إبداع
فريدة
30,Aug,2022
‏                         • تغريد أبو شاور*‏ كاتبة أردنية تقول أمُّ حمدي‎:‎‏ "اللي باعك بالفول، بيعه بالقشور"، ودلَّلت على ذلك ببساطة... ‏وقرَمتْ قرن فول بين يديها قسمين، ومضغته ثم بصقته في ساحة بيتها الترابيّة.‏ فضجّ حوش بيتها بضحك كلّ نساء الظهيرة اللواتي اتخذنه خانًا يعبرن به، لأخذ قسط ‏من الراحة، والتزوّد بأخبار الحارة بعد التجول لساعات يومية في سوق الخ ..

عاريًا من الخوفِ
30,Aug,2022
‏(نص غير عابئ بالتصنيف)‏ إيمان مرزوق كاتبة أردنية   ‏(عاريًا من الخوفِ أحدِّقُ في عينيّ الموت)، إنَّها وحدها –هكذا- تكفي وتُغْني عن رواية! ‏لكنَّني كائنٌ مجبولٌ بماء البوح..‏ لا..لا علاقة للأمر بالتحدّي.. أبدًا.. ولكنّني أترجَّلُ عن راحلة الأمل.. أنشدُ الراحة ‏بالسكون.. بلحنٍ سرمديٍّ حزين.. يقطعه بوقاحة إعلانٌ مموَّلٌ سَمِج.. تلك الثواني التي ‏تسبق ا ..

لقاء حميم
30,Aug,2022
موسى إبراهيم أبو رياش كاتب أردني     صَلَّى على جنازة والده، وشيَّعها إلى المقبرة، ثم اتَّخذ ركنًا قصيًا، يراقبهم عن بُعد ‏وهم يهيلون عليه التراب بهمّة ونشاط، وبعد موعظة قصيرة، غادر الجميع. سار ‏على مهل تجاه القبر؛ ليتأكد من خلوّ المكان، جلس عند رأس أبيه، بكى بحرقة، ‏دعا له طويلًا، تنهَّد، وقال: "أتعلم يا أبي أنَّ هذه هي المرَّة الأولى التي أجلس ‏معك وحدنا؟ و ..

فرم ناعم
30,Aug,2022
• تيسير نظمي*‏   ‏     مع أشعة شمس آذار، كم بدى لامعًا لون الجزر!! وكم بدى شبيهًا بلون برتقال يافا لولا ‏فقدان اللون للرائحة!!. وضعتُ كلَّ ما اشتريته اليوم من جزر على الشرفة تحت الشمس ‏الساطعة؛ ليجفَّ ما اعتراه من بلل نديّ... ويزداد التماعًا.‏ ‏     نظفتُ العصّارة الكهربائية وأعددتها للتشغيل بعد طول هجران لها قارب السنة. وجلستُ أراقب ‏عبث العصافير مع طائرٍ أك ..

‎الوصيةُ الأخيرة
30,Aug,2022
  ‎   • حسام الرشيد‎*‎ لا مناصَ أمامي سوى الانتحار.‏ هكذا حدّثتُ نفسي بمرارة، وقد كان عليَّ أن اتخذ هذا القرار منذ زمن بعيد، لكنني كنت ‏أرجئه لعلَّ الأمور تسير إلى حال أفضل، ولكنّها كانت تسير إلى الأسوأ دائمًا، ليس ‏أمامي سوى أن تحين الفرصة المناسبة لفعل ذلك، سأدرس الأمر بعناية، لن أتعجّل ‏حتى يغدو فعلي طائشًا، كلّ من سيقف على جثتي سيقول بالفم الملآن:‏ ‏-لق ..

الغبار
30,Aug,2022
‏ قصة: عمر ضمرة‎*‎ كاتب أردني   قالت الخبيرةُ في الأرصاد الجويّة إنَّ هناك ثلوجًا ستعمّ مختلف المناطق، حيث أكّدت أنَّ الثلوج ‏ستتراكم في الطرقات وعلى ارتفاعاتٍ منخفضة عن سطح البحر.‏ كانت ترتدي تنورةً سوداءَ وكنزة صوفيّة سُكّريّة اللّون مع ربطة على العنق أشبه بالوشاح الصغير. ‏وكانت تتدلّى خصلات شعرها الكستنائيّ المتموِّج والمعتنى به بمجفف الشعر، على الوشاح ‏وا ..

وكان في إربد
30,Aug,2022
  ‏ دينا بدر علاء الدين ‏- أين أنتِ يا حُسْن؟ لقد حضر عمّي شَوْكت.‏ كانت ابنة عمّي سليمان تناديني، بينما هي غارقةٌ في أكوام الصّوف؛ تجهزها للمُنجّد؛ ليعدّ بعض ‏الأغطية استعدادًا لموسم الشّتاء المُقبل. لَبّيتُ النّداء حاملةً حقيبتي التي جهزتُها منذ يومين؛ استعدادًا ‏لضيافة عمّي شَوْكت في إربد، كان ذلك في ربيع عام 1951م، ركبنا الحافلة من أمام الجامع الحسينيّ ‏في ..

