إبداع
مفتَرَق الطرق
1,Feb,2022
  قصة: أماندا أبو نحلة كاتبة أردنية     تَشارَكنا الطاولة المستديرة ذاتها، وتَشارَكنا الأوراق والأقلام، والأفكار والكلمات. كتبنا القصة ‏معًا بلا أية مطبّات، طريقنا كان واحدًا لا يعرف المفترقات. لم تنفد القهوة يومًا، ولا ‏الأحاديث ولا الضحكات، بل تمدّدتْ وتخلّلتْ رؤانا ووجهتنا، وتشابكتْ الأغصان كتشابك ‏الجذور، وأصبحنا كما الغابة الكثيفة تنمو وحدةً واحدة، وتز ..

عن روح المرحوم
1,Feb,2022
  قصة: تيسير نظمي قاص وروائي أردني     لم يتوقَّع أنْ يكلّفه أحدٌ في الحيّ المكتظّ بالمطاعم والمقاهي المُفتتحة حديثًا بأيّة مهمّة أو أيّ عمل ‏كونه معروفًا في جميع أنحاء الحيّ وللقاصي والدّاني بأنه "أهبل" ضعيف الاستيعاب وضعيف ‏أيضًا بلغته العربية، لكنَّ الواقعة حدثت هكذا فجأة عندما استدعاه صاحب المطعم الذي لم يمضِ ‏شهر على افتتاحه، والذي أيضًا لم يوزِّع أيّة ..

صلصال
1,Feb,2022
  قصة: هشام مقدادي كاتب أردني   يرتطمُ الماءُ المندلقُ من الإبريقِ بأعلى جبينها، يتغلغلُ بعضه في حلكةِ شعرها، فيما ‏ينزلقُ المتبقي منه على وجهها الأملسِ، وكتفيها العاجيين، ينزلقُ الماءُ عن الجسدِ ‏المصقولِ بسرعةٍ مشكّلًا شلّالاتٍ تتهادى مع تكوُّرِ التضاريسِ، وانبساطِها، تُحجِمُ ‏القطراتُ المتبقيةُ متشبثةً بمسامِ جسدها، بعد انتهاء جريان الماءِ، فألمسها برأسِ ‏ ..

القبو
1,Feb,2022
  قصة: عزة دياب كاتبة مصرية   عتبات الدَّرَج حجريّة، عالية، الإضاءة المنبعثة من المصابيح المتدلّية من سلك ‏الكهرباء المثبت على الجدران المملّحة بالقرب من السقف الخشبيّ الواطئ تمنحها ‏اتساعًا، بَسْطة عريضة تليها الدَّرجات تستقبل خطواتي بنعومة، تغريني بالتخلي عن ‏الحذاء والجوارب، ألمسها بقدمين حافيتين وجلد مقشعرّ وأنف مزكوم من رائحة ‏الرطوبة، شعرتُ أنَّ الدَّرج ..

كلب يشُمّ الأفكار
1,Feb,2022
  قصة: محمود الريماوي قاص وروائي أردني     فوجئت السيدة (د) بذكاء السلوقي وشهامته، ووقفت تغالب الضحك الهانئ، وتتابع منتشية مشهد ‏الفتك بالطَّيرين، وقد استغرق المشهد بضع دقائق، قبل أن تسارع عاملة البيت إلى رفع بقايا ‏الطيرين بحذر، وإلقائها بألم في حاوية القمامة.‏ وفي الأصل فإنَّ السيدة (د) تحبُّ الطيور والحيوانات الأليفة حُبًّا جمّا. في وحدتها تَأنسُ بها. ..

أما زلتِ تذكرينهُ؟
1,Feb,2022
أما زلتِ تذكرينهُ؟ شعر: أحمد مصطفى سعيد شاعر مصري ‏(إلى بنلوب الروح أماني)‏   ‏(1)‏ وكيف لي أن أنساه وكلّ صباح يجمعنا لقاء ثلاثتنا أنا وهو واللّهفات والبراحُ طوق لحبٍّ مُباح أو بين العذول العيون في الزّحام قطّاع طريق ‏ يملأ روحي دفئًا بصباحك فرحًا يا عمري ومطرًا من القبلات.‏   ‏(2)‏ كيف أنساه وساعي البريد يفرح أكثر منّي ..

