمُ بالعودةِ
وصهيلِ أغانيهِ العذبةِ
وحنينِ أصابعهِ
ما اقترَبَتْ من فأرٍ يلهو
ويطيرُ بحريّتهِ.....
القطةُ صامتة
صارتْ ناسكةً
تتيمَّمُ
بالضوءِ الأبيضِ
وتصَلِّي!!
(5)
منذ حنينٍ
وأنا أبحثُ
عن ذهبِ الإيقاعِ
وأصداءِ الفضّةِ
وحريرِ المعنى؟
(6)
يومًا ما
سأُقيمُ إقاماتٍ
جبريِّاتٍ
في قلبكِ
وتُقيمينَ كذلكَ
…….
يومًا ما
سأحبكِ!
(7)
وأنا قد صرتُ وحيدًا
كالوحدةِ
ليس معي
إلاَّيَ.
(8)
أصدقُ ساعاتِ الكون
الساعاتُ المُضربةُ عن العملِ
المتوقفةُ عن الدوران.
(9)
وامرأةُ خرساءُ
ورجلٌ أبكمُ
مَن يوضِّحُ لهما
ما في قلبِ الآخرِ
للآخر.
(10)
سيخلعُ كَفًّا صناعيةً
علَّ كَفَّا ستنبتُ بعد مصافحةٍ للحبيبةْ.
(11)
بل أنتِ
كِلْمَةٌ حَذَفْتُها
فاعتدلتْ قصيدتي
في وزنها
وابتَدَأَتْ
مسيرتي
وسيرتي
بهاِ.
(12)
الوطنُ سحابة
إن يهطلْ ماءُ محبَّتِها
تتأسَّسْ دولة.
(13)
ألوي أعناقَ
شوارعِ بلدتنا
كي
توصلَني
لحبيبي!!!!
(14)
على رأسها ريشةٌ
ولهذا تعاملني بافتراءٍ
وكِبْرٍ عظيمٍ
......
أنا
فوقَ رأسي
حمامة...
(15)
كنتُ ضوءًا
فمنْ ذا الذي
كالهواءِ المزمجرِ
أطفأني
بغتةً
صرتُ
كالشِّعرِ
غادرهُ الوزنُ
والوقعُ
والصورُ الزاهياتُ الجميلاتُ
والفكرُ
واللغةُ الجارفة؟؟؟
(16)
في ظلّك
يغفو ظلِّي
ويناااااااااااااااااااااااااااام.