البريق
30,Aug,2022
                     عمّار الشقيري سعل لخمس دقائق متواصلة، احمرَّ وجهه خلالها وانتفخت عيناه، برزت عروق عنقه وبدا كما لو ‏أنَّ أحدًا يحاول اقتلاع رئتيه من صدره، ثم راح يهدأ رويدًا رويدًا، وظلَّ مادَّا كفّه في وجهي في ‏إشارة بأن لا أقلق.‏ أشعل سيجارةً أخذها من علبتي كالعادة، وراح يتأمل صحن "ستالايت" صدئ يتمايل مع الهواء ‏فوق أحد الأبنية، قال: انظر هذا مشروع تخرجي ..

سلامتك يا إربد
30,Aug,2022
في تذكر حبيبتي إربد‎.‎ زياد خداش     غادرت إربد في شتاء 1989، سنوات طويلة تفصلني عن آخر ليلة قضيتها هناك ‏بصحبة أصدقاء في حفلة وداع لي متنا فيها من الضحك، في إربد وحدها يُسمح ‏للضحك المجنون، ويُسمح للرقص في الشوارع من دون سبب، من النادر أن تجد ‏شخصًا يتذمر من ضحك جاره، أو يحتجّ على طالب يرقص في باحة بيته، من ‏عام 1983 وحتى 1989 وأنا أضحك وأقرأ وأحاول أن أحب، ..

شَبَابُ الرُّؤَى
30,Aug,2022
‏سعيد يعقوب‎*‎ إِلَى كُنْهِ مَا لَا نَفَاذَ لَهُ       وَمَا لَا يُحَدُّ وَلَا يُفْهَمُ يُحَلِّقُ بِيْ السِّحْرُ سِحْرُ العُيُونِ   وَيَأْسِرُنِيْ فَجْرُهَا المُعْتَمُ فَأَسْرِقُ مِنْ نَارِهَا جَمْرَةً       لِيَحْرِقَنِيْ ثَلْجُهَا المُضْرَمُ وَأَغْرَقُ فِيْ عَالَمٍ مُظْلِمٍ         لِيُنْقِذَنِيْ لُجُّهُ المُظْلِمُ هُنَالِكَ حَيْثُ تُفِيقُ المُنَى    فَأَ ..

نجمةٌ في فضاءِ الروح
11,Aug,2022
إيهاب الشلبي   عَروسَ القَلبِ يا ألَقَ الجَمالِ                وَيَا مَعْشوقَتي.. مُرِّي بِبالِي‎ ‎   لِأَذهَبَ فيكِ نحوَكِ مِنْ غُباري               وَأَغْسِلَني بِأَموَاجِ انفِعَالِي‎    ‎   وَأَنفُضَ عن عُيونِي غُربَتَيْها                     بُعَادَكِ ثُمِّ عَتْمَةَ مَا بَدا لِي‎  ‎   فَمَا خَطَرَ الحَنِينُ إليكِ إلاَّ                    وَرَقَّ ا ..

إربـــــــــــــــدُ... لغـــــةٌ أخــــــــرى
11,Aug,2022
• عمر أبو الهيجاء يا تلَّ إربد سبقتني إليك قامتي سبقني نزفي أجيء مخفورًا بالذئاب رقصي محكومٌ بالندى يدلُّ عليَّ الشجر الطازج لأرى قبلتي وتراني.‏ أتابطُ  الكراريس وخضرةَ السهل لم يبق منّي سوى شغب أودعته المراسيم وشغب الطفولة الأول.‏ مرتبكًا ما زلتُ وبي تمرُّ حكايا  الحارة "التحتا"‏ وأصابع النسوة وهنَّ "ينعفن" علبَ "الناشدِ" ‏ على فا ..

لا أُريد على القبر
11,Aug,2022
• امين الربيع‎*‎ لا أُريدُ على القبرِ نقشًا يُميِّزُهُ‎.‎ ليكن هامشيًا، بعيدًا عن الدَّربِ والوقتِ، مستويًا، ووديعًا كجيرانهِ الصَّامتينَ وشيءٌ من العشبِ يوجزُهُ‎.‎ لا أُريدُ عليهِ زهورًا مُنمَّقَةً، ليكن مُهملًا تتقافزُ من فوقهِ سَخْلةٌ ويحطُّ الغُرابُ عليهِ‎ ‎ وتجمعُ أرواحَهُ النَّحلُ شهدًا ستُفرزُهُ‎.‎ ‎*‎ الحياةُ مُعقَّدَةٌ كأحاسيسِ طفلٍ حدي ..

أقحوانةُ الشّمال
11,Aug,2022
‏شعر: محمود الشلبي   غَنّيتُ إربدَ فاخضرّتْ مغَانيها، وذاب في اللحنِ معنىً مِنْ معانيها.‏ نَفْسي بها منذُ عهدِ الحِلم مولعةٌ، وما أزال مُعنَّى في مآقيها.‏ فما أرقَّ نُسيماتٍ تَطوفُ بها، فوق السُّهولِ، وقد لاحتْ غواديها.‏ وما أُحيلى صباحًا باسمًا عبِقًا، كأنَّهُ الوعدُ يَهْمي من نواصيها.‏ والأُمنياتُ اللواتِي في خواطرِها، قَطَفْنَ وَرْدَ ال ..