إلى وطني.. الأردن بمناسبة مئويّة الفخار
1,Feb,2022
شعر: شفيق أحمد العطاونة شاعر أردني   لا زلتَ وحدَك تحمـــلُ الأعباءَ وتنوءُ بالحملِ الثّقيــــل، فِـــداءَ   يا موطني، تِربَ الغمــامِ ورايةً خففتْ، على هـامِ الزّمـانِ عَلاءَ   كوفيّــــةً وعقـالَ مجـدٍ ما انثنى ‏ وإزارَ فخـــرٍ نرتديــه، وِجـــاءَ   ما نحن إلّا مـن ذُؤابـة فَضلِكــم نشـــري لأجلـكَ أنفُسًـا ودمـــاءَ   كالنّسر يعظم في ..

عمرٌ تكبّلَ بالحذر
1,Feb,2022
  شعر: محمد ياسين شاعر أردني   على عجلٍ... ‏ تسرَّبَ من يدي عمرٌ على عجلٍ وما في الكفِّ من أثرٍ سوى بللٍ وبي ظمأٌ لقافيةٍ ‏ وفجرٍ من شِباكِ الليلِ ما طلعا ‏**‏ فلم أكتب سوى سطرينِ مرتجفينِ من ترتيلةِ الأشواقِ ما أطلقت عنقائي التي اكتملت رمادًا من حريقِ الشوقِ ما هجَعا ‏**‏ ألبِّدُ في جِرارِ‎ ‎الصَّمتِ أحلامي.. أعتِّقها‏ وأمشي مثقلًا با ..

تَدَاعِيَاتٌ لِهَزَائِمَ عِدَّة
1,Feb,2022
شعر: د. حكمت حسن جمعة  طبيب وشاعر سوري   • رِثَاء فَجْأَةً في الشَّارِعِ الضَّيِّقِ ‏ وَالمَسْدُوْدِ مِنْ قَلْبي ‏ وَكَانَ اللَّيلُ غُولًا يحْظِرُ التِّجْوَالَ ‏ غَابْ ‏ لمْ أَجِدْ في دَرْبِهِ آثَارَ ظِلٍّ ‏ والَّذي يُوغِلُ في السِّرْدَابِ ‏ لا يَشْرَبُ نَخْبَ السِّرِّ إِلاَّ مِنْ مَفَاتِيْحِ العَذَابْ ‏ غَامِضًا يمْضِيْ ‏ وقَدْ وَشْوَشَهُ ص ..

قصيدتان
1,Feb,2022
  شعر: محمود الشلبي شاعر أردني     • مرآة البحر البحرُ كالآلِ ‏ مملوءٌ بغيمته وكالحقيقةِ تغفو ‏ تحت موجته.‏ يسبي الغموضَ به ‏ عُمْقٌ فيخزنُه، منه القرارُ، ويبقيه بعهدتهِ.‏ طارحتُه السُّؤلَ ‏ حتى عاد يسألُني وشِمْتُ برق لياليه ‏ بعبرته.‏ كم دوّنته الشواطي ‏ طيَّ ذاكرةٍ فوق الرمال، ‏ وهامَتْ في محبَّته.‏ السِّرُّ فيه تناهي ..

كأنّي لستُها
1,Feb,2022
  شعر: زليخة أبو ريشة شاعرة أردنية     كأنّي لستُها تلك التي في صورة الأبيض والأسودِ في الخمار الطريّ لا ذاكَ حاجبَها ولا العينُ عينَها ولا الفمُ البكرُ لا تبسّمُها الصبيُّ ولا ما تجودُ به المُلمّاتُ ‏**‏ كأني لم أمشِ في دربِها ولم أنهضْ إلى حُلْمها مثلما ينهضُ الشيبُ غِبَّ غَدرٍ ولم أجرِّب يومًا وقوعًا في جُبِّ لوعتِها وكأني لستُها ..